الفصل: 04

📓 رياح الجنوب

📁 المجلد: 01

📎 الفصل: 04

طَرِيق

- مجد بعد أن أمسك يد رائد: رائد! لا تفعل شيئًا تندم عليه، فكر بعواقب فعلتك وما الذي قد يحل بإخوتنا في الميتم!

- رائد: لهذا السبب لا أُريدك أن تأتي معي في هذا الطريق.

- الشرطي بعد أن وقف مقابل رائد ومجد تمامًا: يبدو من هيئتكما ونظراتكما المقرفة أنكما من الجنوب.

- رائد بجدية: ماذا تُريد؟

- الشرطي: أُريد كل المال الذي تحملانه.

- مجد بتوتر وهو لا يزال يُمسك برائد: المعذرة يا سيدي ولكننا لا نملك أي مال!

- الشرطي: ولكنني أُريد المال، تدبرا هذا الأمر بسرعة، كائنات مقرفة مثلكم ليس هنا إلا لخدمتنا بعد كل شيء.

- رائد بابتسامة: حسنًا إذاً، دع الأمر لي.

- مجد: رائد! إياك أن.

- رائد بعد أن وجّه لكمة لمجد على وجهه: ابتعد عني.

- مجد بعد أن وقع على الأرض وهو يُمسك خده: رائد، ما الذي تفعله؟

- الشرطي باستغراب: لماذا ضربته؟

- رائد في نفسه وهو يحدق بالشرطي: لو استطعت الحصول على المسدس الذي على خصره يُمكنني إنهاء الأمر دون أي خسائر.

- الشرطي: هاي أنا أُحدثك.

- رائد وهو يندفع بسرعة للاستيلاء على مسدس الشرطي أثناء تشتته بقطة مرّت أمامه بسرعة: هذه فرصتي الوحيدة.

- الشرطي بذهول بعد نجاح رائد في الاستيلاء على مسدسه: ماذا؟!

- رائد بعد الابتعاد عن الشرطي: هل يمكنك إعادة ما قلته؟

- الشرطي: أ- أترك هذا السلاح من يدك فورًا، إنه خطير، سوف تؤذي نفسك!

- رائد باستياء: يبدو أنك قلقٌ عليّ حقًا!

- الشرطي بتوتر: نعم بالطبع.

- رائد: أذكر أنك وصفت هيئتنا بالمقرفة نظرًا لكوننا من الجنوب.

- الشرطي بخوف: ماذا؟ لا أتذكر أني قلتُ شيئًا كهذا!

- رائد: بل فعلت، ولكن لا تقلق، فلن ترى شيئًا مقرفًا مثلنا بعد الآن، أتعلم لماذا؟ لأنك لن تبقى على قيد الحياة.

- الشرطي بخوف وهو يُخرج جهاز اتصال لا سلكي: سأتصل بالدعم حالًا.

- رائد وهو يُطلق النار على الشرطي: لقد فات الأوان.

تراجع رائد خطوتين إلى الوراء بينما كانت أنفاسه تتسارع ويداه ترتجفان، كانت عيناه تراقبان الجثة التي بدأ الدم يتسرب منها.

- رائد وهو يشد قبضته على المسدس: لقد فعلتها أخيرًا، لقد بدأتُ طريقي، نعم لقد بدأته!

- مجد بقلق بعد أن وقف على قدميه: رائد!

- رائد: هذا المكان خطر عليك غادر بسرعة، لا شك أن العدو سيستنفر بعد سماع صوت إطلاق النار.

- مجد بعد سير رائد في الاتجاه المعاكس: رائد، إلى أين أنت ذاهب؟

- رائد: أنا ذاهب لأشق طريقي الخاص، اعتنِ بنفسك وبإخوتنا كذلك، وداعًا.

- مجد بعد ركض رائد: توقف يا رائد!

- مجد بعد ابتعاد رائد: تبًا لا يُمكنني اللحاق به، أيضًا عليّ الابتعاد عن هذا المكان حتى لا أقع في دائرة الاتهام، ليس أمامي سوى العودة إلى الميتم عبر طريق مختصرة.

- رائد في نفسه وهو يجري: أنا آسف يا مجد ولكني لا أُريدك أن تسير معي في هذا الطريق.

وهكذا اختفى رائد عن الأنظار بينما عاد مجد إلى الميتم، كانت الساعة الثانية ظهرًا عندما فتح مجد باب الميتم ليدخل.

- مجد بعد دخوله ورؤية ليث أمامه: مرحبًا.

- ليث: مجد! الرجل الطيب هنا! لقد أتى لزيارتنا!

- مجد باندهاش: الرجل الطيب!

- ليث: نعم، ولكن أين رائد؟

- مجد وهو يحاول تجنب سؤال ليث: أين هو الرجل الطيب الآن؟

- ليث: إنه في الصالة.

توجّه مجد وليث إلى الصالة حيث كان الرجل الطيب يجلس هناك برفقة الإخوة.

- مجد بعد الدخول إلى الصالة وليث يسير خلفه: مساء الخير!

- الرجل الطيب بعد النهوض من على الأريكة: مساء النور! أهلًا بك يا مجد، لقد كنت في انتظاركما، ولكني لا أرى رائد، أين هو؟

- مجد بارتباك: ماذا؟! رائد؟! إنه، في الحقيقة لقد ذهب مع أحد زملائه لحل واجب مدرسي كلفهما به المعلم!

- الرجل الطيب: في أول يوم دراسي؟ وعن ماذا كان ذلك الواجب؟ ولماذا هما وحدهما؟!

- مجد بارتباك وهو يجلس على الأريكة: ههههه لقد كان هذا الواجب لتعويضهما عن الدرجة التي حُرما منها في المختبر، فرائد وزميله ذاك ضعيفين في الكيمياء العملية، هذا كل شيء!

- الرجل الطيب: هكذا إذاً، حسنًا لا يُهم، كنتُ أريد سؤالكما عن الأحوال هنا.

- مجد: الأحوال؟

- الرجل الطيب: كيف هي الأوضاع؟ هل تكفي النفقة التي تتلقونها شهريًا؟ أم أن هناك ما ينقصكم؟

- مجد بابتسامة: في الحقيقة نحن نشعر بالامتنان الكبير تجاه سخائك وكرمك يا سيدي، لولا تفضلك علينا لهلكنا من الجوع منذ زمن.

- الرجل الطيب بحزن وهو يحدق بالأرضية: لا تقل ذلك يا بُني، أنا لا أقوم إلا بما يُمليه عليّ ضميري، كما أن علينا أن نقف إلى جانب بعضنا البعض خلال هذه المحنة، بلادنا تمُر بظروف غير مسبوقة، الاقتصاد مُدمّر والسفر إلى الخارج ممنوع ولا يُسمح بالتنقل حتى داخليًا.

- مجد في نفسه باهتمام: أيمكن أن يكون ظني في محله؟

- الرجل الطيب: لسنا في دولة واحدة حتى! يُقال دائمًا أننا شعبٌ واحد ومملكةٌ واحدة كما يزعمون، ولكنهم على نظير ذلك، فهم يحاربوننا بالفقر والجوع وتدمير البنى التحتية وانقطاع الخدمات الأساسية ولكن لا أحد يفقه لذلك، لقد نجحوا في السيطرة على عقول أبناء شعبنا المتبقين من خلال تربية الأجيال في المدارس على الكذب الذي يضعونه في الكتب الدراسية.

- مجد في نفسه بجدية: سأحول التماشي معه حول هذا الموضوع، ولكن عليّ أن أكون حذرًا!

- مجد بوجه بريء: من هؤلاء الذين تقصدهم يا سيدي؟

- الرجل الطيب: أقصد المستوطنين طبعًا، إنهم يحتلون بلادنا وينهبون ثرواتنا بينما يحاصروننا في هذه المدن كأننا مواشٍ لا أكثر.

- مجد: هكذا إذاً.

- الرجل الطيب بابتسامة مصطنعة بعد الانتباه لإنصات جميع الفتية: ههههه أنا آسف يا أبنائي! لا تُلقُوا بالًا لما قُلته أبدًا، وبالمناسبة لقد أحضرت لكم بعض الهدايا معي.

- مازن بسعادة: هدايا؟! حقًا؟!

- الرجل الطيب بابتسامة: نعم.

- رامي وهو يلتفت نحو ساهر: أسمعت ذلك يا ساهر؟ لقد أحضر لنا هدايا!

- الرجل الطيب بعد تناول حقيبته: لنبدأ إذاً!

- هاني: ماذا تتوقع أن تكون هذه الهدايا يا غيث؟

- غيث: وكيف لي أن أعلم؟

- الرجل الطيب بعد أن أخرج قطارًا كهربائيًا: هذا القطار لرامي.

- رامي بسعادة وهو يحضن الرجل الطيب: شكرًا جزيلًا لك يا سيدي!

- الرجل الطيب وهو يُخرج طائرة: وهذه الطائرة لمازن.

- مازن بسعادة وهو يتناول الطائرة: شكرًا جزيلًا لك يا سيدي، إنها طائرة رائعة!

- الرجل الطيب وهو يُخرج مسدسًا مائيًا ولعبة ورق: وهذا المسدس لساهر، ولعبة الورق لهاني!

- ساهر وهاني: شكرًا جزيلاً!

- مجد في نفسه بغثيان: أحقًا تُعجبهم هذه الألعاب؟

- الرجل الطيب: حان الوقت لاستلام هديتك يا مجد!

- مجد باندهاش: ماذا؟! هديتي؟!

- الرجل الطيب وهو يناول مجد كتاب أزرق: هذه هي هديتك.

- مجد بسعادة كبيرة: كتاب علوم الكيمياء! لا أُصدق ذلك! لماذا اخترت هذا الكتاب بالتحديد؟!

- الرجل الطيب: لقد سألتُ عنك رائد ذات مرة وأخبرني عن اهتمامك وشغفك بالكيمياء فاخترتُ لك هذا الكتاب.

- مجد بسعادة: شكرًا جزيلاً لك يا سيدي.

- الرجل الطيب: ولكن يؤسفني غياب رائد، كنتُ أُريد أن يستلم هديته بنفسه ولكني سأُضطر لتركها عندك إلى حين عودته.

- مجد: بكل سرور!

- الرجل الطيب وهو يناول مجد حقيبة كتف: هذه هدية رائد.

- مجد باندهاش: أهذا حاسوب محمول؟

- الرجل الطيب: نعم، فرائد يحب الحواسيب على حد علمي.

- مجد: هكذا إذاً.

شارف اليوم على الانتهاء أخيرًا، فها هي الشمس تغرب بهدوء والظلام يبدأ بالتخييم على المدينة رويدًا رويدًا، كان رائد يختبئ في أحد الأزقة وهو يلهث من الجوع والعطش والإرهاق.

- رائد في نفسه: تبًا، لقد حل الظلام وأنا هائمٌ على وجهي، لا مكان آوي إليه، ما الذي عليّ فعله الآن؟ الشرطة تنتشر في كل مكان!

شعر رائد بقشعريرة تسري في جسده، كانت أشعة الشمس البرتقالية تضعف تدريجيًا، قبل أن يُحجب نورها تمامًا بظل طويل، رفع رائد رأسه بحذر ليجد أمامه رجلًا يرتدي ملابس سوداء بالكامل، عاكسًا في نظارته الداكنة صورة رائد المُنهك والمُطارد.

- الرجل الغريب: هاي أنت.

- رائد بخوف وتوتر: م-من أنت يا هذا؟

- الرجل الغريب بابتسامة مليئة بالغموض: من أكون؟ سؤال جيد.

يتبع.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon