الفصل: 03

📓 رياح الجنوب

📁 المجلد: 01

📎 الفصل: 03

مُختَبَر

- رائد بخوف وهو يهز مجد: ما الذي أصابك يا مجد؟! أتسمعني؟

- مجد بنظرات عميقة وهو يُشير للأمام: إنها.

- رائد بتوتر شديد: ما الأمر؟ تحدث بسرعة!

- مجد بحماس كبير: إنها، حصة كيمياء! هذا رائع!

- رائد بقلق: مهلًا، هل لك أن تشرح لي قليلًا؟ فأنا لم أتمكن من استيعاب ما قلته.

- مجد: أول حصة لنا في العام الدراسي الجديد هي الكيمياء وبحسب الخطة الدراسية فإن أغلب حصص الكيمياء هذا العام ستكون في المختبر، هذا يعني أنا سنذهب للمختبر اليوم! هل يمكنك أن تجد يومًا أكثر سعادة من هذا؟ إنها ليست فقط، آه!

- رائد بعد أن قطع حديث مجد بضربة قوية على رأسه: لقد أخفتني أيها الوغد والآن تقول لي مختبر؟!

- مجد ورأسه على الطاولة: آه رأسي! هذا مؤلم.

- رائد بعد أن التفت نحو النافذة: أنت تستحق ذلك.

وفي تلك الأثناء رنّ الجرس معلنًا بداية الحصة الأولى عندما دخل رجل في متوسط العمر إلى الفصل.

- المعلم: صباح الخير يا أبنائي.

- الطلاب: صباح الخير.

- المعلم: اليوم هو أول أيام العام الدراسي الجديد، وقبل أن نبدأ أعرفكم بنفسي، أنا المعلم نجيب سأكون معكم هذا العام في مادة الكيمياء.

- رائد في نفسه باهتمام: اسمه نجيب؟!

- المعلم نجيب: سنتوجه إلى المختبر فهناك سندرس درسنا الأول، سيروا إلى المختبر بانتظام وبدون إحداث أي جلبة.

- الطلاب: حاضر.

توجه الجميع إلى المختبر حيث كانت نار الحماسة تشتعل في داخل مجد، أما رائد فقد كان يحافظ على هدوءه المعتاد.

عند دخول المختبر، كان المكان مشرقًا بلمعان أدوات الزجاج المنتشرة في كل مكان، وأرفف مليئة بزجاجات تحتوي على سوائل ملونة، بينما كانت طاولات التجارب مجهزة بأدوات السلامة.

- مجد بحماس بعد دخول المختبر: رائع! لقد بدأت الإثارة!

- رائد ببرود: لماذا تبدو سعيدًا وكأن اليوم هو عيد ميلادك؟ وعن أي حماس تتحدث؟ هذه من أصعب المواد في النهاية.

- مجد: ماذا؟ كيف لا أكون سعيدًا بعد إن أصبح بإمكاني رؤية مختبر علمي أكثر تطورًا وإجراء التجارب فيه! وربما الكيمياء صعبة بالنسبة لك لكن بالنسبة لي إنها ممتعة!

- رائد: أتُسمي هذا المختبر متطورًا؟

- المعلم نجيب: هدوء أيها الطلاب!

بعد مرور نصف ساعة على ذهاب الطلاب للمعمل قرر المعلم نجيب ترك طلابه بمفردهم قليلًا.

- المعلم نجيب: والآن سأترككم قليلًا حتى تنفذوا النشاط!

- الطلاب باندهاش وهم يحدقون بمجد: من هو هذا الفتى؟! لقد أجاب عن جميع الأسئلة التي طرحها المعلم!

- أحد الطلاب بعد الاقتراب من مجد: ماذا؟! ولقد نفّذ النشاط بسرعة أيضًا!

- مجد والطلاب يحيطون به: ماذا؟ ما الذي تفعلونه؟ ولماذا أنتم متجمهرون حولي هكذا؟!

- أحد الطلاب: لأنك غريب أو مجنون ربما! فقد أجبت عن الأسئلة جميعها، كما نفذت النشاط بسرعة وسهولة! من تكون يا هذا؟

- مجد بابتسامة ثقة: فهمت، يبدو أنني لم أُعرفكم بنفسي، أنا أُدعى مجد، ومن أنت يا زميل؟

- الطالب: انا أُدعى سمير.

- رائد في نفسه بملامح جدية وهو يراقب من بعيد: سمير؟!

- مجد: تشرفت بك!

- سمير: دعنا من هذا الآن، وأخبرني كيف تعرف كل تلك المعلومات فأنت لم تصدمنا وحسب، بل المعلم نفسه صُدم!

- مجد: حسنًا أنا أُحب العلوم وأنا مهووس بها، كما أنني أُحب القراءة والاستطلاع واستكشاف كل ما هو جديد وغريب ومثير، يُمكن لأي شخص مهتم أن يقرأ ويكتسب الكثير من المعارف، فأنا لا أحتكر العلم لنفسي!

- سمير: ليس الاهتمام وحده من جعلك هكذا! لا تقل لي أنك تعمل في وكالة نازو!

- مجد: أجل، أنا لا أعمل فيها بل أطمح لذلك، وأنت محق فليس الاهتمام بالعلم من جعلني هكذا بل الشغف والطموح كذلك.

- سمير: أنت غريب بالفعل!

- مجد في نفسه وهو يتفحص أدوات المختبر: رائع! لدينا المواد الكيميائية المهمة ومعظم الادوات، على الأقل فهذا أفضل من مختبر المدرسة الإعدادية المتهالك!

- سمير: هاي أنا أُحدثك! لماذا سرحت في تأملك للمختبر؟ يبدو أنك مجنون حقًا!

- مجد: ربما.

- سمير: ما الذي تقوم بفعله؟

- مجد: لدي شيءٌ لك في قمة الجنون!

- سمير باندهاش: ما هو؟

- مجد: انتظر وسترى!

- سمير: لماذا ستصنعه؟

- مجد: من أجل الرفاق هناك!

- سمير: ماذا تعني؟!

- مجد بوجه شرير يكاد يُخفيه وبصوت عالي: أنا أصنع عقار ذكاء سيقوم بعكس مردود هرموناتك وستكون جاهزًا عشرة ملايين بالمائة!

- أحد الطلاب باستغراب: ماذا؟ عقار ذكاء! هل أنت جاد يا هذا؟

- مجد وهو يرمي الزجاجة التي فيها المادة الكيميائية في المغسلة ويشعلها: كنتُ أمزح بالطبع، لا وجود لمثل هذه الأشياء! إنه مجرد بنزين قمت بتكريره من أغطية القنينات البلاستيكية!

- سمير: ماذا؟! بنزين! وكيف ذلك؟!

- مجد بتنهد: إنه مركب هيدروكربوني في النهاية، لا أظنكم ستفهمون بعد، فهذه المعلومة ليست في منهج هذا الصف بل في الصف الثاني!

- سمير: وكيف عرفتها أنت؟!

- مجد: كما قلت لك أنا مهووس بالعلم لذا حرصت على تعلم أكبر قدر ممكن منذ أن كنت في الرابعة عشر!

- سمير: أتقصد أنك تعلمت هذا بنفسك؟!

- مجد: نعم بواسطة الانترنت!

- سمير: كلما عرفت شيء جديد عنك أزداد قناعة بأنك لست شخص عادي!

- مجد: ههههه، حقًا؟!

- سمير: نعم.

- المعلم بعد عودته: هيا يا طلاب لقد انتهت حصتنا فلتعودوا إلى الفصل وسأتابع نتائجكم في هذا النشاط!

- الطلاب: حاضر!

- رائد في نفسه باستياء: كم أكره هذه المادة.

انتهى اليوم الأول في العام الدراسي الجديد أخيرًا، كان رائد ومجد في طريقهما للعودة إلى الميتم.

- رائد باستياء: وأخيرًا انتهى اليوم الأول لنا في المرحلة الثانوية.

- مجد: نعم، لكن لدينا واجبات مدرسية كثيرة نوعًا ما!

- رائد: نوعًا ما؟ ألم ترى عدد الصفحات والأسئلة الهائلة خصوصًا في الكيمياء والرياضيات؟

- مجد: بلى رأيتها، لكنني حللت المسائل الكيميائية جميعها في فترة الاستراحة إضافة إلى بعض مسائل الرياضيات!

- رائد: أحللتها في الاستراحة بتلك السرعة؟ ظننتك تُكمل نقلها لدفترك فقط!

- مجد: لا فقد انتهيت بسرعة، لم يرن الجرس إلا وقد أغلقت دفتري!

- رائد: كم أغبطك على ذكائك.

- مجد: لا تقلق يا أخي سأُساعدك على حلها!

- رائد: هل أنت واثق أنك ستفعل؟

- مجد: ما الذي تقصده؟

- رائد: لقد كنتُ بأمس الحاجة إليك اليوم في المختبر ولكنك كنتَ مشغولًا بالتباهي أمام الجميع.

- مجد باندهاش: ماذا؟! أنا أتباهى؟

- رائد: حرفيًا نعم، أعتقد أني سأحصل على الصفر في ذلك النشاط.

- مجد: وما أدراني أنا؟ كان عليك مناداتي.

- رائد: حسنًا لا تُشغل بالك، فأنا لا أهتم بالعلامات التي أحصل عليها مطلقًا.

- مجد: لا تهتم لها؟!

- رائد: نعم، ففي النهاية لدي هدف أسعى لتحقيقه وليست المدرسة على أجندة ذلك الهدف.

- مجد: لم أفهم شيئًا!

- رائد بجدية: سأشرح لك الأمر، عمري الآن 16 عامًا كما تعلم، لقد مضت عشر سنوات منذ أن أتيتُ إلى الميتم، لقد عاهدتُ نفسي منذ ذلك الحين أن أُناضل في سبيل استعادة وطني الذي سُرق منا قبل 35 عامًا، ولكن مضت عشر سنوات ولم أفعل أي شيء لتحقيق ذلك حتى الآن، لقد مللت من الجلوس عاجزًا بلا حراك.

- مجد بقلق: رائد!

- رائد: سأضع حدًا لكل ذلك، لقد ضقت ذرعًا وأنا أُراقب بصمت، حان الوقت لأتحرك، لستَ مُجبرًا على السير معي في هذا الطريق يا مجد.

- مجد بصدمة: ماذا؟!

- رائد بعد أن أدار ظهره لمجد: لقد كنتَ اجتماعيًا اليوم، على الرغم أن هذه ليست عادتك ولكن يمكنك أن تُكوّن صداقات كثيرة إن بقيتَ بعيدًا عني، ولكن هناك شيء يجب أن تعلمه، صديقك الجديد وكذلك المعلم.

- مجد بعد أن صمت رائد: لماذا توقفت؟

- رائد: لا شيء، انسَ الأمر.

- أحد رجال الشرطة وهو يتجه نحو رائد ومجد: أنتما هناك، توقفا مكانكما.

- رائد وهو يسير نحو الشرطي: يبدو أن بمجرد عزمي على بدء السير في ذلك الطريق باتت ضحاياي تأتي إليّ.

- مجد بعد أن أمسك يد رائد: رائد! لا تفعل شيئًا تندم عليه، فكر بعواقب فعلتك وما الذي قد يحل بإخوتنا في الميتم!

يتبع.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon