حضن دافئ

عندما نأمل، نشعر بالألم؛

وفي هذا الألم ما يقودنا إلى اليأس....

وفي هذا اليأس نصبح مخدرين...

وبعد الخدر...

نولد من جديد.

وقفت وانا أكاد انفجر من الغضب.... لن أتحمل اكثر...من يضنني حتى يستهزأ بي هكذا؟... علي الخروج  من هنا... علي المغادرة...

ما ان وقفت اذ بي اهوي ارضا...

لف ذراعيه العضليتين حول خصرها وجذبها نحوه بقوة الى ان ارتطمت بصدره... شهقت بذعر... لكن لم تهتم لوجودها بين ذراعيه، كل ما شغل بالها هو ضعفها: لا... لا استطيع الوقوف؟.. رددت بصوت هامس منكسر... حاولت الوقوف مجددا اذا بقدميها تخذلانها لتهوي مجددا الى صدره القاسي...فتحت عيونها الزرقاء لأوسعهما من الصدمة... ابتسمت بسخرية على حالها بينما بدأ جسمها بالإرتجاف: لا.. لا يمكنني... رددت بهمس مهتز ودموعها تنساب على وجنتيها...

   يراقب حالها وقلبه القاسي يذوب شفقة عليها... شيء ما يجذبه ناحيتها... يحس بعذابها.... يريد ان يريحها...

ضمها اقوى الى صدره بينما يده تربت على ضهرها بحنان...

افاقت من ذعرها من يده التي تتحرك على ضهرها وهي تشعر به يضمها اقوى لحضنه... ازدردت ريقها بفزع وتوتر وانفاسه الدافأة تلفح وجهها...

دافئ... انه... تفكر في نفسها بينما يشد هو جسدها الهزيل بين يديه اقوى محاولا تهدأتها وبصوته الأجش همس قرب أذنها: اششش.... لا بأس... اهدأي... لا تضغطي على نفسك اكثر... لا يزال جسدك ضعيفا... تحتاجين للراحة...

ارادت الابتعاد من بين ذراعيه لكنه زاد الحضن تشددا وذراعاه تكبلانها وتمنعها من الحراك.

     انه... دافئ... انه... ليس اي حضن بارد... انه حضن... حضن اب مهتم حامي... ترددت هذه الافكار الى رأسها وهي تحس بحرارة جسده المضغوط على جسدها....وببطئ بدأت تهدأ... ارتخى جسدها بين ذراعيه...و قلّت رجفتها...

في لحظة الضعف... تفكيرنا لا يصيب... وفي لحظات ضُعفنا تقودنا قلوبنا للنار... للعذاب... اقتربت منه... سئمت من العذاب... قلبها مشتاق لهذا الدفئ... مشتاق للحنان... اقتربت اكثر حتى استقرت يداها على صدره... وبعينين ضائعة اغمضتها وهي تدفن وجهها في حضنه ببطئ... تستمتع بذلك الدفئ... تشبع جوع روحها المشتاقة...

   تفاجأ من رد فعلها لكنه ابتسم بهدوء ضد ارادته، يتأملها.. ضعفها.. براءتها.. صغر حجمها... وتغرق تفاصيله بشعرها الأشقر الطويل المنسدل  والمبعثر على صدره، يشعر بحاجتها... يشعر بالحماية تجاهها... يضمها اقوى حتى كادت تخترق جسده... وهي الأخرى تتشبث به كطفل وقد بدأت تنجرف للنوم وبدأت أنفاسها تتباطئ...

دخلت ميري الغرفة وفي يدها صينية الطعام، رفع نظره لها وأشار لها بالمغادرة.ودون اعتراض غادرت الغرفة مستغربة من ملامح سيدها الناعمة التي لم تره يبديها لأحد قبلا... وضعها على الفراش وجلس ينظر لها ومئات الأفكار عصفت برأسه؛ ما الذي حل بها؟... لماذا تتصرف هكذا؟... كم من الألم مرت به حتى اصبحت هكذا؟

    كان شاردا عندما لاحظ ارتجافها وهي نائمة تتمتم ببعض الكلمات الغير المفهومة...

تنهد وجلس جنبها يمسد على شعرها برفق وهو ينظر لها بشفقة...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon