إنه ظلام غير مفسر.
جلست هاي-إن في زاوية المستشفى، على كرسي بلاستيكي صلب بدون مسند ظهر، تحدق في شاشة هاتفها بهدوء.
رصيدك 0 وون.
كان رصيد حسابها يظهر على الشاشة. كان لديها 30 مليون وون، لكنه سرعان ما أصبح 0 وون. لقد كان هذا المال مخصصًا للذهاب إلى الجامعة.
بمجرد أن بلغت العشرين، طلب منها والداها المال كما لو أنهما كانا ينتظران تلك اللحظة.
"يجب أن تحصلِ على وظيفة مثل أختكِ الكبرى وتجلبِ لنا نفقات المعيشة. لقد ربيناكِ حتى كبرتِ."
"لا، لا أريد ذلك. سأنفق المال الذي أكسبه على نفسي."
بعد ذلك، غادرت المنزل وعملت بجد لتوفير المال لمدة خمس سنوات. خلال تلك الفترة ادخرت 30 مليون وون وكانت تدرس خلال فترات الراحة. في عمر الخامسة والعشرون. قُبلت في إحدى الجامعات المرموقة في سيول، على الرغم من أنها لم تكن في القمة.
كانت تنتظر بفارغ الصبر يوم إلتحاقها بالجامعة، ولكن فجأة تلقت اتصالًا من أختها اليوم. أخبرتها أن والديهما تعرضا لحادث خطير، وأنه لا يوجد مال لدفع تكاليف الجراحة، وسألتها إن كان بإمكانها إقراضها بعض المال. بعد سماع صوت أختها المختنق بسبب محاولتها حبس دموعها. سألت هاي إن فورًا عن مكان المستشفى. استقلت سيارة أجرة بسرعة إلى هناك، وعندما وصلت، رأت ضوء غرفة العمليات مضاءً، حيث كان والداها يخضعان لجراحة طارئة. عندما رأت ذلك بعينيها، لم يكن أمامها سوى قبول هذا الواقع المرير.
'بالطبع، لا يمكن أن تتركني المصائب بسهولة.'
سواء كان ذلك سوء حظ أو حظًا سعيدًا، كانت تكلفة الجراحة تعادل تقريبًا كل ما جمعته من مال. أرسلت المال إلى أختها وعادت إلى المنزل. لقد كانت محطمة.
دينغ!
رن إشعار تطبيق الدردشة. لقد كان هو. الرجل المجهول الذي تعرفت عليه قبل شهر على تطبيق دردشة مجهول كانت تستخدمه لتمضية الوقت. خلال الشهر الماضي، تجاذبا أطراف الحديث، ضحكا وتحدثا في أمور تافهة.
كانت معظم الأحاديث عن أشياء يومية عشوائية، مثل ما تناولته، وأين ذهبت، وما إلى ذلك، ولكن في بعض الأحيان كانت تبوح ببعض مشاعرها الداخلية. في الأيام التي كانت تشعر فيها بأنها بحاجة إلى بعض العزاء، كان يستمع لها بصمت، ثم يكتب لها عبارة "لقد عملتِ بجد".
-ماذا تفعلين؟
سقطت دمعة عندما قرأت سؤاله. وكتبت وأرسلت الرد ممسكة الهاتف بيد واحدة.
-أريد أن أموت.
ثم انهمرت بالبكاء واضعة رأسها على ركبتيها. ظل الهاتف صامتًا لبعض الوقت، ثم جاء الرد عندما كانت قد بدأت تهدأ قليلا.
-هل تريدين حقًا أن تموتي؟
-نعم.
كتبت الرد بسرعة وأرسلته. وهذه المرة جاء الرد على الفور.
-إذن هل تريدين أن تجربِ ذلك؟ لتعرفي إن كنتِ ترغبين حقًا في الموت.
-كيف؟
بدلا من الرد، أرسل رابطًا. بدا مثل اختبار للاكتئاب. في اللحظة التي ضغطت فيها على الرابط دون تفكير، أصبح العالم مظلمًا فجأة.
كان كل ما أمام عينيها هو السواد القاتم.
...❖ ❖ ❖...
عندما فتحت عيني، كنت في هذا المكان. داخل عالم <كيف تنجو الأميرة>، الرواية التي استمتعت بقراءتها.
"هذا سخيف..."
كيف انتهى بي المطاف متجسدة في إحدى شخصيات الرواية؟ وتحديدًا داخل جسد جوليا سيستين، التي تم تأطيرها من قبل العائلة الإمبراطورية وإعدامها بتهمة الخيانة، في بداية الرواية!
"لماذا دخلت إلى الرواية؟"
قبل أن استيقظ هنا، أعني. بعد أن خرجت من المستشفى، أنا... .
'لا أتذكر شيء.'
لم أستطع تذكر أي شيء. أنا متأكدة من أنني أجريت محادثة مع شخص ما، ولكن... .
"أغ!"
شعرت بصداع حاد وكأن رأسي سينفجر. كلما حاولت تذكر ما حدث قبل التجسد، كان الألم يزداد، لذلك توقفت في النهاية عن التفكير.
"أولاً، علي الخروج من هذه الرواية. يجب أن أفكر بهدوء. كيف يمكنني العودة إلى المنزل؟"
إذا انحرفت القصة الأصلية ولو قليلاً، فقد لا أتمكن من العودة.
"إذن لنلتزم بالأحداث كما في الرواية تمامًا."
إذا تم إعدامي بتهمة الخيانة كما في القصة الأصلية، لربما أعود إلى حياتي الحقيقية وإلى كوني لي هاي إن عندما أفتح عيني من جديد.
تمسكت بهذا الأمل الضئيل، وتصرفت مثل جوليا في الرواية. خُطبت للبطل، ديل، وتعرضت للإتهام زورًا. بعد ذلك، كان كل شيء سلسًا. لقد جرني الاتهام الباطل المخطط له بسهولة إلى طاولة الإعدام. ثم قطعت الشفرة الحادة رقبتي.
ولكن عندما فتحت عيني مرة أخرى، كنت ما زلت في جسد جوليا سيستين البالغة من العمر 20 عامًا.
"لقد مت كما كتب في القصة الأصلية، فلماذا عدت؟"
بدأت أقضم ظفر إبهامي بتوتر. إذا اتبعت أحداث الرواية، فسأنتهي بالعودة إلى كوني جوليا مرة أخرى. ماذا يجب أن أفعل الآن؟
"أولاً عليّ البقاء على قيد الحياة."
إذا كان اتباع القصة الأصلية لا يفيد، فسأحاول هذه المرة النجاة بتجنبها.
"سأبحث عن طريقة للعودة بعد الحفاظ على حياتي. عدم الموت هو أهم شيء الآن."
في ذلك الوقت، عندما كنت غارقة في التفكير فيما يجب أن افعله أولاً للحفاظ على حياتي، سمعت صوت طرقتين.
"ادخل."
"آنستي، هل استيقظتِ؟ لقد وصل الدوق لوميان. سأساعدكِ في ارتداء ملابسكِ."
لقد كانت خادمتي لينا. سألتني مجددًا عن الفستان الذي سأرتديه بينما هي مشغولة بتحضير كل شيء.
'بعد التفكير في ذلك الآن، حدث نفس الشيء عندما تجسدت لأول مرة.'
تقرع لينا باب الغرفة مرتين، ثم تخبرني بأن ديل قد أتى وتساعدني في ارتداء ملابسي. بعد ذلك، نذهب أنا وهو إلى الحديقة للتنزه على ضفاف البحيرة. وهناك.
'سيعرض عليّ الزواج.'
إذا استمر الوضع على هذا النحو، فسأخطب لبطل الرواية. وبالتفكير أولاً في ضرورة تجنب القصة الأصلية، قلت لـ لينا على وجه السرعة.
"لينا، أخبريه أن يغادر اليوم."
"عفوا؟ هل تشعرين بتوعك؟"
"نعم. رأسي يؤلمني بشدة."
في الحقيقة، كانت الأفكار المعقدة تسبب لي صداعًا. وبالفعل، يبدو أن مظهري لم يكن جيدًا، حيث وافقت لينا على الفور. وغادرت الغرفة قائلة إنها ستعود بعد أن تبلغه بذلك.
"لقد ماتت جوليا لأنها خطبت لديل."
في الأصل، كانت العائلة الإمبراطورية تنوي تزويج الأمير إيفان لجوليا. لكن ديل أعلن خطوبته على جوليا، مما جعل خطتهم تخرج عن مسارها، لذا قاموا بتلفيق تهمة لها واستولوا على ممتلكاتها.
"في اليوم الذي خطبت جوليا لديل تخلت العائلة الإمبراطورية عن الاستيلاء على ممتلكات عائلة سيستين عن طريق الزواج السياسي."
لتجنب الموت، كان الزواج من العائلة الإمبراطورية هو الخيار الأكثر أمانًا. ولتحقيق ذلك، أولاً.
"يجب أن أترك ديل."
عليّ أن أصبح الحبيبة السابقة للبطل.
...❖ ❖ ❖...
"لننفصل."
سأل ديل مرة أخرى كما لو أنه سمع خطأ.
"عذرًا، جوليا، ماذا قلتِ؟"
"قلت دعنا ننفصل."
هز ديل رأسه مرتبكًا.
"لا أفهم. كنتِ مريضة صباح اليوم وأرسلتيني إلى المنزل، والآن تأتين إليّ فجأة وتقولين إننا يجب أن ننفصل؟"
حتى بالنسبة لي يبدو الأمر سخيفًا وغير منطقي.
شعرتُ بوخزة صغيرة، ولكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ أنا لستُ جوليا الحقيقية، ولا أحب ديل. بدلًا من القلق بشأن حزن البطل، علي أن أنقذ حياتي أولًا.
"لم يكن هذا قرارًا مفاجئًا. لقد فكرت في الأمر لفترة طويلة. ديل، لا أعتقد أننا متوافقان."
"ما الأمر، هل أحزنتكِ أو فعلت شيئًا أزعجكِ؟"
أمسك ديل ذراعي بلطف. عندما رأيت وجهه، اهتز قلبي.
'آه، بجدية. لماذا أنت جميل جدًا هكذا؟'
كان ديل جميلًا. صحيحٌ أن جوليا كانت جميلة أيضًا، لكن جمالها لا يمكن مقارنته بجمال ديل. بشعره الأشقر الذهبي المنسدل وعيناه التي تشبه السماء. ملامح وجهه المتناسقة بالكامل وحتى وجهه الصغير. لو لم يكن طول ديل يتجاوز الـ 180 سم، لكان من الصعب تصديق أنه ليس امرأة.
لا يوجد أحد في العالم لا يحب الجمال، وهذا يشملني.
'علاوة على ذلك، فإن البطل مخلصًا جدًا لجوليا.'
كم كان يحبها لدرجة أنه تمرد ضد القصر الإمبراطوري بعد موتها؟
'كان من الأفضل لو تمردت قبل أن أموت.'
وضعت افكاري الداخلية جانبًا وقلت له بشكل مباشر.
"دعنا نتوقف عن رؤية بعضنا. في الحقيقة، هناك شخص آخر أحبه."
غرقت عيون ديل بعمق. وبصوت غاضب لم أسمعه من قبل، سألني:
"شخص آخر؟ من هو؟"
بغض النظر عن مدى كونه جيدًا، فمن المستحيل أن يظل أحدًا هادئًا عندما يعلم أن شريكه يحب شخصًا آخر. كان ذلك طبيعيًا، لكن رد فعله هذه المرة كان مختلفًا عن ما رأيته في حياتي السابقة، مما جعلني أرتعش قليلًا. لقد انتبه لرد فعلي وعلى الفور هدأ وبدأ بلمس يدي بلطف.
"آسف. لم أقصد إخافتِك."
ومع ذلك، لم يستسلم وسأل مجددًا عمن يكون. رغم أنه كان يبتسم على عكس السابق، لكن ذلك جعلني أكثر خوفًا. ابتلعت ريقي وكذبت بكل هدوء.
"إنه الأمير جايدن."
"جايدن؟ ليس إيفان، بل جايدن؟"
بدا متفاجئًا. لماذا جايدن؟ كان ذلك مكتوبًا على وجهه.
رد فعله لم يكن غريبًا. جايدن هو الأمير الأول، ولكن لأن والدته كانت راقصة، فقد تم إستبعاده من خط خلافة العرش. لذلك، كانت حقيقة معروفة للجميع في الإمبراطورية أن إيفان، الأمير الثاني، هو ولي العهد التالي.
'بالإضافة إلى ذلك، لم يكن جايدن وجوليا قريبين حقًا.'
لقد كانوا يلتقون فقط في المآدب. كانوا يعرفون بعضهم، لكن العلاقة بينهم كانت سطحية مقتصرة على الترحيب فحسب.
"لأنه وسيم."
بغض النظر عن مكانته، جايدن كان أفضل من إيفان. طوله 190 سم تقريبًا، وله أكتاف قوية وعريضة وملامح حادة تشبه التماثيل المنحوتة. كان مثالًا للرجل الوسيم. إذا كان ديل يمتلك جاذبية ناعمة، فإن جايدن كان يمثل الجاذبية الوحشية.
"عندما يتعلق الأمر بالمظهر، فأنا لست أقل منه."
ديل استمر بالإلحاح، الأمر الذي جعلني أشعر بالتعب. صحيح أن ما أقوله قد يبدو قاسيًا، ولكن لا يوجد خيار آخر.
"أنا أحب الأشخاص الذين يتمتعون بالرجولة. لكنك، ديل..."
توقفت لوهلة ثم قلت.
"أنت جميل جدًا...".
"وهل تكرهين الجمال؟"
وقبل أن أدرك ذلك، كان ديل راكعًا أمامي وينظر إلي بأعين دامعة.
لا. أنا لا أكرهه. أنا أحبه جدًا. كنت على وشك أن أجيبه بذلك. لكنني لم أسمح لنفسي بأن انخدع بوجهه.
"أنت لا تجذبني كرجل."
ارتعشت عيون ديل. إن التخلص من شخص ما لأنه لا يبدو رجوليًا هو تصرف دنيء، ولكن لم تكن هناك طريقة أكثر ضمانًا من هذه لإنهاء الأمر. بعد ذلك، تركت ديل وحده في غرفة الاستقبال وغادرت.
لقد حان الوقت للذهاب إلى القصر الإمبراطوري.
...❖ ❖ ❖...
العربة التي كانت تتجه إلى القصر الإمبراطوري لم تتوجه إلى القصر الرئيسي الأول، بل إلى القصر الملحق الثالث. كان هذا القصر يقع في أركان القصر الإمبراطوري، وكان مقر إقامة الأمير جايدن.
"تحياتي لسمو الأمير الأول."
"مرحبًا بكِ، آنسة سيستين."
رغم زيارتي المفاجئة، رحب بي الأمير بأدب.
"لم أركِ منذ وقت طويل. أعتقد أن آخر مرة كانت في مأدبة عيد ميلاد روكيا، أليس كذلك؟"
"نعم. لقد مر وقت طويل، سمو الأمير."
بعد انتهاء التحيات الرسمية، ساد بيننا صمت محرج إلى حد ما.
'ربما زيارتي كانت مفاجئة للغاية.'
نظرًا لأن قمة عائلة سيستين التجارية كانت تورد البضائع بانتظام إلى العائلة الإمبراطورية، لم يكن من الصعب عليّ القدوم إلى القصر الإمبراطوري. ولكن، رغم زياراتي المتكررة، كانت هذه أول مرة ألتقي فيها جايدن بشكل شخصي.
'لم ألتقِ به سوى في المآدب.'
إذا جاءت إليه سيدة شابة مثلي كان يقابلها من حين لآخر فقط عرضت عليه فجأة الزواج، فهل سيظن أنني مجنونة؟
حاولت أن أبحث عن اللحظة المناسبة لأطرح موضوع الزواج بطريقة طبيعية. فتبادلنا الأحاديث عن الطقس وتبادلنا الثناء على حدائق القصر. ولكن بمجرد أن نفدت المواضيع التي يمكننا الحديث عنها، أظهر جايدن ما كان يضمره.
"هل لي أن أسأل لماذا جئتِ لرؤيتي اليوم؟"
"لدي شيء لأناقشه معك فيما يتعلق بالزواج."
"عذرًا؟"
بدا جايدن مندهشًا.
'بالطبع، سيكون مربكًا أن أطلب منه الزواج فجأة، أليس كذلك؟'
وبينما كنت أفكر في كيفية إغوائه، بدأ يتحدث مجددًا.
"هذه أول مرة أقدم فيها نصائح عن العلاقات العاطفية، ولكن إذا كنتِ تريدين الاعتماد عليّ، فسأبذل قصارى جهدي."
"عفوا؟"
لم أستطع منع نفسي من الضحك بصوت عالٍ. لقد أساء جايدن الفهم. كان معروفًا علنًا أن ديل وجوليا كانا على علاقة. لذا ظن أنني هنا لأطلب النصيحة بشأن الزواج من ديل.
بفضل جديته، تلاشى بعض التوتر الذي كنت أشعر به.
"الأمر ليس كذلك، سمو الأمير. لقد جئت إلى سموك لأعرض عليك اقتراحًا."
"اقتراحًا؟"
"نعم."
سمو الأمير.
"ما رأيك أن تتزوجني؟"
مددت يدي إلى الأمير المتفاجئ وقلت.
"سأجعلك إمبراطورًا."
فلنقم معًا بتغيير مجرى القصة الأصلية.
Comments