الفصل 5

...لأقولها بكل وضوح، عرض زواجي لم يُؤخذ على محمل الجد إطلاقاً....

...“أرفض.”...

...فهاوارد رفضني قاطعاً....

...“لا أقبل عرض زواجٍ من شخص لا أعرف حتى اسمه.”...

...يا إلهي! يا لها من هفوة! كنت على عجلة لدرجة أنني أغفلت أهم شيء وهو التعريف بنفسي....

...وفوق ذلك، أنا لا أملك شعراً الآن....

...استلمت الحقيبة من هاوارد ثم فتحت نافذة النظام بسرعة واشتريت شعراً....

...بما أن هذا العالم مبنيٌ على لعبة، كان هناك متجر خاص لبيع العناصر التي تُغير المظهر الخارجي....

...دينغ-! ...

...ومع صوت إشعار النظام، ظهر الشعر فجأةً دفعة واحدة. بفضل ذلك، شعرت بشيء من الدفء على فروة رأسي التي كانت مكشوفةً تماماً، واختفى عدد قليل من القطع النقدية من كيس المال....

...'من حسن الحظ أن الشعر لا ينمو كالوقت الحقيقي.'...

...وإلا، كم كان سيبدو شكلي مثيراً للشفقة....

...تنفست الصعداء، ثم ناولت هاوارد باقة الزهور مجدداً....

...“اسمي ريكا. لا أملك اسماً عائلياً لأني من العامة. هلا تتزوجني؟”...

...عندما عرضت الزواج مجدداً بكل جرأة، بدت عيناه الحمراوان مدهوشتين بشكلٍ ساخر وانفتحتا قليلاً....

...كانت ملامحه تقول، ما هذا بحق؟...

...“…..عدم معرفتي باسمكِ كان مجرد أحد الأسباب العديدة التي جعلتني أرفض عرض الزواج. معرفته الآن لن يغير شيئاً.”...

...“وما المشكلة أيضاً إذاً؟”...

...قد يبدو ما أفعله الآن سخيفاً ومضحكاً في نظر هاوارد، لكنني كنت جادةً تماماً. كنت على استعداد لتصحيح كل ما لا يعجبه، إن هو أخبرني به....

...فكري بالأمر، أليس هو الرجل المثالي الذي سيحميني من أن تأخذ شخصيتي الأصلية ولو ذرة من ثروتي؟...

...وفوق ذلك، إن كنت معه، فسأتمكن من إيجاد شخصيتي الأصلية بسهولةٍ أكبر. ...

...تفويت حظ كهذا سيكون غباءً. علي أن أتمسك به. من أجل بقية حياتي!...

...بدت شفتا هاوارد تتحركان وكأنه يريد قول شيء، لكنه تنهد عندما رأى وجهي الخالي تماماً من أي مزاح....

...ثم بدأ يشرح بهدوء....

...“أولاً، المشكلة تبدأ من تلك الزهرة التي تحملينها.”...

...“الزهرة؟ ما بها؟”...

...نظرتُ إلى الأسفل نحو الزهرة التي في يدي....

...كانت زهرةً غير كبيرة، تحمل عدداً من البتلات الحمراء....

...'إنها جميلة فقط، فما المشكلة؟'...

...لم أفهم السبب، فاكتفيت بإمالة رأسي بصمت....

...ضحك هاوارد ضحكةً خفيفة وساخرة. و يبدو أن الموقف بأكمله لا يُصدق بالنسبة له....

...ومع ذلك، لم يتجاهلني أو يتهرب، بل أجاب على أسئلتي بكل هدوء....

...هاوارد تشيلستون، الذي كنت أراه لأول مرة وجهاً لوجه، كان أطيب بكثير مما تخيلت. ربما لأنه بدأ يخفف حذره تجاهي....

...“هل تعرفين ما هي هذه الزهرة؟”...

...“لا، هذه أول مرة أراها اليوم.”...

...هاوارد بدأ يشرح وكأنه كان يتوقع هذا الجواب....

...“إنها شقائق النعمان. كثيرون لا يعرفون شكلها، لكن الاسم معروفٌ جداً. ومعنى الزهرة أيضاً مشهور.”...

...شقائق النعمان*. بالفعل، سمعت بها من قبل....

...صورتها آخر الفصل...

...“وما معناها؟”...

...سألتُ بحذر وقد تسلّل القلق إلى قلبي....

...ذكره لمعنى الزهرة في هذا الوقت بالذات لا بد أنه ينذر بشيء سيئ....

...هاوارد، وقد لاحظ توتري، فتح نافذة النظام. وبينما كان يبحث عن شيء ما، عرض علي الشاشة....

...فكان معنى الزهرة كالتالي….....

...شقائق النعمان. فترة التفتح: من أبريل إلى مايو...

...معنى الزهرة: يختلف حسب اللون. شقائق النعمان الحمراء تعني الخيانة، الوحدة، حبٌ لا يمكن تحقيقه، حبٌ مهجور، عذاب الحب، حب عبثي، الانتظار….....

...…..هذا مأساويٌ حقاً....

...“هل ترغبين برؤية المزيد؟”...

...سألني هاوارد بصوتٍ خافت. فأرخيت كتفيّ وهززت رأسي بأسى....

...واو، هل من الممكن أن يكون معنى زهرة سيئاً إلى هذا الحد؟...

...'لماذا تزهر زهرة ربيعيةٌ في هذا الوقت من السنة؟'...

...إمبراطورية فيدوس كانت قد دخلت لتوّها فصل الخريف. أي أن من المفترض ألا تتفتح زهور الربيع في هذا الطقس. ...

...هل يعقل أن قوانين الطبيعة لا تُؤخذ بالحسبان في عالم مبني على لعبة؟...

...“يا لسوء الحظ.”...

...خرجت مني تنهيدة تلقائية. ...

...لم أسمع سوى سببين فقط لرفضه، ومع ذلك هززت رأسي باتجاه هاوارد كإشارة إلى أنني استسلمت....

...في الحقيقة، تمسّكت بالأمر لأنني كنت يائسة، لكن الرفض كان نتيجةً طبيعية تماماً، أليس كذلك؟...

...الفرق في المكانة بيني وبين هاوارد شاسع، وهو لا يحبني، ناهيك عن أنني حالياً أُعتبر مشبوهة، وأخفي سراً كذلك…..لو بدأنا نعدّ الأسباب، فلن ننتهي....

...مؤلم، لكنه الواقع....

...'لم يكن عليّ أن أقطف هذه الزهرة.'...

...كنت على وشك أن أعيد شقائق النعمان إلى الأرض، ثم توقفت فجأة. فقد خطرت لي فكرةٌ جيدة....

...بما أن معاني هذه الزهرة سيئة إلى هذا الحد….....

...'ربما أحتفظ بها حتى منتصف الليل، وأهديها لشخصيتي الأصلية.'...

...أخرجت زجاجة الماء من حقيبتي فوراً. كنت قد أحضرتها معي حين غادرت من النزل. ثم فتحت الغطاء وثبّتُّ بضع زهرات من شقائق النعمان داخل الزجاجة. ...

...كنت أنوي إبقاءها نضرة قدر الإمكان حتى منتصف الليل. حتى يصل معنى الزهرة لشخصيتي الأصلية كما هو....

...هاوارد نظر إليّ بنظرةٍ غريبة، لكن لم أُعره اهتماماً. منذ البداية وُصمت بأنني شخصٌ غريب الأطوار، لذا لم يكن هناك ما أخسره من سمعتي بعد الآن....

...'يكفيني أن لا يُتهمني بالهرطقة ويُحكم عليّ بالإعدام.'...

...جلست بهدوء أترقب ما سيفعله هاوارد. ففي النهاية، لقد تهربت من التفتيش وحاولت الهروب منه، لذا لا بد من الخضوع للتحقيق....

...رغم أن عرض الزواج جعل الجو غريباً قليلاً، إلا أن هاوارد لم يكن من النوع الذي يتغاضى عن قضايا مهمةٍ كهذه....

...وكما هو متوقّع، مدّ هاوارد يده نحوي....

...“بما أن منتصف الليل قد مر، فلا يوجد شيءٌ عاجل بعد الآن، أليس كذلك؟”...

...“صحيح.”...

...“إذاً، لنكمل الحديث في أوفلين. لا يصح أن تبقي هنا بهذا المظهر.”...

...حين مد يده خرج نفس الضوء الساطع كما في السابق....

...ضوءٌ ذهبي طار نحوي وألصق معصميّ ببعضهما. ...

...وعندما استوعبت ما حدث، كانت أصفادٌ ذهبية من قوة النور قد قُيّدت على يديّ....

...'هاه؟ أصفاد؟'...

...……هل أنا ذاهبة إلى السجن حالاً؟...

...نظرت إلى هاوارد بعينين مرتجفتين،...

...“ستبقين مقيدةً حتى نصل إلى مكان الحديث فقط. كما رأيتِ سابقاً، من الصعب دخول أوفلين الآن بعدما تجاهلتِ الترتيب الرسمي. حتى لو كنت أنا من يُدخلكِ، سيتكلم الناس. وخاصة بين فرسان الهيكل.”...

...“….…”...

...“ما لم تكوني تلك ‘الهرطقة’ التي كان رئيس فرسان الهيكل يطاردها ويجب التحقيق معها فوراً.”...

...فهمت ما كان يقصده هاوارد. أي أنه لا يعلم بعد إن كنت مهرطقةً حقاً أم لا، لكن لكي نمر من بين فرسان الهيكل، عليّ أن أتظاهر بأني واحدة....

...وكان ذلك، بلا شك، أسرع حل……رغم أنه مزعجٌ للغاية....

...“لا تقلقي. الأصفاد لا يراها أحدٌ سوى الشخص المقيد بها أو فارس الهيكل، وسأحرص على تغطية وجهكِ قدر الإمكان.”...

...قال هاوارد ذلك بينما كان يراقبني بعناية، موضحاً الأمر....

...نعم، لم يكن هناك مفر....

...'لا يمكنني الوقوف في طابور التفتيش بهذا الشكل مجدداً.'...

...تنهدت وأومأت برأسي. ...

...يبدو أن مكان إقامتي الليلة قد تحدد بالفعل....

...***...

...بدأت أعود إلى بوابة المدينة برفقة هاوارد، وقد غطيت رأسي بردائه من الأعلى حتى أخمص قدميّ....

...لم تكن نقطة التفتيش بعيدةً جداً. كان مكاني قد تحرك قليلاً إلى الأمام فقط مقارنةً بالسابق....

...'كما توقعت، لم يتمكنوا من الدخول حتى بعد منتصف الليل.'...

...كاد أن يحدث أمرٌ سيئ لو بقيت هناك....

...بينما كنت أفكر في ذلك، سمعت همساتٍ قريبة من جانبي....

...“أمي! من هذه؟ ملابسها غريبة.”...

...“شش! لا تنظري. إنها تُساق من قبل فارس الهيكل! قد تكون شخصاً شريراً.”...

...خفضتُ رأسي بسرعة خشية أن يظهر وجهي. ...

...لكن لم يكن بالإمكان إخفاء وجهي تماماً. لكي أتمكن من المشي دون أن أتعثر، كنت بحاجة إلى بعض الرؤية....

...“هاه..…”...

...في النهاية، لم أستطع إخفاء وجهي بالكامل، ولا تأمين رؤيةٍ واضحة تماماً....

...وخلال ذلك، كانت أصوات الهمسات لا تزال تتردد من حولي. وبسبب الزحام، لم أستطع تمييز كل ما يُقال، لكن كلمةٌ واحدة سمعتها بوضوح....

...“مهرطقة.”...

...انخفض رأسي أكثر فأكثر. ...

...وأثناء استمراري في ذلك الوضع، وقعت عيني على الأصفاد التي تُقيد معصمي. وفي تلك اللحظة، تجمعت الدموع فجأةً في عيني....

...لأول مرة، شعرتُ تماماً بواقعية الموقف الذي أنا فيه الآن....

...'حتى وإن لم يرَ أحد الأصفاد…..لا يزالون يظنون أني مهرطقة.'...

...أشعر بالظلم والضيق....

...كنت مشغولةً طوال الوقت فقط بالقلق على لقمة العيش. حتى مجرد التفكير في اتباع ملك الشياطين كان ترفاً لا أستطيع تحمله....

...أقسم لكم، لم يخطر في بالي ولو مرة أن أفعل شيئاً كهذا. فلماذا انتهى بي المطاف بهذا الشكل؟...

...'كم هو مزعج.'...

...غاضبةً بلا سبب واضح، ركلتُ حجراً صغيراً أمامي، رغم أنني كنت أعلم أن قدمي الملفوفتين بقطعة عباءة ممزقة ستتألمان....

...لكنني لم أكن ألوم هاوارد، الذي كان يمشي أمامي. فلو كنت مكانه، كنت سأفعل الشيء نفسه....

...أنا فقط…..أكره كل شيء. ...

...أكره من وضعني فجأةً في هذا الجسد. وأكره هذه اللعبة اللعينة التي خلقت هذا الوضع بأكمله....

...تدحرج الحجر قليلاً…..ثم اصطدم بكعب الشخص الذي يسير أمامي....

...'آه، لم أكن أقصد تفريغ غضبي على هاوارد.'...

...شعر هاوارد بشيء يلمس قدمه، فتوقف والتفت إليّ....

...أحسست بنظراته تتجه نحوي. لكنني لم أستطع لا أن أنظر إليه، ولا أن أتوقف....

...كنت خائفةً من نظرات الناس التي ستنهال على وجهي بمجرد أن أرفعه. و كنت أعلم تماماً كيف سينظرون إليّ....

...فقط، أريد أن أخرج من هنا بأسرع ما يمكن....

...لكن كما لو أن العالم أراد أن يؤكد لي أنه ليس في صفي، تعثّرت قدمي فجأةً وأنا أرجع إلى الخلف. و جسدي المترنح سقط بشكلٍ بائس أمام هاوارد....

...فازداد همس الناس ووشوشاتهم من حولي أكثر فأكثر....

...كنت أفتح فمي محاوِلةً التحدث، لكن لم يخرج مني سوى صوت خافت بالكاد يُسمع وأنا أعتذر....

...“…..آسفة بشأن ركل الحجر. لم أقصد أن أصيب قدمكَ، سيدي القائد.”...

...لكن لم يأتِ أي رد....

...هل غضب؟ من الطبيعي أن يغضب، فشخص يُشتبه بأنه مهرطق تجرأ ولمسه. لقد سمعت أن هاوارد يكره المهرطقين بشدة....

...لكنني لست مهرطقة. ولم أقصد أن أهاجمه. وبصراحة، حتى الضربة لم تكن بتلك القوة....

...…..لماذا لا أستطيع حتى أن أركل حجراً بحرية؟...

...اجتاحتني مشاعرٌ غريبة من الحزن على شيء تافه....

...ربما كان هذا انفجاراً متأخراً لكل الغضب الذي حبسته في داخلي طوال هذه المدة. فلطالما شعرت أن الحياة بائسة. وكأن العالم من حولي قد خُلق خصيصاً ليرفض وجودي....

...كتمت دموعي بعضّ شفتي بقوة....

...وفي تلك اللحظة، هاوارد، الذي بقي ساكناً طوال الوقت، نطق أخيراً....

...“اسمحي لي للحظة.”...

...قال ذلك بصوتٍ منخفض، قبل أن أتمكن حتى من رفع رأسي. وفجأة، وُضع شيءٌ على رأسي بلطف....

...بسبب ذلك، أصبح ما أمامي مُظلم، ولم أعد أستطيع رؤية شيء، لكن لم يكن من الصعب أن أكتشف أن الشيء الذي غطى رأسي كان معطف الفارس الذي كان يرتديه هاوارد....

...“لم أفكر في كيفية رؤية الناس لهذا. لا تخفضي رأسكِ، استخدمي هذا لتغطية وجهكِ.”...

...“ماذا؟ ولكنني لن أتمكن من الرؤية إذا فعلت ذلك. كيف سأتمكن من المشي؟”...

...اعترضت وأنا أتحاشى إظهار توتري بالكحة الخفيفة....

...ثم سمعت ضحكةً خفيفة بجانبي....

...كانت ضحكةً صافية جداً لدرجة أنني أردت أن أزيل المعطف لأرى أمامي بوضوح....

...“لا داعي للقلق بشأن ذلك.”...

...وبسبب تساؤلي، استدرتُ برأسي ببطء، وفجأة شعرت أن جسدي ارتفع عن الأرض....

...“أه!”...

...هاوارد حملني بين ذراعيه كما لو كنت أميرة، لئلا يتمكن الناس من النظر إليّ....

...كان يحملني بحذرٍ شديد جداً....

...___________________...

...وش القرين فلاق هذا يمه ...

...الصيحه الي كان بتجيها اكيد راحت😭...

...شعرها ترسبن✨...

...هذي الوردة حلوه من الي حاطلها المعاني ذي ...

...‏Dana...

الجديد

Comments

Kazoha

Kazoha

بالمنطر ده ؟ طبعاً
كنت ح اشك فيه لو قبل اصلاً

2025-04-25

0

Kazoha

Kazoha

أسوأ زهرة لحد الان🤦🏼‍♀️🥲

2025-04-25

0

Kazoha

Kazoha

😍😍😍😍🤩

2025-04-25

0

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon