فصل 2

"إذا كان الأمر كذلك، فلا حاجة لي به."

تصلب وجه جايدن.

"لأنني لست مهتمًا بمنصب الإمبراطور."

"ماذا؟"

هذا غير معقول. إذا لم يكن يريد أن يصبح إمبراطورًا، كان عليه أن يتخلى عن حقه في تولي العرش منذ وقت طويل. أم ربما هو استسلم الآن؟

"هل يعني هذا أنك لا تفكر في الفوز، لأنها لعبة خاسرة على أي حال؟"

"لا. حتى لو أعطيتني منصب الإمبراطور، فلن أقبله."

قالها بحدة كما لو أن شكوكي أزعجته.

"لا أفهم. لماذا إذًا لم تتنازل عن حقك في تولي العرش حتى الآن؟"

لقد شهدت مرات عديدة في حياتي الماضية تعرضه للإيذاء من قبل إيفان لأنه كان له الحق في تولي العرش. لو كان قد تخلى عنه، لما عانى من هذه المعاملة في هذا القصر المنعزل. عندما نظرت إليه بنظرة على وجهي توحي أنني بحاجة إلى مزيد من التوضيح، تنهد.

"...لقد كنت مجرد ورقة لإبقاء فصيل الإمبراطورة تحت السيطرة."

"هل تقول إن حقك في الخلافة كان مجرد واجهة؟"

"نعم. إيفان سيبلغ سن الرشد قريبًا، لذلك كنت أفكر في التخلي عن حقي في الخلافة والانتقال إلى المنطقة الشمالية."

"المنطقة الشمالية؟"

المنطقة الشمالية محاطة بالجبال وهي بمثابة حصن لحماية الحدود، لكنها شديدة البرودة بسبب ارتفاعها الشاهق، مما يجعل الزراعة هناك صعبة، لذلك هي أيضًا مكانًا يعاني من نقص مزمن في الموارد الغذائية والسكان.

"لقد كان حلمي منذ فترة طويلة هو تحقيق الازدهار لهذه المنطقة. ولا أحتاج لمنصب الإمبراطور."

كانت عيناه صادقة جدًا بحيث لا يمكن أن تكون هذه أكاذيب. تملكني شعور بالعجز أمام تلك النظرة الثابتة والصادقة.

"إذا لم يكن لديكِ المزيد لتقوليه، فسيكون من الأفضل أن تغادري الآن. آنسة سيستين."

"...بك."

حسنًا، هذا ليس ما كنت أخطط لقوله ولكن.

"عفوا؟ ماذا قلتِ للتو...".

"أنا معجبة بك! لقد اختلقت الأعذار لأنني معجبة بك. كل ما أردته هو الزواج منك!"

كل شيء كان كذبة عدا رغبتي في الزواج منه، لكن الضمير يتلاشى أمام الموت. لم يقل شيئًا هذه المرة، ربما لأنه فقد القدرة على الكلام. بدلا من ذلك، ظل ينظر إليّ بنظرة مليئة بالازدراء.

لماذا ينظر إلي هكذا؟

"بالأمس، رأيتكِ تسيرين في الشارع ممسكة بيد الدوق ليميان..."

آها، هذا هو السبب إذن.

"لقد انفصلنا."

كلما استمر هذا أكثر، كلما كان علي أن أكون أكثر وقاحة. بكل برود، قلت له بشكل عرضي.

"لقد انفصلت عنه وأتيت إليك لخطبتك، هل في ذلك مشكلة؟ نحن قد انفصلنا على أي حال."

أنا الآن عزباء. أضفت هذا القول، ورفعت رأسي بفخر.

فضحك. نعم، إنه أمر سخيف. يستحق الضحك عليه.

حتى أنا أرى أن هذه القصة سخيفة للغاية. كانت هذه هي المرة الأولى التي نجري فيها أنا وهو محادثة طويلة كهذه. من الطبيعي ألا يصدق أحد اعترافًا مفاجئًا بمثل هذه الظروف.

"...ألا تضحك كثيرًا؟ لقد اعترفت لك، بعد كل شيء."

عندما لم يظهر أي علامات لتوقفه عن الضحك، عبّرت عن استيائي. بالكاد توقف جايدن عن الضحك، ومسح الدموع من عينيه.

"أعتذر. إنه الاعتراف الأكثر إضحاكًا الذي سمعته منذ فترة."

نظرت إليه بغيظ بينما كان يضحك بخفة، و زممت شفتي. سأل بعد أن فرك زاوية فمه التي تركت شبح ابتسامة على وجهه.

"والآن أخبريني، ما السبب الحقيقي وراء طلبكِ الزواج مني، آنسة سيستين، التي لم يكن بيني وبينكِ أي تواصل يُذكر؟"

اقترب مني بجدية. فشعرت أنه من الأفضل أن أكون صريحة بدلاً من محاولة خداعه.

"لأكون صادقة. إذا لم أتزوجك، فسيتوجب عليّ الزواج من الأمير إيفان، وهذا أسوأ من الموت بالنسبة لي. لذا، إذا كان علي أن أتزوج أحد أفراد العائلة الإمبراطورية، فأفضل أن أتزوجك، أمير جايدن."

إيفان كان الرجل الذي حاول قتلي في حياتي السابقة. لقد قام بتأطير عائلة سيستين بأدلة ملفقة. وقد تعاون مع الإمبراطورة لإلصاق تهمة الخيانة بنا، والإمبراطور كان يعلم وغض الطرف عن ذلك.

كان الأمير جايدن هو الوحيد الذي دافع عن براءتنا وادعى أن الأدلة ملفقة. ورغم أن شهادته لم تكن كافية لتغيير شيء، ما زلت أرغب في الزواج من شخص شريف وصادق مثله.

"سمعت أن إيفان سيقدم عرض زواج لكِ. ولكن إذا تزوجتِ من الدوق ليميان، سيتم حل ذلك ولن تكون هناك حاجة للزواج من أحد أفراد العائلة الإمبراطورية. فهو بالتأكيد لن يطلب من خطيبة الدوق أن تتزوجه، أليس كذلك؟"

"إذا لم أتزوج سموك، فسأموت."

أغلق فمه المبتسم في لحظة.

"على يد أخيك".

"...هذا بسبب ثروة عائلة الكونت سيستين، صحيح؟"

هذا هو السبب في أن الأشخاص الذين يتمتعون بسرعة البديهة جيدون.

أومأت برأسي.

"إذا لم أتزوج من العائلة الإمبراطورية، سيلفقون لي تهمة الخيانة. حتى لو كانت الأدلة تثبت براءتي، سيتم إعدامي بناءً على أدلة ملفقة بسهولة."

أعرف ذلك جيدًا لأنني عايشته.

أطلق جايدن تنهيدة طويلة. ثم قال.

"...إذا تزوجتِني، ستعانين."

"البقاء على قيد الحياة أفضل من الموت، مهما كان الوضع."

هززت كتفي وابتسمت له بلطف. في تلك اللحظة، تحولت أطراف أذنه إلى اللون الأحمر قليلاً، وهو ما وجدته لطيفاً نوعًا ما.

...❖ ❖ ❖...

هل أحببت جايدن؟

"الحب..."

تنهدتُ ببطء، وكأن الهواء يتسرب من داخلي. هل أحببت جايدن؟

"وكيف لا أحبه؟"

لقد كان لطيفًا، وسيمًا، طويل القامة... وكان يحبني كثيرًا.

"جوليا، تعالي هنا."

لقد كان هو الشخص الذي بقي بجانبي عندما كنت أواجه وقتًا عصيبًا.

"أنتِ تبكين كثيرًا، جوليا."

"إهئ، أنا! استنشاق. المسرحية كانت مؤثرة جدًا!"

"أعتقد أنني شخص سيئ."

سألته وأنا أمسح دموعي بمنديله.

"لماذا؟"

"لأنني أحب رؤيتكِ وأنتِ تبكين أيضًا. كيف يعقل أن يكون كل شيء فيكِ محبوبًا، جوليا؟"

لقد أحبني بكل جوانبي.

"أنتِ حامل."

في حياتي الماضية، عندما شعرت بالمرض وفحصني الطبيب، تلقيت خبرًا غير متوقعًا.

"حامل؟ لحظة، الآن... جايدن، هل تبكي؟"

عندما سمع جايدن الخبر، انهمرت دموعه، وعانقني بأذرع مرتجفة.

"أوه، جوليا. أنا سعيد للغاية. شكرًا لكِ لأنكِ جئتِ إليّ."

لقد بكى مثل طفل.

كيف لي ألا أحبه؟

لقد تزوجته وحملت بطفل منه. لفترة، كنا سعداء حقًا. عندما كان جايدن يبتسم، كنت أبتسم معه، وعندما أقبله على خده، كان يقبلني على شفتي. كانت أيامنا سعيدة، إلى درجة لا تُصدق.

لم يكن عليّ أن أؤمن بالسعادة.

في الشهر السابع من حملي، شعرت بآلام المخاض، وكانت ولادة صعبة. كان الألم لا يُحتمل لدرجة أنني مت لأني لم أستطع تحمله.

عندما فتحت عيني مرة أخرى، لو كان طفلي بجانبي... لا، لو كان حتى جايدن بجانبي، لم أكن لأشعر بهذا البؤس.

ولكن بعد وفاتي، عدت إلى كوني جوليا سيستين البالغة من العمر عشرين عامًا.

لا أذكر الكثير عن حياتي الثالثة.

"ما أتذكره هو..."

عندما ذهبت إلى القصر الإمبراطوري أصرخ فقط باسم جايدن بجنون.

"آنسة سيستين، ماذا تفعلين هنا؟"

عندما رأيته يعاملني كأنني غريبة.

'أنت لا تتذكرني.'

حينها أدركت أن حبنا وكل الذكريات التي بنيناها معًا أصبحوا بلا قيمة.

أتذكر كيف عدت إلى المنزل، وكم بكيت كثيرًا. وأنني لم أستطع حتى أن أحزن على فقدان طفلنا لأن جايدن لم يتذكرني. كان علي أن أتحمل الحزن وحدي.

لم تكن هناك نهاية لدائرة العودة تلك. كلما مت، عدت إلى عمري العشرين.

والآن هذه هي المرة الرابعة.

"لم أعد أتحمل ذلك. سأُنهي دوامة العودة اللعينة تلك مهما كان الثمن."

لكن ماذا علي أن أفعل لإنهاؤها؟

إذا فكرت في ما تشترك فيه حيواتي الثلاث السابقة، فالأمر الأول هو أنني مت. والثاني هو أن روكيا وديل انتهى بهما المطاف معًا.

'في الحياة الأولى كانا سيتزوجان كما حدث في القصة الأصلية. وفي الثانية أيضًا، انتهى بهما المطاف معًا.'

أصبح الاثنان حبيبان بعد فترة وجيزة من زواجي من جايدن.

"هل سمعتن ذلك؟ اصبح الدوق ليميان والأميرة روكيا احباء!"

"لا تذكري ذلك حتى. سبب هجر السيدة سيستين له هو أنه كان على علاقة غرامية مع الأميرة روكيا!"

حسنًا، بفضل هذه الشائعات السخيفة، كنت موضوع الحديث لفترة.

'ومع ذلك، أنا سعيدة لأن ديل وجد سعادته مع روكيا.'

كنت أشعر بالذنب لأنني انفصلت عن ديل بهذه القسوة، لكنني شعرت براحة كبيرة عندما تخطى الأمر بسرعة وبدأ بمواعدة البطلة.

القاسم المشترك بين هذه الحيوات هو أنني أموت، وروكيا وديل يصبحان معًا.

"أنا أموت. ثم روكيا وديل يتزوجان. ربما يكون هذان الأمران هما المفتاح."

ماذا لو كان هناك شيء مثل قوة تتحكم في هذه القصة، ويتم تفعيل هذه القوة عندما تتدفق القصة وفقًا للحبكة الأصلية؟

"إذا كان صحيحا أن العودة تحدث عندما يتداخل هذان الحدثان، فهناك طريقة واحدة فقط."

'تدمير القصة الأصلية بالكامل.'

إذا لم يجتمع بطل وبطلة الرواية معًا ويحصلون على نهاية سعيدة، فقد يفقد هذا العالم طريقه ويتم تدميره.

"سأضع حدًا لهذه العودة اللعينة الآن."

اتخذت قرارًا حازمًا ثم استدعيت لينا.

"لينا، أحتاج إلى أن أكون في أفضل مظاهري. يجب أن أكون جميلة ومبهرة قدر الإمكان."

بدت لينا مذهولة بعض الشيء من كلماتي.

"أسرعي، الدوق ينتظر."

"نعم، نعم!"

ارتديت فستانًا يبرز قوامي ووضعت مكياجًا أثقل من المعتاد. وقد تناسب المكياج الثقيل مع ملامح جوليا الجذابة. وقفت أمام المرآة ونظرت إلى نفسي.

مكياج ثقيل. فستان جريء يظهر جاذبيتي الجسدية.

'ماذا كان سيقول جايدن لو رآني الآن؟'

مرة أخرى، فكرت به بشكل تلقائي. لا. عودي إلى رشدكِ. كل ما يهم الآن هو الخروج من هذه الدوامة.

نظرت إلى نفسي بلا مبالاة في المرآة، ثم استدرت.

عندما نزلت إلى غرفة الاستقبال، استقبلني ديل بحفاوة.

"جوليا، تبدين جميلة جدًا اليوم."

"حقًا؟ لقد بذلت بعض الجهد. لدي طلب أريده منك."

بابتسامة بارعة وضعت يدي على كتفه. بدا متفاجئًا بعض الشيء، لكنه سرعان ما وضع يده فوق يدي.

"وما هو هذا الطلب؟ طلبكِ لشيء وأنتِ بهذا الجمال، يشعرني بالتوتر."

قبّلته على شفتيه برقة، ووضعت ذراعي حول رقبته. وعندما استندت على صدره بجسدي، اخترق صوت قلبه أذني. لكن على عكس قلبه المتسارع، كان قلبي ساكنًا.

"أريدك أن تبدأ تمردًا لأجلي."

دون أي تردد، قبل ديل خدي وقال.

"بالطبع، حبي. أنا على استعداد لفعل أي شيء من أجلكِ."

لقد وافق على طلبي بسهولة مربكة.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon