العشق الملطخ بالشر ...!

(بيل تجلس على السرير، عيناها متورمتان من البكاء. تحاول أن تُمسك بهاتفها، لكنها لا تملك الشجاعة للاتصال بأحد. تصمت… حتى يُفتح الباب ببطء.)

(جاك يدخل، يرتدي سترة سوداء طويلة، قفاز جلدي في يده، وصوت خطواته يملأ الغرفة توتّرًا.)

جاك (بصوت خافت، دافئ مخيف):

"حوريتي… هل تجهزتِ للذهاب إلى منزلكِ الجديد؟"

(تنتفض بيل واقفة، تتراجع خطوتين للخلف كأنها رأت شبحًا.)

بيل (بصوت حاد، دموعها تتلألأ):

"لا تقترب مني!

أنت… أنت مجرم!

أنا لا أريد رؤيتك!

لن أذهب معك لأي مكان!"

(صوت جاك يتغير… ينخفض، لكنه يفور بالغضب المتكتم. يضيق عينيه ويتقدم خطوة واحدة، فقط واحدة، لكنها تُسكت الهواء حولها.)

جاك (ببطء، بنبرة ثقيلة):

"لقد أخبرتكِ...

سأُـتـوّجكِ زوجتي…

سواء رضيتِ… أم صرختِ حتى يذوب صوتكِ."

(تشهق بيل، تحاول الهروب، لكنه يسبقها بخطوتين، يمسك بذراعها بقوة لكنها ليست مؤلمة بعد. يقترب منها… ويضمها إلى صدره.)

جاك (يهمس في أذنها، بصوت لا يُحتمل):

"أنتِ… ملاذي الوحيد في هذا الجحيم.

أنتِ نوري في حياتي المعتمة.

لا تجبريني… لا تجبريني على إيذائكِ، يا كستنائيتي الجميلة."

(بيل تبدأ بالبكاء، تضرب على صدره بضعف، تحاول الانفلات لكن ذراعيه لا تتزحزح. يضمها بقوة، رأسها على كتفه، تصرخ وهي تبكي.)

بيل (بصوت مخنوق):

"أنت مجنون!

لقد جننت تمامًا!

أتركني!

أنا لا أحبك!

لا أحبك!!"

(يرتجف جسد جاك… لكنه يبتسم. تلك الابتسامة التي لا توحي سوى بالخطر. ثم يرفع رأسها بين يديه، ينظر في عينيها مباشرة. يقترب… أقرب… كأن العالم كله في المسافة بين أنفاسهما.)

جاك (بصوت مخيف الثبات، لا وميض تردد فيه):

"لكنكِ…

أنتِ لي."

(تبكي بيل بصوت مكتوم، تحاول أن تزيح يده عن وجهها، لكنه لا يتركها. كأن الزمن توقف، كأن كل الكون اختصر في تلك اللحظة بينها وبين شيطان عشقها.)

(صوت المطر يعلو خارج النافذة، تتسارع أنفاس بيل، بينما يهمس جاك مجددًا في أذنها):

جاك:

"سأبني لكِ قصراً… وأسجنكِ داخله،

ولن تهربي…

لأنكِ رغم كل كرهكِ…

لازلتِ هنا."

(يتركها فجأة، فتسقط على ركبتيها تبكي، وهو يحدق بها كملك قد نال فريسته. يدير ظهره ببطء… يذهب نحو الباب.)

(قبل أن يخرج، ينظر للخلف، وعيناه مليئة بظلال لا تُقرأ):

جاك:

"سأعود خلال ساعة… إما أن تكوني جاهزة، أو… لا تتفاجئي إن اختفى كل من تحبين من هذا الكوكب."

(يغلق الباب خلفه… وتغرق بيل في بكائها، قلبها يرتجف، وكلماتها تُهمس لنفسها):

بيل (همس مخنوق):

"هو يقول أنا له…

وأنا؟

أنا... سجينة بداخله

بعد ساعه .........

(تجلس بيل في المقعد المجاور لجاك، ذراعاها مضمومتان حول صدرها كطفلة تائهة. تنظر من نافذة السيارة، لكن انعكاس وجهها في الزجاج لا يعكس إلا الخوف… والانكسار.)

(جاك يقود بهدوء… غير مستعجل. يده اليسرى تمسك عجلة القيادة بإحكام، أما اليمنى… فتشعل سيجارته المفضلة ببطء مُرعب. يسحب نفسًا عميقًا منها، يزفره بهدوء كأن الزمن ملكه وحده.)

بيل (بصوت متكسر، بالكاد مسموع):

"إلى أين تأخذني؟"

(لا يرد… فقط يبتسم. تلك الابتسامة الباردة التي لا تُبشر إلا بالجنون. يرفع عينيه نحوها، ثم يعيد نظره للطريق.)

جاك (بنبرة رخوة، ساخرة):

"قلتُ لكِ سابقًا… إلى منزلكِ الجديد.

بيتنا.

قلعتكِ في قلبي… أو سجنكِ، لا فرق."

(تلتفت بيل نحوه ببطء، تنظر في عينيه… فلا تجد سوى الظلام. تتنفس بصعوبة، صوت قلبها يكاد يملأ السيارة.)

بيل (بصوت يرتجف):

"أنت لا تملك الحق… لا تملكني، ولا حتى طفلي الذي قتلته."

(يتوقف جاك فجأة. ضغط المكابح جعل السيارة تتمايل بقوة، وبيل تتشبث بالمقعد.)

(يلتفت نحوها، ببطء شديد… يزيل السيجارة من فمه، ويضعها في منفضة بجانبه. يقترب منها — يقترب جدًا.)

جاك (بصوت هامس لكن قاتل):

"أنا… أملككِ.

أملك كل شيء فيكِ: نظراتكِ، دموعكِ، حتى هذا الجنين الذي تجرأتِ على التخلص منه… كان لي."

(تبكي بيل، تميل بوجهها بعيدًا عنه، فتسقط خصلة من شعرها الكستنائي على خدها. تمد يده… نعم، يده الباردة تلك… وبلطف لا يُصدق، يرفع الخصلة ويعيدها خلف أذنها.)

(تتجمد بيل… لم تكن تتوقع تلك اللمسة، لكنها لم تشعر بها إلا كصفعة باردة من الرعب.)

جاك (بصوت ناعم، ناعم أكثر مما يُحتمل):

"هذا اللون… أعشق هذا اللون في شعركِ.

يشبه رماد قلبي بعد احتراقه من أجلكِ."

بيل (تبكي، ترتعش، تهمس):

"أنت مجنون… مريض… لو كنت تحبني، لما دمرتني."

(يضحك جاك، ضحكة منخفضة، خطيرة. يُشعل سيجارته من جديد ويعود للقيادة، كما لو أن شيئًا لم يحدث.)

جاك (بهدوء):

"الحب؟

لا أمارسه كما يفعل الآخرون.

أنا لا أُهدي زهورًا… بل أبني عالماً لا تخرجين منه.

أُسقطكِ من قمتكِ، لألتقطكِ بيدي.

هذا هو حبي… بيل."

(تصمت بيل، ترتجف أكثر، وتبدأ دموعها بالانهمار بصمت. تحاول فتح باب السيارة لكنه مقفول إلكترونيًا. تحاول بعينيها الهروب لكن الطريق مظلم… لا خروج.)

بيل (بصوت يائس):

"أكرهك…

أقسم أنني أكرهك."

(جاك يبتسم… ثم يلتفت نحوها لثانية، ينفث دخان سيجارته ويهمس وكأنه يُغني):

جاك:

"أنتِ تكذبين،

لأن الكراهية تحتاج شجاعة…

وأنتِ… لازلتِ ترتجفين فقط حين أنظر إليكِ."

(صمت…)

(السيارة تنعطف ببطء إلى طريق ترابي مظلم تحيط به أشجار عالية… ثم تُطل القلعة – قصر جاك – من بين الضباب، يشبه قلعة دراكولا.)

(ترتفع الموسيقى قليلاً… لحن تركي حزين يختلط بصوت المطر الذي بدأ ينهمر مجددًا. جاك ينظر إلى القصر ثم يهمس):

جاك:

"مرحبًا بكِ في قفصكِ الذهبي…

يا كستنائيتي."

(تتوقف السيارة الفاخرة ذات النوافذ السوداء أمام القصر. رجال جاك – ببدلاتهم السوداء ونظاراتهم الداكنة – يصطفّون على الجانبين باحترام شبه عسكري، رؤوسهم تنحني، والهدوء مطبق كأن الجميع يخافون حتى أنفاسهم.)

(يترجّل جاك من السيارة أولاً، ثم يفتح الباب لبيل. لكنها لا تتحرك. يمدّ يده نحوها، لا يساعدها… بل يأمرها.)

جاك (بصوت ناعم وخطير):

"هيا، لا أريد أن أبدو كمن اختطف أميرة. بل كمن استعادها."

(بيل تضع قدمها على الأرض الباردة، خطواتها صغيرة، بطيئة. تمشي بجانبه كأنها تسير في جنازتها. تهمس في سرها: “يا إلهي… ماذا فعلت؟”)

(يصعدان درجات القصر، خطوات جاك واثقة، أما بيل فتتعثّر بخوف. عيناها تتحركان بسرعة نحو الوجوه الجامدة من حولها — رجال المافيا ينظرون لها بدهشة… ولجاك برهبة. أحدهم يهمس للآخر: "هذه هي؟" والآخر يومئ دون أن ينبس بكلمة.)

(يصعد بها جاك إلى الطابق العلوي، الممر طويل، الجدران مزينة بلوحات سوداء وذهبية، وسجاد أحمر فاخر. ثم يتوقف جاك أمام باب ضخم من خشب الجوز الفاخر، يفتحه ببطء…)

جاك (بصوت أجش مغمور بالعاطفة):

"ادخلي إلى الغرفة… يا حوريّتي."

(بيل تتردد، تنظر إليه، ثم تدخل كأنها عصفور يُساق إلى قفص من حرير. الغرفة… فاخرة، جدرانها مطلية بظلال العقيق والنبيذي، سرير ضخم تحيطه ستائر شفافة، مدفأة مشتعلة تضيف دفئًا مخيفًا.)

(بيل تقف مكانها، لا تعرف إلى أين تتجه. فجأة… يُغلق جاك الباب خلفها بإحكام. الصوت يُشبه قفلًا لا يُفتح.)

بيل (بصوت مرتجف، تكاد تبتلع كلماتها):

"هل… ستبيت هنا؟"

(جاك يضحك. ضحكته ليست عالية… لكنها كافية لتسقط بيل من الداخل.)

جاك (ببرود ناعم):

"وهل نسيتِ؟ نحن متزوجان، أليس كذلك؟

أنتِ امرأتي، وهذه غرفتكِ… وغرفتي."

(تجلس بيل على طرف السرير، تنظر إلى الأرض، يداها ترتجفان. أما هو… فيتحرك نحو الخزانة ببطء. يمدّ يده إلى أزرار قميصه… ويبدأ في فكها، زرًا… زرًا.)

(تنظر بيل نحوه رغماً عنها… عيناها لا تستطيعان الهروب. صدره المكشوف يكشف عضلات مشدودة مرسومة بإتقان، وعلى كتفه وشم على شكل تنين أسود ملتف حول سيف، وتحت عظمة الترقوة… كتابة باللاتينية: "Amor vel Mors" – الحب أو الموت.)

جاك (وهو يخلع القميص تمامًا، يقذفه على الكرسي الجانبي، ثم يلتفت إليها):

"هل يُخيفكِ جسدي؟

أم تخيفكِ الحقيقة التي لا ترغبين بالاعتراف بها؟"

بيل (بهمس متقطع):

"أنا… أكرهك."

(يقترب منها… خطوة بخطوة… عيناه لا تتركانها. تجفل، لكن لا تهرب.)

جاك:

"ربما…

لكن جسدكِ لا يكذب.

نظراتكِ لا تكذب.

دقات قلبكِ الآن… لا تكذب."

(يجلس أمامها… لا يلمسها. فقط ينظر، نظرة رجل يقرأ امرأة يعرفها أكثر مما تعرف هي نفسها.)

جاك (بصوت مبحوح):

"أنتِ لا تفهمين…

أنا لم أعش يوماً عادياً.

أنا ولدتُ في الظلام، وتربيت في النار.

لكنكِ…

أنتِ أول شيء شعرت معه أنني حي."

بيل (تغمض عينيها، دمعة تسقط):

"أنا لست ملاكك… لست خلاصك… فقط دعني أذهب."

جاك (ببطء، يهمس وهو يقترب منها):

"إن ذهبتِ… سأموت.

وإن بقيتِ… سأحيا لأجلكِ.

فاختاري، بيل…

موتي؟

أم عذابي بكِ؟"...........

(تصدر ساعة الحائط دقات ناعمة… السادسة صباحًا.

الشمس ما زالت تتثاءب خلف ستائر القصر… فيما الغرفة تنبض بدفء غريب، ممزوج بنبضات قلبين لا يرتاحان.)

(بيل تستيقظ ببطء… تحرك رمشها أولًا، ثم جفنها، ثم تفتح عينيها بتثاقل.

ولوهلة… لم تفهم أين هي.)

(ثم… تشعر به.

ذراع قوية تحيط بخصرها، جسد دافئ خلفها، أنفاس هادئة تلامس عنقها.

جاك… كان نائمًا بجانبها، وقد سحبها إليه كأنها وسادته… أو جزءٌ منه.)

(تتسع عينا بيل في رعب، قلبها يتسارع، وتحاول ألا تتحرك. لكنها ببطء تعتدل في مكانها، تتأكد أنه ما زال نائمًا، فتجلس على السرير بهدوء شديد.

تنظر إليه… ثم تتنهد.)

بيل (تهمس وهي تنظر إلى وجهه الوسيم):

"يا إلهي… حتى وهو نائم يبدو كشيطان متخفي في جسد ملاك…"

(تتردد… ثم ترفع يدها ببطء، تمدها إلى شعره الفوضوي الأشقر، تبدأ بتمرير أصابعها فيه ذهابًا وإيابًا.

شعره ناعم، دافئ، وكأنها تلمس لهبًا بارداً.)

بيل (بهمس غاضب، تكاد تبكي):

"أتمنى لو أستطيع… نزع كل شعرة من رأسك…

شعرة بشعرة…

لأنتقم من كل لحظة جعلتني فيها أشعر أنني ملكك."

(تكتم أنفاسها… تكاد تقطع خصلاته بأظافرها، لكن فجأة…

يتحرك جاك.)

(عيناه تفتحان ببطء، نصف نائمة، لكن حواسه تعمل بدقة قاتلة.

قبل أن تسحب بيل يدها… يمسكها بقوة، فجأة، كأن فخًا انغلق على معصمها.)

جاك (بصوت نائم، أجش، لكن واضح):

"ضعي يدكِ مجددًا على شعري…

أو أقسم أنني سأقطعها."

(تتجمد بيل. فمه قريب من أذنها… أنفاسه ساخنة، كلماته تمزق السكون مثل سكين.)

بيل (بصوت مرتعش):

"أنت كنت مستيقظًا؟"

جاك (يغمض عينيه مجددًا):

"منذ أول لمسة… أعرف يديكِ، أعرف نيتكِ…

حتى لو خبأتها بين أنفاسكِ."

(يحرك رأسه قليلاً، يفتح عينه اليمنى فقط، ينظر لها كذئب يتلذذ بلعبة القط والفأر.)

جاك:

"هل كنتِ ستنتقمين؟

أم كنتِ تتمنين لو تذوبين بين ذراعيّ وتنسين كل شيء؟"

بيل (تشعر بدموعها تخونها، تنظر للأسفل):

"لا… لا أشعر بشيء."

جاك (يبتسم ابتسامة نصفها حزن ونصفها شر):

"كاذبة.

لا أحد يلمس شعري بتلك الطريقة إن لم يكن…

إمّا عاشقًا…

أو محطمًا."

(يسحبها نحوه ببطء، يعيدها إلى الفراش، يضع يدها مجددًا في شعره.)

جاك (يهمس هذه المرة بصوت حقيقي، ليس تهديدًا… بل شيء آخر):

"ابقي… فقط دقيقة.

لا أفكر كزعيم.

لا أتصرف كوحش.

فقط كنّا أنا وأنتِ… قبل أن نحترق."

(بيل تجف دموعها قبل أن تسقط.

قلبها يتألم، عقلها يتمرد… لكنها لا تتحرك.

تبقى.)

(يمرّ لحظات صمت… ثم تسمع صوت أنفاسه تهدأ.

ربما عاد للنوم…

أو يتظاهر بذلك.)

(تغلق بيل عينيها…

وتهمس لنفسها بصوت لا يسمعه أحد، إلا هي وربما… قلب جاك النائم):

بيل:

"كيف تحوّلت من جلادي… إلى وطني؟"

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon