لقد وقعت في شباكك

لقد وقعت في شباكك

الفصل الأول: طردت من الظل

كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا حين انفتحت بوابة القصر الكبيرة بقوة، كما لو أن الليل ذاته رفض الصمت.

رغم البرد، لم أرتجف. كان الصقيع الحقيقي يسكن صدري، لا الهواء.

وقفت هناك، في منتصف الطريق، بثوب خفيف ووجه محروق بالدموع، أُحدّق في السيدة "هدى" — والدة كمال لطفي — التي لا زالت تصرخ بوجهي وكأنها تطرد مرضًا من جسد البيت.

"اخرجي! خارجة من هنا اليوم قبل بكرة!

كلّ شيء كشفتيه... وقحة! جرذانة! كيف تجرّأتِ!؟"

كنت أحاول الكلام، شرح شيء، الدفاع عن نفسي… لكن صوتي لم يعد لي.

كنت فقط… واقفة. صامتة. أحتضن بطني الصغير بخوف، بينما السماء تهطل مطرًا وكأنها تبكي قبلي.

"قالت لي الطبيبة… قالت لي إنك حامل!"

شهقت، ثم بصقت جانبًا. "ومن مَن؟ من ابني!؟ كمال لطفي!؟"

في ذلك الوقت… لم أكن أحمل كرهًا لكمال.

كنت فقط أحمل الخوف، الصدمة، وربما شيئًا غبيًا اسمه الأمل.

كنت أقول لنفسي: "أكيد كمال راح يدافع عني… أكيد بيصدقني…"

لكنني كنتُ غبية.

خرج هو من وراءها، واقفًا عند باب القصر، يلبس قميص نوم أسود، وشعره غير مرتب.

وجهه جامد… عيونه زجاج.

نظر إليّ كمن ينظر إلى مشكلة، لا إنسانة.

قلت بصوت مبحوح: "كمال… قول شي… قول لها الحقيقة."

هزّ رأسه بخفة، مشى ببطء، حتى اقترب مني… ثم أخرج من جيبه رزمة نقود، ورماها على وجهي.

"هذا كل ما تستحقينه.

غلطتي إني أنزلت راسي… وخلّيت نفسي أطيح.

بس ما راح أطيح مرتين."

سقطت النقود على الأرض كما يسقط شيء ميّت.

رأيت مشاعري تتبعها… تتكسر دون صوت.

أخذت خطوة للخلف… ثم خطوة أخرى.

لا أحد أوقفني.

لا أحد ناداني.

لا أحد سألني: "إلى أين ستذهبين؟"

وكان هذا أسوأ من كل شيء…

خرجت من القصر وأنا لا أملك شيئًا سوى خيبة… وطفل في بطني لا ذنب له.

مشيت لساعات… تحت المطر… أجرّ نفسي من شارع إلى شارع، أطرق أبوابًا مغلقة، أبحث عن وجه إنساني… فلا أجد سوى برد وأرصفة وسُخرية المارّة.

تعثرت قدماي، سقطت، نهضت، ثم سقطت مجددًا.

في النهاية، جلست على درج مطعم مقفل، وضممت جسدي، وخاطبت الطفل في بطني بصوت مرتجف:

"سامحني...

ما قدرت أحميك من أول يوم…

بس بوعدك… راح أكون أمّك وأبوك وكل شيء…

بوعدك، ما راح أخلّيهم يكسروك… مثل ما كسروني."

في اللحظة التي ظننت فيها أنني سأموت هناك، ظهر ذلك الرجل العجوز.

كان يرتدي معطفًا بنيًا، يمشي ببطء، لكنه لم يتجاهلني كما فعل الآخرون.

اقترب، مدّ يده، وقال بهدوء يشبه ضوء شمعة في العاصفة:

"لا أحد يستحق أن يُرمى بهذا الشكل...

قومي يا ابنتي... ما زال في هذه الحياة شيء يُنقذ."

ورغم أنني لم أثق في أحد بعد تلك الليلة،

إلا أنني أمسكت يده.

ولأول مرة… شعرت أن هناك من يرى شيئًا بداخلي… لا خارجي.

اسمه "غالب الجبالي"…

وكان رجلًا مختلفًا عن العالم الذي طردني.

بعد عام من الآن،

كنت فتاة جديدة.

أقف بثقة. أقرأ. أكتب. أعمل. أضحك.

وفي عيني… بريق لم يعرفه كمال يومًا.

لكن القدر... لا يُحب القصص المكتملة.

وفي أحد الأيام، في معرض خيري، وبينما أحمل يدي طفلي "ياسين"،

سمعتُ صوتًا أعرفه جيدًا…

صوتًا لم أظن أنني سأسمعه مجددًا…

"ليلى؟"

استدرت ببطء…

وها هو كمال لطفي واقف أمامي، بعينين أجهدهما الوقت… وبقلب… لم أعرفه بعد.

رواية لفتيات حسب طلبهم لهذا أتمنى أن تنال إعجابكم و تطبيق مجموعة من أحداث درما رومنسية

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon