(من وجهة نظر العنود)
»
ثلاثة أيام مرّت، ولا حسّ ولا خبر عن عماد.
وكل ما أدوّر، أحصل نفس الجواب:
"ما حد شافه."
"يمكن سافر."
"انشغلي بنفسك."
»
لكن اليوم… شي تغيّر.
دخلت غرفتي، ولقيت ورقة مطوية على طاولة المكتب.
مو أنا اللي حطيتها… والباب كان مقفول.
فتحت الورقة، وكان فيها سطر واحد، مكتوب بخط طابعة قديم:
»
"اللي يلعب بالنار... يحترق. ابتعدي قبل لا تتحولين لرماد."
»
ما كان فيها توقيع، لا اسم، لا رمز، لا حتى بصمة.
بس الورقة مشبعة بريحة دخان.
تجمدت مكاني.
مين عرف أني أبحث؟
مين قدر يدخل غرفتي بدون ما أحس؟
»
حاولت أفكر… هل هي استخبارات؟
هل أحد من جهة عماد؟
أو يمكن أحد يحاول يبعدني لأنه يخفي شي أكبر من مجرد اختفاء شاب عماني بسيط؟
»
صوت قلبي قال: "كمّلي."
بس عقلي قال: "وقفي… وإلا بتدفعين الثمن."
»
بس أنا…
العنود الهاشمي.
مو من اللي يخافون من تهديد على الورق بدون اسم.
...----------------...
(نقطة تحوّل صغيرة لاحقًا بالحلقة)
»
لما كانت العنود تراجع الكاميرات المحذوفة من منطقة مجاورة للانفجار،
لاحظت شي غريب:
»
في كل تسجيل، يظهر شاب طويل، بشعر مربوط ووجهه ما يوضح…
يمرّ مرور الظل،
لكن في إحدى اللقطات… يلمح الكاميرا قبل أن تختفي الصورة نهائيًا.
»
وبعد تحليل بسيط…
تلقى رسالة على جهازها، بدون مرسل،
تحمل فقط رمز مشفّر:
»
"A-7"
...----------------...
»
فتحت الرمز من جديد.
"A-7"
وش معناه؟
شفرة؟
تحذير؟
موقع؟
كل الاحتمالات تدور في راسي، لكن قبل حتى ما أمد أصابعي على لوحة المفاتيح…
»
صوت اهتزاز غريب خرّب هدوء الغرفة،
الشاشة بدأت ترمش،
والنوافذ الإلكترونية تنفتح وتقفل لحالها.
المؤشر يتحرك كأن أحد يتحكم فيه…
بس… ما كان فيه أحد!
»
حاولت أوقف النظام،
أطفي الجهاز،
أفصل الشبكة…
لكن فجأة،
كل شي انطفي.
»
صوت فرقعة صغيرة من أسفل أحد الأجهزة،
واندلع دخان رمادي،
لوحة الكهرباء تعطلت،
وسقف الغرفة صار مضيء بلون أحمر خافت… ثم كل شي اسود.
»
الحرارة…
الشرر…
ريحة بلاستيك محروق…
»
وقفت هناك… مشلولة.
كل الأجهزة تحترق وحدة وحدة.
الهارد دسك، الشاشة، حتى الجوال اللي كان على الشاحن… انفجر من نفسه.
»
الظلام حلّ،
بس أنا ما كنت وحدي.
»
في زاوية الغرفة…
كأن شي كان يراقب، ثم اختفى.
ما قدرت أتحرك، لكنني شعرت بنظرات تغرز في ظهري مثل الإبر.
»
ما عرفت وش هو…
لكن الشي الوحيد اللي عرفته…
الرسالة وصلتني، ورجّعت الرسالة أقوى.
»
"ابعدي…
ولا بنحرق عالمك بالكامل."
Comments