"أول أنفجار"
(على لسان عماد – مواطن عُماني)
>
كنت أحسب إن الحياة في مسقط تظل كما هي… هادئة، دافئة، وباردة مثل شاي النعناع اللي أحب أشربه مع الفجر.
لكن اليوم؟ لا نسمات، لا أصوات طيور… حتى البحر ساكت، كأنه يخاف يهمس.
الساعة كانت 6:12 صباحًا يوم 15 مارس، لما اهتزت الأرض تحت رجلي.
صوت انفجار قوي… بعيد، لكنه هزّ شبابيك الحارة كلها.
أمي صاحت من المطبخ:
— «عماد! تعال شوف وش صاير!»
أبوي اتصل بخالي وهو يتعرق:
— «القاعدة في الظاهرة ضُربت، يا عبد الله… صواريخ جاية من جهة الغرب!»
وأنا؟ كنت ماسك هاتفي، أقرأ الخبر العاجل:
"الطيران الإيراني يستهدف قواعد أمريكية في عُمان، ووزارة الدفاع الأمريكية تنفي سقوط قتلى حتى الآن…"
كذبة.
السماء كانت تغلي. الريحة ما تشبه شي شميته قبل. ريحة بارود محروق ممزوج بخوف البشر.
نزلت للشارع.
الناس يركضون، سيارات الشرطة تمر مسرعة بدون إنذار، والدخان يغطي الأفق.
صديقي يوسف كلمني وهو يتنفس بسرعة:
— «تجهز، عماد. إذا صارت حرب فعلية، عُمان راح تكون ساحة مفتوحة، وراح تنحط بالنار.»
قلت له وأنا أحاول أتنفس:
— «منو ضد من؟»
قالها بصوت مُكسر:
— «الكل ضد الكل، يا صاحبي.»
رفعت عيني للسماء، والدخان صار يبتلع الشمس.
كل شيء ساكت… حتى قلبي صار ينبض بصوت مسموع.
لو هذا آخر يوم لي… أريد أحد يعرف إن "عماد من مطرح" شاف الجحيم وهو يبتدي.
وسجّل أول كلمة…
"بدأت النار من هنا"
﹉
Comments
يآآآآآآآعمري
ابداع رغم اني ماقرت بس دعم😂😂😂🫤🙃
2025-06-15
3
مِغنآسّيّومِ⍣⃝🫐
جميلة رواياتك كملِ.
2025-06-16
2