The Forgotten Princess of the Violet Shadows
الفصل الخامس:
بوابات القصر فُتحت على مصراعيها...
صوت حوافر الخيل ووقع خطوات الحرس كأنها تعلن وصول شيء استثنائي.
كان الليل قد بدأ يسدل ستائره، حين ترجل الدوق من حصانه الأسود الفاخر، حاملاً بين ذراعيه جسدًا صغيرًا مغمى عليه.
ثوبه الطويل تمايل خلفه، وخصلات شعره تلتمع تحت أضواء المشاعل.
الخدم والحراس اصطفّوا عند المدخل، وكل منهم يحمل ذات النظرة:
دهشة... ثم صمت.
كانت الطفلة بين ذراعيه شاحبة، متسخة، ترتجف، ومع هذا... كان يحملها وكأنها شيء ثمين.
– "أين مدبرة شؤون القصر؟"
قالها بصوت منخفض لكنه نافذ، فتقدمت امرأة بعمر الأربعين، توجّهت نحوه بانحناءة سريعة.
– "حضرتك الدوق…"
– "حضري غرفة العلاج. فورًا. وأخبري الطبيب أن يأتي دون تأخير."
قالها دون أن ينظر لأحد، ومشى داخلاً كأنه لا يرى من حوله.
انطلقت مدبرة القصر تركض وهي تصرخ بالأوامر للخدم.
أما هو، فدخل إلى جناح جانبي من القصر، حيث أعدّت إحدى الغرف الفاخرة المخصصة للضيوف.
كان كل شيء هناك نظيفًا، دافئًا، مضاءً بشموع طويلة على جدران من الرخام الرمادي.
وضع الطفلة برفق على السرير، ثم وقف بجانبها… يراقبها بصمت.
أنفاسها لا تزال ضعيفة، ووجنتاها محمرّتان من الحمى.
دخلت المدبرة بهدوء بعد دقائق، وانحنت بانضباط:
– "سيدي…"
– "إن احتاجت شيئًا، فليحضروه فورًا."
قالها وغادر الغرفة، تاركًا المدبرة والخدم يتولون المهمة.
في ممرات القصر، بدأت الهمسات:
– "من هذه الطفلة؟"
– "ألا تظنون أن منظرها… فقير؟ مشردة تقريبًا!"
– "ومع هذا حملها بنفسه… لم يفعل ذلك لأحد من قبل."
– "ربما وجدها في الغابة… لكن لماذا يهتم بها؟"
همسات، وأسئلة، وعيون لا تفهم ما حدث، ولا تجرؤ على طرح السؤال بصوتٍ مسموع أمام الدوق.
لكن في قلوبهم...
أمرٌ ما تغيّر في هذا القصر الليلة.
في داخل الغرفة، كانت إلينا مستلقية بهدوء...
بشرتها بدأت تستعيد لونها، وجسدها الدافئ الآن مغطّى بأغطية ناعمة، لم تشعر بها يومًا.
وبينما يواصل الطبيب علاجه…
فتحت إلينا عينيها ببطء، وعيناها تلمعان تحت ضوء الشموع.
– "أين… أنا؟"
همست بصوت ضعيف، لكن أحدًا لم يرد…
...
The Forgotten Princess of the Violet Shadows
الفصل السادس:
– "أين... أنا؟"
همست الطفلة وهي تحدّق بالسقف المزخرف، عيناها الزرقاوان تومضان تحت الضوء الخافت للشموع، وصوتها بالكاد يُسمع.
المدبرة كانت قد انتهت لتوّه من لف ضماداتها، فتنهّدت وهي تحدّث الخادمات بصوت منخفض:
– "جسدها متعب... هزيل. يبدو أنها بقيت لأيام دون طعام دافئ. الحمى بدأت تهدأ، لكنها تحتاج للراحة والغذاء."
أومأت إحدى الخادمات برأسها، ثم اقتربت من السرير وقالت بلطف وهي ترتب الغطاء حولها:
– "لا تقلقي يا صغيرة، أنتِ في مكان آمن الآن... لا حاجة لأن تنهضي."
لكن إلينا كانت ما تزال تنظر إليهم جميعًا بخوف...
عيناها لا تغفلان أي حركة، ونَفَسها ضحل، مرتبك.
ومع مغادرة الجميع الغرفة، بقيت وحيدة...
صوت الريح الباردة بالخارج يلامس زجاج النوافذ، بينما تنظر إلى السقف بتنهيدة مرتجفة.
"هل هذه... حياة جديدة حقًا؟"
همست في نفسها،
"هل رحمني الله حقًا... أم أن هذا مجرد حلم آخر؟ حلم سينكسر حين أفتح عيني مجددًا؟"
رفعت يدها الصغيرة نحو الضوء، كأنها تتحقق من وجودها.
كانت أصابعها مرتجفة، جلدها ما زال باردًا رغم دفء الغرفة.
وفجأة...
طَرق خفيف... ثم فُتح الباب.
دخل رجل طويل، بثوب أسود أنيق، وخلفه خادمتان تحملان صينية طعام وملابس دافئة.
عيناه وقعتا على الطفلة فورًا...
وحين التقت نظراتهما، اتسعت عينا إلينا بخوفٍ عميق.
اعتدلت قليلاً، حاولت الانسحاب في السرير، وهمست بارتباك: – "آسفة... آسفة... لم أقصد شيئًا، أقسم أنني فقط... فقط كنت نائمة... لا تؤذِني..."
ارتجف صوتها، وتشبّثت بالغطاء كأنها تحمي نفسها منه.
لكن الرجل لم يتقدم خطوة واحدة.
وقف بهيبته الكاملة عند طرف السرير، ثم قال بنبرة ثابتة، لا قسوة فيها ولا لين: – "لا عليكِ. لن يؤذيكِ أحد هنا."
سكت لحظة، ثم تابع: – "كيف حالكِ الآن؟"
ترددت قليلاً، ثم تمتمت وهي تطرق رأسها: – "أنا... أشعر بالدفء. شكراً... سيدي."
أومأ ببطء، ثم اقترب خطوتين إضافيتين، وسأل: – "ما اسمكِ؟ ومن أين أتيتِ؟"
رفعت عينيها إليه، ثم نظرت للأرض مجددًا، وقالت: – "أنا... لا أعلم."
– "لا تعلمين؟"
هزّت رأسها ببطء، وأضافت بصوت متقطع: – "لا أتذكر شيئًا... ليس لي اسم، ولا بيت... أرجوك لا تطردني."
سادت لحظة صمت طويلة بينهما.
كان كاليان ينظر مباشرة في عينيها … يبحث فيهما عن شيء.
رعبها؟ أم صدقها؟
لكنه لم يقل شيئًا عن ذلك.
أخيرًا، قال بهدوء: – "حسنًا… إذًا ستبقين هنا. ولن يمسّكِ أحد بسوء. هذا وعد."
رفّت عيناها بدهشة، ثم غطّتها الدموع سريعًا، لكنها لم تجرؤ على البكاء بصوت.
التفت نحو الخادمات وقال دون أن ينظر لهن: – "دلّوها إلى الحمّام، وأحضِروا لها طعامًا جيدًا. ثم… اتركوها ترتاح."
وخرج من الغرفة دون كلمة إضافية.
أما إلينا...
فبقيت تنظر إلى الباب المغلق، ويدها ما تزال ترتجف على الغطاء.
أكان ذلك… أول حنان تتلقاه منذ زمن؟
أم فقط لمسة عابرة من رجلٍ غامض؟
...
Comments