أصبحتُ موضوعاً لتجارب الساحر العظيم المجنون
...سأموت قريبًا....
...لذلك، أنا في حالةٍ لا أرى فيها شيئًا آخر....
...لو كان بإمكاني البقاء على قيد الحياة، كنت سأشرب حتى الماء القذر....
...“إذاً، هل تعنين أنكِ ستبيعين نفسكِ لي الآن؟”...
...قطع الصوت المنخفض السكون. و توجهت العيون الصفراء الفاتحة، التي كانت تلتفت إلى مكان آخر، نحوي....
...ابتسمتُ بلطف، رافعةً زاوية شفتيي دون أن أبدي أي قلق. بينما كنت أحاول جاهدةً أن أمسك يدي المرتجفة بسبب التوتر....
...“نعم!”...
...هذا كان أول لقاءٍ لي مع “دانتي”، ساحر العزلة الذي سيصبح مخلصًا لي....
...الفصل 1...
...“مرة أخرى؟ حياةٌ قصيرة؟”...
...تنهدت وأنا أنظر إلى شعري البني الفاتح الكثيف في المرآة، وعيوني التي تشع بلون الفيروز كما لو كانت مصنوعةً من حجر “بيريدوت*”....
...*آخر الفصل...
...“لماذا بالضبط لون عينيّ مثل حجر الفيروز؟ لو كانت زمرديةً لكان بإمكاني التقمص في روايةٍ أخرى!”...
...بدأت حياتي الرابعة اليوم، وفي نفس الوقت، انتهت....
...لأنني قد انغمست في حياة شخص على وشك الموت، وأنا أعرف متى وكيف ولماذا سأموت....
...“ألم يحن الوقت للتجسد في حياةٍ طبيعية؟ تباً! ليذهب الجميع إلى الجحيم!”...
...هناك سببٌ لغضبي هذا....
...لأن التجسد في حياةٍ قصيرة ليس شيئًا جديدًا بالنسبة لي....
...'هل كان هذا بالفعل التجسد الرابع في حياةٍ قصيرة؟'...
...في حياتي الأولى، كنت طالبةً في امتحانات القبول، أدرس طوال الليل حتى مت دون أن أتمكن من اجتياز الامتحان....
...في حياتي الثانية، كنت أميرة مملكةٍ سقطت في رواية درامية. ...
...تم تدمير المملكة دون أن يكون لدي الوقت لفعل أي شيء....
...و في حياتي الثالثة، كنت شخصيةً عابرة في لعبة رعب، وكانت المشكلة أنني لم ألعب تلك اللعبة من قبل. ...
...كنت دائمًا ألتصق بشابٍ وسيم يبدو ضعيفًا، لكنه كان في النهاية الشرير النهائي! و تم قتلي بشكلٍ مروع على يد ذلك القاتل الشاب....
...'على الأقل كانت هذه روايةً قرأتها من قبل، مما يعني أنني قد أتمكن من البقاء على قيد الحياة هذه المرة.'...
...على عكس حياتي السابقة التي كانت بلا حل، في هذه الحياة أعرف القصة، لذا يمكنني أن أجد طريقةً للبقاء على قيد الحياة....
...لا، يجب أن أبحث. فأن أموت مجددًا بهذه الطريقة أمرٌ ظالم للغاية....
...وقفت ويديّ متشابكتان أتأمل نفسي في المرآة وأفكر في “ذاتي”....
...كنت داخل رواية رومانسية فانتازية قرأتها في حياتي الأولى. وكنت فيها مجرد شخصيةٍ ثانوية تموت في ريعان شبابها....
...“إيرفين كوينيارديل، الابنة الوحيدة لكونت عائلة كوينيارديل.”...
...كان هذا هو بداية الوصف عن إيرفين....
...حين كانت في العاشرة من عمرها، توفي والداها الكونت والكونتيسة في حادث. و عمها جوزيف، الذي كان يطمع في لقب الكونت منذ البداية، استغل الأمر وتولى المنصب بحجة أنه سيرعى إيرفين حتى تكبر....
...بعدها طُردت إيرفين من القصر تقريبًا، والوحيدون الذين اعتنوا بها كانوا إدن، الابن الأكبر لعائلة الدوق هايفن، وأبويه، وكان إدن هو بطل الرواية....
...إدن، ذو الشخصية النزيهة، اعتنى بإيرفين أفضل من أي أحد. لكن منذ أن التقى ببطلة الرواية، أصبحت إيرفين في الهامش....
..."و كما هو متوقع.”...
...إيرفين، التي لم يكن لها من تعتمد عليه سوى إدن، استخدمت وضعها هذا لتتدخل وتفسد العلاقة بين البطل والبطلة....
...في النهاية، حتى إدن تخلّى عن إيرفين، ولم يكن لها مكانٌ تذهب إليه، فتجوّلت في الشوارع بلا مأوى إلى أن فقدت السيطرة على طاقتها السحرية وماتت....
...'حسنًا، تذكرت كل شيء!'...
...بعد أن استعدت كل ما يتعلق بإيرفين، شعرت بالفرح وبدأت أضرب قدمي بالأرض بحماس. و فجأة، داهمني دوار حاد وغثيانٌ شديد....
...“أووغ…..ما الذي حلّ بجسدي لأتعب بهذا الشكل من مجرد قفزة؟”...
...كانت إيرفين ضعيفةً جسديًا منذ صغرها....
...كانت تحتاج إلى مسكناتٍ عدة مرات في اليوم، وكانت حالات الإغماء متكررة....
...استدعى الدوق والدوقة هايفن أشهر الأطباء في الإمبراطورية، لكن لم يتمكن أحد منهم من معرفة السبب....
...لكنني أعرف الحقيقة....
...إيرفين كانت تملك طاقةً سحرية هائلة، تفوق قدرة جسدها الضعيف على الاحتمال....
...'سحرٌ أو لا، عليّ أن أستلقي الآن. أشعر بالغثيان وكأنني سأموت.'...
...استلقيت على السرير ونظرت إلى السقف المزين برسومات زاهية....
...“لننجُ هذه المرة. يجب أن أعيش.”...
...بما أن النهاية معروفة، فلا بد من وجود وسيلةٍ للبقاء. لم أكن لأموت مجددًا وفق مصير لا أريده....
...'سأقابل ذلك الشخص، و أحل مشكلة الطاقة السحرية، وأتخلص من البطل.'...
...***...
...“آنستي، من الأفضل أن تعودي إلى الداخل الآن. اليوم الرياح قويةٌ وقد تصابين بالزكام، نعم؟”...
...“قليلاً فقط، دعينا ننتظر قليلاً بعد.”...
...في بداية فصل الربيع، حين لا يزال البرد يلسع أطراف الأنف مع كل نسمة ريح تهب. و رغم برودة الجو، جلستُ في الحديقة لأتناول الشاي عن عمد....
...الكوب الذي كان يعلوه البخار منذ لحظاتٍ أصبح الآن بارداً لدرجة أنني أستطيع شربه دفعةً واحدة....
...“آنستي! إذا أصبتِ بالزكام مجددًا، فستبقين طريحة الفراش لأسبوعٍ كامل هذه المرة! أنا قلقةٌ جداً، حتى أنني لا أستطيع التنفس بشكلٍ طبيعي من شدة التوتر..…”...
...“آه، فهمت. فقط انتظري قليلاً، لقد اقترب موعد قدومه.”...
...“مهما انتظرتِ، فلن يأتي من تنتظرينه يا آنسة!”...
...ليج كانت خادمتي الخاصة، وكانت تهتم براحة بالي وصحتي بشكلٍ مفرط، لذا كانت كثيرة الثرثرة أكثر من غيرها....
...حتى وأنا أتحدث معها الآن، لم تتحرك عيناي عن البوابة الحديدية ولو للحظة....
...“هذا مستحيل. أنا بالضبط الشخص الذي يريده. لذلك فقط…..قليلاً بعد…..لقد أتى.”...
...لقد أتى أخيراً....
...نهضت واقفةً فجأة. ثم بدأت أخطو نحو البوابة خطوةً تلو الأخرى....
...رأيت من خلال قضبان البوابة رجلاً يرتدي قميصًا كاروهات وبنطالاً داكنًا بحمالات، ويعتمر قبعةً بنية تُغطي شعره الكثيف....
...نعم، الرجل الذي كنت أنتظره منذ مدة لم يكن سوى ساعي البريد الذي يجلب الرسائل إلى القصر....
...ركضت نحوه بسرعةٍ وخفق قلبي بقوة بينما ألقيت عليه التحية....
...“صباح الخير! يا له من صباح جميل، أليس كذلك؟”...
...“آه، نعم، صباح الخير..…”...
...ابتسم ساعي البريد ابتسامةً محرجة، وانشغل بتقليب حقيبته المليئة بالرسائل محاولًا تفادي نظراتي....
...سألته بإصرار وأنا أنظر إليه مباشرة،...
...“أليس هناك رسالةً باسمي؟”...
...عندما أطرح هذا السؤال، دائمًا ما يعقد ساعي البريد حاجبيه ويبدو عليه الحرج الشديد، تمامًا كما يحدث الآن....
...لقد مر أكثر من عشرة أيام وأنا أخرج كل صباح لأنتظره. لكن، وكما هو الحال دائمًا اليوم أيضًا….....
...“أعتذر، لا يوجد شيء..…”...
...قابلتني خيبة أمل أخرى....
...***...
...“هل تعلمين أن الخادمات مؤخرًا يتهامسن بأنكِ على علاقةٍ سرية بساعي البريد؟”...
...بمجرد أن عدت إلى الغرفة وبدأت في التنظيف، بدأت ليج تثرثر من جديد....
...“أنتِ تركضين نحوه بكل حماسٍ لمجرد رؤية طرف قبعته، وهذا يحدث منذ عشرة أيام!”...
...كانت ليج تتحرك بسرعةٍ وهي تزيل الغبار العالق على إطار النافذة....
...“أعتقد أنه عليكِ أن تتصرفي بحذر الآن. نحن لسنا في قصر عائلة الكونت كوينيارديل، بل في قصر الدوق هايفن! ماذا ستفعلين لو سمع السيد الشاب بتلك الإشاعات؟”...
...لكن كلمات ليج لم تصل إلى مسامعي أبدًا....
...“هااااه..…”...
...تنهدت بعمق نحو الفراغ من دون وعي....
...“فووووه..…”...
...وبمجرد أن بدأ التنهد، لم أعد قادرةً على التوقف....
...نظرت ليج إليّ وأنا ممددة فوق السرير، بينما كانت تزيل الغبار المتراكم في أركان الغرفة، ...
...“آنستي، لم تصغي لكلمةٍ واحدة مما قلته مجددًا، أليس كذلك؟”...
...جلست فجأةً وسألتها وأنا أحدق بها،...
...“ليج، لماذا برأيك؟ لماذا لم تأتِ أي رسالة؟”...
...“هل صدّقتِ حقًا أن ردًّا سيصلكِ منه؟ آنستي، ما زلتِ تحتفظين بجانبٍ بريء في شخصيتكِ على ما يبدو.”...
...هزّت ليج كتفيها بخفة، ثم عادت لتحريك منفضة الغبار....
...“هممم..…”...
...ذلك لأنني كنتُ الشخص الأنسب تمامًا لما يبحث عنه....
...لذلك كنتُ واثقةً تمامًا بأنه سيرحب بدعوتي للقاء بكلتا يديه....
...“هذا مزعجٌ حقًا.”...
...عدتُ لأرتمي على السرير من جديد....
...نظرت ليج إليّ بطرف عينها وتحدثت بنبرة فاترة،...
...“لا تحزني كثيرًا. هو شخصٌ معروف عنه أنه لا يقابل أحدًا على الإطلاق.”...
...ثم تابعت كلامها وهي ترتّب الأشياء الموضوعة فوق الخزانة بعناية....
...“يقال أنه لا يظهر حتى لو استدعاه جلالة الإمبراطور. بل وحتى سحرة برج السحر نادرًا ما رأى أحدهم وجهه، يمكن عدّ من رآه على أصابع اليد الواحدة.”...
...“صحيح، لكن مع ذلك..…”...
...“حتى أن الشائعات انتشرت بسببه.”...
...“شائعات؟ أي شائعات؟”...
...هل كانت هناك شائعاتٌ حوله؟ لم أسمع بشيءٍ كهذا من قبل....
...عندما سألتها، أسقطت ليج منفضة الغبار من يدها من شدة الصدمة، ثم استدارت ببطء ونظرت إليّ،...
...“يا إلهي، ألا تعلمين حتى تلك الشائعة؟”...
...“قلت لكِ، أي شائعة؟”...
...“الشخص الذي تنتظرينه حتى يكاد عنقكِ يطول من طول الانتظار!”...
...ما هذا؟! أقصد، ما الشائعة تحديدًا؟!...
...وكأنها قرأت ملامح الحيرة والانزعاج على وجهي، سارعت ليج في الكلام،...
...“يقال إن السبب في أنه لم يخرج يومًا من قبو برج السحر هو أن شخصيته كئيبةٌ ومظلمة جدًا. بل ويُقال أن مظهره قبيح لدرجة أن مجرد النظر إليه مباشرةً أمر لا يُحتمل! أما جسده..…”...
...انحنت والتقطت منفضة الغبار عن الأرض، ثم أشارت بها،...
...“جسده ضعيفٌ وهزيل تمامًا مثل هذه المنفضة! أوه، وهناك شائعة أخرى تقول أن من يقابله في يومٍ ما، يتعرض لسوء الحظ طيلة ذلك اليوم!”...
...لم أكن أعلم بوجود مثل هذه الشائعات، لأنني لم أعرف عنه سوى وجوده فقط....
...لكن حتى لو كانت تلك الشائعات صحيحة، فلا يهم....
...لأنني، مهما حصل، يجب أن أقابله....
...“ويقال أيضًا أنه يختبئ في القبو ويجري تجارب غريبة كل يوم!”...
...لقد أرسلت له خمس رسائل أطلب فيها مقابلته، ومع ذلك لم أتلقَ أي رد....
...“آنسة؟ هل تسمعين ما أقوله؟ آنسة؟”...
...لا مفر إذًا. في هذه الحالة، لا يوجد حلٌ آخر....
...“سأذهب بنفسي لرؤيته.”...
...هاهاها….....
...ابتسمتُ برضا وأنا أنظر إلى أوراق الأشجار التي تتراقص في مهب الريح من خلف النافذة....
...“لم تسمعي حرفًا مما قلته، آنسة إيرفين، أليس كذلك؟”...
...كأنني سمعت صوت ليج وهي تتنهد بضيق، لكن لا بد أنه مجرد وهم....
...***...
...رفعت رأسي حتى كدت أكسر عنقي، أحدّق إلى البرج السحري الضخم. ...
...حتى في أعماق الجبال النائية حيث لا يمر أحد، كان البرج يفرض حضوره بكل هيبته....
...هل ظنوا أنني سأتراجع؟ ...
...رفعت قبضتي المشدودة عاليًا....
...“إن لم يخرج، فسأقتحم المكان بنفسي!”...
...رغم أن الأمر ورد باختصار في الرواية الأصلية، إلا أنني أتذكره جيدًا....
...ذلك الشخص الذي أبحث عنه هو الساحر العبقري، أصغر سيد لبرج السحر في التاريخ، دانتي....
...___________________...
...السلام عليكم شخباركم عساكم طيبين ...
...ذي روايه تضحك حلوه قصيره بس 90 فصل و5 فصول إضافيه ✨...
...للإحتياطاا والطواري ذي حساباتي ...
...انستا : Dan_48i توتر: Dana_48i...
...لون عيون البطلة🤏🏻...
...Dana...
Comments
Kazoha
ايه البداية المبشرة اوي دي!!!!!🤦🏼♀️
2025-05-05
0
Kazoha
تضحك؟؟؟
طيب 😏
2025-05-05
0
Kazoha
لا تعليق
2025-05-05
0