الفصل السادس و السابع والثامن

الفصل السادس: نورٌ مسموم

1 – العاصفة

في ليلةٍ لم يكن فيها قمر ولا نجم، هزّ زئير سماوي سماء “أرض الإفلات”.

أبراج الضوء انبثقت فجأة من أعلى الجبال المحيطة. فتحاتٌ في السماء انشقّت كأن النور يُجبر الواقع على الانكسار.

فاليرا خرجت من معبد التوازن وهي تضع القناع على وجهها.

كاليجرا، ظلّها، انقسم إلى ثلاثة — استعدّ للقتال.

ورونتارا أطلق صرخة تحذير جعلت الصخر يهتز.

نيرفال: “الضوء… جاء لا ليحاور، بل ليُبيد.”

2 – جيش الطهارة

الجيش القادم لم يكن كأي جيش… كان يُدعى “فرقة الطهارة المقدّسة” – وحدة خاصة من مملكة إيلونار، هدفها:

“استئصال كل طيفٍ لا ينتمي للنور المطلق.”

كل فرد منهم يمتلك سحرًا يحرق الظلال من الذاكرة — أي أنهم لا يقتلون فقط… بل يجعلونك كأنك لم توجد.

قائدهم: السير لوريان الشمسوي، كان فارسًا قديمًا يعرف الملكة أوريلا من زمن ما قبل الحرب.

قال عند الوصول:

“فاليرا بنت التوازن… بأمر النور الأعلى، حُكمُكِ بالإفناء.”

3 – معركة الظلال الرمادية

المنفيون تردّدوا في البداية. كثيرٌ منهم عاش حياته هاربًا من القتال. لكن فاليرا وقفت بينهم، وقالت:

“أنا لا أطلب منكم الموت لأجلي… بل أن نعيش جميعًا، بلا كذب، بلا خوف.”

الكلمات أشعلت النبض فيهم.

بدأت الحرب:

– فارس النور السابق واجه أصدقاءه القدامى

– الساحرة الرمادية أطلقت إعصارًا من رمادٍ يحرق الضوء الخالص

– المُشعوذ الحجري أوقف تقدم الحصون الطائرة

وفاليرا؟ وقفت في القلب، وخلقت دائرة توازن تمتص الضوء والظل وتُعيده كعاصفةٍ رمادية.

4 – لحظة التهديد الأعظم

السير لوريان، وقد جُرِح، استخرج رمحًا بلوريًا مُقدّسًا – يُقال إنه كُوِّن من دم الشمس الأولى.

صرخ:

“هنا تموت النبؤة… هنا تنتهي الوِحدة!”

طعن فاليرا — لكن القناع احترق، وانفجرت قوة داخلها…

نور وظل انصهرا في كيانٍ جديد:

فاليرا بلا قناع. وجهها يُضيء بعينٍ حمراء وأخرى ذهبية.

أمسكت بالرمح، حطّمته بكفها، وهمست:

“لا شيء يُطهّر بالقوة… إلا القلوب الضعيفة.”

السير لوريان سقط مغشيًّا. الجيش تراجع.

وانحنى العالم للحظة أمام توازنٍ ما عرفه من قبل.

5 – ما بعد المعركة

– أرض الإفلات تغيّرت: أزهرت فيها شجرة رمادية بلون الغسق

– المنفيون بدؤوا ينادونها بـ**“سيدة المدى الرمادي”**

– كاليجرا استعاد صورته الأصلية… ساحر ظلال قديم منفي، ضحّى بنفسه ليصير ظلًا يحميها

– ورونتارا حملها على جناحه عبر السماء… لتبدأ الخطوة التالية

الفصل السابع : طاولة الضوء المكسور

1 – رسالة من النور

بعد هزيمة جيش الطهارة، ساد الهدوء المؤقت. لكن فاليرا كانت تعرف أن الصمت ليس استسلامًا… بل تحضيرًا.

وفي تلك الليلة، أتى رسول غريب: طفل صغير من النور، بلا ظل.

كان يحمل وردة متفتحة من بلور شفاف. بداخلها كلمات محفورة:

“لقاء أخير، عند مرآة الزمن. وحدك. لا قناع، لا سحر. — أوريلا.”

فاليرا نظرت إلى نيرفال، ثم إلى رونتارا.

“سأذهب. لا كمحاربة. بل كامرأة تريد أن تفهم… أو أن تنهي كل شيء.”

2 – المرآة العتيقة

“مرآة الزمن” ليست مكانًا، بل بُحيرة بلورية في قلب الغابة القديمة، تُظهر انعكاسًا ليس للوجه… بل لما كان يمكن أن يكون.

وصلت فاليرا عند الغروب، ووجدت الملكة أوريلا جالسة على حافة الماء، دون حُراس، دون تاج.

شعرها الأبيض يتدلّى على كتفيها، وعباءتها اللامعة بها تمزقات لا تُخفيها الشمس.

أوريلا: “لم آتِ لأعتذر. النور لا يعتذر. لكنه قد يستمع… عندما يوشك على الانقراض.”

3 – مواجهة الحقيقة

فاليرا وقفت، وصدى صوتها في الماء:

“هل تعلمين ما يفعل النور حين يُجبر الجميع على الاختيار؟ لا يطهّرهم… بل يمحوهم.”

الملكة أغلقت عينيها.

“كنت أظن التوازن خرافة. شيءٌ يسكن القصائد، لا الواقع.

لكنكِ… خلقتِ واقعًا لم أعد أعرف كيف أواجهه.”

فاليرا اقتربت، نزعت قناعها، وظهر وجهها الكامل: بعين حمراء وعين ذهبية، وجه فيه حزن الماضي وإصرار الغد.

“أنا لست ضدك. لكنني لن أكون معك… ما دمتِ تحكمين بالخوف.”

4 – الخيار المستحيل

أوريلا أخرجت من ثيابها بلّورة نادرة: “شظية الشمس الأولى” — أداة قادرة على محو التوازن من الوجود.

وضعتها على الأرض، وقالت:

“إما أن تدمّريها، ويستمر النور كما هو…

أو تُعيدي تشكيلها، وتمنحي العالم خيارًا ثالثًا… لكن بثمنٍ عظيم.”

فاليرا رفعتها، وضغطت عليها بقوة.

البلّورة لم تُكسر… بل أعادت التشكُّل.

أصبحت كرة من وهج رمادي خافت. وقالت:

“لن أختار بين الضوء والظلام بعد اليوم. بل سأبني جسرًا، وأترك الآخرين يختارون عبوره.”

5 – بعد اللقاء

– أوريلا رحلت دون حرب، لكن أعين مملكتها تراقب

– فاليرا عادت إلى أرض الإفلات… لتُنشئ “حُرُم التوازن” — مكانًا مفتوحًا لكل من رفض النقاء الزائف

– نيرفال بدأ يجمع الأتباع الذين يبحثون عن الطريق الرمادي

– كاليجرا حذّرها: “قوى أقدم من النور والظلام استيقظت، وقد لا تُعجبها فكرة التوازن…

^^^للفصل الثامن أحفاد العُتمة^^^

1 – الدعوة من العُمق

ليلة عودة فاليرا من لقائها مع أوريلا، أُصيبت برؤية مفاجئة:

السماء تشقّقت، وخرج منها ظل أعمى، ينادي باسمها بلسانٍ لا يُشبه البشر.

ثم ظهر له صوتٌ… هادئ، عميق، أشبه بصدى كهف لا ينتهي:

“فاليرا… آن أوان العودة إلى الأصل. مورفال تناديك.”

عندما استيقظت، وجدت عند قدميها رمادًا باردًا مشكَّلًا على هيئة وردة مقلوبة — رمز مملكة مورفال.

2 – طريق العُتمة

رافقتها في الرحلة كل من:

• رونتارا، رغم خوفه من أرض الظلال القديمة

• نيرفال، ليحذرها مما قد تكون عليه بالفعل

• كاليجرا، المتردد — فهو منفي من مورفال بمرسومٍ قديم

دخلوا أعماق الجبال، حيث يبدأ طريق النسيان، وهو ممر لا يرى فيه المسافر صورته إلا حين يتخلى عن اسمه.

في النهاية، ظهر أمامهم باب ضخم، مكتوب عليه:

“لا يدخل سوى من وُلد في الظلال… ثم خانه.”

حين لمست فاليرا الباب، فتحه بدون صوت… كانت تنتمي.

3 – مملكة مورفال

مورفال مدينة حية — مبنية من ظلال الذاكرة. الشوارع تتغير، والجدران تهمس، والسماء… لا تُرى.

يعيش فيها “الساكنون”، وهم كائنات تخلّت عن كل ضوء كي تعيش في نقاء العتمة.

لكن هناك همس مستمر:

“أميرة الدم المزدوج… رجعت. الكسر يعود…”

4 – لقاء كارنوس

داخل القصر الأسود، تحت ألف عمود متوهجٍ باللاشيء، وقف كارنوس.

طويل، نحيل، لا تُرى عيناه من خلف قناع فضي مشقوق.

صوته كصوت الليل: لا يُسمع… بل يُشعر.

كارنوس: “لا أراك كابنتي… بل كاختباري الأخير.

أنتِ خليط. والعالم لا يحب الخليط… بل الأصناف النقية.

هل ستنقذينا… أم تُعيدين الطوفان؟”

فاليرا رفعت رأسها:

“أنا لا أنتمي إليكم… ولا إلى أعدائكم. أنا ولدت بينكما لأحمل ما أنكرتموه: الاختلاف.”

5 – الكشف الأعظم

كارنوس كشف لها الحقيقة:

• أنه لم يهرب من النور… بل وقع في حُب سيدة منه — الملكة أوريلا نفسها.

• وأن فاليرا كانت ثمرة هذا الحب… طفلة “محظورة” خُلقت في الخفاء.

• وأن أوريلا خانته، لا خوفًا منه، بل خوفًا من العالم إن عرف أنها أنجبت من الظلال.

فاليرا صمتت. في داخلها، شيء قديم انكسر… وآخر جديد وُلد.

6 – اختبار الدم

كارنوس عرض عليها أن ترث “مرآة الظلام الأزلي” — أداة تُظهر لك حقيقة جوهرك، فقط إن واجهت أضعف نُسخة منك.

دخلت الغرفة. رأَت نفسها طفلة… تبكي، تركض، تصرخ لأنها وُلدت غريبة.

أرادت أن تُنهي المشهد… لكن اقتربت، واحتضنت الطفلة.

“أنتِ بدايتي… ولستِ عاري.”

فتحت المرآة، ودخل منها طيف جديد من السحر الرمادي العميق، أعمق من التوازن نفسه.

النتيجة:

– كارنوس سلّمها إرثًا لم يُعطَ لأحد منذ قرون: “تاج الظلال الهادئة”

– أعلنت نهاية حكم مورفال المنغلق، وبدء عهد التواصل مع الخارج

– بعض ساكني مورفال رفضوها، وقالوا: “ليست منا… ستحرقنا كما حرقنا النور.”

لكن الظلال صمتت… ثم رحّبت بها

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon