### **المشهد الأول: البداية بظلِّ حريق**
كانت رائحة الاحتراق لا تزال عالقة في أنف **ثُهمَد** عندما دخلت عيادتها في الصباح التالي. رماد سيارة **د. ناصر** المُتفجرة يُكنس كذكرى ميتة. على مكتبها، وجدت **ظرفاً أسود** بلا طابع:
> *"تحذيرك الأخير. رقم 3 سيكون أنت أو لُجين. اختاري"*.
داخل الظرف: **صورة قديمة لليلى (أم لُجين)** وهي تزرع الياسمين في حديقة القصر، وخلفها ظل رجل بقبعة سوداء يُراقبها من النافذة. على الظهر كتابة بخط دم مُجفف:
> *"كل زهرة تموت.. لأن أحداً سقاها كثيراً"*.
هاتفها ارتجّ فجأة. **لُجين** على الطرف الآخر، صوته كسلك مشدود على وشك الانقطاع:
> **لُجين:** "أراكِ من النافذة.. لم تنامي الليلة؟"
> **ثُهمَد:** (مرتجفة) "كيف تعرف؟"
> **لُجين:** "الظلال تحت عينيكِ أغمق.. مثلما يحدث لي قبل أن يفتح القبو".
---
### **المشهد الثاني: جلسة العلاج.. عندما تنكسر الحدود**
حين دخل لُجين العيادة، كان يمسك بيده **قفصاً معدنيّاً صغيراً** بداخله عصفور أصفر:
> **لُجين:** "هذا 'صافو'.. وجدته يختبئ من المطر في شُرفتي. احبسيه معك".
> **ثُهمَد:** "لماذا لا تحتفظ به؟"
> **لُجين:** "لأني سأقتله.. كما أقتل كل ما ألمسه".
ثُهمَد وضعت القفص على النافذة. الجلسة بدأت بـ **جهاز تخطيط موجات الدماغ** متصل برأسه. على الشاشة، **موجات "ثيتا" الذهانية** ترقص كعاصفة:
> **ثُهمَد:** "أخبرني عن أول مرة سمعت فيها صوت أبيك داخل رأسك".
> **لُجين:** (يضغط على صدغيه) "بعد قتلها.. كان صوته كدبابيس في عظامي. يقول: *أنت حصاني الأسود.. سنحكم المدينة معاً*".
فجأة، ارتفع منحنى الموجات الذهانية. لُجين قفز من الكرسي، عيناه زجاجيتان:
> **لُجين:** "انظري! الدم.. على حائطك!"
> **ثُهمَد:** "ليس هناك دم".
> **لُجين:** (يصرخ) "إنها أمي! تقف خلفك.. تمسك سكيناً!"
ثُهمَد لم تتراجع. أمسكت يديه وهي تنظر إلى الفراغ:
> **ثُهمَد:** "ليلى.. هل تريدين أن تخبري شيئاً؟"
صمت ثقيل. ثم انهار لُجين على ركبتيه:
> **لُجين:** "تقول.. أنني لم أقتلها.. أبويا هو من ضغط على يدي".
---
### **المشهد الثالث: الـ USB.. والأسرار التي تُحرق الأعصاب**
بعد أن هدأ لُجين بحقنة مهدئة، شغلت ثُهمَد التسجيلات من **USB د. ناصر**. صوت **سالم** يملأ الغرفة:
> **تسجيل 1:**
> **سالم:** "العلاج الكهربائي اليوم مضاعف.. يجب أن ينسى اسمها نهائياً".
> **د. ناصر:** "هذا قد يحرق خلايا دماغه!"
> **سالم:** "أدمغة الرجال تُصنع بالحرق".
> **تسجيل 2 (ليلة القتل):**
> **سالم:** "أعطه جرعة الهلوسة المزدوجة.. وأدخله القبو".
> **صوت ليلى:** "سالم! هذا ابنك!"
> **دوي طلقة.. ثم صراخ لُجين:** *"ماما! أنا لم أرد.."*
لُجين كان يسمع. دمعه سال على ذقنه كأول مرة منذ سنوات. أخذ يضرب رأسه بالحائط:
> **لُجين:** "أنا أعرف! كنت أعرف طوال الوقت.. لكن عقلي كان مقفلاً!"
ثُهمَد احتضنت رأسه المدمى. رائحة دمه تختلط بعطرها. شعرت بشراره تنتفض تحت ذراعيها كحيوان مصاب. همس في صدرها:
> **لُجين:** "لماذا لم أمت معها؟"
---
### **المشهد الرابع: قبلة في عين الإعصار**
كانت لحظة ضعف مهنية قاتلة. ثُهمَد رفعت وجهه المُنهار. رأت الطفل الضائع في عينيه الزرقاوين. قبلته.
لم تكن قبلة حب.. بل كانت **إعلان حرب ضد الأب**.
> **لُجين:** (منتزعاً نفسه) "لا.. أنا ألوثك".
> **ثُهمَد:** "الوحيد الذي لوثك هو من وضع السلاح في يد طفل".
> **لُجين:** (يمسح دماً من شفتها جرحها سنّه) "إن رأيتُه الآن.. سأقتله".
انفجر الإنذار فجأة. شاشة الكمبيوتر تظهر **خمسة رجال** بكاميرا مدخل العيادة.
> **ثُهمَد:** "رجال أبيك!"
لُجين تحول إلى كائن آخر. عيناه اتسعتا كبؤبؤتي ذئب. أمسك **مفتاحاً معدنيّاً** من جيبه:
> **لُجين:** "القبو يفتح.. سأريهم ما صنعوا بي".
---
### **المشهد الخامس: القبو الداخلي.. والوحش الذي ينتظر**
الرجال اقتحموا الباب. **أدوات صعق كهربائي** في أيديهم. أحدهم يُشير إلى ثُهمَد:
> **الرجل:** "الأب يريد ابنه.. وأنتِ لتكملي 'العلاج'".
قبل أن يتحركوا، انقضّ لُجين كالبرق. حركاته كانت وحشية لكن دقيقة:
- **مفتاحه المعدني** يغرز في رقبة أول رجل.. شريان مقطوع.
- **يده المكسورة** (من ضرب الحائط) تُحطم حنجرة الثاني.
- يُمسك بجهاز الصعق ويشحنها بأقصى قوة.. يضعها على صدر ثالث.
الرجلان الباقيان أطلقا رصاصتين. **إحداهما تشق أذن ثُهمَد.. الأخرى تُصيب لُجين في كتفه**.
> **لُجين:** (يصرخ كحيوان) "لا تلمسها!"
اقتاد الرجلان ثُهمَد رهينة. لُجين يتقدم كالماشي على الجمر:
> **الرجل:** "تراجع أو نحرق وجهها بالصعق!"
فجأة.. **انفجار دخان** من مطفأة الحريق. **نور** (مساعد ثُهمَد) ظهر من الخلف! في الاشتباك، سقط أحد الرجال على زجاج النافذة.. يختنق بدمه.
الرجل الأخير هرب. لُجين كان يزحف نحو ثُهمَد:
> **لُجين:** "أنتِ.. جرحتِ؟"
> **ثُهمَد:** "فقط خدش".
نظر إلى الجثث. دماؤه تملأ قميصه. قال كلمته الأكثر إنسانية:
> **لُجين:** "أنا خائف.. لأني لم أخف لهم الآن".
---
### **المشهد السادس: ملاذ في قلب العاصفة**
ثُهمَد أخذته إلى **غرفة سرية** خلف مكتبها (مخزن معد للطوارئ). بينما كانت تعالج جرحه، لاحظت شيئاً غريباً:
- على صدره.. **وشم صغير لزهرة ياسمين**، وتحته تاريخ: **16-05** (يوم مقتل أمه).
> **لُجين:** "نقشته بإبرة وسخنة.. في المصحة".
> **ثُهمَد:** "لماذا؟"
> **لُجين:** "كي يحترق الألم في مكان واحد".
خارج الغرفة، **نور** يُنهي تنظيف المشهد:
> **نور:** "الشرطة ستكون هنا قريباً.. ماذا نفعل؟"
> **ثُهمَد:** "قل أنهم لصوص.. وأنا أخذت لُجين لمكان آمن".
نور نظر إليها بعينين مليئتين بالأسى:
> **نور:** "أنتِ تعلمين أنه سيقتلكِ يوماً؟ حتى لو عن غير قصد".
ثُهمَد لم تجب. في الغرفة السرية، كان لُجين يهذي بالحمى:
> **لُجين:** "لا تدخلي القبو.. فيه وحوش تأكل الأمهات".
---
### **المشهد السابع: رسالة من القبو**
عند الفجر، فتحت ثُهمَد هاتف لُجين (الذي تركه في العيادة). **رسالة من رقم مجهول:**
> *"القتيل الثالث كان أخي الصغير. الآن.. الحرب شخصية. مستعدة لرؤية جثة لُجين في القبو الحقيقي؟"*
مرفق مع الرسالة: **فيديو لقبو حجري**.. في وسطه **كرسي معدني** به أربطة جلدية، وعلى الحائط:
> **"غرفة العلاج رقم 7 - مصحّة سَالم"**.
ثُهمَد عادت للغرفة السرية. لُجين كان نائماً.. يمسك طرف بطانية ثُهمَد كالطفل. وضعت يدها على جبينه المحموم. فتح عينيه:
> **لُجين:** "حتى في نومي.. رأيتكِ تمنعين الظلام".
> **ثُهمَد:** "ما هو أسوأ شيء في القبو؟"
> **لُجين:** "أنه ليس تحت الأرض.. بل هنا" (يضغط على صدره).
---
### **كلمة النهاية:**
عندما غفت ثُهمَد بجانبه، حلمت أنها في القبو. **ليلى** واقفة بفستانها الملطخ، تبتسم:
> **ليلى:** "أنتِ شجاعة.. لكن انتبهي: الحب يُعمي أفضل من يرَون الظلال".
استيقظت على صوت **صافو العصفور** يُحطم الزجاج بقفصه محاولاً الهروب. في الخارج، سيارات الشرطة تحاصر العيادة. على زجاج النافذة المُكسور، دم لُجين الجاف يشكل كلمة:
> **"أنتِ المفتاح"**.
> **ملاحظة ثُهمَد السرية:**
> *"الخط الأحمر انكسر. لم أعد طبيبته.. وأصبحت شريكته في الجريمة. ربما هذا ما كان يريده الأب كلّ الوقت: أن يحوّل إنقاذي له إلى هلاكنا معاً. غداً.. سنذهب إلى القبو الحقيقي. هناك فقط سنعرف إن كنا سنُقتل.. أم نُولد من جديد بين الياسمين والدم"*.
---
9تم تحديث
Comments