رَسـام .
...2023/6/8...
.......
.... ...
.... ...
.... ...
...اهلاً بكِ/كَ عزيزتي و عزيزي القارئ ...
...هذه اولُ روايةٍ لي على مِنصة واتباد لِذا قد تواجِه بعضًا مِن الاخطاءِ الاملائية او النَحوية ...
...والتيِ لَم يَتم التَعديل عليها لانها غاليةٌ علي بعيوبِها قبلَ مُميزاتها لذا رجاءًا كُنّ لَطيفاً بملاحظاتكِ، وشكراً لك. ...
...- ⚝ - ...
...روايةٌ تُسفِرُ عن وجعٍ مكتومٍ في صدورِ الرجال، وتخُطُّ بريشةٍ داميةٍ ملحمةَ روحٍ تآكلَتْ على مهلٍ، بين جدرانِ الصمتِ والجمالِ المُستنزَف. ...
..."رَسَّام"...
...ليست قصةَ ألوانٍ تُفرَش على قماشٍ أبيض، بل صرخةُ ألوانٍ تُطلَق من قلبٍ أسوَدَ مُثقَلٍ بالندوبِ، يُعاني من لعنةِ الإدراك، ويعيش في ظِلِّ ماضٍ لا يَرحمُ، ومستقبلٍ لا يَعدُ إلّا بالتيهِ والفقدِ....
...بطَلُها فتىً قد رُزِقَ موهبةَ الخَلقِ على الورقِ، لكنّهُ عاجزٌ عن إعادةِ الحياةِ لنفسهِ، ريشتهُ سلاحُهُ وصليبُهُ في آنٍ، وعيناهُ مرآتانِ لا تُبصِرانِ إلّا حُطامَ الطفولةِ وشتاتَ الإخوةِ وجُرُوحَ الزمنِ....
...بين جنباتِ الرسمِ، وخطوطِ الحُزنِ، ومآسي الأُخوّةِ المعقّدة، يتكشّفُ لنا عالَمٌ يُنازعُ الجمالَ ليحيا، ويُصارعُ القبحَ ليموتَ واقفًا....
...إنّها روايةُ العيونِ التي تَرسُمُ أكثرَ ممّا ترى، والقلوبِ التي تنبِضُ بأحبارٍ لا تُرى، روايةُ الوجعِ المُتأنّقِ، والرجولةِ المكسورةِ في صمتٍ مُطبِق، حيثُ كلُّ نَفَسٍ مُعركة، وكلُّ لوحةٍ وصيّة....
...فـ"رَسَّام" ليست إلّا سفرًا في نُفوسٍ تأنَّقتْ بالحطامِ، وتزيَّنَتْ بالبكاءِ من حيثُ لا يَسمعُها أحد....
...وكلُّ فصلٍ من فصولِها، صفحةٌ مُلطَّخةٌ بأصابعِ الذكرياتِ المُحترقة، وأطرافِ الحكايا التي لم يجرؤ أحدٌ على إتمامِها....
...فيها الليلُ ليس سكونًا، بل مقصلةٌ بطيئةٌ تُنزِلُ السيفَ على رؤوسِ الأحلام، وفيها الفجرُ ليس بدايةً، بل انكشافٌ لخرابٍ لم يعد ينفعُ معهُ الضوء....
..."رَسَّام" حكايةُ يدٍ ترتجفُ وهي تبحثُ عن خلاصِها بين ضرباتِ الفرشاة، بينما قلبُ صاحبها يتهالكُ كقماشةٍ نُسِجت من الخيبات....
...حيثُ الإخوةُ أشباهُ أطياف، والبيتُ وطنٌ متهدّم، والذكرياتُ صريرُ بابٍ قديمٍ لا يفتحُ إلّا على العتمة....
...هي روايةٌ تُشبه صلاةً بلا إيمان، واعترافًا بلا قَس، ووصيةً بلا وريث،كلُّ لوحةٍ فيها جرحٌ مفتوح، وكلُّ لونٍ صرخةٌ مكبوتة، وكلُّ ظلٍّ وعدٌ بالانطفاء....
...إنها ليست حكايةً تُروى، بل وجعٌ يُسلَّم من يدٍ ليد، كإرثٍ مُظلمٍ لا يجرؤ أحدٌ على التخلّصِ منه....
...وفي عمقِ سطورِها، يتوارى صوتُ البطلِ خلفَ جدارٍ من الألوانِ الثقيلة، كأنَّهُ يخشى أن يسمعَ نفسَه....
...تتساقطُ المشاهدُ أمام القارئ مثل قطعِ زجاجٍ مكسور، كلُّ قطعةٍ تعكسُ وجهًا آخرَ للحقيقة، ووجهًا أبشعَ للكتمان....
..."رَسَّام" ليست حكايةَ فردٍ فحسب، بل خريطةُ أرواحٍ تقطّعت بها السبل، أرواحٍ علِمت أن البقاءَ أحيانًا ليس حياة، وأن الفقدَ أحيانًا أوفى من الوصل....
...هي روايةُ من يبتسمُ وفي صدرهِ مقبرةُ أصوات، ومن يمدُّ يدهُ للسلام وهو يخفي بين أصابعهِ شظيةَ حرب....
...كلُّ مشهدٍ فيها لهُ رائحةُ معدنٍ صدئ، وطَعمُ مطرٍ هابطٍ على مدينةٍ منسية، وصدى خطى تمشي في ممرٍّ لا ينتهي....
...وكأنها تريد أن تقول : إنَّ بعضَ الندوبِ لا تُشفى، بل تتعلّم كيف تتجمّل، حتى تبدو كفنٍّ خالد، وجرحٍ أنيق....
...وفي آخرِ ممراتِها، حين تظنُّ أن الحكايةَ أوشكت على الانطفاء، ينفتحُ أمامكَ بابٌ إلى ظلامٍ أعمق، لا يحملُ سوى رائحةِ الطلاء الممزوجِ بالدم....
...هناك، حيثُ الألوانُ تذوبُ في بعضها حتى تفقدَ اسمها، وحيثُ الوجهُ في اللوحةِ يتحوّلُ شيئًا فشيئًا إلى مرآةٍ لا تعكسُ إلّا عينيك أنت، وكأنَّ البطلَ يسلّمكَ صليبهُ لتكملهُ عنه....
..."رَسَّام" هي وصيّةُ الهزيمةِ حين تُكتبُ بيدِ المنتصر في الداخل، واعترافُ رجلٍ لم يبحْ بشيءٍ لكنه تركَ كلَّ شيءٍ مرسومًا على الجدران....
...فيها الصمتُ أثقلُ من الصراخ، والظلُّ أصدقُ من الضوء، والخطوطُ أكثرُ إخلاصًا من الكلمات....
...هي الحكايةُ التي إن أغلقتَ كتابَها، بقيَت تتسرّبُ إليك مع كلِّ نفس، كأنك أنت اللوحة، وأنت القماش، وأنت اللون الذي لم يجد يدًا ترسمه....
Comments