اين انا؟

            اليكم ما اعاني فلا ارى غير الظلام...

يحاصر عيوني ولا اجد الا متسعا بسيطا لا يكفي الا لتتصاعد فيه انفاسي العليلة...

تعبت وانا اركض في كل الاتجاهات... وسأظل اجري واجري واجري...

   • فتحت عيوني الزرقاء ببطأ قليلا واغمضتهم بقوة جراء الضوء الساطع، فتحتهما مجددا وأنا اغمضهما وافتحمها لأستوعب ما حولي... واخيرا فتحتهما، آخ يا للألم..جسدي ملفوف كالمومياء... احس ان جسدي مهدم، آه... لا اقوى حتى على الحراك . سحقا...

قلبت ناظري على المكان اتفحص اين انا...

غرفة واسعة بأثاث راقي وفخم. بطلاء ابيض ناصع مع بعض الاشرطة باللون الرمادي الغامق، مستلقية على سرير كبير امامه 3 ارائك باللون الابيض والرمادي امامها طاولة زجاجية سوداء فخمة. وخزانة كبيرة بيضاء فاخرة بشرائط باللون الازرق الغامق بها مرآة كبيرة الحجم. وباب جانبي واضح انه الحمام. وبعض اللوحات الفنية معلقة تزين جدران تلك الغرفة الساحرة. وباب كبير في الامام، واضح انه المدخل... تنهدت بحسرة على حالي... اين انا الآن... ههه... ومن يبالي... هل لي من اهل ليقلقوا علي... او اخوة واحبة يشعرون بألمي... لا وألف لا... هاه ياقلب تحمل فلن يقتنعوا  انك تتألم حتى تموت... قاطع شرودي صوت الباب يفتح... رجل طويل بطول 190 تقريبا ضخم البنية عريض الأكتاف، بشعر اسود فحمي وعيون زرقاء غامقة حادة تشع بالهيبة والوقار، ابيض البشرة بارد الملامح يرتدي بذلة باللون الأزرق الغامق تزيد عيونه لمعانا، ومعطفا اسود حريريا مرميا على اكتافه... يقف امام الباب بثقة وحضوره يملأ المكان وكأن هالاته تصرخ لترضخ مسامع الناظرين اليه. تقف خلفه خادمة قصيرة في مقتبل العمر... دخل الغرفة دون ان ينظر الي او ينظر حوله. نزع معطفه وقدمه للخادمة خلفه وهو يكلمها بصوت هادئ بالكاد يسمع فيما تومئ هي برأسها له دون نقاش... التفت الي ووجدني انظر له بإستغراب وخوف ومزيج من المشاعر المختلطة التي ماعدت استطيع السيطرة عليها، نظر الي نظرات باردة عجزت عن فهمها، يدقق في نظراتي وكأنه يدرسها ويحللها، واخيرا كسر حاجز الصمت وقال بصوت رجولي اجش بارد وبنبرة هادئة قريبة للهمس : اذن انت مستيقظة...

تقدم من السرير بهدوء وحذاءه المصقول يضرب في الارض لتنتشر في الغرفة الهادئة صوت وقع اقدامه، وقف امام السرير بطوله الشاهق ونظر الي هنيهة ببرود ثم جلس قبالتي في كرسي كان بجانب السرير ووضع رجل فوق الاخرى وعقد ذراعيه واردف: اذن... من انت؟

    نظرت له برهبة لبرهة... من هو؟... ولماذا انا عنده؟... ماذا يريد مني؟

تعابيره غير قابلة للقراءة، ونضراته الباردة ترسل الرعشات اسفل عمودي الفقري... استجمعت قواي، كيف لي ان اجيبه وانا لا اعرفه، اخذت نفسا عميقا وبهدوء اردفت: ومن حضرتك حتى اخبرك من انا؟

لم يرد، وملامحه جامدة دون تغير، لكنه رفع حاجبيه بسخرية وبعد صمت دام للحظات قال: لا أحب تكرار كلامي مرتين،فمن انت؟

عبست بقرف...من هو ومن يحسب نفسه حتى يخاطبني هكذا؟

... لكنني لاحظت ان عيونه ضاقت قليلا وواضح انه منزعج...ترددت قليلا...ربما علي الاجابة...لكنني لا اعرفه حتى افعل...لكن لا فرصة لدي امامه... انا وحدي وعند شخص لا اعرفه، ضعيفة لا حول لي ولا قوة... لا خيار لدي...

اخذت نفسا عميقا واجبته بصوت منخفض: روان تيو... من لوس آنجوس...

نظر الي هنيهة بصمت وعيناه تدرسان كل حركاتي ثم اردف: تيو؟

أجبت بهدوء: روان تيو... ابنة جاك تيو

لا رد منه، لكن ابتسامة ساخرة ارتسمت على طرف شفتيه... وقف بهدوء واستدار متجها الى الباب وغادر الغرفة دون ان ينبس ببنت شفة...

غادر؟... وتركني هكذا؟... فقط؟

ألن يخبرني من هو؟ حقا؟ ... الأحمق... من هو على اي حال؟

هو ليس نفس الشخص الذي هاجمني في الحديقة.. هل يمكن ان يكون شريكه؟... لا.. واضح انهما ليسا من نفس الطبقة الاجتماعية

..  اذن... هل هو رئيسه؟ وأمره بأن يختطفني؟.. لكنه لا يعرف من اكون؟ مهلا.. لا علاقة له بمن هاجمني؟ من يكون اذن؟...

قاطع صوت افكاري دخوله وابتسامته تشق حلقه ثم جلس على الكرسي امامي وقال: حسنا... اهتممت بكل شيء... ستبقين هنا حتى تشفي

_ لكنك لم تخبرني من انت حتى الآن ...

_ لا اضن ان هناك حاجة لتعرفي من انا

_ ما قصدك بلا حاجة.. كيف تريد مني ان ابقى وانا لا اعرف من انت؟(قاطعته بغضب)

_ وكأن الأمر بيدك؟ (قال بهدوء ونبرة من السخرية)

_ تتكلم وكأن الامر بيد حضرتك ... كيف لي ان اثق بك؟.. ألست الشخص الذي اختطفني وأحضرني الى هنا؟ (اجبته صارخة)

_ صوتك لا يعلو فوق صوتي... احذرك (قال بنبرة حادة صارمة)

_نعم؟... بصفتك من؟(بسخرية)

_ قال بحدة بينما يقف: سيد هذا المنزل... ولا صوت يعلو فوق صوتي...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon