كان صباح اليوم التالي مختلفًا…
المدرسة مليانة همسات، الكل يتكلم عن "سرقة عقد"، وتفتيش لحقيبة ليان بالأمس، والشكوك اللي بدت تلفّ حولها.
لكن ليان؟
تمشي بخطى ثابتة، حقيبتها على كتفها، ووجهها هادئ لكن نظراتها حادة.
دخلت ساحة المدرسة، وعينها مباشرة على ليلى، اللي كانت واقفة مع صديقاتها تضحك بثقة كأنها أمس ما عملت شي.
ليان اقتربت منها، وقفت أمامها وقالت بنبرة هادئة لكنها ثابتة:
– "عندك دقيقة يا ليلى؟"
ليلى رفعت حاجبها، ثم قالت بتمثيل البراءة:
– "في شي؟"
– "أيوه… بسألك: ليه اتهمتيني بشي أنا ما سويته؟"
ليلى ضحكت باستهزاء:
– "اتهام؟ أنا قلت الحقيقة، عقدي اختفى ولقيته في حقيبتك، غريب مو؟"
ليان نظرت في عينيها بثبات… ثم أخرجت هاتفها ببطء.
– "غريب جدًا… خصوصًا إن في شي يوضح الحقيقة أكثر."
ضغطت على الفيديو…
صورة واضحة لليلى وهي تفتح حقيبتها وتضع العقد داخل كتابها.
وجه ليلى تلوّن… شهقة صغيرة خرجت منها، وصديقاتها فتحوا عيونهم على وسعهم كله تمثيل.
"لا مونتاج مستحيل "
ليان:
– "الفيديو حقيقي… آدم صوّرك، ومرسل لي المقطع… تريدين ان أنشره في صفحة المدرسة؟"
ليلى عضت شفتها، عجزت عن الكلام لوهلة ثم قالت: "لا أرجوكي سأفعل ماذا تريدين سأدفع لكي مليون دولار المهم اسكتي"
ليان اقتربت منها خطوة:
"ههه لا.. أنت بالغتي كثيرا هل ترينني رخيسة لهذه الدرجة؟... إسمعي جيدا أنا لن أسمح لكي أن تهينيني فهمتي... والآن يدق الجرس وتدخلين للقسم وتعترفين"
– "أنا ما سرقت… بس إنتِ سرقتي احترام الناس لنفسك. مبروك."
ثم استدارت، وتركت ليلى واقفة في وسط الصدمة، والكل حولها يهمس ويتبادل النظرات.
في الزاوية، كان آدم واقفًا، يراقب بصمت…
نظر إلى ليان، ابتسم لنفسه وقال:
– "لم أرى في حياتي فتاة قوية لهذه الدرجة برافو ليان."
> دق الجرس، الكل دخل القسم، لكن التوتر كان حاضر.
ليان جلست مكانها، عينها ما تفارق ليلى…
ليلى تحاول التظاهر بالهدوء، لكنها كل دقيقة تنظر للخلف، كأنها خايفة من شي.
فجأة…
ليلى (بصوت واضح): " إسمعوني جيدا، ما حدث الامس لم يكن في الحسبان أن يحدث، أنا آسفة لقد قمت بمقلب في ليان على انها سرقت لي العقد، لكن هي لم تفعل ذلك اردنا أن نمزح ققط لم أكن أعي أن الامور ستصل لهذه الدرجة.... أعتذر منكي يا ليان "
الكل انصدم من هذا الخبر لكن المهم زاحت الأنظار عن ليان.
ليان همست في نفسها: " كما كنت أتوقع... لن تفضح نفسها ".
ثم أجابت:" سامحتك ". بصوت هادئ:" غبية".
> كانت الشمس مشرقة والساحة تعجّ بالصراخ والضحك…
حصة الرياضة بدأت، والبنات والأولاد تفصلهم شبكة متوسطة…
اللعبة اليوم: كرة السلة 🏀
الأستاذة وزّعت الكرات، وبدأ الفريقان اللعب.
ليان كانت تضحك مع سرين، حماسها واضح، تمسك الكرة وتجري نحو السلة…
!

لكن فجأة، قدمها تلتف على الأرض بشكل خاطئ
ليان (تصرخ):
– "آآاه!"
> سقطت على الأرض وهي تمسك كاحلها…
سرين تركت كل شيء وركضت نحوها:
– "ليان!! إنتِ بخير؟!!"
> ليان تمسك رجلها وتتألم، لكن تحاول تخفي الألم بابتسامة باهتة.
فجأة، ومن دون أي تحذير…
💥💥💥
> كرة ترتطم مباشرة برأس ليان من الخلف!!
الكل صرخ…
ليان تجمّدت من الصدمة، أما سرين فصرخت وهي تنهض:
سرين (بغضب):
– "إنت مجنون؟!!"
> آدم واقف بعيد، ضاحك وهو يرجع خطوة، ونبرة صوته مليانة استفزاز:
آدم:
– "أوه آسف، ما شفتها كانت جالسة على الأرض… ما توقعت إنها تعثرت بهالسهولة."
(يضحك بخفة)
> ليان رفعت رأسها، عيونها مشتعلة، الألم اختفى في لحظة أمام كمية الغضب:
ليان (بصوت مرتجف لكن حاد):
– "أنت حقير… كنت تشوفني وسويت كذا؟!"
> آدم ضحك بخفة وقال:
– "لا تكوني درامية… ضربة خفيفة، مثلك تمامًا."
ليان (تنهض بصعوبة، لكن تقف رغم الألم):
– "ضربة خفيفة إذا.... ساذج."
> الكل صمت…
لكن ليان استدارت نحو سرين وقالت:
– "ساعديني، لأنهظ.".
> سرين ساعدتها تقوم، وكل العيون صارت عليهم…
وآدم؟
بقي يراقبها من بعيد .

> بعد نهاية الحصة، جلس آدم على مقعد قرب سور الساحة، يشرب ماء وهو يحاول يبين إنه ما مهتم.
فجأة جلس جنبه أشرف، عينه عليه، ووجهه جدي.
أشرف (بدون مقدمات):
– "آدم… وش كان قصدك تضرب البنت وهي واقعة؟"
آدم (يرتشف الماء):
– "بالله؟ الموضوع كبر لهالدرجة؟ كانت مزحة."
أشرف (يرفع حاجبه):
– "مزحة؟ تضربها بالراس وهي تمسك رجلها؟ كيف مزحة؟"
> آدم سكت شوي… ثم قال بنبرة متهربة:
آدم:
– "هي تستفزني… من أول يوم وهي تدخل كأنها بطلة فيلم.
صوتها، حركاتها، ردودها… كأنها جاية تنشر ضو مثل باقي البنات."
أشرف (ينظر له بتركيز):
– "يعني لأنها ما أعجبتك، تكسر كرامتها؟ آدم، البنت
واقعة بالارض و تتألم من كاحلها!"
آدم (ينظر بعيدًا، ثم يتمتم):
– "انت لا تعرف كم هي مزعجة …"
أشرف (مصدووم):
– "ماذا تقصد؟"
آدم (بصوت أخفض):
– "من أول يوم دخلت القسم، وأنا… متضايق.
ما أدري إذا كانت جرأة، ولا عينها اللي تطالعني بدون خوف.
بس حسّيت إني… مش مرتاح."
(يسكت لحظة)
– "ولما شفتها على الأرض، ما فكرت… رميت الكرة وانتهى."
أشرف (ينظر له بدهشة):
– "آدم… شكلك ما تكرهها.
إنتَ خائف منها."
آدم (بسرعة):
– "أنا؟ أخاف منها؟ لا تمزح!"
أشرف (يبتسم بخفة):
– "لا تمزح معاي… إنت تضرب عشان تهرب من اللي تحس فيه."
> آدم سكت… عض على شفته، ورجع يشرب الماء وهو يطالع الأرض.
أشرف (يقوم):
– "انت منزعج لأن هناك من سيلقنك درسا 😂"
> ويمشي أشرف، تاركًا آدم في مكانه…
وتظهر على وجه آدم ملامح ما نعرفها:
مو كره… بل حيرة. 😶🌫️
....... يتبع.
Comments