بينما كان ليان شرد الذهن ينظر يجد فتاة جديده تعرف عن إسم لم يستطع سمع ما تقوله ولكن ليان تجهل الأمر ونظر لدفتره.
ياسمين تصل إلى المدرسة مثل **إعصار وردي**:
- شعرها أشعث، ملابسها غير متناسقة، **تصرخ** بدل أن تتكلم.
- في اليوم الأول، ترى ليان من بعيد... **تتعرف عليه من نظارته السميكة.
تقترب منه، لكنه يتحول كالظل ويختفي خلف الأعمدة.
لكن ياسمين ليست من النوع الذي يتراجع.
---
تنظر له من بعيد "لماذا تهرب مني؟"
تقطعه في الفناء، ترفع يديها كأنها تستسلم:
"لن أؤذيك! اكتب لي في دفترك... ما اسمك؟"
ليان يرتجف، يفتح الدفتر الأسود ويكتب:
"ل.ي.ا.ن"
تنظر إلى الحروف، ثم تفعل شيئًا غريبًا:
- تضع يدها على قلبها وتقول: *"أنا... ياسمين".
- ثم تأخذ قلمه، تكتب على كفها: "ي.ا.س.م.ي.ن".
لكن ليان يهرب مرة أخرى.
---
. لماذا يخاف منها؟
- لأنها تراه حقيقيًا... لا كـ "طفل معاق" أو "أضحكة المدرسة".
- لأنها تتكلم ببطء (حركة شفتيها واضحة)، مما يجعله **يفهمها دون جهد.
- والأخطر... لأنها لا تضحك عندما يبتسم.
في أحد الأيام، تسقط نظارته بالخطأ...
ياسمين تلتقطها، لكن بدل أن تعيدها له، تنظر في عينيه مباشرة:
"أنت لست مجرد دفتر أسود... أنت إنسان يختفي خلفه."
ليان ينتزع النظارة منها ويركض.
---
عندا العوده إلي المنزل
وفي تلك الليلة، يكتب لنور:
*"أخْتِي...
اليوم كلمتني فتاة.
لم أكن أعرف ماذا أفعل.
أخاف أن تصير مثل الباقين...
أو أخاف أن... أحبها ثم تذهب."
نور تقرأ الرسالة وتحتضنه بقوة.
هي تعرف أن هذه هي المرة الأولى منذ الحادث...
التي يخاف فيها ليان من شيء جميل
منذو تلك الليله و ليان يشعر بشعور جيد أصبح *يتنفس عبر الصفحات، كل كلمة يكتبها هي رئة جديدة ، كل حرف هو دليل أنه ما زال موجودًا.
لكن مازن يراقب من بعيد... وقد سئم من أن ليان لم يعد يبكي.
في يوم ممطر، بينما كان ليان يكتب في زاوية المدرسة، اقتحم مازن ومجموعته المكان:
- **"ما هذا؟ مذكرات العاشق الأصم؟"
- انتزع الدفتر من يديه، وقلّب الصفحات بسخرية.
- ليان تجمد... ثم فعل شيئًا لم يفعله من قبل: **قفز لمحاولة استعادته.
مازن ضحك: "أوه! أخيرًا تشعر بشيء!"
ثم مزق الصفحات واحدة تلو الأخرى.
---
ليان يشاهد أجزاء نفسه تتحول إلى قصاصات مبللة على الأرض:
- رسائله لنور...
- محاولاته لكتابة اسم "ياسمين" دون أخطاء...
- حتى كلمة "أمي" التي كان يتدرب على رسمها بحب.
لم يبتسم هذه المرة.
سقط على ركبتيه، يداه ترتجفان كعصفور مكسور الجناحين.
---
ياسمين رأت كل شيء من نافذة الفصل.
انفجرت.
- دخلت مثل إعصار، دفعت مازن بقوة حتى سقط على الأرض.
- أمسكت بقميصه وصاحت في وجهه:
"أنت لست قويًا.. أنت جبان! تضرب طفلًا لا يستطيع حتى الصراخ!"
الصف كله صامت... لم يسمعوا أحدًا يصرخ بهذه القوة من قبل.
مازن حاول الرد، لكن ياسمين سبقته:
- أخذت قصاصات الدفتر الممزق من الأرض.
- وضعتها في يد ليان، ثم أغلقت أصابعه عليها.
- نظرت إليه وقالت: "هذه كلماتك... لا يحق لأحد أن يسرقها."
---
بعد الحادثة، أخذهما المعلم إلى المكتبة ليهدأوا.
ياسمين جلست أمام ليان، انتظرت.
أخيرًا، فتح الدفتر الممزق وكتب:
"لماذا تدافعين عني؟"
قرأت السؤال، ثم فعلت شيئًا غير متوقع:
- أخذت قلمه، وكتبت على ظهر يده:
"لأنك الوحيد الذي يراني... لا أحد ينظر إلي كما تفعل."
ليان لم يفهم... حتى أشارت إلى *نظارته:
"عندما تنظر لي من خلالها... أشعر أنني غير مخفية."
---
نور رأت ليان من بعيد وهو يُمسك بيد ياسمين بينما تمشي به إلى الباص.
لم يمسك يد أحد منذ الحادث.
لكن بدل أن تفرح... خافت.
- لأنها تعرف: الحب أحيانًا يكون مؤلمًا مثل الكره.
- لأنها رأت كيف نظر إليها ليان عند الباب... كأنه يقول "أنا آسف" دون كلمات.
في تلك الليلة، كتبت له رسالة:
"أخي الصغير...
كنت أتمنى أن أحميك من كل شيء...
حتى من السعادة."
وضعتها تحت وسادته... وهي تعرف أنه سيفهم.
بعد أيام من حادثة تمزيق الدفتر، لاحظت ياسمين أن ليان يتجنب الكتابة عنها.
سألته بلغة الإشارة التي بدأا يتعلمانها معًا:
"لماذا لا تكتب اسمي؟"
فتح الدفتر المُرمم، وكتب بخط مرتعش:
"أخاف أن يُمزقك كما مُزقت صفحاتي."
لكن القدر لم يُعطِهما وقتًا...
---
وفي يوم عاصف، جاء أحد أتباع مازن إلى ليان وهو يلوح بدفتر جديد:
"هذا لك... تعالَ خذه!"
ليان شَمَّ الفخ ، لكنه رأى ياسمين تتبع الصبي بفضول...
فجرى خلفها ، يداه ترتجفان كعصفور يحذّر من عاصفة**.
---
في ساحة المدرسة الخلفية (حيث لا كاميرات)، كان مازن ينتظرهما مع خمسة أولاد.
- أمسكوا ياسمين ودفعوها إلى الحائط.
- ألقوا الدفتر الجديد في بركة ماء قذرة.
- ثم أخرج مازن سماعة ليان القديمة المكسورة (التي احتفظ بها كغنيمة)، وهمس:
"اليوم... سأجعلك تسمع صوت عظامك وهي تنكسر."
قفزت ياسمين مثل نمرة، عضت يد الذي يمسكها، وصرخت:
"ليان! اهرب!"
لكنه هذه المرة... لم يهرب.
- حاول دفع مازن بعيدًا عنها، لكن أحد الأولاد ضربه بقوة على رأسه من الخلف.
- سقط على وجهه ، نظارته تحطمت ، ودمه اختلط بالتراب.
- ثم حدث المشهد الذي لم يره أحد من قبل :
ليان يضحك.
ضحك وهو ينزف، ضحك والدموع تغسل الدم على خديه ، ضحك حتى بدا كشبح مجنون .
مازن تجمد: "ما خطبك؟! توقف!"
لكن الضحك تحول إلى أنين، ثم إلى عواء...
وأخيرًا، صُراخٌ أشبه بزئير وحشٍ طُمر حيًّا سنواتٍ تحت الأرض:
"كفى!!!!!!!!"
بينما هرب المتنمرون خوفًا من الصوت المفاجئ، زحف ليان إلى الحائط، يداه تتحسسان الهواء.
ياسمين أمسكت بكتفيه، لكنه رفع وجهه الدامي وقال:
"أخْتِي... أين أنت؟"
لقد نسي اسمها مرة أخرى... لكنه هذه المرة نادى عليها بالكلمة الوحيدة التي تمسك بها.
ياسمين أدركت أن **الضربة جعلته يفقد النظر مؤقتًا.
احتضنته، وأخذته إلى المكان الوحيد الذي يعرف أنه آمن:
"سنذهب إلى نور... هي تعرف ما يجب فعله."
---
عندما فتحت نور الباب ورأت أخاها مكسورًا، داميًا، لكنه أخيرًا... حقيقيًا،
سقطت على ركبتيها، وبكت لأول مرة منذ موت أبيها.
أخذت قطعة قماش نظيفة وضغطت على جرح رأسه، بينما همست:
"لا بأس... الآن أنت حر."
ليان لم يبتسم... لأنه لم يعد مضطرًا.
Comments
Mohamed Ibrahim
ايه الجمال ده يا فنان
2025-06-12
2