^^^مرت أيّام…^^^
^^^ولأول مرة منذ زمنٍ طويل، لم أستيقظ على بكاء داخلي.^^^
^^^آدم لم يتهرّب.^^^
^^^فتح الصندوق أمامي بعد يومين فقط، وكان فيه ما يشبه الاعتراف الطويل… أوراق كتبها كيفن بخطّ يده، رسائل لم تصل، وخوف لم يواجهه.^^^
^^^قرأت كل شيء،^^^
^^^وبكيت على كل حرف.^^^
^^^لكني لم أكرهه.^^^
^^^ولم أكره آدم.^^^
✨✨✨
^^^في مساءٍ ناعم، تحت سماء تميل للّون البرتقالي، خرجنا أنا وآدم لأول مرة خارج حدود الغموض.^^^
^^^جلسنا على مقعد خشبي في الحديقة، وكان الصمت بيننا دافئًا… كأننا لا نحتاج الكلام لنفهم.^^^
^^^قال لي وهو يراقب الغروب:^^^
^^^“أشعر أنني تأخرت كثيرًا في الوصول إليك.”^^^
^^^أجبته وأنا أبتسم بصدق:^^^
^^^“ولكنك وصلت.”^^^
^^^ضحكنا،^^^
^^^وكانت ضحكتي هذه المرة… من القلب.^^^
✨✨✨
^^^بدأنا نخرج كثيرًا.^^^
^^^كان يُريني الحياة من نافذته، وأنا أعلّمه كيف يزرع وردة في حديقة ذكرياتي.^^^
^^^ذهبت إلى الجامعة من جديد، كتبت روايتي، قرأت كتبًا كنت قد هجرتها، وبدأت أُحب شكلي حين أبتسم ^^^
^^^عدتُ إلى الحياة… لا وحيدة.^^^
✨✨✨
^^^في يوم ميلادي، جاءني آدم بوردة بيضاء وصندوق صغير.^^^
^^^فتحت الصندوق بخوف فتاة التي تعودت أن تفقد، ووجدت فيه عقدًا بسيطًا من الفضة محفور عليه:^^^
^^^“لأنكِ الحياة، بعد كل موت.”^^^
^^^بكيت.^^^
^^^وهذه المرة، لم يكن بكاء وجع.^^^
^^^بل امتنان. ^^^
^^^ظننت أنني وصلت…^^^
^^^أن الحياة قد صالحتني،^^^
^^^وأن الماضي صار مجرد صفحة مطويّة.^^^
✨✨✨
^^^وفي إحدى الليالي، كنت جالسة على شرفة غرفتي، أكتب في دفتر ملاحظاتي بعض الخواطر.^^^
^^^فجأة، رُميت عليّ ورقة صغيرة مطوية من النافذة المقابلة… تلك التي يسكن خلفها آدم.^^^
^^^فتحتها…^^^
^^^وكتِب فيها بخط يده:^^^
^^^“إذا كنتِ الآن تكتبين، فأنا أكتبك.”^^^
^^^أرسلت له ورقة ثانية:^^^
^^^“إن كنتَ تكتبني… فأخبرني، هل أحببتني بين السطور أم في البياض الذي يفصل بينها؟”^^^
^^^لحظات، ورُميت إليّ ورقة أخرى:^^^
^^^“أحببتك في كل ما لم يُكتب، وفي كل ما لم يُقال… وفيكِ فقط، وجدت نفسي قابلاً للقراءة.”^^^
^^^أخذت الورقة الأخيرة، واحتضنتها كأنها قلبه.^^^
^^^ولم أكتب شيئًا بعدها تلك الليلة.^^^
^^^لأن قلبي كتب كل شيء، دون أن أحتاج إلى حبر.^^^
^^^كنت أظنه فصلًا في روايتي،^^^
^^^لكنه صار الرواية نفسها.^^^
^^^ولأول مرة منذ أن بدأت هذه القصة، كتبتُ في مذكرتي:^^^
^^^“أنا لا أخاف من الغد… لأنني أراه في عينيه.”^^^
✨✨✨✨
...----------------...
..."نصف قلبي ونصف خيانة "✨...
^^^لم يكن هناك شيء مختلف في صباح ذلك اليوم…^^^
^^^ولا في كوب القهوة الذي أحضّرها آدم لها كما يفعل دائمًا.^^^
^^^لم يكن هناك ما يدعو للريبة. لا نبرة صوته، ولا حتى طريقته في التقبيل العابرة لجبهتها.^^^
^^^لكن أرينا شعرت بشيء…^^^
^^^ذلك “الشيء” الذي لا يُوصف بالكلمات، فقط يُشعر.^^^
^^^كما لو أن جزءًا صغيرًا في صدرها تمزّق دون أن تدري لماذا.^^^
^^^مرّ اليوم عادياً، أو كما أراد آدم أن يبدو عليه.^^^
^^^ضحك، وحديث عن خطط الأسبوع القادم، وقائمة تسوّق كان يُمليها عليها بصوته الذي تحبّه…^^^
^^^لكن عينيه، حين يلتفت، لم تعد تلمع بالدهشة نفسها.^^^
^^^وفي المساء، حين نظرت إلى جواله عن طريق الصدفة…^^^
^^^وجدت إشعار رسالة من رقم لا يحمل اسمًا.^^^
^^^فُتح الإشعار للحظة، كان فيه:^^^
^^^“سأراك الليلة.”^^^
^^^ابتلعت ريقها وهي تضع الهاتف جانبًا. لم تُظهر شيئًا.^^^
^^^بل ابتسمت له، وسألته إن كان يرغب بالعشاء.^^^
^^^هو نظر لها مطوّلًا، ثم هز رأسه دون اهتمام، وقال:^^^
^^^“لا، لستُ جائعًا.”^^^
✨✨✨
^^^في تلك الليلة، لم تستطع النوم.^^^
^^^جلست على طرف السرير، تُقلّب الأسئلة في رأسها، كأنها تنبش جُرحًا تحاول تجاهله منذ فترة.^^^
^^^“هل يمكن للحب أن يذبل بصمت؟”^^^
^^^“هل يمكن أن يخون شخص كان ذات يوم كل شيء؟”^^^
^^^“أم أني فقط… أتخيل؟”^^^
✨✨✨
^^^في الصباح، غادر آدم مبكرًا…^^^
^^^اِتصل لاِخبرها أن لديه عملًا، لكنه لم يُقبّلها، لم يُودّعها كما يفعل دائمًا.^^^
^^^في اللحظة التي أغلق فيها الباب، شعرت بالفراغ.^^^
^^^“ما الذي يحدث؟ هل هو يبتعد… أم أنا التي أصبحت قريبة من الحقيقة؟”^^^
^^^مشهد من اليوم التالي:^^^
^^^لين كانت تجلس معها في المقهى، تتحدث وتضحك كعادتها.^^^
^^^لكن أرينا كانت شاردة…^^^
^^^شاردة إلى حد أنها لم تنتبه عندما سألتها لين:^^^
^^^“أرينا… هل كل شيء بخير بينك وبين آدم؟”^^^
^^^رفعت رأسها فجأة، نظرت لصديقتها، ثم ابتسمت بضعف.^^^
^^^“لماذا تسألين؟”^^^
^^^لين تنهدت، ثم قالت:^^^
^^^“أشعر ان شي ناقص فيك… أنتِ ليست أنتِ مؤخرًا.”^^^
^^^صمتت أرينا قليلًا، ثم قالت:^^^
^^^“أحيانًا، أخاف أكون الوحيدة التي ما زالت تحب.”^^^
✨✨✨
^^^في تلك الليلة، عاد آدم متأخرًا.^^^
^^^كانت تنتظره على الأريكة، تنظر في الفراغ.^^^
^^^قالت بهدوء:^^^
^^^“آدم… تحبني؟”^^^
^^^رفع عينيه نحوها، وبدا عليه التردد للحظة.^^^
^^^ثم ابتسم، وقال:^^^
^^^“أكيد، أرينا… لماذا السؤال؟”^^^
^^^لكن قلبها لم يُصدّق.^^^
^^^كان صوته دافئًا… لكن نظرته كانت باردة.^^^
^^^حين دخل لغرفته، جلست على الأرض، تهمس لنفسها:^^^
^^^“هناك شيء خلف الستار… وقلبي يشعر أنه انكسر.”^^^
✨✨✨✨
...----------------...
Comments