زنزانة!

...الجزء ٢ — ...

...━━━━━━━━━...

...اقتيدت آستر إلى زنزانة جديدة، أعمق، أكثر برودة وظلامًا، لا نافذة تكاد تخترق جدارها الحجري....

...الجدران كانت رطبة، الصوت يتردد فيها بطريقة تضاعف من صدى كل حركة، وكأن كل صوت يصبح صرخة، وكل صرخة تصبح وثبة من الألم....

...وضعت على الأرض، مقيدة القيود نفسها، لكنها هذه المرة كانت أقسى....

...آستر شعرت بالبرودة تخترق عظامها، والخوف يسكن كل جزء من جسدها، ومع ذلك لم تنحني، لم تخفض رأسها....

...عينها كانت تلمع بالغضب، وكل شعرة في جسدها تنتفض من العزيمة: “لن تُكسر إرادتي مهما حاول.”...

...في الخارج، كان فاليريوس يراقب من بعيد، متسلحًا بالهيبة التي لا تعرف الرحمة....

...كان يعرف أن كسرها لن يكون بالسيف ولا بالسجن… بل بالسيطرة النفسية الكاملة، بالإحساس بالعجز، بجعلها تدرك أن كل خطوة وكل فكرة مراقبة....

...اقترب قائد الحرس ماركوس، وهمس للإمبراطور:...

...> “مولاي… رغم خوفها… لا تزال تتحداكم بنظراتها.”...

...أومأ فاليريوس، بابتسامة باردة، كما لو كان يتحدث إلى قطعة حجرية لا حياة لها:...

...> “دع الخوف ينمو… دع العناد يتحول إلى شعور بالعجز… إنها لحظة الخضوع التي أريدها. كل كلمة، كل فكرة، سأجعلها ترى أنه لا مهرب.”...

...━━━━━━━━━━...

...آستر جلست في الزنزانة، رأسها منخفض قليلًا، ولكن عينيها كانت ثابتة، تشع بالغضب....

...تذكرت كل شيء: بيتها المهدّم، أصوات القتل، صراخ أمها، الصمت القاتل لوالدها… وكل دمٍ لم يُدفن بعد....

...كل ذلك كان يغلي بداخلها، يغذي كراهيتها للإمبراطور....

...ابتسمت ابتسامة حادة، حتى في الظلام، وهي تفكر:...

...> “إذا ظنّ أنّ الظلام يكسرني… فهو لا يعرفني.”...

...داخل الساحة، الإمبراطور يراقب الشعب والزنزانة في آن واحد....

...العيون التي تحدّق فيه تُظهر خوفًا واحترامًا متشابكًا… بعضهم يبكي على أحبائهم، وبعضهم يخفي وجوههم من العار والخزي، وقلوبهم محملة بالأسى لما فعله آباؤهم....

...فاليريوس يعرف أن هذه النظرات، كل واحدة منها، تعكس قوة سلطته… لكنه يشعر بشيء غريب تجاه الفتاة في الظلام: شيء لم يره من قبل، شيئًا يربكه جزئيًا لكنه لا يسمح له بالظهور....

...━━━━━━━━━━...

...مرت ساعات، آستر تحاول أن تتأقلم مع الظلام، كل خطوة صغيرة من الجنود أو صدى أي حركة في الزنزانة كان يزيد توترها، لكنه لم يفل من تصميمها....

...هي تعرف أن كل شعور بالخوف لن ينقذها… وأن كل محاولة للهرب أو التملّص ستكون مكلفة جدًا، ربما بحياتها....

...ثم سمع صوت الإمبراطور يقترب من الباب، ووقفت خلف باب الزنزانة، صوته القوي، الجامد، كل كلمة منه كأنها صخرة ثقيلة:...

...> “ستعيشين لتعرفي كل شيء… حتى تتمنّي الموت ألف مرة. كل حركة وكل فكرة… سأكون شاهده عليها.”...

...آستر شعرت بالرعب، نعم… لكنها في الوقت نفسه نما غضبها أكثر....

...هذه الهيبة القاسية، هذا الإحساس بالسيطرة الكاملة، لم يكسرها… بل زادها عنادًا، وحرّك رغبتها في الانتقام....

...> “لن تراني أركع أمامك… مهما حاولت.”...

...صمت الإمبراطور لبرهة، كأن كل كلمة تقولها تزيده تحديًا داخليًا، لكنه لم يظهر أي ضعف....

...ابتسامة صغيرة، باردة، كما لو كانت لعبته الخاصة مع الزمن، وقال:...

...> “سنرى من سينكسر أولًا… أنا أم أنتِ؟”...

...━━━━━━━━━━...

...في الخارج، الشعب يراقب الساحة، البعض يبكي على الأبرياء، والبعض يخفي وجوههم من الخزي، والبعض الآخر متوتر من قوة الإمبراطور....

...حتى الجنود يشعرون بثقل هذه السيطرة، وكل خطوة خاطئة قد تكلفهم حياتهم....

...الشعب كله يختلط بين الخوف والاحترام… كل نظرة إلى الإمبراطور تذكرهم بأن القوة المطلقة لا تُقهر، وأن أي تحدٍّ… مصيره الموت أو العذاب المستمر....

...أما آستر، فهي الآن تقف في الزنزانة، تفكر في كل لحظة من حياتها، وكل ألم عاشته… وكل رغبة في الانتقام تنمو مثل النار في قلبها....

...كانت تعرف أن الإمبراطور يريد كسرها… لكن كل محاولة كسره تزيدها صلابة، تزيدها تصميمًا، تزيدها حقدًا على رجل لم يعرف شيئًا عن ماضيها ولم يهتم له، رغم أنه سبب كل هذا الألم....

...━━━━━━━━━━...

...وفجأة، دقّ الحرس على الباب:...

...> “ يجب أن تبقى هنا تحت المراقبة الشديدة. أي حركة خاطئة… ستكلفك حياتك.”...

...آستر لم ترتجف… لكنها شعرت بوخزة في قلبها....

...كانت تعرف أن هذه اللعبة لن تنتهي اليوم، وأن كل يوم تحت سلطة الإمبراطور سيكون اختبارًا جديدًا لقوة إرادتها....

...لكنها وعدت نفسها بصمت:...

...> “سأعيش… وسأنتقم… مهما كانت الطرق، ومهما طال الزمن.”...

...في الخارج، الإمبراطور وقف على الساحة، يراقب الزنزانة، الشعب، كل شيء… كل شيء تحت قبضته، الهيبة القاسية على عرش السلطة، وقلبه يحاول فهم هذا العناد الذي لم يسبق له مثيل....

...شعور غريب، لم يعهده من قبل، بدأ يضغط على عقله… لكنه لا يسمح له بالظهور، لأنه الإمبراطور… وكل شيء تحت إرادته يجب أن يظل كذلك....

...━━━━━━━━━━...

...النهاية...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon