يخاطبني السفيه بكل حمق... فأبى ان اكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما
كعود زاده الاحراق طيبا!!
_ قال بصوت عالي وبنبرة حادة: انا سيد هذا المنزل... ولا صوت يعلو على صوتي... آمل ان تحترمي هذا طالما انك هنا... ولأحذرك مجددا... لا أكرر كلامي مرتين... وبدأ في الابتعاد ناحية الباب...
_ على الأقل اخبرني... من انت؟(قلت بصوت هادئ وبنبرة من الإستسلام)
التفت ناحيتي وابتسم بهدوء وقال بصوت ناعم : لنقل... احد معارفك... وغادر الغرفة تارڪا إياي في حيرة من امري...
استلقيت على السرير بحيرة... ضياع... خوف... ما الوضع الذي انا فيه الآن؟... تنهدت تنهيدة طويلة علني اخرج بعضا منما في قلبي من كبت...
صوت الباب يفتح من جديد... رفعت نضري ناحيته أرى من دخل
كان الخادمة من وقت سابق، تقدمت مني ووقفت امامي بإبتسامة لطيفة وبصوت ناعم اردفت: مرحبا... انا ميري... رئيسة الخدم هنا، والخادمة الرئيسية للسيد... امرني ان اعتني بك وان ابقى بجانبك. رددت لها الابتسامة، رغم انني لا اعرفها... لكنها كانت ألطف من سيدها الأحمق وقلت بمرح : وانا روان
اتسعت ابتسامتها وجلست امامي على الكرسي وبدأنا بالحديث شيئا فشيئا حتى زادت علاقتنا ترابطا، وجدنا ان هناك عدة قواسم مشتركة بيننا...
ميري... امرأة في 31 من عمرها وتعمل كخادمة منذ كانت في 16،امرأة ودودة ولطيفة. تتولى كل امور سيدها الشخصية، ومخطوبة لأحد عمال شركة سيدها.
_كيف تتحملين ذلك الرجل الغليظ؟
_سيدي ليس غليظا.... انه فقط حاد الطباع بعض الشيء لكنه رجل صالح... انت فقط لا تعرفينه...
_لا... انه غليظ الطباع....بصراحة، لا ادري كيف تضنين ذلك الأحمق صالح انه... قاطع كلامي دخوله الغرفة ونضراته الباردة موجهة الي... صمّتُ وانزلت نضري للأسفل... بينما وقفت ميري احتراما له
_كيف تشعرين الآن؟(سأل بصوته البارد)
_أحسن من قبل..
_ميري... غادري الغرفة وحضري لها العشاء
_لا حاجة لذلك يا سيد.... لست جائعة... شكرا لك
نظر الي هنيهة ببرود وقال بصوت فيه نبرة من الأمر: انا امرت خادمتي ولم اسألك.... ميري... حضّري لها العشاء.
اومأت له ميري احتراما وطاعة ثم غادرت الغرفة... تقدم من السرير وجلس على الكرسي بصمت.... طأطأت رأسي في صمت وتوتر حتى سمعت صوته الحاد: اذا.. انا بغيظ؟
_توقف قلبي للحظة... وانقطعت انفاسي بخوف وبدأت بفرك اصابعي ببعضها بتوتر وهي ترتجف...
_ما الشيء الذي يجعلك تظنين هذا....
بتوتر همست: انا...
_لا أريد اعذارا... هذا يبقى رأيك الشخصي فيّ.... لكن لما؟
بقيت صامتة... لا رد حتى سمعت تنهيدة طويلة صدرت منه، رفعت نضري له بتردد وتوتر وهمست بصوت منخفض مرتجف: من تكون انت؟... ولماذا انا عندك؟
_وهل لهذا علاقة بكوني بغيظا؟
_لا... فقط... اسمع... آسفة لأنني قلت هذا سابقا... انا فقط...
_ ماذا تذكرين قبل ان تجدي نفسك هنا؟
_انا...
_اخبريني...ماذا تذكرين؟
_انا... انا كنت... كنت في احد حدائق اللعب.... ثم.. هاجمني احدهم...
_بالضبط... هذا هو...
_ما هو... هل... اسمع انا لا افهم... انت لست من هاجمني اذا... انت رئيسه أو..؟
_وجدتك في الشارع ملقات عليك... أمامك رجل يفتش في أشيائك...
_تضنني سأصدقك؟
_لديك خيار غيره؟
_وكيف لي ان اصدقك؟... أتاك الكرم من العدم لتنقذ الفتاة المسكينة؟
_هذا ليس...(صمت)
_اذا ماذا... ما الذي دفعك لمساعدتي؟... كيف اعرف انك لست من اعتدى علي؟!(قلت بصراخ وغضب)
_الأمر فقط...(صمت مجددا)
صمت... لا رد... هل يهزأ بي؟... هل يتوقع انني حقا بهذا الغباوة؟
وقفت وانا أكاد انفجر من الغضب.... لن أتحمل اكثر... علي الخروج من هنا... علي المغادرة...
ما ان وقفت اذ بي اهوي ارضا...
Comments