بعد أن استوعبت أنه كان حلمًا، أمسكت قلبي، فقد شعرت بألم يكاد يمزقني. تمنيت لو أن ذلك لم يكن مجرد حلم.
ذهبت إلى الجامعة، وهناك التقيت بصديقي "سونغ" الذي كان صديقي أنا ورين في أول يوم، وكان بجانبه "مايا".
سونغ: كيف الحال؟
كايتو: آه، بخير.
مايا: لكنك لا تبدو بخير، هل حدث شيء؟
كايتو: لا، لا... فقط موت رين لا يزال صعبًا علي.
سونغ: أعلم، لا يزال صعبًا علينا أيضًا.
مايا: نعم، لكن علينا ألّا ندع هذا يؤثر علينا، لدينا مشروع يجب إنهاؤه.
كايتو: بخصوص هذا... لن أشارك فيه.
مايا: لماذا؟
سونغ: قالت مايا ألا ندع الحزن يؤثر علينا، لذا لا تختلق الأعذار.
مايا: أنت ورين من بدأ هذا المشروع، وسهرتم الليالي لتصميم المخطط، لذا عليك أن تنهيه من أجلها.
كايتو: يمكنكم الاستمرار بدوني.
مايا: إذًا، أهذا قرارك النهائي؟
كايتو: نعم.
سونغ: لكن...
مايا (مقاطعة): لا، لن يستمع مهما قلنا.
سونغ: إذًا، ماذا نفعل؟
مايا: ربما "وانج" يستطيع إقناعه.
...
بعد انتهاء المحاضرات، وجدت صديقي وانج ينتظرني.
وانج: مرحبًا، كايتو.
كايتو: أهلًا.
وانج: سمعت أنك قررت الانسحاب من المشروع؟
كايتو: نعم، لا أستطيع العمل فيه.
وانج: لأنه يذكّرك بها، أليس كذلك؟ لكن هذا يعتبر نوعًا من الجُبن.
كايتو: كلما رأيت شيئًا يذكّرني بها، أشعر بضيق في صدري.
وانج: إن كانت الذكريات تؤلمك، فلماذا لا تهرب منها؟
كايتو: لو كان الهروب سهلًا... كيف؟
وانج: اترك هذه الكلية وانتقل إلى سيول، تخلّص من كل هذه الذكريات.
كايتو: أنا...
وانج: على الأقل تفكر، وهذا جيد. لو كنت مكانك، لأنهيت المشروع ثم انتقلت إلى جامعة في سيول.
كايتو: تبدو متحمسًا.
وانج: طبعًا! سأترك هذه المدينة، وأرى الفتيات الجميلات والمشاهير، وقد أحصل على توقيعاتهم أو أرقامهم!
(صوت غاضب من الخلف)
مايا: ونسيت أنك تواعد فتاة بالفعل؟ أحضرتك لتقنعه، وأنت تتحدث عن الفتيات؟!
وانج (مرتبكًا): مايا! كنت فقط أحاول أن أبهجه... كيف أنظر للفتيات وأنا لدي أجملهن؟
سونغ: فات الأوان يا صديقي!
(بعد ضرب مبرّح)
كايتو: لترقد روحك بسلام، يا أخ وانج... لكن لا تعُد بسرعة.
مايا: إذًا، ما رأيك يا كايتو؟
كايتو: موافق... لكن سأكون مساعدًا فقط، ولن أذهب لسيول.
وانج: هكذا الروح الرياضية! حسنًا، لنبدأ المشروع!
مايا: ومن قال إننا ضممناك؟ من سمح لك بكتابة اسمك؟!
سونغ: جيد، وانج معنا. أنا ومايا موافقان، لكن إن غيّرت رأيك، أخبرنا.
كايتو: حسنًا، لنذهب.
مايا: كيف يعقل؟
سونغ: كما قلت، لن نستطيع إقناعه الآن، لكن مع الوقت ربما...
مايا: حسنًا، لنذهب.
...
رجعت إلى البيت، استحممت، ذاكرت قليلاً، مارست الرياضة، ثم نمت.
ولم أحلم برين لليوم الثاني...
كايتو: لم أحلم بها اليوم أيضًا... هل كان ذلك الحلم وداعًا؟ ما هو جدولي لليوم؟ أوه، المشروع!
...
(مرّ شهران من العمل الجاد)
احتفلنا في بيت وانج بعد الانتهاء من المشروع.
وانج: أخيرًا انتهينا! بعد شهرين من العمل، حان وقت الاحتفال!
الجميع: لنحتفل!
كايتو: أخيرًا أستطيع العودة إلى حياتي الطبيعية.
سونغ: نعم، حياة لا شيء فيها غير روتين الدرجات!
مايا: على الأقل هو ليس في المراتب الأخيرة.
وانج: أنا في المرتبة الثامنة!
سونغ: وأنا التاسعة!
مايا: وأنا الرابعة، وكايتو في الثانية. نعتبركما أقل شأناً.
كايتو: نعم، ربما عليكم الاجتهاد أكثر.
وانج: انظروا من يتكلم! صاحب الدرجات السيئة في الثانوية!
كايتو: لكن في السنة الثانية والثالثة تحسّنت!
وانج: نعم، المركز العاشر! تطور واضح!
سونغ: أحسنت يا وانج، لقد أخبرته تواً كيف تطوّر من "ماشية" إلى مستوى أعلى!
مايا: هههه، نعم!
كايتو: تضحكين الآن؟
مايا: لم أستطع التماسك...
كايتو: كيف كنتِ في الثانوية؟
مايا: من المرتبة الثانية إلى الثالثة دائمًا.
وانج: أجل، هذه هي حبيبتي!
مايا: شكرًا، شكرًا.
قضينا الليل نضحك ونمزح، وأرسلنا المشروع إلى الكليات الخاصة لمعرفة إن كان سينجح أم لا...
(بعد 3 أشهر...)
الدكتور: حسنًا، سأعلن أسماء من تم قبول مشاريعهم: مايا، وانج، سونغ، تشي، كوتو، وأخيرًا كايتو.
كايتو (متفاجئًا): ماذا؟
الدكتور: أنتم آخر من قدم المشروع، لكنه لاقى طلبًا من عدة كليات، وتم اختياره. أحسنتم!
الجميع: رائع!
كايتو (بعدما غادروا): لماذا أنا أيضًا؟
مايا: لأنك تستحق.
كايتو: لكن هذا لم يكن اتفاقنا...
وانج: لم نشأ أن يضيع جهدك. أنت ورين صمّمتم هذا المشروع وسهرتم عليه أسبوعين فقط لرسم المخطط!
سونغ: وذلك يكفي.
وانج: إن أردت نسيانها، فلا بأس. لكن هذا المشروع يجب أن يحقق ثمرته، وهو أن تذهبا معًا إلى سيول كما أرادت. هذا من حقها عليك.
مايا: ولهذا السبب... أنا أحبك.
وانج: كنت رائعًا! هييي!
مايا: توقفت عن الإعجاب فورًا!
كايتو: اعذروني، لدي محاضرات.
...
(في نهاية الفصل الدراسي الأول)
وانج ومايا ذهبا لزيارة الأقارب، وسونغ لرحلة، أما أنا فكنت أزور قبر رين من حين لآخر.
كايتو: حان وقت النوم... أشتاق لكِ، رين. ومع غيابك، يزداد اشتياقي. وعدتك ألا أسألكِ عن سبب الغياب. فقط عاهدي أن حين نلتقي، كأن الفراق لم يكن.
...
(في الحلم)
رأيت رين تمسك بيدي، وتأخذني إلى مكان فيه قمر ينقص تدريجياً... حتى اختفى.
ذهبت إلى قبرها:
كايتو: ما معنى هذا، يا رين؟ لم أعد أفهمك إطلاقًا...
...
(نهاية السنة)
مايا: أخيرًا انتهت السنة!
وانج: نعم، وأخيرًا سأنام مرتاح البال!
كايتو: انظروا من يتحدث! من سيحصل على المركز الأخير ككل سنة!
وانج: بل سأكون الرابع هذه المرة!
سونغ: واثق جدًا، ما شاء الله.
كايتو: سنرى...
مايا: علينا الاستعداد لاختبار جامعة سيول.
سونغ: ما اسمها؟
مايا: Hanyoung.
كايتو (في نفسه): أليست هذه جامعة ميساكي؟!
...
(بعد الانتقال إلى سيول)
مايا: فيو، أخيرًا وصلنا إلى منزلنا في سيول!
وانج: نعم، وسأسكن بجوارك يا عزيزتي.
مايا: لا! ستسكن مع كايتو وسونغ، نحن فقط قريبون.
وانج: من المؤسف أن أبتعد عنكِ...
مايا: قلت لك توقف!
...
(أول يوم في الجامعة)
وانج: الجامعة رائعة!
مايا: نعم، آمل أن نكوّن صداقات كثيرة.
؟؟؟: كايتو؟ أهذا أنت؟
وانج: من هذه الفتاة الجميلة؟
مايا: هل تريد أن تموت؟
وانج: ويلي، أخطأت!
كايتو (في نفسه): نعم، إنها ميساكي...
كايتو: نعم، مر وقت طويل.
ميساكي: مرّت فقط نصف سنة! إذًا، أنتم الطلاب الجدد؟
كايتو: نعم، هؤلاء أصدقائي: مايا، سونغ، وانج.
ميساكي: تشرفت بلقائكم.
كايتو: وهذه ميساكي.
ميساكي: أنت تدرس هنا؟ من لديه أمل فيك أصلًا، يا راسب الرياضيات؟
كايتو: كانت اختبارات صعبة، أنت ورين وضعتموها، وكنت لا أزال ضعيفًا فيها.
ميساكي: ربما لأنك كنت أحمقًا؟
كايتو: الآن أنا الأول في الترتيب.
ميساكي: إذًا ستنخفض درجتي، لأنك ستأخذ المركز الثاني.
وانج: لديك منافس!
ميساكي: منافس؟ أنا لا أعتبره كذلك. كنت أغلبه دائمًا بفارق كبير.
مايا: آه، إذًا أنت صديقة كايتو ورين من الثانوية؟ رين حدثتنا عنك كثيرًا.
ميساكي: نعم، أهلًا بكم. الفصول ستبدأ، فلنذهب.
...
(في الحلم مجددًا)
استيقظت على أنني نائم في فصلي من الثانوية...
كايتو: حلم آخر؟! سأفعل شيئًا أردت فعله دائمًا...
(يصرخ من النافذة): أكره هذه المدرسة!
(يستعد للقفز)
لكن أحدهم يمسكني من الخلف:
؟؟؟: بحق الجحيم، ماذا تفعل أيها الأحمق؟!
.
Comments