سر فاليرا

سر فاليرا

الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس

الفصل الاول المشهد الأول: الميلاد الثاني

في أعماق غابة “نيرفال”، بين أشجار تتوهج كأنها تهمس، وسماء لا يظهر فيها شمس ولا قمر، تسير فتاة ترتدي قناعًا أحمر وأسود. شعرها أبيض كأن الثلج غطى رأسها، وعيناها تتوهجان كدمٍ مسكوب.

فاليرا لا تتذكر من هي. لكنها تعرف شعورًا:

غضبٌ هادئ. حنينٌ مؤلم. وقوة… ليست كلها لها.

صوت من خلف القناع يهمس لها:

“أنتِ من اختارك الضوء… لكن الظلام هو من احتضنك أولًا.”

إنه كاليجرا، ظلها الناطق. لا يتبع قوانين البشر، ولا يثق بأحد، حتى بها. لكنه يعرف أكثر مما يقول.

المشهد الثاني: دماء الغابة

بينما تمشي فاليرا، تشعر بشيء يراقبها. فجأة، من بين الأشجار، ينقض وحش بأنياب من حجر وعينين من نار. تصدّه بيدها، تتكوّن حولها دائرة حمراء مشتعلة، رمز لقوة نائمة.

لكنه ليس أول من هاجمها، ولن يكون الأخير.

رونتارا، مخلوقها الحارس، يظهر من العدم:

ذئب بأجنحة رمادية وعين بلون الليل. لا ينطق، لكنه يقتل بصمت، ثم يختفي.

المشهد الثالث: المرآة المكسورة

في قلب الغابة، تجد معبدًا مهجورًا. بداخله مرآة محطمة، كل قطعة تُظهر وجهًا مختلفًا لها. واحدة تبتسم، وأخرى تبكي، وثالثة تضحك بجنون.

فاليرا تسأل كاليجرا:

“من أنا؟”

كاليجرا يرد:

“أنتِ ما تبقى… بعد أن تخلى عنك الجميع.”

المشهد الرابع: النار التي لا تحرق

فليرا تُحاصر بين قوتين:

• شعاع الضوء الذي يشفي، لكنه يُضعفها

• ووميض الظلام الذي يقويها، لكنه يترك أثرًا يحرق قلبها

لتفهم حقيقتها، عليها أن تمر بثلاث اختبارات:

مواجهة أحد الوحوش الذي كان بشرًا تحوّل بسبب خيانة

دخول كهف “الأصوات” حيث تسمع ماضيها

اتخاذ قرار: قتل من تسبب في ضياعها… أو مسامحته

المشهد الخامس

تصل فاليرا إلى “نبض نيرفال” — قلب الغابة، حيث تلتقي بالحقيقة:

ليست بشرًا كاملة، ولا ظلًا كاملًا.

هي البوابة بين قوتين تحاولان السيطرة على العالم.

لكن قبل أن تختار، تظهر امرأة تشبهها…

وتقول: “أنا النسخة التي تخلّيتِ عنها. جئت أستعيد مكاني.

الفصل الثاني : ممالك النور والظل

في هذا العالم، هناك ثلاث ممالك كبرى، توازن بعضها البعض منذ قرون:

مملكة “إيلونار” (Elonar) – مملكة الضوء

تحكمها الملكة “أوريلا”، من نسل الشمس الأولى.

– تقيم في قصر من الكريستال الطائر

– تعتمد على السحر الشافي والدرع السماوي

– ترى الظلال خطرًا على التوازن، وتحاول القضاء عليها تمامًا

مملكة “مورفال” (Morval) – مملكة الظلال

يحكمها “الملك كارنوس”، لا يظهر وجهه لأحد، ويُقال إنه يعيش منذ ألف عام

– مقرها في قلعة داخل كهف متقاطع مع بُعد آخر

– تعتمد على السحر المظلم، وتحالفات مع الوحوش

– ترى الضوء أداة للغطرسة والتدمير

أرض “إيريثين” (Erythen) – الأرض المحايدة، حيث تقع غابة نيرفال

– لا حاكم لها، لكن الأرواح القديمة فيها تحكم بصمت

– من يدخلها يتغير… إما يتطهر أو يتحلل

التحالفات القديمة

ذات زمن، كان هناك تحالف سري بين الضوء والظل، هدفه حماية البوابة التي تفصل العالمين. لكن أحد الطرفين خان الآخر… وفاليرا هي نتيجة تلك الخيانة. ابنة من لم يكن يُفترض أن يولد

الفصل الثالث: عبور بوابة الضوء

1 – أطياف الفجر

تسللت فاليرا عبر الضباب السحري الذي يحيط بـ مملكة إيلونار قبل أن يكتمل ضوء الصباح—شعاع بلون الياقوت يقطع الأفق مثل توقيعٍ من سماءٍ ترفض الظلام. الأشجار هنا من بلّورٍ نابض؛ تلمسها فتحس بنبض خافت كأنه قلبٌ يناديك لتدخل أو تهرب.

كاليجرا، ظلّها الناطق، تموّج حولها كستار دخان. همس:

«أريــدك أن تتذكّري: الضوء يعمي بقدر ما يُنير.»

رَفرفةٌ صامتة فوق رؤوسهم أعلنت وصول رونتارا؛ الذئب المجنّح يحوم عاليًا، لا يجرؤ على لمس التربة المشبعة بسحر الشمس.

2 – الحاجز الشمسي

بوابة إيلونار ليست حديدًا أو ذهبًا، بل جدارٌ من أشعةٍ صلبة تُفتح فقط لمن يحمل خيطًا من الشمس في دمه. اقتربت فاليرا، فاشتعل القناع الأحمر-الأسود بخطوطٍ متقدة، كأن النصفين—النور والظل—يتصارعان فوق ملامحها.

شعرت بلسعة دافئة في صدرها؛ جزء الضوء بداخلها استيقظ. الأشعة انشقّت كستارةٍ مرحِّبة. عبرت… ووراءها أُطبِق الجدارُ كقُـفْـلٍ ختم على قدرٍ لا رجعة فيه.

3 – مدينة الزجاج الطائر

داخل المملكة، الأبراج كأعمدةٍ من شمسٍ متجمدة، تتدلّى منها حدائق معلّقة تبعث ضوءًا طبيًّا يداوي الهواء نفسه. سكان إيلونار ذوو وجوهٍ هادئة وعيونٍ ذهبية؛ حين رأوا فاليرا، استداروا في رهبةٍ صامتة—شعرٌ أبيض، قناعٌ نصفه ظلال ونصفه لهيب.

جاء حرّاس بملابس دروع فضّية تنبض بالحياة. أشهروا رماحًا تتكوّن وتذوب مثل ماء ضوئي. أحدهم قال:

«من تحمل ظلاً على وجهها لا تدخل بلا إذنٍ من الملكة أوريلا.»

لكن عندما ارتعشت عينا فاليرا الحمراء، رأوا فيهما نداءَ الشمس الأولى—الوميض ذاته الذي تتوارثه سلالة الملكة. ارتبكوا، ثم اصطحبوها إلى القصر البلّوري.

4 – حضرة الملكة أوريلا

العرش صُنع من مرايا مشعّة تُظهر وجه الداخل كما قد يكون لا كما هو. جلست الملكة أوريلا—بشعرٍ كشعاع فجر متأخر، وتاجٍ من سبائك ضوء. نظرت في قناع فاليرا وكأنها تسمع قصةً بلا كلمات.

أوريلا: «فيكِ رائحة ظلالٍ قديمة، لكن النور يطالب بكِ كذلك. مَن أنتِ؟»

فاليرا (بصوتٍ متماسك): «من اختارها الضوء… وجاءت تبحث عن الظلام لتفهمه، لا لتخضع له.»

في اللحظة ذاتها، تمايل كاليجرا كلهيبٍ أسود خلفها، ورنت أصداء جناحي رونتارا فوق القبة. القاعة امتلأت توتّرًا بين حرّاسٍ يشتهون الطهر، وكيانَيْن لا مكان لهما في نهارٍ مطلق.

5 – شرطُ الإيواء

أوريلا لا تثق بظلٍ ينطق ولا بذئبٍ يأتي من العدم، لكنها ترى في فاليرا خللاً في نبوءة قديمة:

«سيولد كائنٌ بنصف قلب شمس، ونصف قلب ليل. إن مال إلى الظلام فُتِح الباب العظيم، وإن مال إلى النور أُغلِق—فتعفن العالم في وهم صفائه.»

عرضت الملكة اتفاقًا:

1. تُمنح فاليرا الملاذ سبعة أيّامٍ في المكتبة الشمسية، تبحث فيها عن جذورها بين لفائف الضوء.

2. يظلُّ رونتارا خارج الأسوار، يُراقَب بالسهام المضيئة.

3. يُحتجز كاليجرا في قفصٍ بلوريٍّ طائر؛ إن حاول الهرب تحوّل إلى رماد فوري.

4. في اليوم السابع، على فاليرا أن تختار: تقسم بالولاء للنور وحده… أو تُنفى إلى الأبد.

فاليرا قَبِلت—ليس ثقةً، بل حاجةً إلى الأجوبة اللامعة في مخطوطات إيلونار. إلا أن الخيوط الأولى للخيانة شُدّت: ظلّها هزّ قضبان القفص وهمس:

«النور الذي يأسر، ظلامٌ بزيٍّ أنيق.»

6 – همسات المكتبة الشمسية

الليالي في إيلونار قصيرة؛ نجومها تُطفأ قصداً كي لا يخالطها ظلام. في الليلة الثالثة، وجدت فاليرا مخطوطةً محكمة الغلق بمفتاحٍ دموي: لا تُفتح إلا بقطرةٍ من دم يحمل نورًا وظلًا معًا.

جرحت إصبعها، فسمعت صرخـة خافتة في باطن القصر. فتحت اللفيفة… ولاح فيها اسم كارنوس ملك الظلال، مقرونًا باسمٍ آخر مطموسٍ بضوء: أوريلا. ارتعش قلبها. هل كان بين مملكتي النور والظل حلفُ قلوبٍ قبل أجيال؟ هل الملكة تُخفي جزءًا مظلمًا في ماضيها—جزءًا قد يشترك بشكلٍ رهيب في دم فاليرا؟

7 – شروق الخداع

مع اقتراب اليوم السابع، أدركت فاليرا أن اختيار «الولاء للنور» قد يعني محـو نصفها الآخر—ذلك النصف الذي يمنحها قوتها على التوازن… وربما هويتها الحقيقية.

وفي الفجر الأخير، أرسل كاليجرا نداءً عبر قضبانه البلّورية—ظلال صغيرة تسللت كأفاعٍ إلى غرفتها، تكتب على الأرض بجمرٍ أسود:

«إن اخترتِ الشمس وحدها، سيموت الذئب المجنّح… وسيموت نصف قلبك معه.»

^^^الفصل الرابع:^^^

دوى بوقٌ ذهبيٌّ في أنحاء القصر : حان موعد القسم. فاليرا خرجت من غرفتها، والقناع يتقد، شعرها الثلجي يشتعل أطرافه حمرةً خفيفة، وعيناها—مثل ليلتين تصطدمان بشروقٍ واحد

ليلٌ يلاحقه الفجر

1 – لحظة القرار

في الساحة الوسطى لقصر إيلونار، وقفت فاليرا بين صفوف من الفرسان المضيئين. صوت الملكة أوريلا يرنّ كأن النور نفسه يتحدث:

“قسمي أمام النور، أو عودي إلى الظلال التي أنجبتك.”

لكن داخل فاليرا كانت اللفيفة تشتعل. سرُّ النسب، والتحالف القديم، والخيانة التي بُني عليها القصر. لم يعد بإمكانها أن تكون جزءًا من هذا الكذب.

بنظرة سريعة إلى السماء، همست:

“رونتارا… الآن.”

من فوق الأبراج، انقضّ الذئب المجنّح، أطلق زئيرًا اخترق الضوء نفسه. في اللحظة ذاتها، انكسر قفص الظلال من فوقها، وامتدّ كاليجرا في جسدٍ من ضبابٍ أسود، ثم لفّها كعباءة دخان.

الجنود رفعوا رماحهم المشعّة، لكن فاليرا مدّت يدها—دوّامة من الضوء الأحمر الملوث بالظل انفجرت حولها. انفتحت الأرض من تحتها… وقفزت في فراغٍ ابتلع كل شيء خلفها.

2 – مطاردة من ذهب

لم يكن الهروب سهلاً. فاليرا تحلّق مع رونتارا بين قمم “جبال اللهب البيضاء”، لكنها كانت تحمل أثرًا من الضوء الملكي، يمكن تتبّعه.

خلفها، طيور ضخمة من نورٍ حي، تمتطيها كائنات مقنّعة، عيونهم مصنوعة من مرايا — يرون كل ما تنظر إليه ضحيتهم.

جيش الضوء لا يغفر.

وليسوا فرسانًا فقط… بل كهنة يُعيدون تشكيل الحقيقة حسب ما يخدمهم.

كاليجرا ينظر خلفه وهو يسبح في الهواء كظلال تتنفس:

“أنتِ لستِ هاربة، بل مَن تكشف هشاشة ما يعبدونه.”

فاليرا تدرك الآن: كلما اقتربت من الظلام، كلما بدأت ترى… العيوب في الضوء.

3 – عبور “حافة الخفوت”

أمامهم كانت حافة الخفوت — شقّ في العالم لا يعبره إلا من فقد شيئًا من نفسه. يُقال إن الداخل إليه إما يخرج أقوى… أو لا يخرج أبدًا.

فاليرا لم تتردد.

“الضوء يطاردني. الظلام ينتظرني. وأنا… سأصنع طريقي بينهما.”

قفزت، ومعها كاليجرا يصرخ، ورونتارا يطوي جناحيه فوقها كدرع.

4 – في أرض “الإفلات”

استيقظت فاليرا وسط أرض مقلوبة، حيث الظلال تُلقي ضوءًا، والسماء تحت الأرض. لم تكن وحدها. هناك… على صخرة عالية… كان يجلس مخلوقٌ بوجهٍ مألوف: يشبهها، لكنه يبتسم بابتسامة لا تعرفها.

“أخيرًا وصلتِ، فاليرا. أنا… الجزء الذي نسيتِ أنكِ تركتِه وراءك.”

وكان حوله مقاتلون منفيون، ضائعون بين النور والظلام، يبحثون عن قائدة من قلب التوازن

أرض الإفلات

حين فتحت فاليرا عينيها، لم تجد السماء، بل نهرًا من السُحب يسير فوقها. الأرض من تحتها تتنفس. في هذه المنطقة، يُقال إن العالم أفلت من قوانين النور والظلام. كل شيء هنا يتغير حسب نوايا الساكن فيه.

المنفيون تجمعوا حولها…

– ساحرة ذات عيون رمادية تميل للظل لكنها تخشى طغيان النور

– فارس ضوء سابق، نُفي لأنه أحبَّ إحدى سيدات الظلال

– مُشعوذ ذو نصف جسد من حجر، تعرض لسحر توازنٍ فاشل

– وأخيرًا، ذاك المخلوق الغريب الذي يشبه فاليرا، ويُدعى: “نيرفال”

نيرفال: “كلنا هنا… ناجون من كذبة النقاء. أنتِ؟ نواة لعالم جديد.”

الفصل الخامس :

2 – التدريب الأول: استدعاء “الهالة المزدوجة”

فاليرا تجلس وسط دائرة حجرية محفورة بكتاباتٍ منسية. المطلوب منها هو خلق “هالة مزدوجة” — دمج شعلة النور ودوامة الظلال دون أن تنفجر روحها.

جربت مرة، فاشتعل جسدها بحرارة قاسية. مرة ثانية… الظلال كادت تبتلعها.

نيرفال: “لا تقاتلي النور والظلام… كوني المدى الذي يلتقون فيه.”

في المحاولة الثالثة… أغمضت عينيها. تذكّرت والدتها من الضوء، ووالدها الذي لم تره—لكنها تسمع اسمه في نبضها: كارنوس.

انفجرت حولها هالة بلون القمر عند الفجر: ليست نورًا خالصًا، ولا ظلالًا تامة… بل طيفًا رماديًّا نابضًا بالحياة.

3 – التدريب الثاني: مواجهة “المَرايا القديمة”

في كهف تحت أرض الإفلات، توجد مرايا لا تعكس جسدك، بل نواياك.

وقفت فاليرا أمام واحدة… فرأت نفسها وهي تقتل أوريلا.

أمام أخرى… رأت ظلاً يستخدمها كجسر لفتح البوابة المحرّمة.

انفجرت بالبكاء، لكن رونتارا اقترب منها ووضع رأسه على كتفها. لم يتكلم، لكن عيناه قالتا:

“نراكِ… ونبقى معك.”

4 – اختبار التوازن

في اليوم الأربعين، دُعيت فاليرا لاختبار أخير: مواجهة كائن وُلد من نُتف أرواح النور والظل المنفية – مخلوق بلا عقل، بلا قلب، بل صراعٌ نقيّ.

– كان يقذف رماحًا من نور سام

– يتحول إلى دخان قاتل من الظلال

لكن فاليرا الآن تختلف. لم تهاجمه… بل اقتربت، ومدّت يدها إلى صدره.

قالت:

“أنا لست هنا لأقضي على أحدكما. أنا هنا… لأضمّد الكسر بينكما.”

أضاء جسد الكائن، ثم تلاشى في نور وظل يتعانقان، ودخلت طاقته في قلب فاليرا. صمت الجميع. لقد أصبحت “سيدة التوازن الأولى.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon