الفصل 2

...“……إنه صاحب السموّ فريدريش سايران، وليّ عهد الإمبراطورية الشرعي!”...

...انفجر تصفيقٌ مدوٍّ قبل أن تتمكن فانيسا من ترتيب أفكارها. و فُتحت الأبواب الفخمة العظيمة، ودخل رجلٌ شابٌّ بابتسامةٍ مشرقة، بشرته مسّتْها الشمس بلونٍ برونزيٍّ جميل....

...فريدريش سايران، وليّ العهد التعس الذي سيسقط عن جواده بعد ثماني سنواتٍ من الآن ويموت....

...كان حقًا وريثًا لا غبار عليه. محبوبًا، دبلوماسيًا بالفطرة، يحظى باحترام النبلاء وعامة الشعب على حدٍّ سواء....

...ما من أحدٍ كان ليتخيل أن نهايته ستكون بتلك البساطة والعبثية. ...

...وحين فُتِحت الأبواب مجددًا، ظنّت فانيسا أنها سترى كونراد من جديد....

...‘يا للسخرية، أن أرى الوجه الذي رأيته آخر مرة قبل موتي بهذه السرعة مجددًا.’...

...مهلًا، هل كان حقًا هكذا؟...

...حين تعيد التفكير، في تلك الليلة من حفل ظهورها الأول، كان كونراد هو آخر من دخل القاعة. لكن الرجل الذي تبِع وليّ العهد لم يكن كونراد بل….....

...“ها هو دوق الشرق، سيد السواحل الشرقية وجزر القراصنة، صاحب السموّ الدوق فيلياس سايران!”...

...ما إن ظهرت هيئةٌ سوداء من بين فتحة الباب، حتى ساد الصمت القاعة بأكملها....

...‘صحيح، أتذكر الآن. عندما ظننت أن لا أحد أشدّ كآبةً مني في تلك الليلة، ظهر هذا الرجل.’...

...في الحقيقة، لم يكن معروفًا عن الدوق شيءٌ يُذكر. كل ما يُقال كان مجرد شائعاتٍ وقصصٍ متناقلة....

...“أهو ذاك الذي يتحدثون عنه؟ الأخ غير الشقيق لجلالة الإمبراطور؟”...

...همست فتاةٌ نبيلة بعينين واسعتين لجارتها التي مدّت عنقها تنظر نحوه....

...“لكن حقًا كما يقولون، كم يبدو كئيبًا. ويقال أن قلةً فقط رأوا وجهه.”...

...“ربما هو قبيحٌ جدًّا. أو لديه جرحٌ بشعٌ في وجهه..…”...

...“يا للأسف، وهو لا يزال شابًا.”...

...‘حقًّا، من الطبيعي أن يتهامسوا هكذا.’...

...إذ من ذا الذي يحضر أول حفلةٍ رسمية له مرتديًا عباءةً سوداء مع قلنسوة تغطي رأسه بالكامل؟...

...أبعد الدوق الخدم الذين اندفعوا نحوه بإيماءةٍ متضجرة، ثم مضى واختفى بين الحشد....

...حتى في حياتها السابقة، لم تتحدث معه يومًا على انفراد. ...

...والغريب أنه رغم ذلك، أرسل إلى قصر آل لانغ رسالةَ خطبةٍ مفاجئة. في الليلة السابقة تمامًا لإعلان خطوبتها على كونراد....

...فيها كتب أنه وقع في حبها من النظرة الأولى. وأنه يدرك أن الزيارة الشخصية هي التصرف اللائق، لكن الظروف لا تسمح…..كلامٌ منمّقٌ مكرر....

...ظنّت يومها أنها مزحةٌ ثقيلة، لكن الآن يبدو أنه لم يكن يمتلك حسّ الدعابة أصلًا....

...بعد ذلك، انبعثت ألحان الكمان الناعمة معلنةً بدء رقصة الحفل....

...منذ أن تعلمت الرقص، لم ترفض فانيسا يومًا دعوةً إلى الرقصة الأولى. وفي أول ظهورٍ لها كذلك، رقصت مع كل الوزراء والنبيلين، وبقيت تضحك وتتحدث حتى منتصف الليل، ثم ختمت الليلة برقصةٍ مع الأمير نفسه....

...‘نعم…..ربما كانت تلك الليلة آخر مرةٍ استمتعت فيها حقًا.’...

...“آنستي.”...

...اقترب منها شابٌّ يرتدي زيّ ضابط، وعلى وجهه حمرة الخجل. و تذكرت المشهد تمامًا كما كان....

...مدّ يده المرتجفة دون أن يعرّف بنفسه،...

...“كنت أراقبكِ منذ قليل. هل تسمحين لي بأن تكون الرقصة الأولى لي معكِ؟”...

...حينها، أجابت بابتسامةٍ رشيقة، كما أجابت في المرة السابقة،...

...“لا، لقد رقصتُ ما يكفي بالفعل.”...

...“عذرًا؟ لكن.…”...

...“اذهب بسرعة، هناك الكثير من السيدات الجميلات غيري، أليس كذلك؟”...

...تركت الشاب المذهول خلفها واتجهت عبر الستار إلى ممرٍّ ضيق. و قد شعرت بدوارٍ خفيف. ليس غريبًا بعد كل الدم الذي رأته قبل موتها....

...‘أتذكر أن هناك بابًا يؤدي إلى الشرفة قريبًا من هنا.’...

...وحين فتحت باب الشرفة وخرجت…..هاه، كما توقعت. عودةٌ بالزمن؟ يا للسخف....

...خارت قواها وجلست أرضًا. فقد كان ملك الموت نفسه، واقفًا في ضوء القمر....

...***...

...‘ربما هذا مجرد هذيان ما قبل الموت.’...

...“…..هل أصِبتِ؟”...

...سألها وهو يطلّ عليها من الأعلا. و صوته عميقٌ هادئ، بعيدٌ كل البعد عن صوت ملك الموت....

...‘حقًا، لماذا أسترجع هذا اليوم بالذات؟ لو كان لا بدّ، لفضّلت استعادة أكثر ذكرياتي سعادةً…..إن كان لديّ مثلها أصلًا.’...

...شعرت فانيسا وكأن قلبها سقط في مكانه. لكنها تظاهرت بالهدوء وابتسمت نحوه....

...“آه، سموّ الدوق، أنا بخير. فقط تفاجأتُ قليلًا. ربما لأن ضوء القمر جعلكَ تبدو كملك الموت…..يا لي من حمقاء، كان ذلك مجرد وهم.”...

...فيلياس سايران. الدوق الشاب الذي شاع أنه قبيحٌ أو مشوّه الوجه. كان يقف عكس القمر، فلم تستطع رؤية ملامحه بوضوح....

...وفجأة، تذكرت رسالة الخطوبة التي أرسلها إليها. الرسالة التي جاءتها في حياتها السابقة دون أن تكون بينهما أي معرفة....

...كانت قد ظنّت أنها مزحة. قال فيها أنه أحبها من النظرة الأولى....

...‘لكن هذا الرجل؟ حقًا؟ أهو الذي أحبني؟’...

...حاولت فانيسا أن تنهض وهي تستند إلى الأرض. لكنها لم تستطع التحرك بسبب الكعب العالي وضيق الفستان الذي يلتصق بجسدها....

...“ذاك…..أعذرني، لا أستطيع خلع الحذاء. هل يمكنني استعارة ذراعكَ قليلًا؟”...

...مدّ الدوق يده بصمت. وعندما أمسكت فانيسا بكمّ بدلته السوداء لتنهض، أضاءت أضواء الحديقة كأنها كانت تنتظر تلك اللحظة. و تلألأت الأضواء السحرية وانعكس وهجها على وجه فانيسا....

...شعرت بانقباضٍ في ذراع الدوق، كأن التوتر شدّ عضلاته فجأة. و خفضت بصرها فرأت قبضته المغطاة بالقفاز الأسود مشدودةً بإحكام....

...“……؟”...

...رفعت رأسها من جديد. وقد كان هو أيضًا يحدق فيها من الأعلى. و الضوء كان خلفه....

...كان الدوق طويلًا وضخم البنية إلى حدٍّ جعل ظلّه يحجب رؤيتها تمامًا. و لم ترَ سوى السواد، سوادًا خالصًا فقط....

...في تلك اللحظة، خطر لفانيسا سؤال. إن لم تكن رسالة خطبته مجرد مزحة، وإن كان حقًا قد انجذب إليها من النظرة الأولى، فربما في هذه الحياة أيضًا هو….....

...“سموّ الدوق.”...

...“اسمي فيلياس.”...

...قال ذلك على عجل قليلًا....

...'ما هذا الآن؟ هل يريد أن أناديه باسمه؟'...

...شعرت فانيسا بتوترٍ خفيف يسري في الجو. و لم تستطع مقاومة الفضول وسألته،...

...“هل يُمكن أن تكون…..قد وقعتَ في حبي الآن؟”...

...ظنّت أنه سيضحك أو يغضب. لكنه لم يفعل أيًّا منهما. بل أجاب بصوتٍ عميقٍ هادئ،...

...“كنتُ في الواقع…..أفكر في ذلك الآن بالضبط.”...

...في تلك اللحظة، فُتح باب الشرفة بطرقٍ خفيف. وأطلّ خادمٌ شاب، كان هو نفسه الذي طرده الدوق قبل قليل....

...“آه، سمو الدوق! كم بحثتُ عنكَ! كل الدوائر العليا تطلب مقابلتكَ فورًا…..أُه، سمو الدوق؟”...

...لم يتحرك الدوق قيد أنملة. و لم تستطع فانيسا أن ترى تعابير وجهه بوضوح بسبب الضوء المعاكس، لكنها أحست أنه يحدق فيها بثبات....

...“أخبريني باسمكِ.”...

...شعرت فانيسا بالحرج نيابةً عن الخادم الذي بدا في موقفٍ مربك، فأجابت،...

...“فانيسا لانغ.”...

...“حسناً.”...

...“ذلك…..يمكنكَ أن تتركني الآن، لا بأس.”...

...ارتجف الدوق قليلًا وأصدر صوتًا لا هو ضحكٌ ولا تنهد....

...ىكما توقعت.'...

...يبدو أن رسالة خطبته كانت جادّةً بالفعل. وهذا الرجل بلا شك قد وقع في حب فانيسا مرةً أخرى....

...شعرت فانيسا بشيءٍ أشبه بالذنب الحلو. كأنها تطلّ على أعماق أفكاره من الداخل....

...'لكن متى..…؟ لم نتبادل كلمةً واحدة قبل موتي في الحياة السابقة.'...

...“على فكرة، آنسة فانيسا. قد تجدين هذا مضحكًا.”...

...“نعم؟”...

...“كثيرون يخطئون مثلكِ عندما يرونني. يظنون أن ملك الموت جاء ليأخذهم.”...

...ضحكت فانيسا بخفة، لكنها أدركت أنه لم يكن يمزح....

...“لا عجب. إنه حفل تقديمٍ في الربيع بعد كل شيء. كنتُ أظن أنني الوحيدة التي ترتدي ثوب الحداد الليلة.”...

...“تقولين ثوب حداد؟”...

...“نعم؟”...

...“أعني. الذين يظنون ذلك عادةً هم فقط من يقفون على عتبة الموت.”...

...ثم سعل الخادم بخجل،...

...“سمو الدوق، أظن أنه عليكَ الذهاب الآن فعلًا..…”...

...ومع ذلك، لم يلتفت إليه الدوق، ثم ترك يد فانيسا التي كان يسندها بها....

...“سأرحل إذاً. ما زال الجو باردًا، لذا…..أتمنى ألا تبقي واقفةً طويلاً يا آنسة فانيسا.”...

...“سأفعل، شكرًا لكَ.”...

...وعندما بقيت وحدها في الشرفة الهادئة، أدركت فانيسا أخيرًا الحقيقة. ...

...لقد كانت قبل بضع دقائق فقط ضحية جريمة قتل بشعة. وقد عادت من جديد إلى تلك الليلة الملعونة....

...ربما هذا هو العالم الآخر. ربما حان الوقت لتدفع ثمن حياتها التي قضتها هاربة....

...“دوق فلوريس، صاحب السمو الأمير كونراد سايران!”...

...انفجر التصفيق من داخل القاعة....

...'…..حسنًا، لعلّي أذهب لرؤية وجهه البغيض.'...

...وهي تغادر الشرفة، أقسمت فانيسا في نفسها. على الأقل في هذه الليلة، لن ترقص مع أي أحد....

...__________________________...

...كونراد هو الدلوع الي قاعد يقول يوجع يافانيسا ومدري وش رايحه تشوفين وجهه؟ يارب عشان تكشّين عليه ...

...المهم طلع البطل انهوس عشان حب من اول نظره؟😭😭😭😭😭...

...يجنااااااااااااان ...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon