الفصل 4- سيد الابعاد! الجزء 2

...> "أنا من صنع جميع البوابات..."...

...التفت "هان يو" نحوه، عيناه تلمعان بدهشة وحذر:...

...> "هل هذا... ممكن؟ أنت من يفتح البوابات التي ظهرت في العالم كلّه؟"...

...أومأ "دال" بهدوء، لا فخر فيه ولا ندم:...

...> "أجل."...

...زمّ "هان يو" شفتيه، وملامحه اشتدّت:...

...> "ولماذا تفعل هذا؟ هل تعلم كم شخصًا مات بسبب هذه البوابات؟"...

...فردّ سيّد الأبعاد، دون أن يفقد ابتسامته:...

...> "لم يُجبرهم أحد على الدخول....

...اختياراتهم... كانت حريّتهم."...

...ثم يضيف:...

...> "وصنّاع الأبواب... لا يسألون عمّن يعبرها. فقط يصنعون."...

...ينظر إلى "هان يو" بنظرة حادّة ويقول:...

...> "وأنت... من المفترض أن تكون ممتنًا لي."...

...> "ممتنّ؟!"...

...سأله بحدّة....

...ابتسم الشاب وقال:...

...> "أنت هربت من السجن... لأني فتحت لك الطريق."...

...ضحكت "إيريس"،...

...ضحكة ساخرة تنكأ الحقيقة:...

...> "أوه، حقًا؟ ومن أوهم الحراس؟"...

...قهقه "دال" كأنّ الأمر لعبة:...

...> "أوهامك جعلتهم يرونه بريئًا، وأنا... صنعت له المخرج."...

...نظرت إليه، ثم التفتت إلى "هان يو" وقالت ببرود:...

...> "تأخّرك في فتح الباب جعله مضروبًا، مطاردًا، ومُتّهمًا بالهرب... ألم تلاحظ الجروح على جسده؟ وعلى وجهه الوسيم؟"...

...ردّ "دال" ببرود مماثل:...

...> "لو سمحتِ لي بفتح البوابة داخل السجن، لوفّرتُ عليه كلّ ذلك العذاب."...

...صفعته على رأسه بخفّة، دون أن تفقد برودها:...

...> "لو فتحت بوابة في سجنٍ مليء بالمجرمين، لانهار المكان ومات مئات. هل هذا يناسبك؟"...

...توقّف "دال"، وعيناه شردتا للحظة، ثم همس كأنّه يُحاكم داخله:...

...> "إنهم مجرمون."...

...قالت "إيريس" بصوتٍ رزين:...

...> "ليس كلّهم. بعضهم... مثل هذا الفتى."...

...نظر كلاهما إلى "هان يو"، الذي وقف كأنّ الأرض تحت قدميه صارت زجاجًا هشًّا....

...قال ببطء:...

...> "ظننت أن الحراس قد جُنّوا... أطلقوا سراحي، ثم حاولوا إعادتي بالقوّة."...

...توقّف، كأنما يخشى أن يُكمل......

...> "الآن فقط أفهم... أنكم أنقذتماني. لكن... لماذا؟"...

...اقترب سيّد الأبعاد....

...مدّ يده، وفيها كريستالة رماديّة باهتة....

...تشعّ بضوءٍ خافت... كأنّها تتنفس، أو تنتظر....

...> "لأنها... اختارتك."...

...همس "هان يو":...

...> "اختارتني؟ لماذا؟"...

...أجابه:...

...> "لأنك... كُسرت بما يكفي....

...لأنك لست نقيًّا، ولا شريرًا بالكامل....

...لأنك... هشّ، وغامض، وغاضب."...

...ثم أضاف:...

...> "وهي لا تختار إلا من يشبهها، أو من يمكن أن يتحمّل قوّتها."...

...نظر "هان يو" إلى الكريستالة......

...وشعر للمرة الأولى أن شيئًا ما يريده....

...فكّر في القوّة... وما قد تفعله به....

...ثم رفع رأسه بعزم:...

...> "حسنًا، سأخذها."...

...وتردّد، ثم سأل بصوتٍ خافت:...

...> "ماذا سيحدث لو لم أستطع تحمّلها؟"...

...قال "دال" ببساطة تُشبه الحقيقة المجرّدة:...

...> "ستتحطّم. وربما... أنت أيضًا."...

...سكت الكل....

...حتى "إيريس"، التي لم تُبدِ أيّ انفعال، قالت أخيرًا بصوتٍ بارد:...

...> "وماذا لو تحطّم؟ ليس كما ظننّا؟"...

...لم يُجب "دال" فورًا....

...نظر بعيدًا، كأنّ الجواب محفور في زمنٍ قديم:...

...> "علينا أن نثق بكلام القائد..."...

...تنهّد "هان يو"، ثم شدّ قبضته، خطا خطوة إلى الأمام،...

...وعيناه لا تحملان تردّدًا... بل تصميمًا باردًا كجمرٍ تحت رماد....

...> "سأفعلها."...

...سحب "دال" الكريستالة من بين يديه، وهمّ بوضعها على جبينه. لكن في اللحظة التي كادت تلامس رأسه، ضرب "هان يو" يده بسرعة ليُبعدها....

...تراجع "دال" بدهشة، وحدّق في "هان يو" قائلاً باستغراب:...

...> "ما الذي تفعله؟"...

...رد "هان يو" بنبرة دفاعية:...

...> "بل ما الذي تفعله أنت؟!"...

...ضحك "دال" ضحكة قصيرة، وقال بسخرية خفيفة:...

...> "ألا تعلم أن الكريستالة توضع على الجبين؟ هذا أمر يعرفه أغلب الناس."...

...أخفض "هان يو" رأسه، وقد بدا عليه الارتباك، ثم تمتم:...

...> "لم... لم أدخل بوابة من قبل... فلم أكن أعلم."...

...كتم "دال" ضحكته بصعوبة، وارتسمت على وجهه ابتسامة مشاكسة، ثم قال بثقة:...

...> "دعني أُريك."...

...ومدّ يده بهدوء إلى جبينه، ووضع الكريستالة هناك....

...---...

...في لحظة......

...اخترق الضوء الرمادي جمجمته....

...صرخة شرخت الهواء:...

...> "آآآغغغ...؟!"...

...الكريستالة لم تدخل... بل انغرست كإبرة من عالمٍ آخر....

...كأنّها تحفر داخله، تسحب منه شيئًا لم يكن يعرف بوجوده....

...ألمه لم يكن جسديًّا فقط... بل أعمق....

...روحه كانت تُضغط، تُفكّك، تُعجن من جديد....

...انهار أرضًا، جسده يتشنّج،...

...عيناه تدمعان بلا دموع....

...صرخت "إيريس"، وقد شحب وجهها:...

...> "إنه... يتفكك..."...

...للمرة الأولى... خفَت ضوء الثقة في عيني "دال"....

...لكن بعد دقائق ثقيلة... خمد الألم....

...وسكن الجسد....

..."هان يو" نهض، وجهه خالٍ من الملامح... عيناه رماديّتان، باردتان....

...تمتم:...

...> "أنا... أشعر بالانتعاش."...

...ثم أضاف:...

..."لكنني لا أشعر بشيء."...

...ابتسم "دال"، وأومأ برأسه، كأنما يُحيّي مصيرًا اختار طريقه:...

...> "كما توقّعت... أنت المختار."...

...سقط "هان يو" على الأرض مجددًا، وعيناه مفتوحتان، بينما الألم لا يزال يحاصر جسده....

...اقترب "دال"، وأخرج من عباءته شيئًا صغيرًا وشفافًا، يُشبه قرصًا بلوريًا ينبض بخفة، كأن داخله قطرة ضوء عالقة....

...انحنى، ووضعه برفق فوق عين "هان يو" اليسرى....

...> "هدية بسيطة... سترى بها ما لا يراه الآخرون."...

...رمش "هان يو" بحيرة، وكأن عينيه تسألان:...

..."ما هذا؟"...

...ابتسم "دال" بهدوء، وقال:...

...> "ستعرف كيف تستخدمها لاحقًا."...

...ثم وقف، والتفت نحو "إيريس"، وقال:...

...> "انتهى دورنا هنا. المرحلة التالية... لم تعد بأيدينا."...

...نظرت "إيريس" إلى "هان يو" للحظة، وكأنها كانت على وشك أن تتكلم، لكن شفتيها بقيتا مغلقتين... كأن الصمت نفسه كان يحمل الجواب....

...في تلك اللحظة، بدأت عين "هان يو" ترفّ ببطء، رمشةً تلو الأخرى، حتى أُغلقت تمامًا....

...ثم لم يرَ شيئًا... سوى الظلام....

...[يتبع...]...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon