كايتو (وهو يروي):
حاولت القفز لإنهاء هذا الحلم، لكن أحدهم أمسك بي من الخلف ودفعني. كانت ميساكي.
ميساكي: ماذا تفعل أيها الأحمق؟
كايتو: كنت فقط أحاول النظر من النافذة.
ميساكي: وتظن أنني سأصدق هذا؟ قل بسرعة.
كايتو: حاولت القفز من النافذة، هل لديك مشكلة؟
ميساكي: ولماذا حاولت القفز؟
كايتو: بلا سبب. حسنًا، والآن بما أنك منعتني، فقد أفسدت الأمر. أنا ذاهب.
ميساكي: انتظر! لا أعلم سبب محاولتك القفز، لكن سأراقبك لأتأكد أنك لن تكررها.
كايتو: كانت تلك المرة الوحيدة التي جمعت فيها شجاعتي، ولا أظن أنني سأفعلها مجددًا.
ميساكي: جيد، أما بشأن قولك إنك تكره هذه المدرسة اللعينة، فسآخذك لغرفة المعلمين لمناقشة الأمر.
كايتو: ماذا؟ أهذه الجملة؟ ألا يمكننا نسيان الأمر؟
ميساكي: لا، خصوصًا لأنك صرخت أمام المدرسة كلها. لذلك سترافقني إلى المعلمة ريس.
كايتو: المعلمة ريس؟ لا شكرًا! الأفضل ألا أذهب.
ميساكي: أظن أنني سأضطر لأخذك بالقوة.
كايتو (وهو يهرب): لا شكرًا!
كايتو (في أفكاره):
المعلمة ريس واحدة من معلماتنا، لكنها تُعرف بأمرين: الأول أنها والدة ميساكي، والثاني أنها "المعلمة الفولاذية". إن ذهبت إليها، سأموت! علاقتي بها سيئة، وغالبًا ما ينتهي بي المطاف ممددًا على الأرض بلكمة منها.
(يصطدم بشخص)
كايتو: آه، أنا آسف... ها، رين؟
رين: من أنت؟
ميساكي: رين، أمسكي به!
كايتو (وهو يهرب): آسف، لكن عليّ الذهاب!
كايتو (في أفكاره):
هربت منها، لكن الآن رين أيضًا تطاردني! سأختبئ في غرفة الموسيقى... أسمع صوتًا قادمًا، من يكون؟ آه، إنها رين.
رين: متأكدة أنني رأيته هنا... حسنًا، سأبحث.
(الظلام يبدأ يغمر الغرفة)
رين: آه، الظلام يحل على هذه الغرفة...
كايتو (في السرد):
بدأت رين تبتعد عن الظلام شيئًا فشيئًا. كانت تخفي سرًا لم تخبر به أحدًا. عندما كانت طفلة، كاد حادث أن يفقدها بصرها.
الطبيب: هل أنتِ والدة رين؟
والدة رين: نعم.
الطبيب: أخشى أن الحادث قد أثر على عينيها، وقد يؤدي لفقدان بصرها.
منذ ذلك الحين، صارت تخاف من الظلام الذي لا ترى فيه شيئًا. حتى بعد تعافيها، بقي الخوف مسيطرًا عليها. لذلك، عاهدت نفسي أن أساعد رين في تجاوز هذا الخوف.
سرت ببطء نحوها، وضعت يدي على عينيها، وأمسكت بيدها.
كايتو: رين، لا تخافي. فقط سيري معي ببطء إلى الخارج. لا شيء يدعو للخوف.
رين (بعد الخروج): كيف عرفت بشأن ذلك؟
كايتو: حسنًا...
ميساكي (وهي تلهث): أحسنتِ، أمسكتِ به، رين!
المعلمة ريس: إذن، أنت الطالب الذي صرخ. ما اسمك؟
كايتو: كايتو إيروما.
المعلمة: كايتو، حسنًا. سمعت أيضًا أنك حاولت القفز من النافذة؟
كايتو: بشأن ذلك...
المعلمة: سأكتفي بتحذير هذه المرة. لكن المرة القادمة... صدقني، لا تريد أن تعرف ما أفكر فيه.
كايتو: لا، لا! لا أريد أن أعرف!
بعد انتهاء المدرسة، ذهبت للمنزل ونمت، على أمل أن أستيقظ من الحلم. لكن... لم يحدث ذلك.
(في صباح اليوم التالي)
كايتو (وهو يأكل): لماذا لا أزال في هذا الحلم؟
والدة كايتو: هيا، كل بسرعة للذهاب إلى المدرسة.
كايتو: حسنًا...
في طريقي للمدرسة، قابلت رين.
رين: كايتو، صحيح؟ أنا رين تسوغومي.
كايتو: أنا كايتو إيروما.
رين: أليس أنت من اصطدم بالعمود وذهب لغرفة التمريض؟ لم نتعرف جيدًا، لذا من الجيد التعرف عليك.
كايتو: نعم، أنا... مهلاً، ماذا قلتِ الآن؟
رين: قلت: من الجيد التعرف عليك.
كايتو: لا، أعني عن اصطدامي بالعمود.
رين: آه، لا تتذكر؟ ربما حدث شيء لدماغك، لذلك حملتك لتلك الغرفة.
كايتو (في أفكاره):
ما الذي يحدث؟ لم يحصل شيء في أول يوم مدرسة، بل كان يومًا عاديًا. في الماضي، لم أتعرض لأي حادث. أيعقل أن ما ظننته حلمًا كان حقيقة؟
رين: هيه، أنت! هل تسمعني؟
كايتو: آه، نعم.
رين: لا أعلم كيف عرفت بأمري، أو كيف هدأتني في ذلك الوقت، لكن... شكرًا لك.
كايتو: لم أفعل شيئًا. ولست مضطرًا لشكري.
رين (وهي تبتسم): حسنًا، لنذهب إلى المدرسة.
كايتو (في أفكاره):
إن كان هذا صحيحًا، وعدت فعلاً للماضي... فسأغير الكثير من الأمور. أولها: ذلك المحل.
(بعد المدرسة، يذهب كايتو لمحل الرامن)
كايتو: مرحبًا، أيها العم. هل لي برامن من فضلك؟
العجوز: حسنًا، تفضل.
كايتو: إيتاداكيماس... لنبدأ الأكل. أممم، لذيذ كما كان!
العجوز: يسرني أنه أعجبك.
كايتو: كثيرًا، لكن يا ليت الناس يقدّرون هذا الطعام الشهي.
العجوز: إنهم يقدّرونه.
كايتو: أرى الزبائن أكثر في المحل الجديد.
العجوز: نعم، الناس يحبون دائمًا الأشياء الجديدة.
كايتو: أظن أنك لو غيرت قليلاً من شكل محلك، سيصبح الأفضل.
العجوز: لا أريد تغييره. أنا وزوجتي بنيناه سويًا، وهو عزيز عليّ.
كايتو: نعم، عندما نفقد من نحب، نتمسك بالذكريات، لا نريد أن نغيرها. لكن أحيانًا... نحتاج فقط أن نُزيل الغبار عنها، لتبقى لامعة، وتظل في قلوبنا دائمًا.
العجوز: كلامك صحيح...
(كايتو يغادر، فيجد ميساكي عند إشارة المرور)
ميساكي: إذن، بعد أن فقدت كل الطرق، تخطط للانتحار بحادث سيارة؟
كايتو: لا! فقط في طريقي للمنزل.
ميساكي: إذًا، انتهيت من فكرة الانتحار؟ هذا جيد.
كايتو: نعم، تذكرت ذكرى سيئة، وظننت أني في حلم... فحاولت إنهاءه.
ميساكي: حلم؟
كايتو: نعم، ظننت أن كل هذا مجرد حلم.
ميساكي: إذن حاولت الانتحار لأنك ظننت أنه حلم؟
كايتو: نعم.
(فجأة تقترب ميساكي من كايتو حتى كادت شفاههما أن تتلامس، ثم تتوقف)
ميساكي: إذًا، هذا ليس حلمًا. لذلك... لا تحاول الانتحار مرة أخرى، حسنًا؟
كايتو: أ-حسنًا...
ميساكي: ظننت أنني سأقبّلك، لكن لا تقلق. أفضل أن تكون قبلتي الأولى مع شخص يستحقها، لا مع أحمق يحاول الانتحار!
كايتو: أحمق؟! أنا لست أحمق! وأنتِ من اقترب!
ميساكي (وهي تضحك): واضح من وجهك... لكن جديًا، لا تكن ضعيفًا مرة أخرى. واجه مشاكلك، اتفقنا؟
كايتو: اتفقنا.
(في اليوم التالي، يستيقظ على أصوات أصدقائه)
وانج: كايتو! كايتو! استيقظ!
مايا: دعوه لي! هاي، أنت! استيقظ، أيها الأحمق!
سونج: ألا تظنين أنك قسوتِ عليه؟
مايا: لا، هذه الطريقة تنفع دائمًا. أرأيت؟ استيقظ!
كايتو (في أفكاره):
عندما استيقظت، ووجدت أصدقائي... شعرت أنني عدت. لكنهم قالوا إنهم كانوا يحاولون إيقاظي طويلًا... لم أعد متيقنًا: هل عدت حقًا للماضي؟
وانج: هيا، لنذهب إلى الكلية.
سونج: ما رأيكم أن نذهب لمحل رامن بعد الجامعة؟
وانج: أعرف واحدًا قريبًا.
مايا: ما اسمه؟
وانج: "طبق المئة عام".
مايا: المئة عام؟ هذا أكبر منّا جميعًا! هل هو صالح للأكل؟
وانج: ميا، لا تتكلمي هكذا! وجباته لذيذة!
كايتو (في نفسه):
"طبق المئة عام"؟! لم أصدق! أأنا من غيّر ذلك فعلاً؟ إذًا... عدت للماضي، ولدي فرصة لإنقاذ رين.
Comments