لم تكن السماء تشبه ما اعتاد عليه كايتو. كانت كأنها تُراقبه. في صباح اليوم التالي لاكتشافه السيف، نهض مبكرًا، ولم يُلقِ نظرة واحدة على قريته. قرر أنه لن يعود إليها مجددًا، على الأقل حتى يعرف من يكون.
كان يمشي بخطى ثابتة نحو المجهول، والغابة الكثيفة تفسح له الطريق كأنها تعترف بملكه القادم. لا يعرف إلى أين يذهب، لكنه شعر أن شيئًا ما يناديه من الشرق، هناك... خلف الجبال.
بعد يومين من السفر، وصل إلى ضفاف بحيرة زرقاء هادئة، كانت مياهها تعكس السماء بطريقة غريبة. جلس ليستريح، لكنه شعر فجأة بطاقة مألوفة.
وفجأة، اخترقت سطح الماء فتاة ذات شعر أزرق طويل، وقفت على الماء كأنها تسبح في الهواء. كانت تضع يديها على خصرها وتنظر إلى كايتو نظرة حادة ممزوجة بالفضول.
قالت بصوتها الواثق:
> "من أنت؟ ولماذا تحمل تلك الطاقة؟"
كايتو لم يرد. لكنه تجهّم قليلًا وقال بهدوء:
> "أنا... لا أعرف بعد."
ابتسمت الفتاة، ثم قفزت من على سطح الماء لتقف أمامه مباشرة، مدّت يدها وقالت:
> "اسمي سايرا. وأنا قائدة الحامية الزرقاء."
كايتو نظر إلى يدها، ثم صافحها. كانت لمستهما الأولى مشتعلة، ليس نابعًا من العاطفة، بل من الطاقة المختبئة في كلاهما.
في تلك اللحظة، خرج من بين الأشجار ستة أشخاص: ثلاثة فتيات، وثلاثة شبّان. كلهم يرتدون دروعًا بلونٍ أزرق، يحملون رموزًا سحرية على أذرعهم.
اقترب أحدهم من سايرا وهمس:
> "هل هو...؟"
هزّت رأسها وقالت:
> "نعم، إنه الذي حلمت به في الرؤية."
ساد الصمت للحظة.
ثم ضحكت إحدى الفتيات وقالت:
> "لكن منظره لا يوحي بذلك. يبدو كأنه تائه!"
تقدّم كايتو خطوة للأمام وقال:
> "ربما أنا تائه الآن... لكنني سأكون آخر ما ترونه قبل سقوط الظلام."
سادت لحظة من التوتر، ثم ضحك الجميع. لم يعرف كايتو لماذا، لكنهم لم يسخروا منه. كانوا يرحبون به، بطريقتهم الغريبة.
أمضى كايتو الليل معهم حول النار. سايرا جلست بجانبه، وبدأت تسأله عن رؤاه، عن السيف، عن الصوت الذي سمعه. كلما تكلم، كانت عيناها تتسعان أكثر، وكأنها تعرف ما يتحدث عنه لكنها لا تجرؤ على التصديق.
وقبل أن يخلدوا للنوم، قالت سايرا بصوت منخفض لا يسمعه إلا هو:
> "أشعر أنني أعرفك منذ زمن بعيد يا كايتو..."
نظر إليها بصمت. ثم قال:
> "ربما لأننا كنا هناك... قبل أن تبدأ هذه الحرب."
في صباح اليوم التالي، انطلقت القافلة. كايتو أصبح رسميًا جزءًا من الحامية الزرقاء، دون أن يُطلب منه ذلك. وكان يعلم، رغم صمته، أن هذه مجرد البداية.
لكنهم لم يسيروا طويلًا. بعد ساعات من المشي، قرروا التخييم في وادٍ مخفي تحيط به الصخور العالية. سايرا بدأت بتوزيع المهام، والكل يعمل بحيوية... إلا كايتو، الذي كان جالسًا يراقب الأفق.
اقترب منه أحد الشبان، طويل القامة، شعره رمادي قصير، وعيناه خضراوان.
قال بابتسامة ساخرة:
> "اسمي ليو. وأنت... القادم من المجهول، صح؟"
ردّ كايتو دون أن يلتفت إليه:
> "اسمي كايتو. والباقي... ليس مهمًا الآن."
ضحك ليو وقال:
> "سايرا لا تفتح قلبها لأحد بسهولة، لكنك حصلت على مقعدها في لحظة. هذا غريب."
كايتو التفت إليه هذه المرة، وقال ببرود:
> "أنا لم أطلب شيئًا."
ساد الصمت. ثم انفجر ليو ضاحكًا:
> "يا رجل، أنت مضحك جدًا. لا تقلق، لن أكرهك. ربما فقط... أغار منك قليلاً."
في تلك الليلة، بدأ الفريق يشعر بقرب كايتو رغم غموضه. وخلال تبادل الحديث، دخل أرنب صغير إلى المعسكر، خطف قطعة خبز وهرب.
ركض كايتو خلفه، والكل انفجر ضاحكًا:
> "أوه، هكذا نكسر الجليد!"
عاد كايتو بعد دقائق، حاملاً الأرنب بيده، وقال:
> "هذا الأرنب... غريب. كأنه يفهم الكلام."
ضحكت سايرا وقالت:
> "ربما هو كذلك. في هذا العالم، لا شيء مستحيل."
لم يكن أحد يعلم أن هذا الأرنب سيلعب لاحقًا دورًا لا يستهان به...
لكن قبل أن ينام الجميع، كانت سايرا تنظر إلى كايتو من بعيد، تضع يدها على قلبها، وتهمس لنفسها:
> "لماذا أشعر أن قلبي يعرفه أكثر مني؟"
عزيزي القارئ و القارئة اتمنى انكم تحبو رواية وشكرا لكم واتمنى لكم مشاهده ممتعه ♥️❤️🔥❤️🔥
20تم تحديث
Comments
Anos Foldigood
حلووووووووو
2025-07-03
1