الفصل 5

...كان وجهه متغطرسًا متوترًا، وملابسه توحي بنزعة قهرية في الترتيب والنظافة، بحيث يكفي أن يراه المرء لمرةٍ واحدة ليعرف أنه رجل ثري....

...عيناه مختلفتا اللون وملامحه الدقيقة كانت جميلةً بما يكفي لتُوصف بالجمال....

...وفانيسا كانت تعرف هذا الرجل....

...ثم دخلت أغنيس مسرعةً لتعلن قدوم الزائر....

...“أعتذر يا آنستي…..هذا السيد أصرّ على الدخول دون إذن..…”...

...“دوق فالندورف. هل يليق بكَ أن تقتحم بيتًا بلا صاحبه بهذه الطريقة؟”...

...“أتعرفينني إذًا؟”...

...'يا إلهي…..'...

...التقته فانيسا في حياتها السابقة بعد أن خُطبت لكونراد. كان قد تربى في القصر الإمبراطوري، ويُقال أنه نشأ كالأخ مع الأمراء....

...لكن فانيسا لم تشعر نحوه يومًا بالمودة، فقد كانت تستشعر بوضوح النفور في عينيه كلما نظر إليها....

...'يا لي من حمقاء……'...

...“بالطبع أعرفكَ يا دوق أليكسي فالندورف. لا يمكن ألا أعرف رجلاً بمكانتكَ. والدي حدثني عنكَ كثيرًا.”...

...“حقًا؟ إذاً لا بد أنكِ تعلمين أيضًا أن الكونت لانغ ترك دينًا ضخمًا قبل موته.”...

...قال ذلك بسخرية وهو يضرب بعصاه الأنيقة على أثاث المنزل متفحصًا المكان....

...“بصراحة، هذا ما لا أفهمه أنا أيضًا يا دوق. ما الذي دفعكَ لمنح والدي مثل هذا المبلغ الكبير؟ ما الذي جعلكَ تثق به؟”...

...“قال أنه سيقدم منزله كضمان، فماذا كنتُ سأفعل؟ الكونت النبيل أراد المراهنة على مصيره، وقال أنه يفضل التشرد على أن يتراجع. وقد كان رجلاً خدم الإمبراطورية يومًا ما، فلم أرَ مانعًا من منحه تلك المجاملة.”...

...اشتعل الغضب في صدر فانيسا لكنها أجبرت نفسها على الابتسام....

...“صحيح، لكن ما العمل؟ أنا لا أملك حق الإرث، وهذا المنزل سيؤول مؤقتًا إلى التاج الإمبراطوري حتى يتم تحديد الوريث الشرعي. ربما يجدون أحد أبناء العمومة البعيدين يعيش خلف البحر، لكن لا يعلم أخدٌ كم سيستغرق ذلك..…”...

...ثم طرق الدوق بعصاه على الأرض الرخامية بقوة....

...“هل ترين هذا مسليًا؟ وما الذي ستفعلينه الآن يا آنسة لانغ؟ قريبًا سيُطلب منكِ مغادرة هذا المنزل أيضًا.”...

...'تمامًا ما كنت أفكر به.'...

...“لدي مكانٌ أستطيع أن أضع فيه رأسي على الأقل، وإن لم يكن، فدائمًا يمكنني العمل كوصيفةٍ مقيمة في أحد البيوت. صدق أو لا تصدق، لكنني بارعةٌ في أعمال المنزل، فبيتنا مفلسٌ منذ زمن بعيد، وهذه الخادمة المسكينة هي الوحيدة التي تبقت لدينا.”...

...“فانيسا..…”...

...حاول مايسون قول شيء، لكنها أسرعت لتمنعه هامسة،...

...“أنا بخير، لا تتدخل.”...

...ثم نظر الدوق إليها من الأعلا وتحدّث بصوتٍ بارد،...

...“لا، هناك حلٌ أسهل بكثير، وأنتِ تعرفينه جيدًا.”...

...كانت تعرف. ذلك الشيء الوحيد الذي كان يُعدّ “قيمتها” منذ صغرها….....

...“مهما يكن، فليس هذا المكان المناسب للحديث عن ذلك، نحن في جنازة.”...

...“سأكون الضامن!”...

...صاح مايسون فجأة....

...“مايسون..…؟”...

...“فانيسا ليست ممن يخلفون الوعود، وإن كنتَ تحتاج إلى ضمان، فأنا أضع كل ما أملك رهينةً لذلك. ليس كثيرًا، لكن لدي بعض الأسهم في أملاك عائلة سَراي..…”...

...“يا أحمق! أي ضمانٍ تتكلم عنه؟ لا تقل مثل هذا الكلام أبدًا!”...

...“لكن يا فانيسا..…”...

...تنهّد الدوق بانزعاجٍ وهو ينظر إليهما، وكأنه سئم من هذا المشهد المسرحي....

...“كفى من هذا العبث. هل تظنان أنني رجلٌ يجوب المدن لتحصيل الديون بنفسي؟”...

...ثم أخرج من جيبه رسالةً مختومة وسلمها إلى فانيسا....

...“هناك من يريد رؤيتكِ. أمرني أن أسلمها لكِ سرًا، فاحفظيها جيدًا ولا تتفوهي بكلمةٍ عنها.”...

...ألقى نظرةً ضيقة على مايسون، ثم استدار وغادر بخطواتٍ حادة....

...وقد كانت الرسالة مختومةً بختمٍ الإمبراطورية....

...***...

...بعد انتهاء الجنازة، انشغلت فانيسا لأيامٍ بلا توقف....

...جاء محصلو الضرائب التابعون للقصر لتفقد المنزل وتدوين ممتلكاته. قالوا إن انتقال الأملاك مؤقتاً إلى التاج ما هو إلا إجراءٌ تقليدي، ولن يتغير شيءٌ فعليًا....

...لكن إلى أن يُحدَّد الوريث الشرعي، يُمنع التصرف أو البيع أو الرهن بأي من الممتلكات. ...

...لذلك لم تفتح فانيسا رسالة الدوق إلا بعد مرور أسبوعٍ كامل....

...[أودّ التحدث إليكِ. سيكون لقاؤكِ لي باعثًا على سرورٍ عظيم.]...

...كانت الكتابة أنيقةً متقنة، وتحتها موعد وصول العربة: الغد، في الثانية بعد الظهر....

...'كِدت أذهبُ إلى القصر بثوب النوم لولا أني فتحتها الآن.'...

...ففي الآونة الأخيرة، كانت تمضي معظم النهار بملابس النوم، تقضي وقتها بين المكاتب، ترتب الديون الصغيرة، وتجيب الرسائل المتراكمة، وتتعامل مع بقايا الفوضى....

...و لم تهمل مظهرها إلى هذا الحد في حياتها قط....

...كانت تعتقد أن الشيء الوحيد الذي يمكنها التباهي به هو مظهرها، لذلك كانت تعتني بشعرها وتضع مساحيق التجميل بعناية، وتُهذب أظافرها حتى أطرافها لتكون كاملة بلا عيب....

...“لكن هذه الرسالة…..لا توقيع فيها.”...

...تمتمت فانيسا بذلك وهي تتفحص الورقة الرقيقة من الأمام والخلف، فسطعت عينا إليشيا ببريقٍ حماسي....

...“ألا يمكن أن تكون من سمو الأمير؟! من غيره يمكنه أن يرسل دعوةً للحضور إلى القصر الإمبراطوري؟! يقول مايسون أن سمو الأمير كان ينظر إليكِ مرارًا تلك الليلة!”...

...“إليشيا، أرجوكِ كُفي عن الثرثرة..…” ...

...تمتم مايسون واضعًا يده على جبينه وكأنه يعاني من صداع....

...كانت إليشيا أخت مايسون الصغرى ذات الأربعة عشر ربيعًا، وقد تبعته منذ الصباح لتتوسل إلى فانيسا أن تحكي لها عن حفلات الحظور الأول....

...وحين سمعت أن رسالةً وصلت من القصر، لم تستطع كتمان حماسها وأصرت على فتحها في الحال....

...'غريب…..هذه الرسالة هادئة جدًا لتكون من كتابة كونراد…..لكن إن لم تكن منه، فمن غيره إذًا؟ ثم إن من يمكنه أن يكلّف دوق فاليندورف بإيصالها…..'...

...“يا إلهي، ألن تصبحي أميرة القصر يا أختي؟! لحظة، إذًا ماذا عن ذلك الدوق الذي ركع أمامكِ تلك الليلة؟ لكنه عمّ الأمير، أليس كذلك؟ يا للعجب، يبدو أن رجال هذه العائلة يملكون ذوقًا رائعًا حقًا!”...

...“من أين تتعلمين مثل هذا الكلام؟” ...

...تمتم مايسون بيأس، أما فانيسا فقد بدأ رأسها يدور....

...'انتظري، ما هذا الكلام؟ عمّ زوجي السابق؟ هذا…..لا، لحظة، لم أتبادل حتى كلمةً واحدة مع كونراد بعد. ثم لماذا أفكر في هذا أصلاً؟ لم يحدث بيني وبين الدوق شيءٌ على الإطلاق…..'...

...“هذا ليس وقت الشرود الآن! أختي، هل لديكِ فستانٌ للموسم الجديد؟ لا، بل هيا بنا إلى منزلي! عندما يسمعن أنكِ ستذهبين إلى القصر، سيموت الجميع شوقًا لإعارتكِ فساتينهن!”...

...اندفعت إليشيا بحماس لتحتضن فانيسا، لكنها ما إن مدّت يدها نحو وجهها حتى ارتجف جسد فانيسا فجأة وتراجعت متجنبةً اللمس، ثم ارتطم الكرسي الذي كانت تجلس عليه بالأرض محدثًا ضجيجًا....

...“أختي؟”...

...اتسعت عينا إليشيا دهشة، وكذلك فانيسا التي لم تفهم ما حدث لها....

...'ما بي؟ لم يحدث لي شيءٌ كهذا من قبل…..'...

...وكأنه أدرك شيئًا، أخرج مايسون أخته من الغرفة بهدوء....

...“هل تشعرين بتوعك؟”...

...“لا، فقط كنت شاردةً قليلًا. على أية حال، مايسون، لدي بعض الأعمال المتبقية…..هل يمكننا تأجيل الشاي لوقتٍ لاحق؟”...

...“لا تقلقي بشأن ذلك. وإن احتجتِ لأي مساعدة، قولي لي فورًا.”...

...فابتسمت فانيسا،...

...“بالطبع.”...

...كانت الكدمات والجروح القديمة قد بدأت تخف خلال الأسبوع الماضي، لكن آثار الأصابع التي تُركت حول عنقها في تلك الليلة كانت لا تزال واضحةً تمامًا....

...رفعت فانيسا يدها لتعدل الوشاح حول عنقها، فهي لم ترغب أن يرى مايسون ذلك الأثر....

...“آه، صحيح يا مايسون، سفينة والدكَ التجارية ستغادر الشهر القادم، أليس كذلك؟”...

...“هاه؟ آه، نعم، على ما أظن.”...

...إن كانت ذاكرتها صحيحة، فبعد شهر تقريبًا سينفجر بركان تحت البحر في المسار التجاري نحو القارة الجنوبية، وستغمر موجات المدّ كل الجزر في تلك المنطقة، مما سيشلّ حركة السفن تمامًا....

...حينها، كانت ثلاث من أصل خمس سفن يملكها البارون سيراي تمرّ فوق البركان مباشرة، فغرقت جميعها ولم يُعثر على أي أثر لها....

...كانت السفن محملةً بالأقمشة والجلود، وهي أهم بضائع البارون، وتسبّب ذلك الحادث بانهيار سريع في ثروة عائلة سيراي....

...(في تلك الحياة كنت أميرة القصر، فاستطعت مساعدته بحجة الاستثمار…..أما الآن، فلا أملك حتى قوت نفسي…..'...

...“عليكَ أن تؤجل الإبحار إلى الشهر التالي، مهما كان.”...

...“ماذا؟”...

...“لديّ مصدرٌ موثوق. أنت تعلم أني لا أمزح في أمور كهذه.”...

...“صحيح…..حسنًا، سأحاول إقناع والدي.”...

...بعد مغادرة مايسون، بقيت فانيسا في المكتبة دون أن تبرح مكانها....

...بحثت في شجرة العائلة بكل حرص، لكنها لم تجد وريثًا مناسبًا للممتلكات. وحتى لو وُجد أحد، فليس مؤكدًا أنه سيقبل بتحمّل ديون العائلة الضخمة....

...'كيف يمكنني إقناع أحدهم؟ “تفضل، استلم الديون أولًا، ثم أعطني مال بيع الأرض، وسأحاول سدادها بطريقةٍ ما”؟'...

...“آه….كان عليّ فقط أن أرقص معه تلك الليلة..…”...

...__________________________...

...الدوق صح؟ نسيت اسمه المهم البطل الكئيب 🤏🏻...

...وذا الي مرسلها رساله شذا الثقه؟ تكفين لا مب وقته ...

...المهم ذا الدوق الي عطاها الرساله يع يارب مايطلع كثير ...

...اخت مايسون كيوت وش ذا الطاقه الي فيها😭🤏🏻...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon