الفصل الثاني
جلست ليليان على السرير متسمّرة، كلمات الأمير ليكاردو ما زالت تتردّد في أذنيها كوقع مطرقة ثقيلة:
ليكاردو: «من الآن فصاعدًا… ستكونين زوجتي.»
ارتجف جسدها، وتسارعت أنفاسها حتى شعرت أن قلبها سيقفز من صدرها. لم تستطع التمييز إن كان ما قاله إعلانًا رسميًا أم تهديدًا مبطنًا. مستحيل… هل هو جاد؟! فكّرت باضطراب. إن رفضتُ، ربما يقتلني على الفور… وإن قبلتُ، سأكون تحت رحمته. أي مصير هذا؟!
فتحت فمها لتتكلم، لكن الكلمات تعثّرت على لسانها. ارتبكت، وشعرت بجفاف في حلقها، ثم بعد صمت ثقيل رسمت ابتسامة مهزوزة بالكاد استطاعت الحفاظ عليها، وقالت بصوت متقطّع:
ليليان: «… ن-نعم، سيدي.»
ارتفع حاجب ليكاردو قليلًا، وكأن تردّدها أثار شيئًا من الاستغراب في داخله، لكن ملامحه بقيت جامدة، وصوته ظلّ باردًا قاطعًا:
ليكاردو: «حسنًا. الزواج سيتم قريبًا.»
شهقت ليليان غير مصدّقة ما تسمع.
ليليان: «بهذه السرعة؟! لا خطوبة، لا وقت للتفكير؟!»
ليكاردو: «لا حاجة إلى المماطلة.»
وضعت يدها على جبينها بارتباك، محاولة أن تُخفي توترها. في داخلها صرخت: لقد وقعت في المصيدة بقدميّ… لكن على الأقل ما زلت حيّة.
قاعة العرش
لم يمر سوى أيام قليلة حتى وصل الخبر إلى الملك والملكة. قاعة العرش ازدانت بالستائر الثقيلة والشموع العملاقة، وأصوات الحرس تتردد عند الأبواب. جلس الملك على عرشٍ ذهبي مزخرف، وإلى جانبه الملكة بثوبها الفخم.
وقف ليكاردو أمامهما، مستقيمًا كالتمثال، وأعلن ببرود:
ليكاردو: «اخترت عروسي. ستكون ليليان.»
سقط الكأس من يد الملك على الفور، وتناثر الشراب على الأرضية الرخامية. شهقت الملكة بصوتٍ حاد كأنها سمعت زلزالًا يهز القصر. تبادلا النظرات بدهشة عارمة، ثم قال الملك متلعثمًا:
الملك: «ماذا؟ أنت؟ الزواج؟!»
الملكة: «ابني… يتزوّج؟! أنت الذي لم يعرف للحب طعمًا قط؟!»
أما ليليان، فقد شعرت أن الأرض تميد تحت قدميها. لم تعرف كيف تتصرّف، فرفعت يدها بخجل وابتسامة متخشبة وقالت بصوت ضعيف:
ليليان: «أ… أجل. لقد… اختارني، وأنا… وافقت.»
تألقت عينا الملكة فرحًا، ووضعت يديها على قلبها:
الملكة: «يا إلهي! هذه معجزة! ابني أخيرًا صار إنسانًا طبيعيًا!»
بينما انفجر الملك ضاحكًا، وربت على كتف ليليان بقوة كادت تسقطها:
الملك: «ليليان! لقد أنقذتِ ابننا من حياة الجليد! أنتِ بطلة بحق!»
ابتسمت ليليان ابتسامة يائسة وهي تفكّر في سرّها: بطلة؟! أي بطلة! أنا فقط أحاول النجاة من الموت!
بعد الاجتماع
في رواق طويل تزينه لوحات الأجداد، أمسكت الملكة بيد ليليان بحنان مبالغ فيه، وقالت بصوت مليء بالعاطفة:
الملكة: «لا تقلقي يا ابنتي… نعرف أن ليكاردو صعب المراس، لكننا واثقون أنك ستلين قلبه.»
اتسعت عينا ليليان وهي تصيح بارتباك:
ليليان: «ماذا؟! أنا؟!»
الملكة: «نعم، أنتِ أملنا الوحيد!»
انفجر الملك ضاحكًا مرة أخرى وربت على ظهرها بحماس حتى اهتز جسدها:
الملك: «اصمدي أمام بروده، وستصبحين أعظم زوجة في التاريخ!»
استدارت ليليان بسرعة نحو ليكاردو، واقتربت منه هامسة بعصبية حتى لا يسمعها الآخرون:
ليليان: «لماذا لم تخبرهم أنك أجبرتني؟!»
ليكاردو: «لا داعي لذلك. النتيجة واحدة.»
تجمّدت ملامحها لثوانٍ، ثم غطّت وجهها بكفّيها، همست لنفسها:
لقد علقت… علقت رسميًا.
لقد تعبت في هذه الروية لذا أرجو أن تدعموني ي.ا..أ.ح.ل.ا..ق.ر.ا.ء..و..ق.ر.ي.ئ.ا.ت ( يا أحلا قراء و قريئات )
حتى الصورة الغلاف أنا من صممتها قولو لي إذا عجبتكم
نهاية الفصل الثاني ❤️❤️❤️❤️❤️
أتمنى أن يعجبكم 🥰🥰🥰🥰🥰
Comments
Ahlem Haj
رئعة
2025-10-28
2