...---...
...لقد كان رجلًا جميلًا بشكلٍ استثنائيّ، وكأنّه ليس إنسانًا....
...لكنّ المشكلة كانت في داخله....
...فمنذ اللحظة التي ظهر فيها "إيجيد"، بدأت تظهر على وجوه الناس من حوله ملامح الذُّعر واضحة، حتى من مسافة بعيدة....
...وكان من الواضح أنّ عبوس "إيجيد" الغاضب، كلما رأى الناس، لا يُشبه وجه ملكٍ صالح....
...وآني التي كانت تُعارض دائمًا قصص "الطاغية الشّبح"، ثبّتت أفكارها السلبيّة تمامًا في ذلك اليوم....
...كانت عيناه مليئتين بالحياة، لدرجةٍ تكفي لقتل مليون فارس!...
...لكن، لسببٍ ما، توقفت "آني" عن الاهتمام به....
...فهو لم يكن رجلًا يمكنها التّعامل معه بسهولة على أيّة حال، كما أنّ "مقاطعة دْسِف" لم تكن كبيرة....
...ثم إنّ "إيجيد" نادرًا ما كان يحضر التجمّعات الاجتماعية....
...وعلى الرّغم من حضوره لبعض المناسبات الكبيرة، كحفلات أعياد الميلاد، في كلّ موسم، إلّا أنّها لم تلتقِ به أبدًا وجهًا لوجه....
...وباختصار، كان وجود "إيجيد" كإمبراطور يُشعر "آني" بعدم الراحة، في نواحٍ كثيرة....
..."حسنًا... لقد رأيتُ العائلة الإمبراطورية مؤخرًا..."...
...منذ وقتٍ ليس ببعيد، حدث أمرٌ غير سارّ في متحف الفنّ....
...فقد التقت "آني" هناك صدفةً بـ "اللورد جيركان"، أحد الرّجال الذين كانت قد قابلتهم قبل إعلانها رفض الزّواج....
...كان "جيركان" يُصرّ على الحديث معها، محاولًا إخراجها من القاعة لقضاء بعض الوقت بمفردهما....
...رفضت في البداية، ولكن عندما ألحّ عليها، بدأ يتكلّم معها بصوتٍ مرتفعٍ وبأسلوبٍ وقح....
...يا له من رجلٍ مزعج!...
...وفي النّهاية، اضطرت "آني" إلى الخروج معه إلى مكانٍ هادئ، إذ لم يكن بإمكانها تجاهل الأمر تمامًا، نظرًا للعلاقات الطويلة بينه وبين أسرتها....
...لكن بعد ذلك، سُرقت قطعة فنيّة من المتحف....
...وفي ذلك الوقت، لم يكن الغائبان عن المكان سوى شخصين فقط، ممّا جعل الشّكوك تتّجه نحو "آني" بشكلٍ طبيعي....
...وعلى الرّغم من إصرارها على براءتها، إلّا أنّ كليهما أُدرجا ضمن قائمة المشتبه بهم. وبسبب العلاقة الجيّدة بينهما، لم يتمكّنا من تقديم عذرٍ مُقنع....
...عندما فكّرت بالأمر، شعرت بالدوار، وبدأ العرق البارد يسيل على ظهرها....
...ولحسن الحظ، في اليوم التالي، أُرسل فريقٌ من السحرة التّابعين لـ "بوركوس" ومعهم فرسان النخبة الإمبراطوريون، بسرعةٍ كبيرة. وكان ذلك من حُسن حظّها، لأنّ أيّ خطأ كانت قد تقترفه كان سيجعلها تُعتقل فورًا....
...وفي أقل من يوم، تمكّن الفرسان الإمبراطوريّون وفريق التحقيق السّحري من كشف الحقيقة: السّرقة كانت من تنفيذ لصّ محترفٍ شهير....
...مرّةً أخرى، أثبتت النُّخبة تميّزها....
..."لو لم تكن هناك مساعدة من العائلة الإمبراطوريّة، لكنتُ بقيتُ تحت التّحقيق أيّامًا عديدة، وربّما أكثر."...
...ولأنّ هذا الحادث المؤسف حصل في متحفٍ يعرض أعمالًا من إمبراطوريّات مختلفة، فلم يكن من السهل إنهاء التحقيق سريعًا....
...وفي خضمّ هذه الأحداث المزعجة، شعرت "آني" ولأوّل مرة بالامتنان لـ "إيجيد"....
...فقدرة الملك كانت في حدّ ذاتها قوّة وطنيّة....
...صـريـر~...
...'هل وصلنا إلى القصر الإمبراطوري بالفعل؟'...
...عندما توقّفت العربة، نظرت "آني" من النّافذة نحو القصر الإمبراطوري....
...كان القصر يَحمِل شارة الدرع الفضية التي تلمع تحت أشعة الشمس، والتي ترمز لإمبراطورية "بوركوس"....
...تحت سماءٍ صافيةٍ خالية من الغيوم، بدت القلعة هادئة وجميلة، وكأنّها قصر ملكة رقيقة، لا مقرّ حُكم طاغية....
...ضيّقت "آني" عينيها....
...'في كلّ مرّةٍ أزور فيها القصر، يبدو وكأنّه يزداد حجمًا.'...
...بعد كلّ هذا، بدا الأمر وكأنّ حجم البلاد نفسها قد ازداد....
...بعد أن نزلت من العربة، توجّهت "آني" مع "كارلا" مباشرةً إلى مكتب الضرائب....
...كان هناك شخصان يقفان في صفٍّ طويل، يتحدثان لبعض الوقت....
..."كارلا، بما أنّنا وصلنا إلى العاصمة، هل يمكننا التوقف هناك لدقيقة؟"...
..."إلى ليدور؟"...
...أومأت "آني" برأسها، وفهمت "كارلا" فورًا دون حاجةٍ لتفسير....
...كان "ليدور" مخبزًا شهيرًا يصنع الماكرون من بلدان أخرى، وقد فتح فرعًا له في عاصمة "بوركوس" بعدما تمنّت "آني" ذلك....
...لقد كانت تقول في نفسها: "إذا لم أتمكن من الذهاب إلى هاركنون، أريد على الأقل تذوّق ماكرونات ليدور..."...
...تذكّرت "آني" أطفال "كارلا"، أولئك الصغار الملائكيين الذين يحبّون التجوّل ويعشقون الهدايا الحُلوة....
..."دعينا نشتري بعضًا للأطفال أيضًا."...
..."شكرًا سيدتي!"...
...صفّقت "كارلا" بيديها إعجابًا بالفكرة، وكانت تبتسم بفرح. لكن فجأة، جاء شخص ما من خلفهم دون أن يشعروا به......
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments