كانت الليلة ثقيلة، والهواء مشبع بصوت أنفاسها المضطربة.
جلست مابيل في غرفتها الصغيرة، تحدّق في شاشة الحاسوب حيث يلمع اسم اللعبة التي قضت فيها ليالٍ طويلة: "ورود في الظلام".
كانت تعرفها جيدًا. تعرف أن البطلة الحقيقية هي "إلينور"، الوردة الذهبية التي تجذب كل الأضواء.
وتعرف أيضًا أن شخصية جميلة تدعى "مابيل" لا تملك إلا دورًا ثانويًا مأساويًا… دور انتهى دوماً بالموت.
لكن عندما ضغطت زر البداية هذه المرة، حدث ما لم يكن في الحسبان.
ارتجفت الشاشة، واختفت الألوان، وغمرها سواد كثيف كأنها سقطت في فراغ بلا نهاية.
… ثم فتحت عينيها.
لم تكن في غرفتها. كانت على سرير مغطى بستائر حريرية بيضاء، بجوارها مرآة ضخمة مذهّبة.
اقتربت ببطء، وتجمّدت ملامحها حين رأت انعكاسها.
شعر فضي طويل ينساب على كتفيها كالثلج المضيء.
وعيون خضراء براقة، كأنها تحتضن أسرار الغابات.
بشرة ناصعة، وملامح جميلة بطريقة هادئة وفاتنة… جمال لا يمكن أن يكون لجسدها الحقيقي.
همست لنفسها بصدمة:
— "هذا… جسد مابيل."
شخصية ثانوية، جميلة كلوحة، لكنها محكوم عليها دومًا بالفناء على يد الوردة الذهبية، إلينور.
أخذت نفسًا عميقًا، وضغطت على قلبها الذي بدأ يدق بعنف.
— "هذه فرصتي الأخيرة… لن أكون ضحية هذه المرة."
طرقات على الباب قطعت أفكارها.
دخلت خادمة ترتجف، تحمل رسالة مختومة بخاتم أسود. على الخاتم ارتسمت وردة ذابلة.
— "سيدتي… وصلكم خطاب من دوق الليل… من اللورد ميلانيوس."
تسارعت أنفاسها. الاسم جعل قلبها يخفق بارتباك.
ميلانيوس… البطل الغامض، صاحب العيون التي تشبه سماءً مليئة بالنجوم.
في اللعبة، كان هو الظلام الذي يُفتح لإلينور وحدها. أما هي؟ لم تكن سوى ظلٍ جميل يتلاشى بجواره.
لكن هذه المرة… رفعت مابيل الرسالة وابتسمت ابتسامة واثقة.
— "جيد… سأكون الوردة التي تعقد صفقة مع الظلام."
اقتربت من النافذة الثقيلة المزخرفة بالزجاج الملوّن.
فتحتها ببطء، فانسكب ضوء القمر الفضي على شعرها، حتى بدا كأنه يلمع بوهج سماوي.
العالم خارج النافذة كان صامتًا… أشجار عالية، حدائق غارقة في العتمة، وسماء مرصّعة بنجوم متلألئة.
رفعت رأسها نحوها، فارتجف قلبها:
— "ميلانيوس… هكذا وصفت اللعبة عينيك. زُرقة فيها نجوم تلمع وسط ليل أبدي."
شعرت بريح باردة تمرّ عبر خصلاتها، وكأن النافذة تهمس لها: اختيارك سيغيّر كل شيء.
وضعت يدها على الزجاج وقالت ببطء:
— "إذا كان مصيري أن أكون مجرد ظل… فسأكسر هذه النافذة وأخرج للعالم بنفسي."
عادت لتغلق النافذة، لكن شيئًا في داخلها توقّف. لم تكن مجرد نافذة، بل وعد. وعد بأنها لن تبقى أسيرة القصة التي كُتبت لها.
لم يمر وقت طويل حتى بدأ خبر الحفلة الراقصة ينتشر في أرجاء القصر.
حفلة تقيمها العائلة المالكة احتفاءً بعودة الدوق ميلانيوس من رحلته الطويلة.
كان الجميع ينتظر لحظة ظهوره، فـ"الليل" لا يكشف نفسه بسهولة.
مابيل جلست أمام مرآتها، تتأمل فساتين لم تكن تعرف كيف ترتدي مثلها في عالمها السابق.
أقمشة ثقيلة مزخرفة، مجوهرات براقة، وأحذية حريرية تضيق على قدميها.
لكن عينيها الخضراوين لم تظهرا التردد… بل مزيجًا من الحذر والتحدي.
— "هذه أول خطوة… لا مجال للخطأ."
طرقات خفيفة على الباب. دخلت الخادمة الشابة بخوف:
— "سيدتي، سمعت أن الآنسة إلينور ستكون نجمة الحفلة. يقال أن الدوق سيمنحها أول رقصة…"
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي مابيل.
— "إلينور، أليس كذلك؟"
تذكرت جيدًا… الوردة الذهبية.
في القصة، كان يكفي أن تبتسم إلينور حتى ينحني الجميع أمامها.
لكن مابيل كانت ترى ما وراء ذلك الوجه الملائكي
______________________________________________
✨ نهاية الفصل الأول ✨
غرورٌ متخفٍ بالنعومة، وأنانية لا تُشبع.
في تلك اللحظة، دوّى صوت ضحكات في ممر القصر.
تقدّمت خطوات خفيفة حتى ظهرت إلينور نفسها، بفساتينها البيضاء المطرزة بخيوط الذهب.
شعرها الأصفر يلمع كأشعة الشمس، وعيناها الذهبيتان تحدقان من فوق الجميع وكأنها ملكة لا يجرؤ أحد على تحدّيها.
وقفت أمام مابيل، وابتسامة رقيقة تزيّن شفتيها.
لكن مابيل رأت الشر في تلك الابتسامة.
— "مابيل، لم أتوقّع أن أراك مدعوة." قالتها إلينور بنبرة هادئة، لكن كلماتها تحمل احتقارًا خفيًا.
رفعت مابيل رأسها، عيناها الخضراء تتألقان بثبات.
— "ولمَ لا؟ أليست الحفلات تقام للجميع؟"
لم تجب إلينور فورًا، بل مالت بجسدها قليلًا، وهمست وكأنها تخشى أن يسمع أحد غيرها:
— "هذه الحفلة لكتابة قدر جديد… وصدقيني، لن يكون لكِ أي سطر فيه."
ثم ابتعدت بخطوات رشيقة، تاركة خلفها عبيرًا من الغطرسة.
مابيل عضّت على شفتها للحظة، لكن سرعان ما استقامت في جلستها.
— "سنرى يا وردتي الذهبية… الورود لا تزهر كلها في الشمس. بعضها يزهر في الظلام."
رفعت بصرها من جديد نحو النافذة، حيث كانت السماء تلمع بالنجوم.
هناك، في مكان ما، رجل بعيون تشبه هذا البريق… ينتظر أن تبدأ اللعبة الحقيقية.
الضباب يلف حدائق القصر، والليل ساكن، يحمل صمتًا ثقيلًا كأنه يهمس بالأسرار.
تسللت مابيل بخفة بعيدًا عن الحفلة، تتنفس ببطء، تحاول أن تتجنب الأنظار، كل خطوة محسوبة بدقة.
فجأة، سمعت خطوات سريعة خلفها. فتاة من عائلة نبيلة عليا تركض خلفها، وجهها مليء بالغضب والاستحقار.
— "لن تفلتين هذه المرة!"
ركضت مابيل نحو شرفة القصر، تتسلل بين الأعمدة، وهي تراقب الليل من حولها.
ميلانيوس وقف هناك، عينيه الزرقاوان المتلألئتان كسماء مليئة بالنجوم، ينظر إليها بهدوء، كأن الزمن توقف لحظة.
اقتربت منه مابيل وهي تهمس في أذنه بصوت منخفض:
— "القلادة… التي يحملها الحاكم الحقيقي… هي حقك، وحدك تستحقها… لم يعرف أحد بهذا من قبل."
ميلانيوس ارتجف، وارتسم على وجهه دهشة صامتة.
السر كان ثقيلًا، لكنه يلمس قلبه مباشرة.
سمعت مابيل فجأة الفتاة التي كانت تجري خلفها تصل إلى الشرفة، تبحث عنها بعناد.
وقف ميلانيوس بثبات أمامهم، صوته هادئ وحازم:
— "ليست هنا."
اختبأت مابيل خلف عمود ضخم، تتنفس بصعوبة، عينيها تراقب كل حركة.
كعبها العالي انكسر فجأة على الحجر، لكنها لم تتردد.
قفزت من الشرفة، تهبط بين الأشجار، متعثرة قليلًا لكنها نجت، تاركة أثرًا من الشجاعة والدهاء.
ميلانيوس وقف للحظة، عينيه تتأملها بدهشة، كيف يمكن لفتاة عادية أن تعرف عن القلادة الملكية وحقه بهذا الشكل؟
رفع يده ببطء، وظهر حوله ضوء فضي خافت، ونجوم صغيرة بدأت تحيط به وتطفو في الهواء كما لو كانت رقصًا سماويًا.
الجسم يطفو بخفة فوق الأرض، والضوء يلتف حوله، ثم يختفي فجأة في لحظة ساحرة، تاركًا وراءه أثرًا من الغموض والجمال.
عاد بعد لحظات إلى القصر، ووجهه صار جادًا، أشار للحراس:
— "ابحثوا عنها."
عندما وصل الحراس، اكتشفوا أنها فتاة عادية من عائلة نبيلة، ابنة الماركيز، لكنها متورطة مع فتاة عليا سخرت منها سابقًا.
مابيل لم تسكت، واجهتهم بكلمات حادة وذكاء حاد، ما أثار غضبهم الشديد.
حاولوا الإمساك بها
الضباب يلف حدائق القصر، والليل ساكن، يحمل صمتًا ثقيلًا كأنه يهمس بالأسرار.
تسللت مابيل بخفة بعيدًا عن الحفلة، تتنفس ببطء، تحاول أن تتجنب الأنظار، كل خطوة محسوبة بدقة.
فجأة، سمعت خطوات سريعة خلفها. فتاة من عائلة نبيلة عليا تركض خلفها، وجهها مليء بالغضب والاستحقار.
— "لن تفلتي هذه المرة!"
ركضت مابيل نحو شرفة القصر، تتسلل بين الأعمدة، وهي تراقب الليل من حولها.
ميلانيوس وقف هناك، عينيه الزرقاوان المتلألئتان كسماء .
همست في أذنه "القلادة الملكية ألا تريدها "
ثم فجأة دخلت تلك الفتاة النبيلة المتعجرفة أين هي.... ااه آسفة سموك لم أكن أعلم أنك هنا هل رأيت فتاة هنا "
أجابها بعينين حادتين جعلتها ترتجف "انها ليست هنا"
اثناء ذلك هربت مابيل من الشرفة، تاركة الجميع مذهولين من شجاعتها كسرت كعب حذائيها العاليين لتجعلهما مريحين و تتمكن من الهرب بسهولة ثم قفزت بدون تردد إلى اللقاء
______________________________________________
🎇نهاية الفصل الثاني 🎇
وصلت مابيل إلى القصر بعد ان وصلتها رسالة بخاتم ميلانيوس الأسود، دخلت المكتب بخطوات واثقة، عيناها الخضراء تلمعان بدهاء وحكمة.
وقفت أمامه مباشرة وقالت بصوت هادئ وواثق:
— "أقترح صفقة: أعطيك القلادة، وأنت تتعهد بخطوبتي لمدة عامين لحمايتي… وبعد انتهاء المدة سأكشف لك مكانها."
نظر إليها ميلانيوس بدهشة، ثم صوته صار حادًا:و ما الذي يثبت لي انك تعرفين مكانها.
أنا أعرف سرك الصغير أنت إبن أخ الملك و الحاكم الشرعي للبلاد ألا تظن أنني سأكون ورقة مفيدة بالنسبة لك
همس في نفسه: هذه الفتاة تعرف أكثر مما تبدو… أظن أنها مجرد متطفلة تحاول لعب لعبة ثم قال "غادري..... و لا تنسي إغلاق الباب"
تصلبت مابيل مكانها ثم أمسكت
مقبض الباب ما هو الخطأ الذي ارتكبته ثم التفتت
و ابتسمت ابتسامة خفيفة، ثم لفتت انتباهه إلى شيء على المكتب، المجسم الصغير للقصر:
— "هناك خطأ هنا… موقع المدخل السري غير موجود هنا على الخريطة. يجب أن يكون المدخل هنا، وليس هناك."
توقف ميلانيوس فجأة، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة و همس قائلا :
— …… قليلون من يستطيعون ملاحظته.
ثم قال لها ببطء، وكأن كلماته تزن كل شيء:
— "انتظري… أريد إتمام الصفقة."
جلست مابيل على الكرسي، وبدآ يتبادلان الحديث وتحديد الشروط، كل طرف يضع شروطه بحذر ودهاء.
ثم نظر إليها ميلانيوس بجدية:
— "ما هو مصدر معلوماتك من أين لك بها ؟"
ابتسمت مابيل ابتسامة خفيفة، تحاول إخفاء توترها:
— "ااااه.... انها أحد الكتب التي قرأتها…و أيضا إنه شخص أنت لا تعرفه"ثم همست في نفسها" لا أستطيع قول أنني قرأت رواية و هو مجرد شخصية فيها "
ميلانيوس جلس على كرسيه، يراقبها، عينه تتلألأان بالفضول والإعجاب، وهمس في نفسه:
— هذه الفتاة… ستجعل من اللعبة شيئًا مختلفًا… لم أرَ مثل هذا الذكاء منذ زمن طويل…
ثم قال بصوت هادئ وواثق:
— "تمام… الصفقة قائمة."
جلسا على المكتب، كل كلمة محسوبة، كل حركة لها معنى، وأدرك ميلانيوس أن مابيل ليست فتاة عادية، بل خصم ذكي وشريك محتمل في لعبة أكبر بكثير من مجرد القلادة.
بعد أن انتهيا من وضع الشروط، جلس ميلانيوس على كرسيه يراقب مابيل بعينين تتلألأان بالدهاء والفضول.
ثم قال بصوت هادئ وواثق:
— "ابقِي في قصري الآن… سنخطب."
تجمدت مابيل للحظة، لكنها لم تفقد رباطة جأشها، عيناها الخضراء تتلألأان بالحذر والذكاء.
همس ميلانيوس في نفسه: لقد قبلت بهذه الصفقة… لكنها ليست مجرد فتاة… إنها خصم حاد البصيرة… سأحتاج إلى كل حذر.
ابتسمت مابيل ابتسامة هادئة، وقالت:
— "كما تشاء…"
ميلانيوس نهض ببطء، ومشى نحو النافذة يراقب الحديقة، ثم التفت إليها:
— "في القصر ستتعلمين قواعد اللعبة، وستعرفين أن لكل شيء ثمن… وأنا هنا لأتأكد أنك لن تخطئي."
جلست مابيل بهدوء، وعقلها يحسب كل خطوة، كل احتمال، وكل حركة محتملة في هذا القصر الكبير.
همست لنفسها: سأجعل من هذه الخطوبة فرصة… فرصة لأثبت ذكائي ودهائي… ولن أترك أحدًا، حتى إلينور، يسبقني.
ميلانيوس جلس أمامها، وبدأ يضع قواعد الحياة اليومية داخل القصر:
الساعات المخصصة للقاءاته،
أماكن تحركاتها،
طريقة التواصل معه،
وحدود حرية مابيل في المكان.
كل قاعدة كانت اختبارًا لذكاء مابيل ودهائها، وكل حركة لها كانت تراقب بعناية.
وفي تلك اللحظة، أدرك كلاهما أن هذه الخطوبة ليست مجرد واجب أو صفقة، بل بداية لعبة أعمق… لعبة تحكمها القلادة، الأسرار، والذكاء المتقن لكل طرف.
______________________________________________
🎇نهاية الفصل الخامس 🎇
هذول شوية حروف عشان الفصل يكمل باي أتمنى تعجبكم القصة و تدعموني و بس بنوتاتي+ الغلاف من رسمي
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon