عالم خلف السواد

دخل أريس و يوكي البوابة السوداء، فوجدا عالمًا جديدًا حالك السواد، تنبعث منه روح الحقد والكراهية، يعلوه القمر المكتمل والنجوم التي كأنها تراقبهما من بعيد. الأرض كانت مليئة بالدماء الحمراء، مشهد صادم جعل أريس ويوكي يتوقفان في ذهول. قال أريس بهمس وهو ينظر حوله:

"احذري... أظن أننا دخلنا إلى المكان الخطأ."

سارا قليلًا، وفجأة علت على وجهيهما ملامح الصدمة والرعب؛ فقد وجدا كومة من جثث الظلال ممزقة، تبدو كجبل من كثرتها، والدماء تحيط بها، والشؤم يتغلغل في أجوائها، كأنها صورة من الجحيم نفسه.

تراجعا بخطوات مترددة، الصدمة ما زالت تسيطر عليهما، وكأنهما دخلا إلى الجحيم بأقدامهما. حين نظرا إلى البوابة خلفهما، لم يجداها.

قالت يوكي بعينين محمرتين ودموع تنهمر على وجنتيها:

"لقد حُبسنا... سيكون مصيرنا مثل أهلنا."

أريس لم يرد، لم يستطع الكلام من هول ما رأى، فمن يستطيع احتمال هذا المنظر؟ خصوصًا وهم في عمر لا يتعدى السابعة عشرة.

فجأة، سمع أريس صوتًا قادمًا من بعيد، فتمتم لنفسه:

"لقد سمعت هذا الصوت من قبل..."

ثم تذكّر. نعم... إنه صوت الظلال التي نهشت لحم أهله وأهل قريته ولم تُبقِ أحدًا منهم.

أمسك بيوكي سريعًا وقال لها أن تصمت، واختبآ خلف صخرة كبيرة تحجب رؤيتهما. لكن حين التفت إليها وجدها قد أُغمي عليها من شدة الموقف.

حاول إيقاظها، لكن تأخره كشف أمرهما. هاجمتهم الظلال قافزة نحوهم.

هبّ أريس للدفاع عنها، أخرج سكينه وبدأ القتال، كانت يده ترتجف، فقال لنفسه:

"اهدأ يا أريس... تستطيع فعلها كما فعلتها من قبل."

قبض على السكين بقوة وقال في سره:

"هيا... تعالوا!"

بدأت المعركة. كلما قتل ظلًا، أُصيب بجروح، لكنه استمر. نظر في أعينهم الحمراء، فوجدها مليئة بالخوف والقتل.

ظل يقاتل، حتى حاول أحد الظلال مهاجمة يوكي بينما كان منشغلًا بظل آخر، لكن أريس لمح ذلك في اللحظة الأخيرة، فرمى السيف الذي صنعه في الغابة، فأصاب الظل وقتله بضربة قاتلة.

استيقظت يوكي، وتمنت لو أنها لم تستيقظ؛ الدماء تحيط بها، والظل الميت بجانبها، وأريس غارق في الدماء يقاتل في صمت، كأنه ينتظر موته بصبر.

نهضت يوكي، سحبت السيف من الظل، وبدأت تطعن أعداءها واحدًا تلو الآخر. أنهيا المعركة معًا، وجلسا وسط الدماء، ينظران إلى الجثث بنظرات حزينة وساخرة في آن.

أصيب أريس إصابات بالغة، ونزف كثيرًا. أسرعت يوكي لإسعافه باستخدام أوراق الأشجار الطويلة حتى توقف النزيف. أسندا ظهريهما إلى الصخرة، وقالا معًا، وهما يلهثان:

"لقد فعلناها!"

قال أريس:

"لِمَ لا نرتاح عند هذه الصخرة قبل أن نكمل طريقنا؟"

ردّت يوكي:

"لا أريد الراحة في مكان مشؤوم كهذا، مليء بالدماء ورائحة الجثث العفنة التي أوشكت الحشرات على التهامها."

قاما للمغادرة، لكن قبل أن يبتعدا، هاجم ظل يوكي من الخلف. لم تكن الضربة السابقة قاتلة. أطاح بها أرضًا، وقبل أن يجهز عليها، سمع أريس صفيرًا، ثم رأى سهمًا مشتعلًا يخترق الظل بدقة، فأطلق الظل صرخة مروعة وسقط ميتًا.

أسرع أريس نحو يوكي، فوجدها بخير. نظر حوله ليرى من أنقذهما، فوجد رجلًا مقنعًا يحمل قوسًا، يلوح له من بعيد، ثم اختفى كأنما تبخر في الهواء.

سأل أريس نفسه:

"هل هذا بشري؟ كيف أتى إلى هنا؟ ولماذا ساعدنا؟"

ظل يفكر في هذه الأسئلة بينما ساعد يوكي على النهوض، وتوجها معًا للبحث عن مكان يحميهما.

رأيا كهفًا في البعد، فتمنيا أن يكون آمنًا. حين دخلاه وجداه نظيفًا، كأن أحدًا كان يسكنه. خرج أريس لجمع الخشب، صنع بابًا بسيطًا، أشعل نارًا، وبدأ في مداواة جروحه.

خلدا إلى النوم، وعقلهما مثقل بالأسئلة:

"ماذا سنفعل غدًا؟ ومن ذلك الرجل المقنع؟"

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon