𝟑

...هذا أمرٌ بديهيّ. هل يُعقل أن تقوم "كارلا" بإرسال السيِّدة إلى ذلك الطاغية المجنون؟...

...نـقـر~...

...ما إن أُغلِقت النَّافذة، حتَّى التفتت "كارلا" بعينيها الذَّهبيَّتين نحو العربة الواقفة أمام البوَّابة الحديديَّة للقصر....

...كانت تلك العربة البنفسجيَّة، الَّتي ترمز إلى عائلة "دْسِف"، قد وصلت ووقفت تنتظر....

...قالت كارلا:...

..."ستعودين مباشرةً بعد تقديم الإقرار الضريبيّ، أليس كذلك؟" ...

...أجابت "آني"، وهي تشعر بالتفاؤل، وتمطَّت لتُخفِّف من تعبها:...

..." يُفترَض ذلك." ...

...صعدت الاثنتان فوق أرضيَّة قصر الإمبراطوريَّة الرُّخامية اللامعة، من أجل تقديم الإقرار الضريبيّ الخاصّ بالعائلة، وذلك في موسم "رياح الورود"....

...كان هذا اليوم هو الموعد السنويّ لذلك. وعلى الرّغم من أنَّ الأمر مُتعبٌ بعض الشيء، إلَّا أنَّه لا يحدث سوى مرَّة واحدة في السَّنة، لذا كان من الضَّروريّ إنجازه في حينه....

...كارلا، هي الخادمة المُنظَّمة والدَّقيقة الَّتي تخدم أذكى أفراد عائلة "دْسِف"، وضعت استمارة الإقرار الضريبيّ، الَّتي كانت "آني" قد ملأتها مُسبقًا، في مُجلَّدٍ بُنِّيّ، وضمَّته إلى صدرها....

...وفي أثناء ذلك، كانت "آني" جالسةً داخل العربة، شاردةً في أفكارها، أثناء توجُّهِها إلى العاصمة....

...كان القصر الإمبراطوريّ الضَّخم، الَّذي يلوح من بعيد، يبدو مُهيبًا ومُخيفًا....

...ذلك هو مقرُّ إقامة الطاغية "إيجيد"....

..."الـطـاغـیـة..."...

...هل كان ذلك لأنَّ اسمه خرج من فمها صباح اليوم؟...

...فجأةً، خطرت في بالها قصَّة قديمة كانت قد نسيتها منذ زمنٍ بعيد....

..."ششش، لا تبكِ، أيُّها الطِّفل."...

..."إن لم تتوقَّف عن البكاء، فسيأتي الطاغية ويأخذك."...

...إنَّها الحكاية الَّتي كانت جدَّتها ترويها لها منذ أن كانت صغيرة، حتَّى أصبحت مُعتادةً على سماعها إلى درجة أنّها لم تَعُد تُؤثِّر فيها....

...لقد انتشرت أهوال الطاغية "إیجید جان بوركوس" في أرجاء الإمبراطوريَّة انتشار الطاعون، حتَّى صار مجرَّد ذِكر اسمه يُرعب الرِّجال والنِّساء....

...بل حتَّى قبل أن يُولد "إبجيد"، تلقّى رجلٌ يُدعى "روبيش أبجي"، والملقَّب بـ"الملك الأسد"، قد تلقَّى رسالةً غريبة....

..."الإمبراطور القادم سيكون طاغيةً كذلك، سيحكم الإمبراطوريَّة، ويُسفك من الدِّماء ما يكفي لكتابة صفحاتٍ حمراءَ في كتب التاريخ. كلُّ من يُعارضه، سيُقطَع إلى نصفين، ويُقدَّم طعامًا للغربان."...

...وقد صدَّق الجميع تلك النبوءة، إذ كان "الملك الأسد" مُساندًا للعائلة الإمبراطوريَّة لأكثر من جيلَين....

...وهكذا، راح الناس يتناقلون حكاياتٍ عن طاغيةٍ دمويٍّ لا يعرف الرّحمة، حتَّى قبل أن يولد "إيجيد"....

...وبعد مضيّ عشرين عامًا......

...في الوقت الحاضر، اختفت جميع الدُّول الَّتي تجرَّأت على إعلان الحرب، دون أن تترك أيَّ أثر، ولم يَعُد هناك من يجرؤ على الوقوف في وجه الطاغية....

...ولأكون دقيقة، فقد كان هناك رجلٌ واحدٌ فقط، لكنَّه منذ أيَّامٍ قليلة، لَحِقَ بغيره إلى عالم الأموات....

...فقد قُضِيَ على الجميع بسيف "إيجيد" القاسي....

...في طفولتها، كانت "آني" طفلةً كسائر الأطفال الصِّغار، كثيرة البكاء، وكانت تخاف من الطاغية الَّذي يصغرها سنًّا. وكانت عائلتها تستغلُّ هذا الخوف لتُرغمها على الطَّاعة....

...> "آني، إن لم تأكلي، فسيأخذكِ الطاغية لتُصبحي زوجته!" ...

...> "واااااه!"...

...'لقد كنتُ بريئةً حقًّا في ذلك الوقت...'...

...ضحكت "آني" ساخرةً من نفسها. كانت تخاف بشدَّة من أن تصبح "عروسًا للطاغية"، لذا كانت تُطيع أوامر عائلتها دون نقاش....

...لكن، لماذا كانت تخاف إلى ذلك الحدّ؟...

...ذلك الطاغية، الَّذي يصغرها سنًّا، من المُفترَض أن يكون أكثر طفوليَّةً منها، ومع ذلك كانت تتجمَّد خوفًا كلَّما ذُكر اسمه....

...لكن ذلك أصبح من الماضي....

...حتى لو زارت القصر الإمبراطوريّ الآن، فلا داعي للخوف من شخصٍ من المستحيل أن تلتقي به فـ"إيجد" نادرًا ما يظهر حتَّى داخل القصر....

...وخارج منصبه الرَّسميّ، لم يكن هناك من يعرف مكانه بدقَّة....

...فالبعض يقول إنَّه نزل إلى العالم السُّفليّ ليُقاتل الشياطين، أو أنّه دمَّر دولًا، أو قتل شخصًا ما... كانت كلُّها مجرَّد شائعات لا دليل عليها....

...وقد قيل إنَّ عدد من قُتِلوا بسيفه يفوق عدد سكّان العاصمة بأكملها....

...'في النِّهاية، لا علاقة لي بهذا الأمر.'...

...ومع مرور الوقت، زال خوف "آني"، لأنَّها، بوصفها مجرَّد نبيلة عاديَّة، لا يُمكن أن يكون لها أيُّ علاقة خاصَّة بالإمبراطور "إيجيد"....

...لكن... لم يكن بينهما انقطاعٌ تامّ....

...فقد سبق لهما أن التقيا في مناسبةٍ اجتماعيَّةٍ واحدة....

...'لقد مضت سبعُ أعوام على ذلك.'...

...كان ذلك منذ زمنٍ بعيد، والذِّكرى باهتة كأنَّها مغطَّاةٌ بالضَّباب، لكنَّها ما زالت تتذكَّر ذلك اليوم بشكلٍ غامض....

...حين رأت "آني" الإمبراطور "إيجيد" في ذلك اليوم، فتحت فمها وقالت على الفور:...

...[هل هذا شخصٌ حقيقيّ؟]...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon