عندما يتحول الكره إلى حب

عندما يتحول الكره إلى حب

حسنا... من هذا المتعجرف؟

📝 الفصل الأول:

> "بيب! بيب! بيب!"

صوت المنبه اخترق صمت الغرفة ليعلن عن الساعة 7:30 صباحًا،

فتحت ليان عينيها على غير عادتها بنشاط، كأن هذا اليوم يحمل شيئًا خاصًا لا تعرفه بعد.

مدت يدها وأغلقت المنبه بكسل، ثم ابتسمت بخفة وهي تهمس لنفسها:

"أول يوم... مدرسة جديدة... بداية جديدة."

نهضت من سريرها ببطء، اتجهت نحو مرآتها الصغيرة،

غسلت وجهها بماء بارد وانتعشت، ثم بدأت بسكينكيرها المعتاد:

لمسة من التونر، نقطة كريم خفيف، ومرطب شفاه بطعم الفراولة 🍓

فتحت خزانتها وسحبت الزي المدرسي الجديد بعناية، كأنها تلمس قطعة من المستقبل.

التفتت مرة أخرى نحو مرآتها، أمسكت فرشاة شعرها وسرّحت خصلاتها الداكنة الطويلة،

ثم ربطت جزءًا منها للأعلى بمشبك شعر صغير على شكل فراشة فضية...

تلك الفراشة كانت هدية من أمها بيوم عيد ميلادها ، الثامن عشر.

نظرت إلى نفسها مرة أخيرة في المرآة، رفعت حاجبها بخفة، وابتسمت وقالت:

"من أين لكي هذا الجمال يا بنت.... أحم.. أحم.. سأتأخر عن المدرسة."

> نزلت ليان الدرج بخطوات خفيفة، وعبق الخبز المحمص وريحة القهوة سبقوها للمطبخ.

- "صباح النور يا أميرة اليوم الأول!" قالت أمها بابتسامة وهي تضع كوب العصير على الطاولة.

- "صباح الورد يا أمي "

جلست ليان بسرعة، التقطت كوب العصير وأخذت رشفة طويلة، ثم قطعة توست صغيرة.

على طرف الطاولة، كانت أختها الصغيرة ريهام تجلس على كرسي مرتفع،

ترتدي بيجاما فيها رسومات قطط، وتضحك وهي تمسك قطعة جبن .

- "صباحك عسل يا ريهومة!" قالت ليان وهي تداعب خدها.

كانت ريهام صغيرة جدًا، طفولية ومشاغبة، لكنها دايمًا تراقب ليان بإعجاب.

تناولت حقيبتها، وقبّلت أمها على عجل، ثم خرجت بسرعة وهي تسمع صوت بوق السيارة بالخارج.

- "ليان، تأخرتِ!"

- "قادمة يا أبي!"

فتحت الباب، والهواء الصباحي داعب شعرها،

ارتفعت شمس خفيفة في السماء وكأنها تبتسم لها،

"يوم جديد... مدرسة جديدة... أنا متحمسة..."

> توقفت السيارة أمام بوابة المدرسة،

فتحت ليان الباب ببطء ونزلت،

أخذت نفسًا عميقًا، حملت حقيبتها على كتفها،

وأغلقت الباب خلفها...

رفعت عينيها ونظرت للواجهة الكبيرة للمؤسسة:

بوابة حديدية، طلاب كثر، ضحكات، صراخ، وجوه غريبة تمامًا.

"هذه... المدرسة؟! ما شاء الله... كبيرة!"

شعرت بأنها صغيرة وسط هذا الزحام،

طلاب يتحدثون بسرعة، مجموعات تقف معًا،

ومع كل خطوة كانت تمشيها... تشعر أن كل العيون تلاحقها.

لم تكن تعرف إلى أين تذهب،

فتوقفت فجأة، وأخرجت ورقة من جيب سترتها:

"القسم 3 آداب... الطابق الثاني، القاعة 6."

- "آه، يعني درج؟ مشوار صباحي كمان..."

وفجأة... صدمة!

اصطدمت بشخص، وسقطت دفاترها أرضًا.

> - "آآه! آسفة، آسفة!"

انحنت بسرعة تجمع دفاترها...

وسمعت صوتًا لطيفًا يقول:

- "ولا يهمك! كنتِ شاردة؟"

رفعت رأسها، ورأت فتاة ترتدي نفس الزي المدرسي،

شعرها بني كراميل، وعيونها واسعة، وفي ابتسامتها شيء مطمئن.

> - "أوه... نعم، آسفة، أنا جديدة هنا."

- "واضح! باين عليك مرتبكة 😅"

- "أنا ليان."

- "سيرين."

مدت لها يدها بابتسامة صادقة،

- "تشرفنا، وأنا في قسم 3 آداب... وإنتِ؟"

- "أنا أيضًا! قاعة 6؟"

- " إذًا! تعالي، نروح سوا قبل ما يقرع الجرس."

سارت ليان معها،

وبداخلها همست:

- "أول وجه طيب... ربما هذه بداية جيدة".

> كانت القاعة شبه ممتلئة...

الطلاب يتحدثون ويضحكون،

وسيرين دخلت أولًا، تتجه نحو المقعد المعتاد في الصف الثالث، قرب النافذة.

وضعت حقيبتها وجلست، ثم أخرجت دفترها بهدوء.

دقائق قليلة... رنّ الجرس،

وضجّت القاعة للحظة، ثم بدأت الأصوات تهدأ تدريجيًا،

وتسلل الصمت مع دخول الأستاذ إلى القسم.

رجل خمسيني بنظارات أنيقة، يحمل ملفات تحت ذراعه،

وقف أمام السبورة ونظر للطلاب بنظرة ثابتة.

> - "صباح الخير."

- "صباح النور، أستاذ." ردّ الجميع بصوت واحد.

تفحّص الأستاذ الوجوه، ثم نظر إليهم...

- "هل الجميع هنا؟"

> في تلك اللحظة، انفتح الباب بهدوء... ودخلت ليان.

أنظار بعض الطلاب التفتت نحوها،

مشت بخطى ثابتة، لكن قلبها ينبض كأنه جرس ثاني.

- "صباح الخير، أنا... الطالبة الجديدة."

الأستاذ نظر في الورقة بين يديه ثم ابتسم:

- "ليان يوسف، أليس كذلك؟ أهلًا بكِ. تفضلي بالدخول، لا تتوتري."

نظرت ليان سريعًا نحو الصف، تبحث عن كرسي فارغ،

قبل أن يقول الأستاذ وهو يشير بيده نحو آخر الصف:

- "هناك كرسي شاغر بجانب آدم، اجلسي هناك."

رفعت عينيها ببطء...

ونظرت إلى حيث أشار...

شاب رأسه على الطاولة، نائم بكسل، وكأنه غير موجود.

مشت ليان بخطى هادئة نحو الكرسي،

وبجانبها لاحظت فتاة تحدّق بها بحدة،

عيناها تمتلئان بنظرة استغراب... أو شيء آخر أقرب إلى الغيرة.

تجاهلتها، وسحبت الكرسي بهدوء وجلست.

وضعت حقيبتها، وأخرجت دفترها دون أن تنظر إليه.

لحظات وينهظ آدم مستغربا

-"من أنت ومن طلب منك الجلوس هنا 🤨"

ردت ليان بهدوء :

"أنا إسمي ليان.. تلميذة جديدة والأستاذ هو من طلب مني الجلوس هنا".

عبس بوجهه وإستلقى بظهره للخلف على الكرسي وهمس في نفسه:

_ "ولم يجد كرسيا إلا هذا؟! "

> عاد الأستاذ للسبورة بعدما جلس الجميع،

فتح دفتره، وسحب قلمًا أزرق من جيبه.

- "إذن، لنبدأ. درس اليوم في الأدب: 'الاتجاه الرومنسي في الشعر العربي'."

صوت الأوراق يُقلب،

وبعض الطلاب بدأوا يفتحون دفاترهم،

وآخرون يواصلون التثاؤب والكلام.

ليان فتحت دفترها، نظرت نحو السبورة،

لكنها كانت تشعر بنظرات خفيفة من البعض...

ليس ازعاجًا... بل فضولًا.

الأستاذ بدأ يشرح بثقة:

- "الرومنسيون لم يكونوا مجرد شعراء عاطفيين،

بل كانوا أصحاب ثورة داخلية، خرجوا عن القواعد التقليدية..."

كانت كلماته واضحة،

لكن عقل ليان كان يسرح بين الصوت، والأجواء الجديدة، والوجوه الغريبة.

بجانبها، كان آدم يمسك قلمه ويدوّن بعض الملاحظات،

دون أن يلتفت إليها... وكأنه تجاوز ما حدث منذ قليل.

أما تلك الفتاة، الجالسة في الصف الأمامي،

فلا زالت تلتفت بين الحين والآخر،

تحدق بها بنظرات لا تخلو من الغيرة... أو الشك.

ليان لم تكن مرتاحة تمامًا،

لكنها فتحت صفحة جديدة وكتبت بخط مرتب عنوان الدرس

"الاتجاه الرومنسي في الشعر العربي."

أخذت نفسًا خفيفًا، وبدأت تدوّن ملاحظات الأستاذ.

لم تتحدث، لم تلتفت كثيرًا،

فقط عيناها كانت تتحركان بين السبورة، والدفتر، والوجوه من حولها...

كانت تحاول أن تفهم المكان قبل أن تنتمي إليه.

وهذه... كانت عادتها دائمًا.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon