الفصل الرابع

الفصل 4 مشهد اعتراف ونفاذ شرط

جلس ليكاردو على حافة المقعد المقابل لسريرها، يطيل النظر قليلاً ثم يقول بصوتٍ منخفضٍ لا تُخفيه الصرامة:

«أخبريني ما الذي حلّ بكِ ذلك اليوم، من فعل ذلك بكِ؟»

ارتجفت ليليان. كانت الكلمات تنتظر في حلقها، لكن الإفصاح بها يعني شلالاً من الدماء: تعرف جيدًا أن ذِكر اسم زوجة الأب وابنتها سيقود ليكاردو مباشرةً إلى قمعٍ فوري، إلى إعدامٍ سريع لا يحظى برمزٍ للعدالة في عقلها؛ هي لا تريد جريمةً واحدة تُغلق الباب نهائيًا على فرصتها في الانتقام ببطء وبذكاء. تردّد الصوت في صدرها ثم خرج بصعوبة:

«إنّي… لا أستطيع أن أقول الآن.»

رفع ليكاردو حاجبَه، نظرةٌ حادة، ثم ظلّ ساكتًا للحظة. سألها بهدوءٍ حادّ:

«أنتِ تعلمين أن الكذب عليّ خطأٌ قاتل، وأن إخفاء الحقيقة قد يكلفكِ حياتكِ… فلماذا لا تريدين أن أخمدها فورًا؟»

أغمضت ليليان عينيها، ومرّت عليها خياراتها كصورٍ خاطفة: دمٌ يجف على ثوبٍ فاخر، نظراتُ الانتقام التي خططت لها ليلًا، صدى الضحك في قاعة القصر. قالت بصوتٍ خافتٍ تختلط فيه العزيمة بالخوف:

«لأنّي أريد أن أنتقم بطريقتي. لا أريدُ أن تُقَطع الأواصر دفعةً واحدة. أريدُ أن أُريهم الخسارةِ ببطءٍ، أن أشاهدهم يسقطون قطعةً قطعةً… إذا كُشف أمري أمامهم فستنقضّ عائلاتهم علينا جميعًا أو ستكون هناك محاكمة سريعة لا تكتفي بالقصاص فحسب، بل تُحرمني أيضًا من متعة الانتقام.»

نظر إليها ليكاردو للحظات، يزنُ كلماتها كما يوزنُ الجنود قبل المعركة. ثم قال بصوتٍ هادئٍ يحمل القليل من القسوة:

«إن أخبرتُكِ بأنني لو أردتُ لقطعتُ أعناقَهم الآن، فهل تصدّقين؟»

بدا له أن تردّدها قد انقضى، لكنها ضحكت ضحكةً مريرة صغيرة، وأجابت:

«أعرف. أعرف أن في يديكِ القوة. ولكني أخشى أن يكون الانتقام السريع مجرد بداية لسلسلةٍ لا أريدها. أفضّل أن يُؤتى بهم واحدًا تلو الآخر، أن تنفد أعصابهم، أن يفهموا ما خسروا. هذا ما أريده، وأطلب منك أن تسمح لي بذلك.»

سكت ليكاردو ثانيةً، ثم نهض ببطءٍ، اقترب أكثر حتى بدا صوته أقرب إلى خياله الداخلي منه إلى الكلام الخارجي:

«قلْ لي الحقيقة كاملةً الآن: من هم؟»

تردّدت ليليان ثانيةً، فالتقطت عيناه لحظةً من الحزم لم تكن لتسامح فيها باللعب. شعرت أنها لا تملك مجالاً للمراوغة. فتنهدت وأزفّت كلماتها بصراحةٍ باردة:

«زوجة أبيّ وابنتها. هما من نسقا كل شيء. أرسلتا الرجل ليقتلني.»

انكمش وجه ليكاردو بلا تعبير يذكر، لكنه لم ينفعل فورًا بقتلٍ أوهدد. بدلاً من ذلك قال ببطءٍ:

«أحسنتِ بالصدق. أمور كهذه لا تُحلُّ بكذبٍ صغير. إن مُضيتِ في طريقكِ، فافعلِه بعقل، لا بعاطفةٍ عمياء.»

ثم تراجع قليلًا وجلس، ونظر إليها بنبرةٍ تحمل امتزاجًا من الملكية والحماية:

«إذا احتجتِ إلى مساعدةٍ، فاطلبيها مني. أنتِ — الآن — إحدى ممتلكاتي، ولا أحبّ أن يعبث أحدٌ بممتلكاتي.»

شعرت ليليان بوخزةٍ غريبة في صدرها: كانت كلماتُه توقيعَ ملكٍ لا يشارك في تفاصيل الرحلة، لكنها في الوقت ذاته وعدٌ بحمايةٍ ضمن حدودٍ قاسية. لم تستطع إلّا أن تهمس بكلمة شكرٍ مترددة، لا تجرؤ على استدعاء كل ما في صدرها من امتنانٍ لأن وصفها بـ«ممتلكة» أحسّها بإهانةٍ تكاد تخنقها. قالت بصوتٍ منخفضٍ:

«شكرًا… سأطلب منك إذا احتجتُ.»

أومأ ليكاردو برأسه، ثم ناظرها لوهلةٍ أخرى بعينٍ لا تُظهر حنانًا لكنه لا يتجاهل أيضًا:

«احذري، لا تُخدري حدودنا. إنْ ابتعدتِ عن الاتفاق فلن تتردّد يدي.»

ظلّت ليليان للحظاتٍ تراقب ظلّه في الغرفة، تُمسكُ بكلماتِه المتضاربة: الحماية والتهديد؛ امتلاكٌ وعداء. وشعرت مرّتين في آنٍ واحد: امتنانٌ لنجاتها، وإهانةٌ لأن تُعامل كغنيمةٍ تُعرض للبيع. ومع ذلك، ارتسمت على شفتيها ابتسامةٌ رقيقة، تختبئ خلفها خطةٌ صغيرة، ولمَّا تسمعها الأيام، فستعرف العائلة بأكملها مذاق الخسارة حين يُسحب عنها الستار تدريجيًا

نهاية الفصل الرابع ❤️❤️❤️❤️❤️

اتمنى ان يعجبكم 🥰🥰🥰🥰🥰

الجديد

Comments

قارئة رويات

قارئة رويات

كملي يا مبدعة

2025-10-26

4

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon