### **المشهد الأول: الليل الذي يقطر سُمّاً**
بعد مغادرة لُجين، بقيت **ثُهمَد** في عيادتها حتى منتصف الليل. دفتر رسوماته المفتوح كان يشبه نافذة إلى جحيمه. بين خطوط الفوضى، لاحظت تفصيلاً مرعباً: **القفل الضخم على باب القبو** في الرسمة كان مطابقاً تماماً لقبو منزل عائلة "سالم" في الصور القديمة التي وجدتها في ملفه.
هاتفها رنّ فجأة. رقم مجهول.
> **صوت معدني بارد:** "دكتورة.. بعض الأبواب يُفضَل تركها مغلقة. لُجين ابني.. ليس لعبة لتجاربك".
> **ثُهمَد:** "من أنت؟"
> **الصوت:** "أنا من دفع الثمن ليكون مجنوناً.. بدلاً من أن يكون ضعيفاً".
الخط انقطع. في نفس اللحظة، انطفأت أنوار العيادة.
---
### **المشهد الثاني: فلاش باك: طفل في متاهة الرخام**
*(ذكريات لُجين - عمر 10 سنوات)*
قصر "سالم" كان متحفاً للبرود. **لُجين الصغير** يجري في القاعات الفارغة، حافي القدمين على الرخام البارد. أمه "ليلى" تحاول الإمساك به:
> **ليلى:** "لُجين! الحذاء.. سَتزلق!"
> **سالم** (يظهر فجأة من ظل العمود): "اتركيه.. الرجال لا يلبسون أحذية في بيوتهم".
المشهد يتكرر كالكابوس:
- **يد الأب** تدفع الأم بعيداً.
- **نظرة سالم** لابنه كأنه عينة في مختبر.
- **صوت حذاء الأب** يقرع الأرض كطلقات رصاص.
> **سالم** (يهمس في أذن لُجين): "أمك تخاف أن تكبر.. لأنك ستكتشف خياناتها".
---
### **المشهد الثالث: رائحة الياسمين.. وأول دم**
*(العمر 16 سنة)*
لُجين في غرفته المغلقة. الأب يرمي له **صوراً مزيفة**:
- أمه مع رجل غريب عند الباب الخلفي للقصر.
- رسائل حب مُزورة بتوقيعها.
> **سالم:** "هي تسمم طعامك.. وجدت الزجاجة في درجها". (كذبة)
تلك الليلة، **ليلى** تأتي بحفنة ياسمين لغرفته:
> **ليلى:** "هذه رائحة الربيع.. ستحبها".
> **لُجين** (يصرخ): "لا تقتربي! أعرف ما فعلتِ".
دفعها بعنف. سقطت.. كسرت زجاج النافذة. دمها اختلط بعطر الياسمين.
> **صوت سالم** من الظل: "أرأيت؟ حتى وهي تجلب الزهور.. تريد إيذاءك".
---
### **المشهد الرابع: لعبة الأب القاتلة**
*(ليلة الجريمة - العمر 16 سنة)*
الأقبية تحت القصر كانت تنبض بالرطوبة والظلام. **سالم** يقود لُجين المُخدّر بحبوب الهلوسة:
> **سالم:** "انظر.. خليلها يهرب من الباب الخلفي! هي ستقتلك إذا لم توقفها".
يدفع مسدساً إلى يد ابنه المرتعشة. **ليلى** تظهر حاملة مصباحاً:
> **ليلى:** "لُجين! أنقذني من أبيك.. هو المجنون!".
> **سالم** (يهمس): "تكذب.. أطلق النار!"
**صوت انفجار** يُصدع السرداب. **ليلى** تسقط.. دمها يلوث فستانها الأبيض. لُجين يرى أباه **يبتسم** لأول مرة.
> **سالم** (يمسك كتف ابنه المرتجف): "الآن.. أنت رجل مثلي".
---
### **المشهد الخامس: اليقظة في الجحيم**
ثُهمَد استيقظت على صوت إنذار السيارة في الشارع. كانت غفوت على مكتبها. دفتر لُجين مفتوح على صفحة الرسم الأخيرة: **باب القبو مُشرع.. وعينان تطلان من الظلام**.
هاتفها اهتزّ برسالة من رقم مُشفر:
> **"الجلسة الثانية غداً.. لا تسأليه عن القبو. دماغه كالزجاج المكسور".**
لكنها قررت كسر التحذير. فتحت ملفاً سرياً عن "سالم":
- **رجل أعمال يُدير مصحات نفسية غير مرخصة.**
- **زوجته ليلى.. ماتت بطلق ناري 'بسبب سارق' حسب الشرطة.**
- **8 مرضى ماتوا تحت 'العلاج' في مصحّاته خلال 5 سنوات.**
---
### **المشهد السادس: الطبيب الذي صار شاهداً**
قبل الفجر، قرعت جرس بابها. **د. ناصر** (طبيب مصحّة لُجين السابق) واقف تحت المطر:
> **ناصر:** "هربت من المدينة.. لكن يجب أن تعرفي الحقيقة".
في مطبخها، بينما كان يرتجف بكأس شاي:
> "سالم كان يجرب على لُجين **تقنيات تحطيم الذاكرة**.. صعق كهربائي، غرف عزل، عقاقير ممنوعة. كل هذا لـ 'صنع جنرال لا يشعر بالذنب'".
> **ثُهمَد:** "ولماذا توقف؟"
> **ناصر:** "لأن لُجين بدأ يتذكر.. فقرر سالم التخلص منه. أنقذته بتهريبه للمستشفى العام".
أعطاها **USB** فيه تسجيلات سرية:
> **صوت سالم:** "إذا فشل العلاج.. 'الحادث' القادم سيكون نهائياً".
---
### **كلمة النهاية:**
عندما غادر ناصر، شغلت ثُهمَد التسجيل. صوت الأب كان كالأفعى:
> **سالم:** "القتل يُخلّص الرجال من أوهام الحب.. علمته هذا".
فجأة.. **دوي انفجار** من الشارع. ركضت للنافذة: سيارة د. ناصر تحترق كشمعة في الليل الماطر.
على زجاج نافذتها، كُتب بضباب المطر:
> **"مستوى التهديد: 2"**
وفي ظل البناية المقابلة، رأت **ظل رجل** بقبعة سوداء يختفي. لمحت **يده اليسرى**.. **ندوب دوائر** مطابقة لندوب لُجين.
> **ملاحظة ثُهمَد السرية:**
> **"الأب لا يريد شفاءه.. يريد جثته. ولكن لماذا؟ الجواب في القبو. والمفتاح.. أصبحت أنا .....
9تم تحديث
Comments