((الشبح القاتل))

رواية.. ((الشبح القاتل)) بقلم.. هبة محمد عبد الرب..

الفصل الثالث..

في الساعةِ العاشرة من صباحِ يومِ السبت، السادس عشر من شهرِ آب، كان المحققُ جورج هوك في مكتبهِ في مقرِ شرطةِ العاصمة لندن (نيو سكوتلاند يارد) يتحدثُ عبرَ الهاتف.

يُطرقُ باب مكتبهِ فيبعدُ الهاتف عن أذنهِ ليأذنَ للطارق.

المحقق جورج:- تفضل

ففتحَ ديفيد بيل الباب، ودخل.

فأشارَ لهُ المحقق جورج ليغلق الباب ويجلس، ثم عادَ ليكملَ حديثهُ خلالَ الهاتف.

أغلقَ ديفيد بيل الباب بهدوءٍ، ثم جلسَ بصمتٍ، ينتظرُ انتهاءَ المحققِ جورج من مكالمته.

وحينَ أنهى المحقق المكالمة.. تحدثَ إليهِ ديفيد بيل.

ديفيد بيل :- سيدي.. لقد وصلت نتائج التحقيقات.

المحقق جورج :- تفضل.. ديفيد بيل يقرأُ نتائجَ التحقيقات. ديفيد بيل :-أولاً: لم يكن للسيد هاورد أيَّ أقرباء أو أصدقاء. أما بالنسبةِ لما قالهُ الدكتور مارتن جاك عن السيدِ هاورد بخصوصِ إنطوائيتهِ وعدمَ ثقتهِ بالناسِ..فقد كانَ صحيحاً.

ثانياً: فيما يخصُ كاميرات المراقبهِ حولَ بيتِ السيد هاورد، والمنطقةِ المحيطةِ به.. فلا توجد أيَّ كاميراتِ مراقبةٍ في تلكَ المنطقة القريبةِ منَ المنزل، ولا حتى سياراتٍ متوقفة بالقربِ منهُ، لنبحثَ في تسجيلاتِ الكاميرا الخاصةِ بها عن آخرِ من زارَ مسرحَ الجريمة، وغادرَ منهُ، في الوقتِ المقدرِ لإرتكابها.

المحقق جورج:- وماذا عن تقريرِ المعمل الجنائي، ونتائج تشريحِ الجثة؟

ديفيد بيل:- تقرير المعمل الجنائي،ونتائجِ تشريحِ الجثة: أولاً:الضحية ماك هاورد كانَ يعاني من مرضِ تصلب الشرايين وإرتفاعِ ضغط الدم.

ثانياً:سبب الوفاةَِبالتفصيل: سببَ الوفاةِ الرئيسي:الإختناق الميكانيكي باليد، والذي تسببَ في منعِ وصولِ الأكسجينِ إلى الدماغ.

وفاة متعددة الأسباب:يمكن اعتبار الوفاة نتيجةَ مزيجٍ من صدمةِ الإختناق، وتفاقمَ حالة تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

العلامات التي ظهرت على الجثةِ بعدَ التشريح:علامات خارجية:

احتقان وريدي في الرأس والوجه.

ازرقاق الأطراف (خاصةً الشفاه والأظافر)

تورم ملحوظ في الوجهِ واللسان والعينين.

وجود آثار ضغط وإصابات في منطقةِ الرقبة،مثلَ علامات الضغط المباشر من اليدين.

علامات داخلية:وجود نزيف داخلي في الأغشيةِ المخاطية للحنجرةِ والقصبة الهوائية.

آثار تمزق في الأوعيةِ الدموية الدقيقة في منطقةِ الرقبة.

تقرير المعمل الجنائي، ونتائجِ خبراءِ الأدلةِ الجنائية:

أولاً:عدم وجود بصمات، أو آثار حمضٍ نووي، على عنقِ الضحية أو مسرحِ الجريمة.

ثانياً:لم يتم العثور على آثارِ عرق، أو أليافِ شعرٍ، أوحمضٍ نووي، على ملابسِ الضحية، أو في مسرحِ الجريمة.

ثالثاً:عدم العثور على عيناتِ جلدٍ أو أليافٍ، تحت أظافرِ الضحية.أو حتى آثار مقاومة.

رابعاً: عدم العثور على آثارِ أقدام، أو أحذية في مسرحِ الجريمة.

وأخيراً..نتائجَ تحليلِ خبراء المعمل الجنائي :

الإحتمالات الممكنة لغياب الآثار.. أولاً: استخدام القفازات:استخدمَ القاتل قفازاتٍ أثناء إرتكابِ الجريمة،مما منعَ تركَ آثار الحمض النووي لهُ، على ملابسِ الضحية، ومسرح الجريمة.

ثانياً :مسح أو تنظيف الأدلة: قامَ الجاني بمسحِ ملابسِ الضحية، ومسرحِ الجريمة، لإزالةِ أيَ آثارٍ بيولوجية.

ثالثاً:سبب عدم وجود آثار مقاومةعندَ الخنق :فقدان الضحيةِ للوعي نتيجةَ نقصِ الأوكسجين الحاد، مما أدى إلى توقفِ ردود الفعل العضلية، ويحدثُ هذا بسببِ انقطاعِ تدفق الدم للدماغ، وتوقف التنفس بشكلٍ كامل، مما يجعل الجسمَ غيرَ قادرٍ على مقاومةِ الضغط بشكلٍ طبيعي بعدَ بضعِ ثوانٍ.

وبعدَ انتهاءِ ديفيد بيل من قرآءةِ تقرير المختبر الجنائي تنهدَ المحقق جورج قائلاً:- ياإلهي... يبدو أن هذهِ القضية ستكون صعبة!

يتبع.....

......

رواية.. (( الشبح القاتل)) بقلم.. هبة محمد عبد الرب..

الفصل الرابع..

في الساعةِ الثامنة من مساءِ يومِ السبت.. السادس عشر من شهرِ آب، كان المحقق جورج لا يزالُ في مكتبهِ يراجعُ ملفَ القضيةِ..

رفع يديهِ وأمسكَ رأسهُ بينما يقرأ ويطلعُ على تقريرِ المعمل الجنائي،وارتسمت على وجههِ تعابيرَ الإحباطِ والضيق!

ثم اتكأ على الكرسي وهو يتنهد.. ورفعَ رأسهَ لينظرَ لسقفِ المكتب، ليشردَ قليلا وهو يتمتم بصوتٍ خافتٌ: أيَّ لغزٍ هذا؟!

أيَ لغزٍ هذا؟!

ثمَ انتفزَ من على كرسيِّه قائماً وهو يصرخ: تباً.. رأسي سينفجر!

هذهِ القضية ستصيبني بالجنون!!

وأخذ يضحكُ بهستيرية وهو يتمتم بسخرية: رائع.. لقد فقدتُ عقلي!

ثم قطعَ ضحكتهُ فجأةً، وقطب جبينه!

وقال: كيفَ أُمسِكُ شبحاً؟!

وبينما هو غارقٌ في دواماتٍ الحيرةِ والأسئلة.. طرق المساعد ديفيد الباب فجأة.. ليقطعَ عليهِ أفكاره!

المحقق جورج باستياء: تفضل.

دخلَ المساعد ديفيد ليخبرَ المحقق جورج أن الطبيب مارتن جاك جاءَ، وينتظرُ بالخارج.

ديفيد بيل :- سيدي.. لقد جاء الطبيب مارتن.

المحقق جورج :- دعهُ يدخل.

فنادى المساعد ديفيد الطبيب ليدخل.

ديفيد بيل :- دكتور مارتن.. تفضل بالدخول.

دخل الطبيب مارتن جاك.

جورج هوك:- شكراً لقدومك.. تفضل بالجلوس.

فجلسَ الطبيب مارتن.. ثم سأل المحقق عن سبب استدعائهم له..

الطبيب مارتن:- لمَ استدعيتموني حضرةَ المحقق؟

جلس المساعد ديفيد ونظرَ إلى الطبيب مارتن قائلاً..

ديفيد بيل :- نعتذرُ منك لاستدعائكَ في هذا الوقت.

الطبيب مارتن :- لابأس.

المحقق جورج :- نريدُ أن نطرحَ عليكَ بعضَ الأسئلة.

مارتن جاك:- تفضل

المحقق جورج:-هل يمكن أن تخبرنا عن مكانِ تواجدكَ مساءَ يومِ الخميس.. وتحديداً من الساعة التاسعة وحتى الساعة الحاديةَ عشرة؟

مارتن جاك:- هل أنا واحدٌ من المشتبهِ بهم ؟!

المحقق جورج :- بل أنت المشتبهُ به الوحيد حتى الآن في هذه القضية!

فحتى الآن لم نعثر على أيِّ شخص كانَ لهُ علاقة بالسيد هاورد.

ديفيد بيل :- لا أقارب! لا أصدقاء! ولا حتى أعداء!

الطبيب مارتن:- ولكن لابدَ من وجودِ أسبابٍ، أودوافع لارتكابِ أيَّ جريمة، وأنا لايوجد لديَّ سبب أو دافع لقتلِ السيد هاورد،

لذا لا أرى أيَّ سببٍ لإشتباهكم بي!

المحقق جورج:- ليسَ الأمرُ أننا نشتبهُ بك.. ولكن عند وقوعِ أيِّ جريمة، يصبحُ كل من يعرفون الضحية مشتبهٌ بهم، ويتمُ وضعُ كل من كانَ على صلةٍ بالضحيةِ في دائرةِ الإتهام. لذا نرجو تعاونكَ معنا.

الطبيب مارتن:- حسناً

المحقق جورج :- هل يمكنكَ الإجابة على سؤالي الآن؟

الطبيب مارتن:- بالطبع..لقد كنتُ في منزلي.

ديفيد بيل :- هل لديكَ شاهدٌ، أو دليل يؤكدُ ذلك؟

الطبيب مارتن:- كلا

ديفيد بيل :- ولكن كلامكَ وحدهُ لايكفي كدليل، لذا ستبقى مشتبهاً بهِ حتى تثبتَ التحقيقات عكسَ ذلك.

المحقق جورج:- منذُ متى وأنتَ تعرفُ السيدَ هاورد؟

الطبيب مارتن:- منذُ عامينِ تقريباً.

المحقق جورج :- إذاً بحسبِ معرفتكَ بهِ كل هذهِ المدة، ماالسبب باعتقادك الذي دفعَ المجرمَ لقتله؟

الطبيب مارتن:- لا أعلم، فمعرفتي بهِ لم تتجاوز حدودَ معرفةِ الطبيبِ بحالةِ مريضه.

ديفيد بيل :- بحسب رأيِّكَ فيهِ، هل كانَ لهُ أعداء؟

مارتن جاك: لا أدري