الصوت من الماضي

في اللحظة التي ارتفعت فيها سيوفهم، ساد الوادي صمت ثقيل. الوحش الغريب، الذي بدا وكأنه يحمل ثأرًا من قرون، تقدّم نحو كايتو بعينين ملتهبتين بالحقد. أما كايتو، فوقف ثابتًا، سيفه في يده، وعيناه مشتعلتان بطاقة غامضة.

اندفعت الضربة الأولى. فأس الوحش شقّ الهواء بقوة جعلت الأرض تهتز، لكن كايتو انحرف جانبًا بسرعة لا تُصدق، ورّد بسيفه مباشرة نحو عنق الخصم. اصطدمت الضربتان، ودوّى صدى الحديد وسط القاعة الحجرية.

سايرا صرخت:

> "كايتو! حذارِ!"

لكن كايتو لم يكن بحاجة لتحذير. كانت حركاته دقيقة، محسوبة، وكأنه قاتل هذا الكائن من قبل.

في لحظة، اختفت كل الأصوات، لم يبقَ إلا صوت السيوف، وصدى الخطوات، وأنفاس المقاتلين.

ثم فجأة، تراجع الوحش، وبصوت مشقوق ومشوش، قال:

> "أنت لا تذكرني، أليس كذلك؟ كنتَ قائدي... أنت الذي تركني هناك... وحدي... في الظلام."

كايتو تجمّد في مكانه. صوت الرجل كان مألوفًا، ولكن ذاكرته كانت مشوشة. رأى صورًا غامضة: نار، خيانة، وأصدقاء سقطوا...

> "كنتَ تُدعى كايتو، ملك التمرد... لكنك لست سوى ظل لنفسك الآن."

كايتو تراجع خطوة، قبض على سيفه بقوة أكبر. سايرا اقتربت منه، همست:

> "هل هو... من الماضي؟"

هزّ كايتو رأسه:

> "لا أعرف، لكنني لن أسمح له بإيذائكم."

صرخ الوحش، وانطلق مجددًا. هذه المرة، لم يكن كايتو في وضع دفاعي. قفز للأعلى، دارت به عباءته السوداء، وسيفه اشتعل بطاقة نارية حمراء لم يُرَ مثلها من قبل.

بضربة واحدة، شقّ الهواء، وضرب الوحش من أعلى إلى أسفل، فتصدّعت الأرض تحت قدميه، وسقط الوحش يصرخ من الألم.

لكن قبل أن يُجهز عليه، اقترب كايتو منه، ونظر في عينيه:

> "ما اسمك؟"

الوحش همس:

> "راين... كنت أول من تبِعك."

ثم اختفى جسده إلى رماد.

ساد صمت ثقيل. الجميع كان مصدومًا.

ليو قال:

> "هل كان... تابعك في الماضي؟"

كايتو نظر إلى الأرض، ثم استدار:

> "لنرتح هنا الليلة. هذا المكان... كان معبدًا لي قديمًا."

في تلك الليلة، لم ينم أحد. الجميع كان يتأمل الجدران، الرموز، التماثيل، ويتساءل: من هو كايتو حقًا؟

لكن الأكثر اضطرابًا كانت سايرا. جلست قرب النار، تنظر إليه، وقلبها يمتلئ بأسئلة لم تجرؤ على نطقها.

ثم قررت أن تتحرك.

اقتربت من كايتو، الذي كان جالسًا وحده في زاوية القاعة، عينيه مغمضتين، وكأنه في تأمل عميق.

قالت بهدوء:

> "كايتو... هل كنتَ ملكًا من قبل؟"

فتح عينيه ببطء، ونظر إليها:

> "لم أكن فقط ملكًا... كنتُ شيئًا لم يكن يجب أن يوجد."

صُدمت سايرا. جلست بجانبه دون أن تقول شيئًا.

ثم، فجأة، سمعا صوتًا خافتًا يأتي من وسط القاعة. نظروا معًا، فإذا بسيف ضخم كان معلقًا على الجدار، يهتز ببطء، ويضيء.

اقترب كايتو منه، مدّ يده، وما إن لمس قبضته، حتى غمره وهج قوي. كل من في القاعة استداروا نحوه، وشاهدوا مشهدًا غريبًا.

كايتو وقف وسط دائرة سحرية، تظهر حوله مشاهد من الماضي، جنود، معارك، صرخات، ووجه فتاة ذات شعر أزرق تبكي... كانت سايرا.

تراجع كايتو، وعيناه مملوءتان بالدموع. قال بصوت مكسور:

> "كنتَ أنتِ... كنتِ هناك..."

سايرا لم تفهم.

> "ماذا تقصد؟"

همس كايتو:

> "نحن نعرف بعضنا من زمن... بعيد جدًا."

قبل أن ترد، سقط كايتو أرضًا، وأغمي عليه. الجميع ركض نحوه، لكن جسده كان ينبض بطاقة لا تُحتمل.

ليو صرخ:

> "إنه يحتضر!"

لكن سايرا، بعينيها المملوءتين بالدموع، قالت بثقة:

> "لا... إنه يتذكّر."

(يتبع في الفصل الخامس...)

عزيزي القارئ و القارئة شكرا لكم انكم تابعتو مشاهدة ووصلتو لهاد الفصل الخبر حلو اني لح تابع بس لح قوي رواية اكتر واكتر بحيث انتو لح تستمتعو وانتو تشاهدو رواية وشكرا لكم ❤️‍🔥♥️

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon