حين لمست الذكريات

بعد أن راودني الحلم، بدأت أمسك بهاتفي وأحاول الاتصال، لكن لم يكن هناك جدوى،

فأخذت القطار لسيول، وبينما أنا في القطار بدأت أغفو لبعض الوقت، فراودني حلم، ونحن في الإعدادية:

رين: آه، انظري إلى ذاك الفتى، يبدو عابسًا منذ الصباح، ما باله؟ حسنًا، قررت أن أجعله سعيدًا اليوم. هاي كايتو، صحيح؟ أنا رين.

كايتو: آه، مرحبًا رين.

رين: ماذا تفعل؟

كايتو: أنا أتأكد من وجود زي الرياضي.

رين: لماذا؟ ليس لدينا تربية بدنية اليوم.

كايتو: للتغلب على صديق لي، دائمًا يهزمني، وأريد هزيمته.

رين: أهذا ما يزعجك إذًا؟

كايتو: نعم، إني أكره الخسارة، لذلك سأتدرب بجد حتى لا أُهزم.

رين: الفتيان حقًا تنافسيون، حسنًا، إذًا قابلني بعد المدرسة، سأساعدك.

كايتو: أنتِ؟ لن تستطيعي الفوز علي، فكيف ستساعدينني؟

رين: رجاءً، أعد ما قلت، هل قلت إنك أسرع مني؟ إذًا لنتراهن، رهان بسيط، الخاسر يشتري للفائز معكرونة من عند المحل المجاور، حسنًا؟

كايتو: مع أني أضيع وقتي، حسنًا...

نعم، أذكر ذلك، تسابقنا أنا وهي، ولكن كانت تسبقني بمسافة كبيرة، لم أستطع الوصول لها. حينها أدركت أني راهنت رهانًا لم أكن أستطيع أن أفوز به.

اشتريت لها النودل، وفوجئت أنها اشترت لي طبقًا أيضًا، قالت إن الطعام اللذيذ يساعد على تجديد المزاج ويجعلك مركزًا في القدم، لذلك ركز على تطوير نفسك.

وبعد أن أكلنا، وجدتها تركض وتطلب مني أن ألحق بها. حاولت، وحاولت، لكن كنت منهكًا، إلى أن وجدتها تقول إن عليّ محاولة لمس يدها حتى أفوز.

ثم وجدت نفسي في ظلام، ومصباح أمامي، أحاول الإمساك به، أحاول، وأحاول، حتى كدت أن أتوقف.

لكن حينما توقفت ونظرت أمامي، وجدت نفسي على مقربة من يدها، لو كنت تحركت قليلاً، لكنت قد لمست يدها.

لكن استسلمت، وفي لحظة يأس وجدتها تمسك يدي وتركض، وأنا وراءها...

رين: لن تتركني أبدًا، صحيح؟ بعد كل ما فعلت...

استيقظت من القطار، وأنا أفكر في ذلك الحلم. ماذا كانت تقصد بـ"بعد كل ما فعلته"؟

لكن بالعودة للواقع، لا أعرف أين منزل ميساكي. آه، ذهبت من دون أن أعلم.

لكن مهلاً، أليست في جامعة Hanyang للهندسة؟ حسنًا، يبدو أني سأذهب إلى هناك إذًا.

وبعد قليل من الوقت وصلت.

كايتو: آه، من فضلك، هل هناك طالبة هنا تُدعى ميساكي يوجيرو؟

حارس الأمن: ميساكي يوجيرو؟ مهلاً، هل هي في السنة الأولى؟

كايتو: نعم، نعم، تلك هي.

حارس الأمن: غير موجودة.

كايتو: ماذا؟! لكنك ذكرت أنها هنا في السنة الأولى!

حارس الأمن: هيا، ابتعد، أَلَم يكفِكم الإزعاج الذي سببتموه لها ولي؟ هيا، ارحل يا ولد، فهي لم تواعد أحدًا.

كايتو: ومن قال إنني هنا لأواعدها؟ أنا صديقها من الثانوية.

حارس الأمن: نعم، نعم، وأنا صديقها من أيام الطفولة. هيّا، اذهب.

(كايتو يتكلم بصوت عالٍ)

أحد الطلاب: هيه، جميعًا، هل سمعتم؟ هناك طالب يبحث عن ميساكي، يقول إنه صديقها من الثانوية.

الطلاب: حقًا؟ أَلَم يتعبوا من المحاولة؟ ملكة الجليد لن ترتبط بأحد أبدًا.

(هناك طالبة كانت تستمع وهي تجلس جانبهم، أغلقت الكتاب وصعدت الدرج)

الطالبة: هيه، ميساكي، أظن أن أحد الحمقى يحاول مجددًا.

ميساكي: هففف، دعيهم، فهم سيذهبون ككل مرة.

الطالبة: نعم، واسمعي إلى اختلاقهم هذه المرة. يقول إنه من مدرستك الثانوية، وكان اسمه كاتو... كارتر... كايتو! آه نعم، كايتو! أليس اسمًا مضحكًا؟ آه، ميساكي، أين تذهبين؟

(بالرجوع إلى حارس الأمن)

حارس الأمن: آه، كم مرة أخبرتك أن تذهب لكي لا أضطر لاستخدام العنف؟

كايتو: حسنًا، حسنًا، سأنتظرها هنا.

حارس الأمن: ومن قال لك إن البوابة ساحة انتظار؟ هيّا، غادر واذهب لمكان آخر.

كايتو: اسمع، أنا أريد أن أخبرها شيئًا هامًا.

حارس الأمن: ومن يهتم؟ هيا، اذهب.

كايتو: قلت لك...

ميساكي: كايتو، ماذا تفعل هنا؟

كايتو (في خياله): آه، تغيّرت ميساكي كثيرًا... حسنًا، لم تتغير كثيرًا، لا زالت تلك الفتاة المتفوقة، والتي تحظى بشكل جميل، بشعرها الأسود الحريري، وعينيها الزرق مثل مياه الجليد المتجمدة.

حارس الأمن: هل تعرفين هذا الأبله؟

كايتو: من تقصد بـ"الأبله"؟

ميساكي: نعم، أعرفه، إنه صديقي من الثانوية.

كايتو: ألم أقل لك؟

حارس الأمن: نعم، نعم، الجمال يحتاج أن يكون حوله بعض القبيحين ليروا الجمال.

كايتو: أتقصد أني قبيح؟

ميساكي: اهدأ، كايتو، أنا آسفة يا حارس الأمن لما حصل الآن.

حارس الأمن: آه، لا داعي للاعتذار.

كايتو: لم أتعامَل كأني ارتكبت خطأً!

ميساكي: حسنًا، انتظرني مع حارس الأمن إلى أن أنهي محاضراتي وآتي.

كايتو: ماذا؟

ميساكي: تعرف، يجب أن أحافظ على سجلي.

كايتو: حسنًا...

(بعد انتهاء المحاضرات، ذهبنا إلى مقهى قريب وتحدثنا هناك)

ميساكي: سعيدة برؤيتك، لكن ما الذي جاء بك إلى سيول؟ وأين هي رين؟

كايتو: حسنًا، جئت بخصوص هذا. إن رين قد توفيت منذ يومين...

(بعد ما شرحت ما حدث، ظلت صامتة لبعض الوقت، تنظر إلى قهوتها، وبدأ عليها الحزن الشديد، ثم بعدها قالت إنها يجب أن تذهب لتودعها، واتفقنا أن غدًا سنذهب لقبر رين)

مكثتُ في بيت ميساكي تلك الليلة، وكان الليل هادئًا.

أشرق الصباح وذهبنا لقبر رين، احتضنت ميساكي قبر رين وهي تصرخ من الألم، وظلت تذرف الدموع، إلى أن وضعت يدها في حقيبتها، وأحضرت زهرة وزرعناها جانب قبر رين.

ميساكي: ربما أمامك حديقة من الزهور الآن، لكن أرجو أن تقبلي زهرة العنكبوت الأحمر.

سلام يا رين.

(بتلك الكلمات ودعتها، وذهبنا مباشرة إلى عائلة رين، جلسنا معهم ثم بعدها ذهبنا إلى شقتي، لأن ميساكي قالت إنها ستبيت الليلة ثم تذهب لسيول غدًا)

كايتو: أنا آسف، الغرفة ليست مرتبة مؤخرًا، ولكن لا بأس في المبيت عندي؟

ميساكي: لا بأس، فإن حاولت فعل أي شيء، ربما قد أكسر ذراعك أو ساقك.

كايتو: مممم، من الجيد أنني لا أفعل.

(حاولت النوم كثيرًا، لكن لم أستطع حتى منتصف الليل، بعدها استيقظت، فوجدت ميساكي مستيقظة أيضًا)

ميساكي: هل لا زال لديك ذلك المنزل؟

كايتو: أي بيت؟

ميساكي: ذلك البيت الذي بنيناه سويًا.

كايتو: نعم، لا زال لدي.

(أخرجنا البيت الذي صنعناه أنا ورين وميساكي في أيام الثانوية)

ميساكي: ذلك البيت... أتتذكره؟

كايتو: نعم، هذا في الصف الأول من الثانوية، بنيناه، وبعدها وضعت رين علمًا على المنزل، وحاولت تنصيب نفسها الملكة.

ميساكي: نعم، وقد أعطتني دور مساعدة الملكة ويدها اليمنى، أما أنت فكنت التابع.

كايتو: نعم، كان ذلك مذلًا، وعندما اعترضت، قمتِ أنتِ بضربي.

ميساكي: ما باليد حيلة، فأنا ذراعها اليمنى.

كايتو: لا، أنتِ أردتِ أن تضربيني، أليس كذلك؟ حينها قالت رين إنها ستعاقبني...

رين: بما أنك تمردت على ملكتك، عقابك سيكون إحضار ثلاث فطائر لذيذة.

كايتو: حقًا؟

رين: وهل هناك مشكلة؟ إذًا ميساكي؟

كايتو: حسنًا، حسنًا، سأحضرها.

رين: تأخرت أيها الخادم، خذي ميساكي، لنأكل.

كايتو: أعطني قطعتي.

رين: أليس من الأدب أن تأكل الملكة ومساعدتها أولًا، ثم الخدم؟

كايتو: أنا لست خادمكما!

رين: نعم، أنت خادمي لوحدي.

كايتو: خادمك لوحدك؟ ماذا يعني هذا؟

رين: أُنتينا، خُذ.

كايتو: انتظري، دعيني أستفسر عما قلتِه...

ميساكي: كانت أيامًا جميلة...

كايتو: نعم، أوه، انظري، هذا مكان القفلة الكهربائية، أتتذكرين؟

ميساكي: نعم، عندما حاولت إضاءة البيت، فحدث ذلك في المنزل.

كايتو: بحق، تألمت كثيرًا حينها.

ميساكي: كانت أيامًا جميلة، لا أستطيع السيطرة على مشاعري، فهل يمكنني إمساك المنزل والنوم؟

كايتو: حسنًا...

(نمنا حينها حتى الصباح، وأوصلت ميساكي إلى القطار)

ميساكي: حسنًا، هذا وداع، أتمنى أن نلتقي مجددًا، كايتو.

كايتو: نعم، لكن عليكِ أن تركزي على دراستك.

ميساكي: سأفعل، لستَ الشخص الذي يجب أن يقلق.

كايتو: آه، أنا أصبحت من الأوائل الآن.

ميساكي: حقًا؟ جيد، أرجو أن تستمر على هذا.

(ودعت ميساكي، وذهبت لقبر رين قليلًا، ثم عدت للنوم، ومن ذلك اليوم، تغير كل شيء)

شخص ما: استيقظ، استيقظ! أنت! هيه! آه، أخيرًا استيقظت!

كايتو: آه، ماذا؟ من يتكلم؟ آه... آه... ررين؟! أهذا أنتِ؟ آه، رين! جئتِ في حلمي مجددًا!

رين (بعد أن صفعتْه): ما الذي تفعله؟ أنا لا أعرفك! أنا فقط أحاول إيقاظك بعد أن ارتطمت بالعمود!

كايتو: عمود؟ مهلاً، أهذه ثانوية إيما؟ ما الذي...

رين: أنت كنت شارد الذهن، ثم ارتطمت بالعمود وسقطت!

كايتو: رين، هل يمكنكِ صفعـ...

رين: ماذا؟

كايتو: فقط افعلي!

رين: حسنًا... (تصفعه بقوة)

كايتو: رين، أنا آسف، ولكن هل يمكنك حملي للمشفى؟ إني أشعر بتعب...

رين: ماذا؟ إنه يوم حفل استقبال الطلاب الجدد!

كايتو: أرجوك، لا أشعر أني بخير.

رين: همم، حسنًا...

(بعد أن أخذتني رين للممرضة، وجلست على السرير، أخبرتُ رين أن تذهب، ثم بعدها بلحظات انهمرت بالبكاء الشديد، لحظة علمي أني رجعت بالماضي، أستطيع تغيير المستقبل...)

أنهيت يومي وذهبت للبيت، ثم نمت...

(صوت أنين المنبه)

كايتو: آه، كم الساعة الآن؟ للذهاب للمدرسة... آه، ال... 8:30! تأخرت! تأخرت! تأخرت! آه، مهلاً، لحظة! أنا كبير! هذه غرفتي!

لكن أنا... بالأمس... قد رجعت بالماضي؟ أكان لفترة قصيرة...؟

.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon