NovelToon NovelToon

سر فاليرا

الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس

الفصل الاول المشهد الأول: الميلاد الثاني

في أعماق غابة “نيرفال”، بين أشجار تتوهج كأنها تهمس، وسماء لا يظهر فيها شمس ولا قمر، تسير فتاة ترتدي قناعًا أحمر وأسود. شعرها أبيض كأن الثلج غطى رأسها، وعيناها تتوهجان كدمٍ مسكوب.

فاليرا لا تتذكر من هي. لكنها تعرف شعورًا:

غضبٌ هادئ. حنينٌ مؤلم. وقوة… ليست كلها لها.

صوت من خلف القناع يهمس لها:

“أنتِ من اختارك الضوء… لكن الظلام هو من احتضنك أولًا.”

إنه كاليجرا، ظلها الناطق. لا يتبع قوانين البشر، ولا يثق بأحد، حتى بها. لكنه يعرف أكثر مما يقول.

المشهد الثاني: دماء الغابة

بينما تمشي فاليرا، تشعر بشيء يراقبها. فجأة، من بين الأشجار، ينقض وحش بأنياب من حجر وعينين من نار. تصدّه بيدها، تتكوّن حولها دائرة حمراء مشتعلة، رمز لقوة نائمة.

لكنه ليس أول من هاجمها، ولن يكون الأخير.

رونتارا، مخلوقها الحارس، يظهر من العدم:

ذئب بأجنحة رمادية وعين بلون الليل. لا ينطق، لكنه يقتل بصمت، ثم يختفي.

المشهد الثالث: المرآة المكسورة

في قلب الغابة، تجد معبدًا مهجورًا. بداخله مرآة محطمة، كل قطعة تُظهر وجهًا مختلفًا لها. واحدة تبتسم، وأخرى تبكي، وثالثة تضحك بجنون.

فاليرا تسأل كاليجرا:

“من أنا؟”

كاليجرا يرد:

“أنتِ ما تبقى… بعد أن تخلى عنك الجميع.”

المشهد الرابع: النار التي لا تحرق

فليرا تُحاصر بين قوتين:

• شعاع الضوء الذي يشفي، لكنه يُضعفها

• ووميض الظلام الذي يقويها، لكنه يترك أثرًا يحرق قلبها

لتفهم حقيقتها، عليها أن تمر بثلاث اختبارات:

مواجهة أحد الوحوش الذي كان بشرًا تحوّل بسبب خيانة

دخول كهف “الأصوات” حيث تسمع ماضيها

اتخاذ قرار: قتل من تسبب في ضياعها… أو مسامحته

المشهد الخامس

تصل فاليرا إلى “نبض نيرفال” — قلب الغابة، حيث تلتقي بالحقيقة:

ليست بشرًا كاملة، ولا ظلًا كاملًا.

هي البوابة بين قوتين تحاولان السيطرة على العالم.

لكن قبل أن تختار، تظهر امرأة تشبهها…

وتقول: “أنا النسخة التي تخلّيتِ عنها. جئت أستعيد مكاني.

الفصل الثاني : ممالك النور والظل

في هذا العالم، هناك ثلاث ممالك كبرى، توازن بعضها البعض منذ قرون:

مملكة “إيلونار” (Elonar) – مملكة الضوء

تحكمها الملكة “أوريلا”، من نسل الشمس الأولى.

– تقيم في قصر من الكريستال الطائر

– تعتمد على السحر الشافي والدرع السماوي

– ترى الظلال خطرًا على التوازن، وتحاول القضاء عليها تمامًا

مملكة “مورفال” (Morval) – مملكة الظلال

يحكمها “الملك كارنوس”، لا يظهر وجهه لأحد، ويُقال إنه يعيش منذ ألف عام

– مقرها في قلعة داخل كهف متقاطع مع بُعد آخر

– تعتمد على السحر المظلم، وتحالفات مع الوحوش

– ترى الضوء أداة للغطرسة والتدمير

أرض “إيريثين” (Erythen) – الأرض المحايدة، حيث تقع غابة نيرفال

– لا حاكم لها، لكن الأرواح القديمة فيها تحكم بصمت

– من يدخلها يتغير… إما يتطهر أو يتحلل

التحالفات القديمة

ذات زمن، كان هناك تحالف سري بين الضوء والظل، هدفه حماية البوابة التي تفصل العالمين. لكن أحد الطرفين خان الآخر… وفاليرا هي نتيجة تلك الخيانة. ابنة من لم يكن يُفترض أن يولد

الفصل الثالث: عبور بوابة الضوء

1 – أطياف الفجر

تسللت فاليرا عبر الضباب السحري الذي يحيط بـ مملكة إيلونار قبل أن يكتمل ضوء الصباح—شعاع بلون الياقوت يقطع الأفق مثل توقيعٍ من سماءٍ ترفض الظلام. الأشجار هنا من بلّورٍ نابض؛ تلمسها فتحس بنبض خافت كأنه قلبٌ يناديك لتدخل أو تهرب.

كاليجرا، ظلّها الناطق، تموّج حولها كستار دخان. همس:

«أريــدك أن تتذكّري: الضوء يعمي بقدر ما يُنير.»

رَفرفةٌ صامتة فوق رؤوسهم أعلنت وصول رونتارا؛ الذئب المجنّح يحوم عاليًا، لا يجرؤ على لمس التربة المشبعة بسحر الشمس.

2 – الحاجز الشمسي

بوابة إيلونار ليست حديدًا أو ذهبًا، بل جدارٌ من أشعةٍ صلبة تُفتح فقط لمن يحمل خيطًا من الشمس في دمه. اقتربت فاليرا، فاشتعل القناع الأحمر-الأسود بخطوطٍ متقدة، كأن النصفين—النور والظل—يتصارعان فوق ملامحها.

شعرت بلسعة دافئة في صدرها؛ جزء الضوء بداخلها استيقظ. الأشعة انشقّت كستارةٍ مرحِّبة. عبرت… ووراءها أُطبِق الجدارُ كقُـفْـلٍ ختم على قدرٍ لا رجعة فيه.

3 – مدينة الزجاج الطائر

داخل المملكة، الأبراج كأعمدةٍ من شمسٍ متجمدة، تتدلّى منها حدائق معلّقة تبعث ضوءًا طبيًّا يداوي الهواء نفسه. سكان إيلونار ذوو وجوهٍ هادئة وعيونٍ ذهبية؛ حين رأوا فاليرا، استداروا في رهبةٍ صامتة—شعرٌ أبيض، قناعٌ نصفه ظلال ونصفه لهيب.

جاء حرّاس بملابس دروع فضّية تنبض بالحياة. أشهروا رماحًا تتكوّن وتذوب مثل ماء ضوئي. أحدهم قال:

«من تحمل ظلاً على وجهها لا تدخل بلا إذنٍ من الملكة أوريلا.»

لكن عندما ارتعشت عينا فاليرا الحمراء، رأوا فيهما نداءَ الشمس الأولى—الوميض ذاته الذي تتوارثه سلالة الملكة. ارتبكوا، ثم اصطحبوها إلى القصر البلّوري.

4 – حضرة الملكة أوريلا

العرش صُنع من مرايا مشعّة تُظهر وجه الداخل كما قد يكون لا كما هو. جلست الملكة أوريلا—بشعرٍ كشعاع فجر متأخر، وتاجٍ من سبائك ضوء. نظرت في قناع فاليرا وكأنها تسمع قصةً بلا كلمات.

أوريلا: «فيكِ رائحة ظلالٍ قديمة، لكن النور يطالب بكِ كذلك. مَن أنتِ؟»

فاليرا (بصوتٍ متماسك): «من اختارها الضوء… وجاءت تبحث عن الظلام لتفهمه، لا لتخضع له.»

في اللحظة ذاتها، تمايل كاليجرا كلهيبٍ أسود خلفها، ورنت أصداء جناحي رونتارا فوق القبة. القاعة امتلأت توتّرًا بين حرّاسٍ يشتهون الطهر، وكيانَيْن لا مكان لهما في نهارٍ مطلق.

5 – شرطُ الإيواء

أوريلا لا تثق بظلٍ ينطق ولا بذئبٍ يأتي من العدم، لكنها ترى في فاليرا خللاً في نبوءة قديمة:

«سيولد كائنٌ بنصف قلب شمس، ونصف قلب ليل. إن مال إلى الظلام فُتِح الباب العظيم، وإن مال إلى النور أُغلِق—فتعفن العالم في وهم صفائه.»

عرضت الملكة اتفاقًا:

1. تُمنح فاليرا الملاذ سبعة أيّامٍ في المكتبة الشمسية، تبحث فيها عن جذورها بين لفائف الضوء.

2. يظلُّ رونتارا خارج الأسوار، يُراقَب بالسهام المضيئة.

3. يُحتجز كاليجرا في قفصٍ بلوريٍّ طائر؛ إن حاول الهرب تحوّل إلى رماد فوري.

4. في اليوم السابع، على فاليرا أن تختار: تقسم بالولاء للنور وحده… أو تُنفى إلى الأبد.

فاليرا قَبِلت—ليس ثقةً، بل حاجةً إلى الأجوبة اللامعة في مخطوطات إيلونار. إلا أن الخيوط الأولى للخيانة شُدّت: ظلّها هزّ قضبان القفص وهمس:

«النور الذي يأسر، ظلامٌ بزيٍّ أنيق.»

6 – همسات المكتبة الشمسية

الليالي في إيلونار قصيرة؛ نجومها تُطفأ قصداً كي لا يخالطها ظلام. في الليلة الثالثة، وجدت فاليرا مخطوطةً محكمة الغلق بمفتاحٍ دموي: لا تُفتح إلا بقطرةٍ من دم يحمل نورًا وظلًا معًا.

جرحت إصبعها، فسمعت صرخـة خافتة في باطن القصر. فتحت اللفيفة… ولاح فيها اسم كارنوس ملك الظلال، مقرونًا باسمٍ آخر مطموسٍ بضوء: أوريلا. ارتعش قلبها. هل كان بين مملكتي النور والظل حلفُ قلوبٍ قبل أجيال؟ هل الملكة تُخفي جزءًا مظلمًا في ماضيها—جزءًا قد يشترك بشكلٍ رهيب في دم فاليرا؟

7 – شروق الخداع

مع اقتراب اليوم السابع، أدركت فاليرا أن اختيار «الولاء للنور» قد يعني محـو نصفها الآخر—ذلك النصف الذي يمنحها قوتها على التوازن… وربما هويتها الحقيقية.

وفي الفجر الأخير، أرسل كاليجرا نداءً عبر قضبانه البلّورية—ظلال صغيرة تسللت كأفاعٍ إلى غرفتها، تكتب على الأرض بجمرٍ أسود:

«إن اخترتِ الشمس وحدها، سيموت الذئب المجنّح… وسيموت نصف قلبك معه.»

^^^الفصل الرابع:^^^

دوى بوقٌ ذهبيٌّ في أنحاء القصر : حان موعد القسم. فاليرا خرجت من غرفتها، والقناع يتقد، شعرها الثلجي يشتعل أطرافه حمرةً خفيفة، وعيناها—مثل ليلتين تصطدمان بشروقٍ واحد

ليلٌ يلاحقه الفجر

1 – لحظة القرار

في الساحة الوسطى لقصر إيلونار، وقفت فاليرا بين صفوف من الفرسان المضيئين. صوت الملكة أوريلا يرنّ كأن النور نفسه يتحدث:

“قسمي أمام النور، أو عودي إلى الظلال التي أنجبتك.”

لكن داخل فاليرا كانت اللفيفة تشتعل. سرُّ النسب، والتحالف القديم، والخيانة التي بُني عليها القصر. لم يعد بإمكانها أن تكون جزءًا من هذا الكذب.

بنظرة سريعة إلى السماء، همست:

“رونتارا… الآن.”

من فوق الأبراج، انقضّ الذئب المجنّح، أطلق زئيرًا اخترق الضوء نفسه. في اللحظة ذاتها، انكسر قفص الظلال من فوقها، وامتدّ كاليجرا في جسدٍ من ضبابٍ أسود، ثم لفّها كعباءة دخان.

الجنود رفعوا رماحهم المشعّة، لكن فاليرا مدّت يدها—دوّامة من الضوء الأحمر الملوث بالظل انفجرت حولها. انفتحت الأرض من تحتها… وقفزت في فراغٍ ابتلع كل شيء خلفها.

2 – مطاردة من ذهب

لم يكن الهروب سهلاً. فاليرا تحلّق مع رونتارا بين قمم “جبال اللهب البيضاء”، لكنها كانت تحمل أثرًا من الضوء الملكي، يمكن تتبّعه.

خلفها، طيور ضخمة من نورٍ حي، تمتطيها كائنات مقنّعة، عيونهم مصنوعة من مرايا — يرون كل ما تنظر إليه ضحيتهم.

جيش الضوء لا يغفر.

وليسوا فرسانًا فقط… بل كهنة يُعيدون تشكيل الحقيقة حسب ما يخدمهم.

كاليجرا ينظر خلفه وهو يسبح في الهواء كظلال تتنفس:

“أنتِ لستِ هاربة، بل مَن تكشف هشاشة ما يعبدونه.”

فاليرا تدرك الآن: كلما اقتربت من الظلام، كلما بدأت ترى… العيوب في الضوء.

3 – عبور “حافة الخفوت”

أمامهم كانت حافة الخفوت — شقّ في العالم لا يعبره إلا من فقد شيئًا من نفسه. يُقال إن الداخل إليه إما يخرج أقوى… أو لا يخرج أبدًا.

فاليرا لم تتردد.

“الضوء يطاردني. الظلام ينتظرني. وأنا… سأصنع طريقي بينهما.”

قفزت، ومعها كاليجرا يصرخ، ورونتارا يطوي جناحيه فوقها كدرع.

4 – في أرض “الإفلات”

استيقظت فاليرا وسط أرض مقلوبة، حيث الظلال تُلقي ضوءًا، والسماء تحت الأرض. لم تكن وحدها. هناك… على صخرة عالية… كان يجلس مخلوقٌ بوجهٍ مألوف: يشبهها، لكنه يبتسم بابتسامة لا تعرفها.

“أخيرًا وصلتِ، فاليرا. أنا… الجزء الذي نسيتِ أنكِ تركتِه وراءك.”

وكان حوله مقاتلون منفيون، ضائعون بين النور والظلام، يبحثون عن قائدة من قلب التوازن

أرض الإفلات

حين فتحت فاليرا عينيها، لم تجد السماء، بل نهرًا من السُحب يسير فوقها. الأرض من تحتها تتنفس. في هذه المنطقة، يُقال إن العالم أفلت من قوانين النور والظلام. كل شيء هنا يتغير حسب نوايا الساكن فيه.

المنفيون تجمعوا حولها…

– ساحرة ذات عيون رمادية تميل للظل لكنها تخشى طغيان النور

– فارس ضوء سابق، نُفي لأنه أحبَّ إحدى سيدات الظلال

– مُشعوذ ذو نصف جسد من حجر، تعرض لسحر توازنٍ فاشل

– وأخيرًا، ذاك المخلوق الغريب الذي يشبه فاليرا، ويُدعى: “نيرفال”

نيرفال: “كلنا هنا… ناجون من كذبة النقاء. أنتِ؟ نواة لعالم جديد.”

الفصل الخامس :

2 – التدريب الأول: استدعاء “الهالة المزدوجة”

فاليرا تجلس وسط دائرة حجرية محفورة بكتاباتٍ منسية. المطلوب منها هو خلق “هالة مزدوجة” — دمج شعلة النور ودوامة الظلال دون أن تنفجر روحها.

جربت مرة، فاشتعل جسدها بحرارة قاسية. مرة ثانية… الظلال كادت تبتلعها.

نيرفال: “لا تقاتلي النور والظلام… كوني المدى الذي يلتقون فيه.”

في المحاولة الثالثة… أغمضت عينيها. تذكّرت والدتها من الضوء، ووالدها الذي لم تره—لكنها تسمع اسمه في نبضها: كارنوس.

انفجرت حولها هالة بلون القمر عند الفجر: ليست نورًا خالصًا، ولا ظلالًا تامة… بل طيفًا رماديًّا نابضًا بالحياة.

3 – التدريب الثاني: مواجهة “المَرايا القديمة”

في كهف تحت أرض الإفلات، توجد مرايا لا تعكس جسدك، بل نواياك.

وقفت فاليرا أمام واحدة… فرأت نفسها وهي تقتل أوريلا.

أمام أخرى… رأت ظلاً يستخدمها كجسر لفتح البوابة المحرّمة.

انفجرت بالبكاء، لكن رونتارا اقترب منها ووضع رأسه على كتفها. لم يتكلم، لكن عيناه قالتا:

“نراكِ… ونبقى معك.”

4 – اختبار التوازن

في اليوم الأربعين، دُعيت فاليرا لاختبار أخير: مواجهة كائن وُلد من نُتف أرواح النور والظل المنفية – مخلوق بلا عقل، بلا قلب، بل صراعٌ نقيّ.

– كان يقذف رماحًا من نور سام

– يتحول إلى دخان قاتل من الظلال

لكن فاليرا الآن تختلف. لم تهاجمه… بل اقتربت، ومدّت يدها إلى صدره.

قالت:

“أنا لست هنا لأقضي على أحدكما. أنا هنا… لأضمّد الكسر بينكما.”

أضاء جسد الكائن، ثم تلاشى في نور وظل يتعانقان، ودخلت طاقته في قلب فاليرا. صمت الجميع. لقد أصبحت “سيدة التوازن الأولى.

الفصل السادس و السابع والثامن

الفصل السادس: نورٌ مسموم

1 – العاصفة

في ليلةٍ لم يكن فيها قمر ولا نجم، هزّ زئير سماوي سماء “أرض الإفلات”.

أبراج الضوء انبثقت فجأة من أعلى الجبال المحيطة. فتحاتٌ في السماء انشقّت كأن النور يُجبر الواقع على الانكسار.

فاليرا خرجت من معبد التوازن وهي تضع القناع على وجهها.

كاليجرا، ظلّها، انقسم إلى ثلاثة — استعدّ للقتال.

ورونتارا أطلق صرخة تحذير جعلت الصخر يهتز.

نيرفال: “الضوء… جاء لا ليحاور، بل ليُبيد.”

2 – جيش الطهارة

الجيش القادم لم يكن كأي جيش… كان يُدعى “فرقة الطهارة المقدّسة” – وحدة خاصة من مملكة إيلونار، هدفها:

“استئصال كل طيفٍ لا ينتمي للنور المطلق.”

كل فرد منهم يمتلك سحرًا يحرق الظلال من الذاكرة — أي أنهم لا يقتلون فقط… بل يجعلونك كأنك لم توجد.

قائدهم: السير لوريان الشمسوي، كان فارسًا قديمًا يعرف الملكة أوريلا من زمن ما قبل الحرب.

قال عند الوصول:

“فاليرا بنت التوازن… بأمر النور الأعلى، حُكمُكِ بالإفناء.”

3 – معركة الظلال الرمادية

المنفيون تردّدوا في البداية. كثيرٌ منهم عاش حياته هاربًا من القتال. لكن فاليرا وقفت بينهم، وقالت:

“أنا لا أطلب منكم الموت لأجلي… بل أن نعيش جميعًا، بلا كذب، بلا خوف.”

الكلمات أشعلت النبض فيهم.

بدأت الحرب:

– فارس النور السابق واجه أصدقاءه القدامى

– الساحرة الرمادية أطلقت إعصارًا من رمادٍ يحرق الضوء الخالص

– المُشعوذ الحجري أوقف تقدم الحصون الطائرة

وفاليرا؟ وقفت في القلب، وخلقت دائرة توازن تمتص الضوء والظل وتُعيده كعاصفةٍ رمادية.

4 – لحظة التهديد الأعظم

السير لوريان، وقد جُرِح، استخرج رمحًا بلوريًا مُقدّسًا – يُقال إنه كُوِّن من دم الشمس الأولى.

صرخ:

“هنا تموت النبؤة… هنا تنتهي الوِحدة!”

طعن فاليرا — لكن القناع احترق، وانفجرت قوة داخلها…

نور وظل انصهرا في كيانٍ جديد:

فاليرا بلا قناع. وجهها يُضيء بعينٍ حمراء وأخرى ذهبية.

أمسكت بالرمح، حطّمته بكفها، وهمست:

“لا شيء يُطهّر بالقوة… إلا القلوب الضعيفة.”

السير لوريان سقط مغشيًّا. الجيش تراجع.

وانحنى العالم للحظة أمام توازنٍ ما عرفه من قبل.

5 – ما بعد المعركة

– أرض الإفلات تغيّرت: أزهرت فيها شجرة رمادية بلون الغسق

– المنفيون بدؤوا ينادونها بـ**“سيدة المدى الرمادي”**

– كاليجرا استعاد صورته الأصلية… ساحر ظلال قديم منفي، ضحّى بنفسه ليصير ظلًا يحميها

– ورونتارا حملها على جناحه عبر السماء… لتبدأ الخطوة التالية

الفصل السابع : طاولة الضوء المكسور

1 – رسالة من النور

بعد هزيمة جيش الطهارة، ساد الهدوء المؤقت. لكن فاليرا كانت تعرف أن الصمت ليس استسلامًا… بل تحضيرًا.

وفي تلك الليلة، أتى رسول غريب: طفل صغير من النور، بلا ظل.

كان يحمل وردة متفتحة من بلور شفاف. بداخلها كلمات محفورة:

“لقاء أخير، عند مرآة الزمن. وحدك. لا قناع، لا سحر. — أوريلا.”

فاليرا نظرت إلى نيرفال، ثم إلى رونتارا.

“سأذهب. لا كمحاربة. بل كامرأة تريد أن تفهم… أو أن تنهي كل شيء.”

2 – المرآة العتيقة

“مرآة الزمن” ليست مكانًا، بل بُحيرة بلورية في قلب الغابة القديمة، تُظهر انعكاسًا ليس للوجه… بل لما كان يمكن أن يكون.

وصلت فاليرا عند الغروب، ووجدت الملكة أوريلا جالسة على حافة الماء، دون حُراس، دون تاج.

شعرها الأبيض يتدلّى على كتفيها، وعباءتها اللامعة بها تمزقات لا تُخفيها الشمس.

أوريلا: “لم آتِ لأعتذر. النور لا يعتذر. لكنه قد يستمع… عندما يوشك على الانقراض.”

3 – مواجهة الحقيقة

فاليرا وقفت، وصدى صوتها في الماء:

“هل تعلمين ما يفعل النور حين يُجبر الجميع على الاختيار؟ لا يطهّرهم… بل يمحوهم.”

الملكة أغلقت عينيها.

“كنت أظن التوازن خرافة. شيءٌ يسكن القصائد، لا الواقع.

لكنكِ… خلقتِ واقعًا لم أعد أعرف كيف أواجهه.”

فاليرا اقتربت، نزعت قناعها، وظهر وجهها الكامل: بعين حمراء وعين ذهبية، وجه فيه حزن الماضي وإصرار الغد.

“أنا لست ضدك. لكنني لن أكون معك… ما دمتِ تحكمين بالخوف.”

4 – الخيار المستحيل

أوريلا أخرجت من ثيابها بلّورة نادرة: “شظية الشمس الأولى” — أداة قادرة على محو التوازن من الوجود.

وضعتها على الأرض، وقالت:

“إما أن تدمّريها، ويستمر النور كما هو…

أو تُعيدي تشكيلها، وتمنحي العالم خيارًا ثالثًا… لكن بثمنٍ عظيم.”

فاليرا رفعتها، وضغطت عليها بقوة.

البلّورة لم تُكسر… بل أعادت التشكُّل.

أصبحت كرة من وهج رمادي خافت. وقالت:

“لن أختار بين الضوء والظلام بعد اليوم. بل سأبني جسرًا، وأترك الآخرين يختارون عبوره.”

5 – بعد اللقاء

– أوريلا رحلت دون حرب، لكن أعين مملكتها تراقب

– فاليرا عادت إلى أرض الإفلات… لتُنشئ “حُرُم التوازن” — مكانًا مفتوحًا لكل من رفض النقاء الزائف

– نيرفال بدأ يجمع الأتباع الذين يبحثون عن الطريق الرمادي

– كاليجرا حذّرها: “قوى أقدم من النور والظلام استيقظت، وقد لا تُعجبها فكرة التوازن…

^^^للفصل الثامن أحفاد العُتمة^^^

1 – الدعوة من العُمق

ليلة عودة فاليرا من لقائها مع أوريلا، أُصيبت برؤية مفاجئة:

السماء تشقّقت، وخرج منها ظل أعمى، ينادي باسمها بلسانٍ لا يُشبه البشر.

ثم ظهر له صوتٌ… هادئ، عميق، أشبه بصدى كهف لا ينتهي:

“فاليرا… آن أوان العودة إلى الأصل. مورفال تناديك.”

عندما استيقظت، وجدت عند قدميها رمادًا باردًا مشكَّلًا على هيئة وردة مقلوبة — رمز مملكة مورفال.

2 – طريق العُتمة

رافقتها في الرحلة كل من:

• رونتارا، رغم خوفه من أرض الظلال القديمة

• نيرفال، ليحذرها مما قد تكون عليه بالفعل

• كاليجرا، المتردد — فهو منفي من مورفال بمرسومٍ قديم

دخلوا أعماق الجبال، حيث يبدأ طريق النسيان، وهو ممر لا يرى فيه المسافر صورته إلا حين يتخلى عن اسمه.

في النهاية، ظهر أمامهم باب ضخم، مكتوب عليه:

“لا يدخل سوى من وُلد في الظلال… ثم خانه.”

حين لمست فاليرا الباب، فتحه بدون صوت… كانت تنتمي.

3 – مملكة مورفال

مورفال مدينة حية — مبنية من ظلال الذاكرة. الشوارع تتغير، والجدران تهمس، والسماء… لا تُرى.

يعيش فيها “الساكنون”، وهم كائنات تخلّت عن كل ضوء كي تعيش في نقاء العتمة.

لكن هناك همس مستمر:

“أميرة الدم المزدوج… رجعت. الكسر يعود…”

4 – لقاء كارنوس

داخل القصر الأسود، تحت ألف عمود متوهجٍ باللاشيء، وقف كارنوس.

طويل، نحيل، لا تُرى عيناه من خلف قناع فضي مشقوق.

صوته كصوت الليل: لا يُسمع… بل يُشعر.

كارنوس: “لا أراك كابنتي… بل كاختباري الأخير.

أنتِ خليط. والعالم لا يحب الخليط… بل الأصناف النقية.

هل ستنقذينا… أم تُعيدين الطوفان؟”

فاليرا رفعت رأسها:

“أنا لا أنتمي إليكم… ولا إلى أعدائكم. أنا ولدت بينكما لأحمل ما أنكرتموه: الاختلاف.”

5 – الكشف الأعظم

كارنوس كشف لها الحقيقة:

• أنه لم يهرب من النور… بل وقع في حُب سيدة منه — الملكة أوريلا نفسها.

• وأن فاليرا كانت ثمرة هذا الحب… طفلة “محظورة” خُلقت في الخفاء.

• وأن أوريلا خانته، لا خوفًا منه، بل خوفًا من العالم إن عرف أنها أنجبت من الظلال.

فاليرا صمتت. في داخلها، شيء قديم انكسر… وآخر جديد وُلد.

6 – اختبار الدم

كارنوس عرض عليها أن ترث “مرآة الظلام الأزلي” — أداة تُظهر لك حقيقة جوهرك، فقط إن واجهت أضعف نُسخة منك.

دخلت الغرفة. رأَت نفسها طفلة… تبكي، تركض، تصرخ لأنها وُلدت غريبة.

أرادت أن تُنهي المشهد… لكن اقتربت، واحتضنت الطفلة.

“أنتِ بدايتي… ولستِ عاري.”

فتحت المرآة، ودخل منها طيف جديد من السحر الرمادي العميق، أعمق من التوازن نفسه.

النتيجة:

– كارنوس سلّمها إرثًا لم يُعطَ لأحد منذ قرون: “تاج الظلال الهادئة”

– أعلنت نهاية حكم مورفال المنغلق، وبدء عهد التواصل مع الخارج

– بعض ساكني مورفال رفضوها، وقالوا: “ليست منا… ستحرقنا كما حرقنا النور.”

لكن الظلال صمتت… ثم رحّبت بها

الفصل التاسع والعاشر

الفصل التاسع : المائدة الرمادية

1 – رسائل إلى العروش

فاليرا جلست تحت “شجرة الغسق”، وأرسلت ثلاث رسائل…

لكل واحدة ختم التوازن: نصف شمس، نصف قمر، متحدان في رماد.

إلى ملكة النور:

“لست ضدك… لكن النقاء لا يصلح لزمن تعددت فيه الأوجه. ناديتك لتسمعي.”

إلى سيد مورفال الجديد (خالها):

“أعطيتني إرث الظلال… فامنحه فرصة النور.”

إلى قبائل العالم الحُرّ في الشرق:

“أنتم منسيون، لكننا لا ننسى. التوازن لا يفرّق بين من عاش فوق أو تحت.”

ثم أمرت بتجهيز “مجلس الرماد الأول” — اجتماع زعماء العالم الثلاثة، في قلب أرض الإفلات.

2 – الدعوة المفتوحة

بُنيت قاعة المجلس من رماد شجرة الأزمان، تتغير ألوانها بحسب من يتحدث.

وصلت الوفود:

• أوريلا، بعربة من نور، وعينان خافتتان

• أخو والدها، لورد الظلال المتشدد

• زعماء الشرق الرحّل، على ظهور مخلوقات ضبابية

• السحرة الرماديون، المنفيون، من كل بقعة في العالم

حتى الحيوانات الأسطورية حضرت، ومنها نسر الضوء الأسود، الذي لا يظهر إلا حين تتقاطع الإرادات.

3 – الحوار… والانفجار

فاليرا افتتحت المجلس بخطاب:

“النور حاول أن يُطهّر… فخلق ظلالًا.

الظل حاول أن يختبئ… فخلق خوفًا.

لكن ما لم يفعل أحد… هو أن يعترف بأننا نحتاج لبعضنا، لا لنُسيطر، بل لنتوازن.”

تصفيق من الزعماء، لكن همسات خطيرة بدأت:

– “هي تريد أن تُصبح إمبراطورة!”

– “مَن يضمن ألا تسيطر قوى التوازن علينا؟”

ثم حدث الاختراق.

4 – التحالف المضاد

في اللحظة التي أعلنت فيها فاليرا نيتها تأسيس “تحالف عالمي للتوازن”،

اخترق جيش غامض الحدود:

قوات مختلطة من فرقة الظل السوداء + كهنة النور المنشقين.

قادهم شخص يُدعى “المطهِر الرمادي” — ساحر قديم، يؤمن أن التوازن وهم، ويجب أن يُدفن للأبد.

صرخ وسط الاجتماع:

“الضوء والظلام خُلِقا ليتقاتلا… فمَن أنتِ لتمنعي الحرب؟”

5 – فوضى المجلس

المجلس انهار.

– أوريلا حاولت حمايتها لكن حُراسها جُرحوا

– زعماء الشرق استخدموا تعاويذ العاصفة

– الظل انقسم بين مؤيد لفاليرا ومعارض

– فاليرا استدعت “هالة التوازن الكبرى” وصدّت الهجوم، لكن جسدها بدأ ينزف نورًا وظلًا معًا

“هذا… ليس صراعًا سياسيًا فقط. هناك قوة أقدم تتحرك في الخفاء… تريد أن تبتلع كل ما بُني.”

النتائج:

• نجت القاعة، لكن انقسم المجلس: نصفه مع فاليرا، ونصفه صار محايدًا أو ضدها

• ظهر أن هناك عدوًا رابعًا قديمًا — يُحرك الأحداث من الظل والنور معًا

• بدأ بعض أتباعها يخافون من “إرادة التوازن” نفسها، هل أصبحت فوق البشر؟

• كاليجرا اختفى فجأة، وترك وراءه تحذيرًا:

“إنها قادمة… تلك التي سبقت النور والظلال… أم التناقض.

الفصل العاشر : شقوق في الراية الرمادية

1 – المجلس ما بعد الفوضى

بعد المعركة في مجلس الرماد، اختفى كثير من الحلفاء.

بعضهم جُرح، بعضهم خاف… وبعضهم بدأ يشك.

نيرفال، أول أتباعها، جلس أمامها في غرفة هادئة:

“هل تعلمين ما فعلناه؟ لقد حررناهم من ثنائية زائفة…

لكن ماذا إن كنا خلقنا ثُلاثية أشد طغيانًا؟”

رونتارا كذلك، بدأ يتغير. رؤاه زادت، وأصواتٌ في الظلال تُهمس له باسم آخر:

“الوريث الحقيقي للدم الرمادي… ليس فاليرا.”

2 – كاليجرا: الرسالة الأخيرة

وصلت لفاليرا كرة بلورية رمادية مشروخة، وعند لمسها، انفتحت، وبثّت رؤية:

كاليجرا يظهر في أرض رمادٍ خالٍ، ويقول:

“فاليرا… لم أخنك. أنا في أرض ‘خارج البدايات’. وجدت شيئًا يُحرك الظل والنور من تحت.

وجدت أُمًّا بلا زمن. إن اقتربتِ أكثر… قد لا تعودي.

أحتاج أن أبقى بعيدًا كي أواجهها… وحدي.”

الرؤية انطفأت، وظهر في آخرها نقش:

“لا تثقي بأحد… حتى بنفسك.”

3 – بذور الانشقاق

داخل أرض الإفلات، بدأت مجموعة تُسمي نفسها “أنقياء الرماد”

تدّعي أن فاليرا انحرفت، وتُطالب بأن تعود لمجلس الظل والنور فقط كوسيط، لا كقائدة.

زعيمهم كان مفاجئًا: نيرفال نفسه.

قال لها بصراحة:

“أنا أحببتك كرمز… لا كحاكمة.

أنتِ تتغيرين. وهالتك… لم تعد رمادية فقط. أرى فيها شعلة لا أستطيع الوثوق بها.”

4 – المطهِر الرمادي: الحقيقة

فاليرا قررت أن تلاحق المطهّر الرمادي.

عبر تعويذة “سفر عبر البصمة الزمانية”، استطاعت تتبّع أثره… حتى وصلت إلى مكتبة ميترا المحظورة — أقدم مكان كُتب فيه عن أصل النور والظلام.

هناك واجهته…

ساحر طويل، عيونه خالية من أي حدقة، يلبس عباءة من خيوط النور والظل المشدودة. قال:

“أعرف والدك… وأعرف والدتك. وكنت الأول الذي رفض اتحادهما.

فاليرا… وُلدتِ من جريمة. وأنا صوت التوازن الحقيقي: لا اختلاط، لا رماد.

إما ضوء، أو ظلام. وهذا ما سأعيده.”

كشف لها أنه خادم لقوة قديمة تُسمى:

“اللامنتمي: الكيان الذي خُلق قبل التوازن، وينمو في الاختلاط.”

ثم هرب في انعكاس مرايا الزمن، تاركًا خلفه ختمًا يشبه عينًا تشقّ نفسها من الداخل.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon