الفصل 4- الظهور

...خرجت سايوري من السوق، الأكياس الثقيلة في يديها تكاد تُثقل ظهرها. توقفت لحظة في منتصف الشارع، رفعت وجهها نحو السماء الصافية، وابتسمت ابتسامة صغيرة....

...النجوم تتلألأ وكأنها تشجعها على المضي قدمًا، تداعب وجهها نسائم خفيفة تحمل معها رائحة الخريف الباردة، فتشعر بالهدوء والارتباك معًا....

...الشارع شبه خالٍ، وبعض المارة يمرون بسرعة. تمايلت الأكياس بين يديها، ثم رفعت رأسها نحو القمر وبدأت تمشي ببطء…...

...حتى شعرّت بهواء غريب يمر من حولها، يثير قلقها، وكأن المدينة بأكملها أصبحت صامتة فجأة، تنتظر ما سيحدث بعد لحظات....

...سمعت خطوات خلفها، سريعة وقريبة. قلبها ارتجف، وراحة يديها بدأت تتعرق. التفتت، ولمحت ظلًا يختفي بين الأزقة. عضّت شفتها السفلى وأمسكت بالكيس بإحكام....

...قررت التحقق بنفسها وبدأت بالجري بخطوات مترددة، ثم أسرعت....

...فجأة،...

...عادت الأصوات تتبعها، أقدام تدق الرصيف بعنف. ارتفعت دقات قلبها، فتسارعت أكثر حتى وصلت إلى زقاق مظلم، وانحنت قليلًا لالتقاط أنفاسها....

...حين اقترب الشخص، بدا وكأنه على وشك السقوط. مدت سايوري يدها وأمسكت به بسرعة، والهواء حولهما يصفّر....

...رفعت رأسها ببطء، وعيناها تتفحصانه بفضول. أمامها شاب وسيم، شعره أشقر يلمع تحت ضوء القمر، في مثل عمرها تقريبًا، يرتدي الأسود وكمامة تغطي نصف وجهه. وقف مترددًا، وعيناه تحدقان فيها بدهشة....

...لاحظت قامته النحيلة وارتسمت على وجهها ابتسامة شبه ساخرة: "لا أظن أن شخصًا ضعيفًا مثله يستطيع أن يحمّلني… أو يخطفني!"...

...تنهدت داخليًا، وأطلقت قبضتها لتضعه على الأرض برفق:...

...– لابد أنني أسأت الفهم… صحيح، أنت مشهور… أو شيء من هذا القبيل…...

...الشاب رفع حاجبه، مذهولًا، لكنه لم يتكلم. ابتسمت سايوري بسخرية:...

...– أنت مندهش… أعرف هذا من المسلسلات…...

...ارتدت خطوة إلى الخلف، تاركة الشاب واقفًا في مكانه، ورفعت يدها وداعًا:...

...– حسنًا… وداعًا الآن، أيها السيد المشهور....

...الشاب بقي واقفًا، يحاول استجماع نفسه. رفع يده إلى وجهه ببطء، نزع الكمامة، ثم أزال نظارته الشمسية....

...ظهرت عيناه الحمراء المتوهجة في الظلام. تنفس عميقًا، وخفق قلبه بسرعة، مبتلعًا ريقه قبل أن يهمس بخفة:...

...– لا أصدق… سايوري… لمست يدي…...

...ابتسم بخفة، خليط من الدهشة والانفعال، بينما عيناه بقيت معلقة بها للحظة، كأن الزمن توقف بينهما....

...---∆---...

...في اليوم التالي، جلست سايوري في الصف، متوقعة يومًا عاديًا، لكن الجو تغيّر فجأة. المعلمة تشرح الدرس، والطلاب منهمكون، حتى دخل المدير....

...لم تتوقع سايوري أن الشخص نفسه سيظهر أمامها....

...شاب طويل القامة، شعره أشقر لامع، وعيناه الحمراء اللافتتان، وقف في الصف. توقف الطلاب عن الكلام، وتبادلت النظرات والهمسات....

...– واو… إنه وسيم جدًا… أجنبي؟ أم صبغ شعره؟ – همست إحدى الطالبات بإعجاب....

...– طالب جديد؟ كيف يقبلون هذا الوقت؟ – همس أحد الطلاب بدهشة....

...حتى المدير، الذي يعرفه مسبقًا، بدا متوترًا، يمسح جبينه وينظر حوله بعناية. كان يتعرق بشكل مبالغ فيه لدرجة أن أي أحد يراه قد يسيء الفهم ويظن أن الطالب الجديد قبله بالتهديد!...

...وسط الانبهار الجماعي، وقفت سايوري ثابتة، فمها مفتوح قليلًا، وعيونها تتسع من الدهشة. مدّت يدها إلى طاولة الصف، محاولة التمسك بشيء لتثبت نفسها....

...(هذا… هذا الشاب… يشبه… بالضبط… بطل الويبتون الذي رسمته؟)...

...تجمّدت للحظة، تميل برأسها قليلًا لتتأكد من تفاصيله: كل شيء مطابق، من لون الشعر إلى لون العيون، وحتى التعبير الغامض على وجهه....

...– كيف… يمكن أن يكون… – همست بصوت خافت، وأصابعها تهز دفترها بعصبية....

...الصف بأكمله يحدق به، وهو يبتسم ابتسامة هادئة، يدير وجهه بين الطلاب، متواضعًا، وكأن الغموض يلتف حوله ويعرفه فقط....

...لكن فجأة، توقفت عيناه، والتقت نظراته بنظرات سايوري مباشرةً....

...اتسعت عيناها من الذهول، وفزعت، كأن قلبها قفز من مكانه للحظة، عاجزة عن تحويل بصرها بعيدًا عنه....

...لكن سايوري لم تكن تعلم أن هذا اللقاء لم يكن سوى الشرارة الأولى… لبداية ستقلب حياتها رأسًا على عقب....

...[يتبع...]...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon