ظلال الوردة الذهبية

ظلال الوردة الذهبية

الفصل الأول: الوردة التي لم تُكتب

كانت الليلة ثقيلة، والهواء مشبع بصوت أنفاسها المضطربة.

جلست مابيل في غرفتها الصغيرة، تحدّق في شاشة الحاسوب حيث يلمع اسم اللعبة التي قضت فيها ليالٍ طويلة: "ورود في الظلام".

كانت تعرفها جيدًا. تعرف أن البطلة الحقيقية هي "إلينور"، الوردة الذهبية التي تجذب كل الأضواء.

وتعرف أيضًا أن شخصية جميلة تدعى "مابيل" لا تملك إلا دورًا ثانويًا مأساويًا… دور انتهى دوماً بالموت.

لكن عندما ضغطت زر البداية هذه المرة، حدث ما لم يكن في الحسبان.

ارتجفت الشاشة، واختفت الألوان، وغمرها سواد كثيف كأنها سقطت في فراغ بلا نهاية.

… ثم فتحت عينيها.

لم تكن في غرفتها. كانت على سرير مغطى بستائر حريرية بيضاء، بجوارها مرآة ضخمة مذهّبة.

اقتربت ببطء، وتجمّدت ملامحها حين رأت انعكاسها.

شعر فضي طويل ينساب على كتفيها كالثلج المضيء.

وعيون خضراء براقة، كأنها تحتضن أسرار الغابات.

بشرة ناصعة، وملامح جميلة بطريقة هادئة وفاتنة… جمال لا يمكن أن يكون لجسدها الحقيقي.

همست لنفسها بصدمة:

— "هذا… جسد مابيل."

شخصية ثانوية، جميلة كلوحة، لكنها محكوم عليها دومًا بالفناء على يد الوردة الذهبية، إلينور.

أخذت نفسًا عميقًا، وضغطت على قلبها الذي بدأ يدق بعنف.

— "هذه فرصتي الأخيرة… لن أكون ضحية هذه المرة."

طرقات على الباب قطعت أفكارها.

دخلت خادمة ترتجف، تحمل رسالة مختومة بخاتم أسود. على الخاتم ارتسمت وردة ذابلة.

— "سيدتي… وصلكم خطاب من دوق الليل… من اللورد ميلانيوس."

تسارعت أنفاسها. الاسم جعل قلبها يخفق بارتباك.

ميلانيوس… البطل الغامض، صاحب العيون التي تشبه سماءً مليئة بالنجوم.

في اللعبة، كان هو الظلام الذي يُفتح لإلينور وحدها. أما هي؟ لم تكن سوى ظلٍ جميل يتلاشى بجواره.

لكن هذه المرة… رفعت مابيل الرسالة وابتسمت ابتسامة واثقة.

— "جيد… سأكون الوردة التي تعقد صفقة مع الظلام."

اقتربت من النافذة الثقيلة المزخرفة بالزجاج الملوّن.

فتحتها ببطء، فانسكب ضوء القمر الفضي على شعرها، حتى بدا كأنه يلمع بوهج سماوي.

العالم خارج النافذة كان صامتًا… أشجار عالية، حدائق غارقة في العتمة، وسماء مرصّعة بنجوم متلألئة.

رفعت رأسها نحوها، فارتجف قلبها:

— "ميلانيوس… هكذا وصفت اللعبة عينيك. زُرقة فيها نجوم تلمع وسط ليل أبدي."

شعرت بريح باردة تمرّ عبر خصلاتها، وكأن النافذة تهمس لها: اختيارك سيغيّر كل شيء.

وضعت يدها على الزجاج وقالت ببطء:

— "إذا كان مصيري أن أكون مجرد ظل… فسأكسر هذه النافذة وأخرج للعالم بنفسي."

عادت لتغلق النافذة، لكن شيئًا في داخلها توقّف. لم تكن مجرد نافذة، بل وعد. وعد بأنها لن تبقى أسيرة القصة التي كُتبت لها.

 

لم يمر وقت طويل حتى بدأ خبر الحفلة الراقصة ينتشر في أرجاء القصر.

حفلة تقيمها العائلة المالكة احتفاءً بعودة الدوق ميلانيوس من رحلته الطويلة.

كان الجميع ينتظر لحظة ظهوره، فـ"الليل" لا يكشف نفسه بسهولة.

مابيل جلست أمام مرآتها، تتأمل فساتين لم تكن تعرف كيف ترتدي مثلها في عالمها السابق.

أقمشة ثقيلة مزخرفة، مجوهرات براقة، وأحذية حريرية تضيق على قدميها.

لكن عينيها الخضراوين لم تظهرا التردد… بل مزيجًا من الحذر والتحدي.

— "هذه أول خطوة… لا مجال للخطأ."

طرقات خفيفة على الباب. دخلت الخادمة الشابة بخوف:

— "سيدتي، سمعت أن الآنسة إلينور ستكون نجمة الحفلة. يقال أن الدوق سيمنحها أول رقصة…"

ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي مابيل.

— "إلينور، أليس كذلك؟"

تذكرت جيدًا… الوردة الذهبية.

في القصة، كان يكفي أن تبتسم إلينور حتى ينحني الجميع أمامها.

لكن مابيل كانت ترى ما وراء ذلك الوجه الملائكي

______________________________________________

✨ نهاية الفصل الأول ✨

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon