نصر عابر وظلال الماضي

بعد الغبار الذي خلّفه اقتحام علاس وصرخة ميكو التي كشفت عن حقيقتها الخفية، لم يعد عالم الأبطال كما كان. فغياب صياد الشياطين، الذي كان شوكة في حلقهم، أطلق العنان لجحافل من الشياطين التي بدأت تجتاح المدن بوتيرة مرعبة، متغذية على الفوضى والذعر. أما كوزمك، المدير الأسطوري لجمعية الأبطال، فقد تقلص إلى جسد فتى في السادسة عشرة. ورغم أنه ما زال يدير الجمعية بذهنه الثاقب، إلا أن هيئته الجديدة جعلته يُعامل وكأنه طفل، مما ألقى بظلاله على هيبة الجمعية وأجبر الجميع على التكيف مع واقع جديد.

وسط هذه الفوضى، لم يكن هناك خيار سوى العمل. اجتمع الأبطال الرئيسيون الثلاثة: عمر، تارو، وميكو، وتوصلوا إلى قرار حاسم. بينما تكتظ المدن بالتهديدات الشيطانية، تولى عمر، بسرعته الخارقة التي لا تُضاهى، مهمة حماية المدن، متنقلاً كالصاعقة بين النقاط الساخنة، يُنهي مهامًا متعددة في وقت قياسي. أما تارو، بخبرته في العمليات السرية وذكائه الحاد، فكانت مهمته العثور على قط علاس الغامض، المفتاح الوحيد لإعادة كوزمك إلى هيئته الأصلية. وفي أعماق سجون الجمعية، حيث الظلام يلتهم كل ضوء، واصلت ميكو محاولاتها لاستجواب علاس، الرجل الذي جلب كل هذه الفوضى، والذي يحمل مفتاح الكثير من الأجوبة.

في أعماق السجن: ميكو وعلاس

في أعماق ظلام جمعية الأبطال، حيث لا يتسلل ضوء الشمس أبدًا، يقع السجن. جدرانه الحجرية رطبة وتفوح منها رائحة العفن واليأس، وصوت قطرات الماء المتساقطة يتردد كإيقاع حزين لا ينتهي. هناك، في زنزانة معزولة، كان علاس مكبلاً بسلاسل فولاذية سميكة وأصفاد تثقله، وظله الأسود يرقص تحت الأضواء الخافتة للممر. اقتربت ميكو من زنزانته، وجهها يحمل مزيجًا من الجدية والحذر. لم تكن متأكدة مما إذا كان سيجيبها، أو حتى إذا كان سيسمح لها بالاقتراب. كانت أعينها تحاول قراءة ما وراء قناعه، تبحث عن أي إشارة لدوافعه.

همس بصوت مبحوح، كأنه يتحدث مع نفسه أكثر مما يتحدث إليها: "يا له من شيء مضحك... الوراثة قاسية، أليس كذلك؟"

ثم، وقبل أن تنطق بكلمة، دوى صوت علاس البارد، ممزوجًا بنبرة غضب مكتوم، لكنه غضب لا يبدو موجهًا لها مباشرة. كانت كلماته كالجمر، تلسع الأذن قبل أن يستوعبها العقل. "عندما أخرج،" صرخ بصوت يرتد على جدران الزنزانة الرطبة، "سأجعل من أبيكِ ملك الشياطين كيس ملاكمة ولن أقتله! ثم سأطحن عظامه داخل جسده وأحوّل رمادها إلى ورق حمام وأبيعه بسعر منخفض للأوروبيين، أما جلده فسوف أجعله مداس منزل مكتوبًا عليها "Home Sweet Home!"".

توقفت ميكو، والصدمة تلاشت لتحل محلها دهشة غريبة. لم تستطع أن تمنع ضحكة مكتومة من الانفلات من بين شفتيها، رغم فظاعة الكلمات، خاصة عند الجملة الأخيرة التي تجاوزت حدود أي توقع. لكن وجهها سرعان ما استعاد جديته عندما واصل علاس، بنبرة أكثر برودة، وكأن كل كلمة سهم يُطلق.

"وأنتِ،" تابع علاس، "عندما أنتهي من والدك، يحين دورك. سأجعلكِ جثة، ثم أنسخ جثتكِ بقوة الاستنساخ، وأبيعها كدمية جنسية للـ 'ويبز' على الإنترنت."

في هذه اللحظة، انقطع تواصل ميكو البصري معه. احمرّ وجهها خجلاً، شعور غريب لم تكن تتوقعه. كيف يمكن لكلمات كهذه أن تثير الخجل بدلاً من الغضب؟ كان ذلك الرد غير المتوقع بمثابة لكمة لعلاس نفسه.

لاحظ علاس رد فعلها، وازدادت نبرته سخرية، وكأنه يوبخها على هذا الشعور غير المتوقع. "ماذا؟ هل أنتِ حقاً خجلة؟ بدلاً من الغضب؟ يا لكِ من مقززة، مثيرة للاشمئزاز! أنتِ أسوأ مما توقعت!" ظهرت على ميكو تعابير حزن عميق، ربما لأنها فهمت شيئًا لم يكن علاس يقصده، أو لأنها لم تستطع الرد على هذا الجنون. قررت عدم استجوابه حاليًا، فلم تعد كلماتها ذات معنى في مواجهة هذا التطرف. استدارت مبتعدة، وخرجت من السجن، خطواتها مثقلة بالهم، حزينة ومحبطة، تاركة خلفها صدى كلمات علاس يتردد في عقلها.

يوميات عمر وأحلامه المزعجة

مر يومان منذ الحادثة المدوية التي هزّت أركان جمعية الأبطال. يومان شهدت فيهما المدن تصعيدًا في هجمات الشياطين، ويومان آخران ظل فيهما كوزمك حبيس جسده الطفولي. في اليوم الذي سبق هجوم الشياطين على المدن بكامل قوتها، وبعد أن اتفق عمر وميكو وتارو على خططهم الجديدة، عاد بطلنا المحبوب، عمر، إلى منزله. كان التعب والأرق ينهشان روحه، فعيناه غائرتان وجسده منهك بعد الأيام الصعبة. استلقى على سريره، وسقط في نوم عميق، لكنه لم يكن نومًا مريحًا.

عاوده الحلم ذاته؛ حلم الفارس وقبره الفارغ. هذه المرة، لم ينتهِ الحلم عند القبر. فجأة، اندفعت خمسة ذئاب بعيون حمراء متوهجة من العدم، تهاجم الفارس بلا رحمة، تصدر أصوات عواءٍ مرعبة تخترق سكينة الحلم. استيقظ عمر مفزوعًا، قلبه يدق كالمطرقة في صدره، يتنفس بصعوبة، جسده مغطى بطبقة خفيفة من العرق البارد.

شعر بضرورة الكتابة، فكانت يومياته ملاذه الوحيد لتفريغ هذا الحمل الثقيل. أمسك بقلمه ودفتره الصغير، وبدأ يخط كلماته، كلماته التي كانت مرآة لماضيه وهدفه:

"[مذكرة عمر]

منذ أن كنت صغيرًا، كان أبي وأمي أبطالًا، وكلاهما يمتلك السرعة الخارقة مثلي. القدرات في هذا العالم تُسمى "هالة"، وغالبًا ما تظهر في الطفولة بعد المرور بأعراض مرض، ثم تستفيق قوتك بعد انتهائها. هذه القوة تورث، لكن ليس بالضرورة دائمًا أن يولد الأبناء بقدرات خارقة؛ فمن الممكن أن تولد طبيعيًا. كثيرون في هذا العالم بلا قوى، مثل أختي، التي ماتت بعد وفاة والديّ في حادث مأساوي. ماتت أختي في أحد هجمات الوحوش الشرسة على مدينتنا، ومنذ ذلك اليوم، أنا، الطفل الصغير الذي فقد عائلته، تربيت وترعرعت في جمعية الأبطال في الميتم، واجتهدت لأصبح بطلاً قويًا. في أول مرة قُبلت فيها، كانت رتبتي B، لم أكن قويًا... لكن انظر لي الآن! أنا أفضل بطل في رتبة S."

أنهى عمر كتابته، ابتسم ابتسامة خافتة تحمل مزيجًا من الألم والفخر. نهض، ارتدى ملابس العمل التي اعتاد عليها، ووضع نظاراته الشمسية التي تخفي تعب عينيه، وتوجه إلى الجمعية.

لقاء في الجمعية: سحر، غيرة، وكشف

وصل عمر إلى الجمعية. تبددت آثار التعب من وجهه، واستبدلت بنشاط وحيوية مدفوعة بالهدف الذي خطه في مذكراته. فتح الباب الرئيسي للجمعية باندفاع، كأنه عاد شخصًا مختلفًا، ممتلئًا بالطاقة. لم يضيّع وقتًا، وتوجه مباشرة نحو ميكو، التي كانت منهمكة في ترتيب بعض كتب السحر القديمة في مكتبة الجمعية.

"هل لي بكلمة؟" سألها عمر، وكان صوته يحمل نبرة جادة لم تعتدها منه ميكو.

ردت ميكو، مبتسمة بلطف: "نعم، تفضل."

"بما أنك ساحرة قوية،" بدأ عمر بتلعثم بسيط، وهو يتأمل عينيها اللتين تحملان بريقًا سحريًا، "هل يمكنكِ مساعدتي في أمر غريب؟"

نظرت إليه ميكو بفضول، وردت بحماس: "بكل سرور. ما هو؟"

"لدي أحلام غريبة تتكرر،" قال عمر، بينما تُسيطر عليه فكرة الحلم. "وأود أن تستخدمي سحركِ عليّ لأحلم مجددًا."

وافقت ميكو: "سأحاول بالتأكيد."

ذهبا معًا إلى إحدى الأرائك المريحة في زاوية هادئة من الجمعية. طلبت ميكو من عمر أن يضع رأسه على رجلها. تردد عمر للحظة، لكن إلحاح رغبته في فهم أحلامه جعله يتجاوز تردده. أغمض عينيه بينما بدأت ميكو تتمتم ببعض الكلمات السحرية العتيقة، ولفته هالة خفيفة من الضوء البنفسجي، وسرعان ما غطّ في نوم عميق.

في تلك اللحظة، مر تارو من هناك. وعندما رأى المشهد، تجمد في مكانه، وظهرت على وجهه تعابير الصدمة والغيرة الكوميدية التي لا تُخطئها العين. همس لنفسه بنبرة حانقة، شبه مسموعة: "يا عمر يا محظوظ! أنا من يجب أن يكون مكانك!" لم يتمالك نفسه، واتجه نحوهما، وصاح بصوت مرتفع نسبيًا اخترق هدوء المكان: "ماذا تفعلان أنتما الاثنان هنا؟!".

أشارت له ميكو بيدها بغضب لطيف، وقالت بصوت خافت، شبه همس: "اشش! عمر نائم. هذا مهم، أنا أحاول مساعدته لفهم أحلامه الغريبة بسحري."

همس تارو لنفسه مجددًا، وهذه المرة كان صوته يحمل مزيجًا من الإحباط واليأس الكوميدي: "أنا من يجب أن يكون هنا... وليس عمر."

رفعت ميكو رأسها نحو تارو، وعيناها تحملان نظرة غضب لطيف ممزوجة بالإصرار. "اذهب من هنا! أنت تصدر الكثير من الضوضاء، وتفسد كل شيء!" استدار تارو، وغادر المكان بخطوات ثقيلة، تاركًا خلفه تعابير وجه مُضحكة تعكس إحباطه وحزنه على حظه العاثر.

داخل الحلم: الألغاز تتعمق

انتقل الوعي إلى عمر، ليجد نفسه من جديد في حلم الفارس. كان الفارس هناك، بسلاحه اللامع، والقبر الفارغ يلوح في الأفق، رمزًا لشيء مجهول. حاول عمر التواصل مع ميكو عبر التخاطر، لكن جهوده باءت بالفشل في البداية، وكأن هناك حاجزاً يمنع الاتصال. استمر الحلم، وتفاقم المشهد عندما اندفعت خمسة ذئاب بعيون حمراء متوهجة من العدم، تهاجم الفارس بلا رحمة، تصدر أصوات عواءٍ تزلزل الفراغ.

فجأة، اخترق صوت ميكو حلمه، صوت ناعم يتردد في أعماق وعيه، كأنه قادم من مسافة بعيدة: "أخيرًا!" قالت، "آسفة، كنت أبعد تارو."

همس عمر في نفسه، غاضبًا بسخرية، وكأن تارو يستمع إليه: "تارو أيها المنحرف! ماذا كنت تظننا نفعل؟"

واصلت ميكو، صوتها يحمل نبرة اكتشاف واندهاش: "هذا القبر... هذا الفارس... أنا أعرفه. لقد رأيته سابقًا!"

اتسعت عينا عمر في الحلم، شعور بالدهشة يلفه، وكأن الأرض انشقت تحته: "ماذا؟ أنتِ أيضاً تحلمين بهذه الأحلام؟"

ردت ميكو بنبرة جادة، لا تقبل الشك: "لا، هذا ليس مجرد حلم. هذا حدث حصل بالفعل."

تضاعف استغراب عمر. استمر الحلم بعد هجوم الذئاب، وتغير المشهد بشكل مفاجئ. وجد عمر نفسه يطفو في أعماق بحر مظلم، لا نهاية له، يشعر بالاختناق ببطء شديد، وكأن الماء يملأ رئتيه. أمامه، ظهر مكعب أبيض عملاق، يتوهج بضوء خافت، غامض ومشبع بالقوة. "ما هذا؟" تساءل عمر في الحلم، صوته بالكاد يخرج تحت الماء. "إنه مكعب آخر ورثته عائلتي... لا أعرف كيفية استخدامه. لماذا هو في حلمي؟"

في تلك اللحظة، سمع عمر صوتًا يهمس له، لكنه لم يكن صوت ميكو. اختفى صوت ميكو تمامًا، وكأنها سُحبت من الحلم. تعرّف عمر على الصوت على الفور. إنه صوت أخته! كانت تقول له، بلهفة ونبرة من الأسى: "عمر... عمر... عمر... استيقظ يا عمر!"

الصحوة والصدمة

استيقظ عمر من حلمه مفزوعًا، قلبه يدق بعنف، وجسده يتصبب عرقًا، باردًا وملتصقًا بملابسه. كان متوترًا، يحاول استيعاب ما رآه وسمعه. نظر إلى ميكو التي كانت تنظر إليه بقلق. أخبر عمر ميكو بكل ما حدث في الحلم الجديد، بما في ذلك صوت أخته والمكعب الغامض في قاع البحر المظلم. استمعت له ميكو بانتباه، ثم ردت بأنها لم ترَ أي شيء من الحلم الثاني، وأن اتصالها انقطع فجأة عندما ظهر صوت آخر. استغرب عمر من هذا الانقطاع الغامض.

ثم، بلغت ميكو عمر معلومة صادمة، هزت كيانه: "الفارس في حلمك الأول... هو علاس."

تصلب عمر في مكانه، جسده توقف عن الحركة تمامًا. الكلمات ضربته كصاعقة، وارتسمت على وجهه تعابير صدمة قوية لدرجة أن عينيه جحظتا. انطبقت شفتاه على بعضهما بصدمة لدرجة أنه كاد يسمع طقطقة أسنانه. ارتجف جسده للحظة، وبدأت الأسئلة تتوالى في رأسه بلا توقف، كأنها فيضان يهدد بإغراقه. "لماذا أحلم بهذا الحلم؟" سأل عمر ميكو، صوته بالكاد يخرج، ضعيفًا وهشًا.

ردت ميكو، عاجزة: "لا أعلم."

همس عمر لنفسه، لكن كلماته كانت ثقيلة المعنى، تحمل وزن ماضٍ مجهول: "هل هذه ذكريات من ماضي علاس؟ لماذا أراها؟ ما علاقتي، وعلاقة عائلتي، بعلاس؟" كانت الأجوبة مختبئة في ظلام يزداد عمقًا، وهو الآن، يشعر أنه يقف على حافة الهاوية، حيث ماضيه ومستقبله يتشابكان بطرق لم يكن ليتخيلها أبدًا، تاركًا إياه وحيدًا مع أسئلة أكبر من قدرته على الاستيعاب.

مطاردة تارو وقط علاس الغامض

بعد مرور يوم، في اليوم الذي تهاجم فيه الشياطين المدن بغزارة، يتصدى لهم عمر بشراسة وعزم، جسده يتحرك كوميض أزرق بين الوحوش، مخلفاً وراءه أعداداً متناثرة من الشياطين المهزومة.

ننتقل إلى تارو ومهمته في إيجاد قط علاس. يرى قطًا غريب الشكل يتجول في الشارع: إنه أسود اللون بآذان طويلة ونظرة شريرة وعيون حمراء وأنياب طويلة، إنه يطابق شكل قط علاس تمامًا. شعر تارو بقشعريرة خفيفة، فوجود هذا القط هنا كان غريبًا ومثيرًا للقلق.

بدأ تارو بمطاردته في كل مكان: في المحلات، الشوارع، الأزقة، النفايات، لكن بلا فائدة، لا يستطيع الإمساك به. كان القط سريعًا بشكل مدهش، وكأنه يرقص حول تارو بخبث.

يجد القط قطعة سمك متسخة ويبدأ بالأكل. كانت حركات القط متأنية ومتهكمة، وكأنه يدرك وجود تارو تمامًا. يقول تارو بينه وبين نفسه، وعيناه تلمعان بالتصميم: "هذه فرصتي!". يستعمل الاختفاء ويقترب من القط بهدوء، بلا إصدار صوت واحد، لكن قبل أن يمد يده للإمساك به، يهاجمه القط بمخالبه الحادة في حركة خاطفة، مواءًا حادًا يتردد في الهواء، ويعود تارو مرئيًا، يمسك بيده المتألمة. ثم يتذكر تارو أن القطط لا تتأثر عليها قدرة التخفي الخاصة به بسبب أن عيون القطط ترى بشكل مختلف وحواسها أقوى. عبس تارو، ولكم يده الفارغة، يقول: "كم أنا أحمق!". يستمر بمطاردة القط الذي يركض وكأنه يستمتع بالمطاردة، حتى يصل إلى زقاق مليء بالقطط السوداء التي تشبهه تمامًا. العديد من العيون الحمراء تلمع في الظلام، كلها تنظر إلى تارو بفضول خبيث. هنا يقرر تارو الاستسلام والعودة، يقول بيأس: "هذا مستحيل!".

عودة كوزمك المفاجئة!

نعود إلى ميكو التي تسمع مواء قط خافت يتردد في أرجاء الجمعية. تتبعه لتجد قطًا أسودًا، أحمر العيون، آذانه طويلة وأنيابه بارزة، يجلس بهدوء على أحد المكاتب. تحمله ميكو بحذر ثم بابتسامة وتقول: "كم أنت لطيف!" وتبدأ باللعب معه ومداعبته، ويبدو القط سعيدًا، يخور بصوت خافت. تذهب ميكو لإحضار شيء ليأكله القط، وعندما تذهب، يختفي القط في وميض أسود خفيف، وكأنه لم يكن موجودًا قط.

إنه الآن عند علاس في السجن.

علاس، الذي كان يُراقب، يبتسم ابتسامة خفيفة تحمل لمسة من الجنون المدرك. "كنت أعلم أنك سوف تأتي، أيها القط."

القط: "مياو!"

علاس: "ماذا تعني بكلامك؟"

القط يتثاءب ببطء، وعيناه الحمرتان تحدقان في علاس بذكاء مُريب، ويقول: "مياو".

علاس بعصبية، يميل رأسه للأمام، كلماته تنبعث من خلف القناع كصوت صفير: "أيها الوغد! بعد كل علب السمك الفاخر التي حشوتها في معدتك!"

يقول القط ببرود: "مياو" ثم يرحل في الظل، مختفيًا مرة أخرى.

بعد رحيل القط، ظهر شق رفيع، بالكاد يُرى، على الجانب الأيمن من قناع علاس.

فجأة وبدون سابق إنذار، علامة فريسة كوزمك تختفي. اهتزت الجمعية بأكملها لثوانٍ معدودة، وشعر الجميع بقوة هائلة تتكثف في مكان واحد. يعود كوزمك لشكله الكوني القديم، وعمره طبيعي.

ننتقل إلى عودة كل من عمر وتارو إلى النقابة ويبدون متعبين ومرهقين من معارك اليوم. يجتمع الثلاثي: عمر وميكو وتارو، ويناقشون عملهم. يسائل عمر تارو، وعلامات الإحباط بادية على وجهه: "هل وجدت القط؟"

يجيب تارو بيأس: "نعم، لكن للأسف لم أستطع الإمساك به. كان مكرًا وقويًا بشكل جنوني." يشعر عمر بالحزن والإحباط يعلو وجهه، فالمهمة فشلت.

"ماذا عنكِ يا ميكو؟" يسأل عمر ببعض الأمل الأخير، "هل استجوبتِ ذلك الحقير؟ هل حصلتِ على معلومات منه؟"

تتذكر ميكو محاولة استجواب علاس، وتعبيرات وجهها تعكس الحيرة والإحباط. تقول: "نعم استجوبته، لكن لم أحصل على أي معلومات ذات قيمة. إنه... مجنون." يشعر عمر بخيبة أمل وحزن أعمق يعلو وجهه.

في هذه اللحظات، وبشكل مفاجئ، يدخل عليهم كوزمك بشكله القديم الكوني المهيب. يتفاجأ الجميع، وتتسع أعينهم بصدمة.

عمر، بصوت يكاد يكون همسًا من الذهول: "العلامة اختفت! رجعت لطبيعتك! لكن كيف؟"

كوزمك، يهز رأسه بحيرة مصطنعة، لكن ابتسامة خفيفة تعلو وجهه: "لا أعلم، لكن أيًا كان ما فعلتموه فلقد نجح!". يشعر عمر بسعادة غامرة واستغراب، لكنه لا يفكر كثيرًا في التفاصيل.

يقول تارو، الذي استعاد حيويته فورًا: "بهذه المناسبة، يجب أن نحتفل!".

ينتهي الفصل وجميعهم سعداء، منتصرون، وغافلون عن الحقيقة الكامنة وراء هذا "النجاح" غير المتوقع، عدا شخص واحد... علاس، في زنزانته المظلمة، يراقب بصمت.

النهاية (الفصل الرابع)

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon