...هاه، تبا....
...تمتمت بشتيمةٍ في داخلي بينما أستمع إلى صوت الجرس الذي يقرع بصوت عالٍ لا يمكن إنكاره....
...لم أكن بحاجةٍ لرؤية ما يحدث لأفهم. فمرة أخرى، سُلبَ مني كل شيءٍ على يد شخصيتي الأصلية....
...'هل لأننا في الخريف الآن؟ الليل باردٌ قليلاً.'...
...رفعت يدي ومسحت ذراعيّ....
...فقد كانت رياح باردة تسللت إلى جلدي المكشوف. آه، وبالطبع، لا أعني أنني كنت عاريةً حرفياً....
...<عالم الفانتازيا> هي لعبةٌ مصنفة لكل الأعمار....
...في <عالم الفانتازيا>، لا توجد حالاتٌ يُعرض فيها الجسد العاري للشخصية. حتى وإن لم تكن الشخصية ترتدي شيئاً، فإنها تُزوَّد تلقائياً بقميصٍ أبيض بأكمامٍ قصيرة وسروالٍ قصير كزي أساسي....
...تماماً كما أنا الآن....
...'صحيح، يجب ألا نخالف الرقابة.'...
...بالطبع، في هذا العالم حيث توجد الأسرة الإمبراطورية والنبلاء، قد يعتبرون هذا اللباس فاضحاً لكشفه الكثير من الجلد، وربما يوبخونني عليه، لكن في النهاية، كل ما يجب تغطيته مغطى....
...هذا القدر لا يُعد مشكلةً على الإطلاق. لكن المشكلة الحقيقية الآن هي……...
...“…..ما هذا بحق.”...
...تحدث هاوارد أخيراً بعد لحظةٍ من الصمت. و لم تكن عيناه مركزةً على ملابسي التي خفّت فجأة، بل كانت أعلى قليلاً، مركّزةً على قمة رأسي....
...وتحديدًا على فروة رأسي الخالية من شعرةٍ واحدة....
..."لم أظن أن الأمر سيصل إلى هذا الحد.”...
...تمتم هاوارد بصوتٍ مرتبك....
...لقد كان مذهولاً لدرجة أن الحذر الذي أظهره منذ لحظاتٍ اختفى دون أثر، وكأنه نسي تمامًا أنه كان يطارد مشتبهاً به في الهرطقة حتى وصل إلى هنا....
...أعاد سيفه إلى غمده على مضض، ثم حرّك شفتيه وسأل،...
...“…هل أنتِ بخير؟”...
...يبدو أنه أدرك ما قصدته بـ”مشكلةٍ مزعجة”. فأجبته بصوتٍ خافت،...
...“الهواء البارد…..يصيب رأسي الآن.”...
...فتغيرت ملامح هاوارد، وكأنه لا يعرف ماذا يقول. ...
...أما أنا، فقد اعتدت على هذا الموقف يومياً، فلم أشعر بشيء. لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك للآخرين....
...ألم أقل منذ قليل؟ كلا الطرفين سيواجهان أمراً مزعجاً....
...'على كل حال…..حتى في اللعبة، لم أرَ وجه هاوارد تشيلستون بهذا الشكل من قبل. هل يُفترض أن أعتبر هذا شرفاً؟'...
...مررت يدي على رأسي الأملس، ثم توقفت قبل أن تزداد تعابير وجهه غرابة....
...لقد تجاوزنا منتصف الليل، ربما حان الوقت لأخبره بسرّي، كما أراد....
...كنت أنوي أن أخبره بكل شيء بمجرد أن نجد فندقًا على أي حال. ومهما قلت، سيكون أفضل من أن يتم اتهامي بالهرطقة....
...'هل يجب أن أبدأ بإخباره أنني متجسدة؟ أم أخبره أولًا أنني شخصيةٌ بديلة؟'...
...“شخصية بديلة؟”...
...تمتمت بذلك بصوتٍ خافت دون أن أدرك، لكن هاوارد التقط الكلمات فوراً وردّ مباشرة....
...“هل تعرفين أيضًا عن أصل هذا العالم؟”...
...انطلقت نحوي نظرةٌ حادة كسهم. وتغير جو المكان فجأة....
...بسبب الهالة التي أطلقها هاوارد تشيلستون. تدفق ضوء ذهبي حوله. ...
...لم أرَ هذا المنظر من قبل في الواقع، لكنني أدركته فورًا. كان ذلك هو “القوة المقدسة” التي يتحكم بها فرسان الهيكل....
...'لا مجال للمقارنة مع ما رأيته في اللعبة.'...
...تملكني شعورٌ بالاختناق تحت وطأة تلك القوة....
...كان من الأفضل لو أشهر سيفه مجددًا كما فعل سابقًا. الآن فهمت لماذا لا يستطيع الهراطقة إلا قول الحقيقة عندما يقفون أمام هذا الرجل....
...ومع ذلك……...
...'لا يمكنني البقاء ساكنةً هكذا.'...
...حاولت جاهدةً ألا أتوتر، وفتحت فمي ببطء....
...“نعم، أنا أعرف. أعلم أن هذا العالم تحت تأثير <عالم الفانتازيا>، وأعلم أيضاً أنكَ قائد فرقة ولست سوى شخصية غير قابلة للعب. آه، وأعرف أيضًا أنك قادرٌ على استخدام النظام. كما رأيتَ قبل قليل، أنا أيضًا أستطيع استخدامه.”...
...“من الذي أخبركِ بذلك؟”...
...“لم يخبرني أحد. رأيتُ ذلك بنفسي.”...
...أخذت نفسًا عميقًا بصوتٍ خافت، ثم أضفت،...
...“كنتُ أحد لاعبي <عالم الفانتازيا>. قبل عشر سنوات، استيقظت لأجد نفسي قد دخلت إلى جسد شخصيتي، أي هذا الجسد. ببساطة، يمكن القول أنه نوعٌ من ‘التلبّس’.”...
...“تلبّس؟”...
...قطّب هاوارد حاجبيه، وكأن الكلمة لم تكن متوقعة....
...“وكيف يمكنكِ إثبات ذلك؟”...
...“هل سيكون كافيًا إذا قلت لكَ أنني أعلم أن السبب وراء الزيادة المفاجئة في طلبات الزواج المتجهة إلى قصر الدوق تشيلستون في السنوات الأخيرة هو تأثير حدث يوم الحب في <عالم الفانتازيا> بعنوان ‘في الحلم، معكَ’؟”...
...“…….”...
...“آه، ويمكنني أيضًا شرح ماهية حدث ‘في الحلم، معك’. صحيح أن <عالم الفانتازيا> ليست لعبةَ مواعدة، لكن هناك لاعبين يرغبون في إقامة علاقات حب مع شخصياتٍ مشهورة مثل القائد. ولهذا قامت شركة اللعبة خلال موسم يوم الحب بتنظيم فعاليةٍ خاصة تسمح للاعبين بالتقرّب عاطفياً من الشخصية التي يختارونها-”...
...“هاه…..كفى.”...
...قاطعني هاوارد بزفرةٍ خافتة، كما لو أن الموضوع أزعجه....
...يبدو أن هذا الحديث لم يكن مريحًا له. وهو أمرٌ مفهوم، فلا بد أن رفض كل تلك طلبات الزواج كان صداعًا لا يُستهان به....
...واصل هاوارد كلامه بينما كان يضع يده على رأسه....
...“حسنًا، فهمت أنك متلبّسة بالشخصية. لكن كيف يمكنكِ استخدام النظام؟ هل أنتِ أحد الشخصيات الخفية مثلًا؟”...
...“لا، أنا مجرد إنسانةٍ عادي تلبّست هذا الجسد ليس إلا.”...
...“إنسانة عادية تستخدم النظام؟ هذا غير معقول..…”...
...“ليس مستحيلاً. أليس غريبًا أن يكون ذلك مستبعدًا؟ لم أسمع يومًا أن فقط الشخصيات الرئيسية يمكنها استخدام النظام.”...
...عندما شددت على كلمة “فقط”، ارتجف هاوارد قليلاً....
...بصراحة، كنت ألقي الكلام على هواي، لكنه على ما يبدو أصاب الهدف. فالهالة الثقيلة التي كانت تحيط به بدأت تخفّ تدريجيًا....
...قررت أن أستغل هذا الجو الإيجابي لأُحكم الموقف أكثر....
...“لقد مضى وقتٌ طويل منذ أن تم إنشاء <عالم الفانتازيا>، أليس كذلك؟ من الطبيعي أن تظهر حالاتٌ استثنائية مثلي من وقتٍ لآخر. بل، إذا فكرت فيها جيدًا، أليس كوني متلبّسةً من عالم آخر أمرًا أغرب بكثير من قدرتي على استخدام النظام؟”...
...أومأ هاوارد برأسه بعد لحظة صمت. وفي اللحظة ذاتها، اختفى الضوء الذهبي المحيط به تمامًا....
...'رائع. اجتزت أول عقبة.'...
...تنهدت بارتياح ومسحت ذراعيّ قليلاً، فمع زوال التوتر عاد البرد الذي كنت قد نسيته....
...عندها، أطلق هاوارد صوت “آه” صغيرًا، ثم نزع عباءته التي كان يرتديها فوق زي الفارس ووضعها على كتفي. ولم ينسَ قبل ذلك أن يمزق طرف العباءة ليغطي به قدميّ الحافيتين....
...كما هو متوقع من أكثر شخصيةٍ غير قابلة للعب شعبية في اللعبة....
...سأتظاهر بأني لم ألاحظ أنه تردد قليلاً وهو ينظر إلى رأسي قبل أن يضع العباءة على كتفي تعبيرًا عن الامتنان....
...“بصراحة، من الصعب تقبّل ما قلتِه حتى الآن. وخصوصًا فكرة أن لاعبًا يتلبّس جسد شخصية في هذا العالم…..لم يخطر ببالي شيءٌ كهذا من قبل.”...
...“أتفهّم ذلك. من الطبيعي أن تشعر هكذا.”...
...“هاه…..حسنًا، دعينا نترك ما قلتِه حتى الآن جانبًا، وسأطرح سؤالًا آخر. لماذا خرجتِ من المسار المحدد؟”...
...سألني هاوارد وقد اعتدل في جلسته....
...سؤال كهذا؟ لا بأس. بما أنني بدأت الحديث، من الطبيعي أن أكمل....
...“بما أنك سمعتني أقول أنني شخصية بديلة، فلا بد أنكَ بدأت تكتشف الصورة. في الواقع، هذا الجسد ليس هو شخصيتي الأصلية، بل هو الشخصية البديلة. وبسبب إعدادات وضعتها أثناء لعبي، يتم سلب كل ما أملكه عند منتصف الليل لصالح الشخصية الأصلية.”...
...“حتى الشعر؟”...
...“نعم، ولهذا أصبحت أصلعة.”...
...“…….”...
...عضّ هاوارد شفتيه بشدة. للحظة، بدا وكأنه لا يعرف إن كان عليه أن يضحك أم يبكي....
...فلتضحك فقط. التفكير في الأمر أكثر مما يستحق سيجعل الوضع أكثر إزعاجًا....
...تنهدت وبدأت أشرح له وضعي الحالي بالكامل. ...
...أخبرته أن ذاكرتي قبل التلبّس ضبابية، لذلك لا أعلم من هي شخصيتي الأصلية، وأن المعلومة الوحيدة التي حصلت عليها هي أن الشخصية الأصلية موجودة في “أوفلين”، وقد عرفت ذلك من خلال النظام....
...آه، باستثناء حقيقة أنني “نوكس”. ...
...اضطررت للكشف عن أنني شخصية بديلة لتفسير الموقف، لكن ليس من الضروري أن أبوح بكل نقطة ضعفٍ أملك....
...كان يقلقني حتى مجرد أنني أخبرت آنا بكل هذا....
...“على أي حال، كنتُ فقط أحاول العثور على نزلٍ قريب قبل حلول منتصف الليل. في البداية كنت أفكر في الذهاب إلى نزلٍ في أوفلين، لكن بعد ما حدث، بدا أن ذلك مستحيل. على أي حال، الحقيبة التي كانت تحتوي على كل أموالي اختفت، لذا كل شيءٍ انتهى بالفعل.”...
...لقد فقدتُ كل ما أملك....
...كيف سأعيش الآن؟ وأين سأنام هذه الليلة؟...
...تنهدت بعمق، لكن هاوارد سألني بنبرة متعجبة،...
...“ما الذي تقولين أنه اختفى؟ الحقيبة موجودةٌ هنا.”...
...“نعم، أعني أن الحقيبة كانت…..ماذا؟”...
...نظرت أخيرًا إلى قدمي هاوارد. وهناك كانت الحقيبة الموضوعة، بلا شك حقيبتي....
...“ما الذي يحدث؟”...
...لقد تجاوزنا منتصف الليل، لكن الأشياء لم تختفِ....
...من قبل، جرّبت كل الطرق حتى لا تُسلب مني ممتلكاتي—سلمتها للآخرين، دفنتها في الأرض، جربت كل شيء…..ومع ذلك، لم ينجح شيءٌ قط....
...لكن الآن، لماذا؟...
...بدأت أفكر بتركيز، وأخيرًا عثرت على الفرق الوحيد بين كل المحاولات السابقة والوضع الحالي....
...إنه هذا الرجل، الذي يقف أمامي. هاوارد تشيلستون!...
...'هل يمكن أن يكون السبب أنه يعرف شيئًا عن اللعبة؟'...
...لا أعرف بالضبط ما الآلية التي تسببت بهذا التغيير، لكن ذلك لم يكن مهمًا الآن. فالخلاصة هي: طالما أن هاوارد بجانبي، فلن أتعرض مجددًا لمأساة أن تُسلب أموالي لصالح الشخصية الأصلية....
...…..رائع. سأتغاضى عن كل ما مررتُ به من معاناة في السابق....
...الآن وقد وجدتُ الشخص الذي أحتاج إليه فعلًا، لم يكن هناك أي سبب للتردد....
...حقيقة أنني أصبحت فجأةً مهرطقة بطريقة سخيفة، وأن الرجل الذي أمامي هو قائد فرقة فرسان الهيكل المكلّفين بالإمساك بالمهرطقين—كل تلك الحقائق محيت تمامًا من رأسي....
...'على أي حال، لا توجد وسيلة ليعرف أنني نوكس، أليس كذلك؟'...
...ومع بقاء سنةٍ واحدة فقط لي، لم أعد أرى أي شيء أمامي....
...تركت هاوارد الذي كان لا يزال يبدو متحيّرًا، وأسرعت أنظر حولي....
...كان هناك زهورٌ مزهرة بالقرب منا. و لم أكن أعرف اسمها، لكن ذلك لم يهم....
...اقتلعُتُ بضع زهرات من الجذور، ومددتُها نحو هاوارد بشكلٍ مفاجئ....
...“سيدي القائد، هلا تتزوجني؟”...
...أرجوكَ، اقبل عرض زواجي. سأجعلكَ سعيدًا....
...___________________...
...اسرع عرض زواج😂...
...المشكله هي مستوعبه انها جالسه تعرض الزواج وهي قرعا وببجامه؟😭😭😭😭😭😭😭...
...البطله تضحك ولا يهمها شي اعترفت بكل شي بسرعه والحين بعد بسرعه تبي تتزوج✨...
...Dana...
39تم تحديث
Comments
Kazoha
اوف؟!!!!!
كده من الباب للطاقة؟؟؟؟
2025-04-25
0
Kazoha
🤣🤣🤣🤣🤣
انا مو مستوعبة
2025-04-25
0
Kazoha
انا مصدومة اكثر منه
2025-04-25
0