الفصل الثالث والرابع

The Forgotten Princess of the Violet Shadows

الفصل الثالث:

كان الصمت هو كل ما تسمعه…

لا صرخات، لا ألم، لا هواء.

إلينا فتحت عينيها ببطء، لتجد نفسها مستلقية فوق أرض بيضاء نقية لا حدود لها…

لا سماء، لا شمس، لا ظلال… فقط ضوء هادئ يحيط بها كحضن دافئ من العدم.

جلست بتردد، تنظر حولها بعينين مرتعشتين.

– "أين... أنا؟"

كان صوتها خفيفًا، وكأن الريح تبتلعه.

فجأة... خطوات خفيفة تُسمع من بعيد.

من بين الضباب الأبيض، ظهرت سيدة تمشي بهدوء شديد، عباءتها طويلة بيضاء تنساب كالدخان، وجهها مخفي إلا من فم وأنف صغيرين... وابتسامة هادئة، حزينة.

إلينا تراجعت قليلًا بخوف:

– "من أنتِ؟ ما الذي يحدث؟"

اقتربت السيدة منها أكثر، صوتها ناعم وعميق كهمسة في حلم:

– "لا تقلقي... لن يؤلمك شيء بعد الآن."

– "أنا... هل... هل أنا..."

ترددت إلينا وهي تضع يدها على صدرها.

– "أجل، يا صغيرتي..."

قالتها السيدة وهي تركع أمامها وتنظر لعينيها من خلف العباءة البيضاء.

– "لقد انتهى كابوسك... أنتِ ميتة الآن."

ارتجفت شفتا إلينا، عيناها اغرورقتا بالدموع.

– "إذا كنتُ ميتة… فلماذا ما زلتُ أشعر بالألم؟"

مدّت السيدة يدها ولمست خد إلينا برفق.

لم تكن يدًا باردة… بل دافئة، كأنها من نور.

– "الألم لا يختفي فورًا، لكنه سيتلاشى…

ستُمنحين حياة جديدة، حيث لا أحد يضربك،

ولا أحد يناديكِ بخادمة...

ستبدئين من جديد، باسم جديد، بقدرٍ مختلف."

همست إلينا بصوت خافت:

– "هل... هل سأكون سعيدة؟"

ابتسمت السيدة وقالت:

– "ذلك يعتمد عليكِ، يا إلينا… لكن، هذه المرة، سيكون لكِ من يمد يده لا ليؤذيك… بل لينقذك."

ثم وقفت وبدأت تتراجع وسط الضباب.

قبل أن تختفي، نظرت إليها مرة أخيرة:

– "استعدّي… فالزمن بدأ يُعيد نفسه. ستعودين… لكن كـ طفلة."

ثم...

حلّ السكون مرة أخرى.

وفجأة…

شعرت إلينا بشيء يسحبها إلى الخلف، إلى الظلام... ثم نور قوي… ثم صرخة...

ثم — أنفاس طفل صغير تُولد من جديد.

...

The Forgotten Princess of the Violet Shadows

الفصل الرابع:

ركضت إلينا…

قدماها الحافيتان تخترقان الطين البارد، وصوت أنفاسها المتقطعة يتردد في الهواء الملبد بالضباب.

كل شيء حولها مظلم…

كأنها فُقدت في عالم لا تشرق فيه الشمس.

كانت ترتجف… لا تدري من ماذا تهرب، لكنها تركض.

ركض الطفلة التي خرجت من كابوس طويل، تبحث عن مأوى... عن حضن... عن أحد لا يؤذيها.

فجأة—

اصطدم جسدها الصغير بشيء صلب… قوي… دافئ.

تراجعت متماسكة بخوف، وعيناها مغمضتان كمن ينتظر الضرب.

– "آسفة… أرجوك… لا تضربني… لم أكن أقصد… لن أكررها، أعدك…"

قالتها بصوت مكسور، وبدأت تنحني بأدبٍ مؤلم، تنفّستها مختنقة، يدها ترتجف فوق صدرها.

رفعت عينيها للحظة—

عيون بلون الليل، وهيئة طويلة تلبس معطفًا داكنًا يتماوج مع الرياح... وجه هادئ، صارم، وعيناه تراقبانها دون أن يتكلما.

لكن إلينا صرخت، وبدأت تركض من جديد، أسرع، وكأنها تهرب من ظلّه...

– "توقفي!"

صوته جهوري، عميق… لا غاضب، لكن يحمل هيبة لا تُرد.

إلينا تجاهلت، استمرت تركض حتى أوشكت قدماها على الانهيار.

أنفاسها ارتفعت… رأسها بدأ يدور… ثم فجأة— توقفت.

جسدها الصغير لم يحتمل أكثر، وجثت على الأرض تبكي، تتوسل للفراغ:

– "أرجوكم… لا أريد العودة هناك… لا أريد… لا أريد…"

اقترب الرجل بخطى هادئة…

لم تكن خطوات قاسية، بل موزونة، كأن الأرض تحترمه.

وحين وصل إليها، رآها تنهار كليًا…

عيناها تغمضان ببطء، جسدها يتهاوى، ووجهها شاحب، صغير، مليء بالكدمات القديمة…

ويديها الزرقاوين ترتجفان من البرد القارس.

ركع أمامها…

لمس جبينها بأنامله الطويلة… باردة كالثلج.

تنهد بخفوت، ثم همس لنفسه:

– "ما الذي تفعلينه هنا… وحدك؟"

نظر حوله، لا أثر لأحد.

ثم… بحركة واحدة، حملها بين ذراعيه، وضمها برفق.

ورغم أن وجهه كان جامدًا كالصخر، إلا أن عينيه حملتا شيئًا آخر…

شفقة؟ حزن؟ اهتمام؟

لفّ معطفه حول جسدها النحيل، وهمس بصوت لا تسمعه:

– "لن أتركك هنا."

ثم وقف، وحملها معه نحو المجهول…

نحو البداية.

...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon