جبل احمر
كان الهواء أثقل من المعتاد، كأن الجبل نفسه يتنفس فوق عنقي.
كل خطوة على الحصى تصرخ، كأن الأرض تحذرني: "ارجع."
السماء بدأت تظلم رغم أن الوقت لم يتجاوز الخامسة…
والغربان تجمّعت على الأسلاك، تراقبني بلا صوت، بلا حراك.
وكأنها شهود على شيء… لم يحدث بعد.
اقتربت من الصخرة المنحوتة عند مدخل الكهف،
نُقش عليها شيء غريب…
لغة قديمة، لكني شعرت بها…
كأنها تناديني باسمي.
"علي…"
تردّد الصوت في رأسي، هامسًا، رقيقًا، لكنه لم يكن صوت إنسان.
كان يشبه صوت أمي… لكنها ماتت قبل خمس سنوات.
شهقت.
أردت الهروب، لكن قدماي لم تتحركا.
ورأيت ظلًا… يمشي داخلي.
أوهه نيناف، حماسج نار—وهذا الفلاش باك يبرد قلبك ويزيد غموض الرواية:
---
فلاش باك – قبل خمس سنوات
كنا سبعة… نضحك، نركض، نحمل أكياس الشيبس والعصير، كأننا نمتلك العالم.
طلعة بسيطة، قالها سامر، وكان دايمًا أول من يضحك… وآخر من يرجع.
الجبل الأحمر كان يلمع تحت شمس الغروب،
لكن ما أحد منا لاحظ إننا عبرنا الخط.
الخط اللي قالوا لنا الشيوخ "لا تطبّونه".
ضحكنا لما سمعنا صوت حديد يحتك بصخر،
"أكيد معزّة ولا شي"، قالت مريم وهي تقهقه.
بس الصوت استمر…
وصار أقرب.
ثم… صمت.
نظرت للخلف، ما لقيت أحد.
اسمي كان يُنادى… لكن لا من سامر، ولا من أحد من الرفقة.
كان صوتًا أعرفه…
أمي.
لكنها، وقتها، كانت تحت الأرض منذ أسبوعين.
___
عنوان الرواية: جبل أحمر النوع: رعب – خيال – غموض
المقدمة: الريح كانت تعوي كأنها تبكي… كأن الجبل يخفي أكثر من صخوره، أكثر من ترابه الأحمر… كأن فيه قلوب مدفونة، وأسرار ما تجرأت تطلع للضوء.
منذ الطفولة، قيل لنا: "لا تقتربوا من الجبل بعد الغروب… فالأصوات التي تسمعونها ليست الريح."
لكنني اقتربت. لم أعد طفلاً… ولا بقيت حيًا كما كنت.
هنا، في سفح "جبل أحمر"، يبدأ كل شيء… وينتهي كل شيء.
---
الفصل الأول – الصمت الذي يتكلم:
كان الهواء أثقل من المعتاد، كأن الجبل نفسه يتنفس فوق عنقي. كل خطوة على الحصى تصرخ، كأن الأرض تحذرني: "ارجع."
السماء بدأت تظلم رغم أن الوقت لم يتجاوز الخامسة… والغربان تجمّعت على الأسلاك، تراقبني بلا صوت، بلا حراك. وكأنها شهود على شيء… لم يحدث بعد.
اقتربت من الصخرة المنحوتة عند مدخل الكهف، نُقش عليها شيء غريب… لغة قديمة، لكني شعرت بها… كأنها تناديني باسمي.
"نيناف…" تردّد الصوت في رأسي، هامسًا، رقيقًا، لكنه لم يكن صوت إنسان. كان يشبه صوت أمي… لكنها ماتت قبل خمس سنوات.
شهقت. أردت الهروب، لكن قدماي لم تتحركا.
ورأيت ظلًا… يمشي داخلي.
---
فلاش باك – قبل خمس سنوات:
كنا سبعة… نضحك، نركض، نحمل أكياس الشيبس والعصير، كأننا نمتلك العالم. طلعة بسيطة، قالها سامر، وكان دايمًا أول من يضحك… وآخر من يرجع.
الجبل الأحمر كان يلمع تحت شمس الغروب، لكن ما أحد منا لاحظ إننا عبرنا الخط.
الخط اللي قالوا لنا الشيوخ: "لا تطبّونه".
ضحكنا لما سمعنا صوت حديد يحتك بصخر، "أكيد معزّة ولا شي"، قالت مريم وهي تقهقه.
بس الصوت استمر… وصار أقرب.
ثم… صمت.
نظرت للخلف، ما لقيت أحد. اسمي كان يُنادى… لكن لا من سامر، ولا من أحد من الرفقة.
كان صوتًا أعرفه… أمي.
لكنها، وقتها، كانت تحت الأرض منذ أسبوعين.
---
الفصل الثاني – عيون في الظلام:
استدرت بسرعة… ولا شيء خلفي. لا صدى، لا نفس، فقط الجبل يحدّق بي من كل الجهات.
صرخت: "امير؟ احمد؟! كافي مزاح!" لكن لم يجبني أحد. حتى الصدى قرر أن يصمت.
ثم لمحته… عينان. لا، ليست عينا بشر. كانت أوسع من الطبيعي، ثابتة، لا ترمش. تنبعث منها حمرة خافتة، وكأن داخلها جمر مشتعل.
تراجعت خطوة، فتعثرت وسقطت. شعرت بالحجارة تخدش ذراعي، لكن الخوف غطى على الألم.
الصوت عاد. ليس صوت أمي هذه المرة… بل صوت رجل، أجش، كأن التراب نفسه يتكلم: "انت رجعت… ليش؟"
أردت أن أقول شيئًا، أن أصرخ، أن أهرب… لكنني كنت مقيّد بخوفي.
ثم خرج من الظلام جسد طويل، مغطى بعباءة رمادية ممزقة، وجهه غير واضح… لكن أنفاسه باردة. باردة جدًا.
اقترب مني وقال بصوت منخفض: "اللي يطب الجبل… ما يطلع نفسه ابدا
عنوان الرواية: جبل أحمر النوع: رعب – خيال – غموض
المقدمة: الريح كانت تعوي كأنها تبكي… كأن الجبل يخفي أكثر من صخوره، أكثر من ترابه الأحمر… كأن فيه قلوب مدفونة، وأسرار ما تجرأت تطلع للضوء.
منذ الطفولة، قيل لنا: "لا تقتربوا من الجبل بعد الغروب… فالأصوات التي تسمعونها ليست الريح."
لكنني اقتربت. لم أعد طفلاً… ولا بقيت حيًا كما كنت.
هنا، في سفح "جبل أحمر"، يبدأ كل شيء… وينتهي كل شيء.
الفصل الأول – الصمت الذي يتكلم:
كان الهواء أثقل من المعتاد، كأن الجبل نفسه يتنفس فوق عنقي. كل خطوة على الحصى تصرخ، كأن الأرض تحذرني: "ارجع."
السماء بدأت تظلم رغم أن الوقت لم يتجاوز الخامسة… والغربان تجمّعت على الأسلاك، تراقبني بلا صوت، بلا حراك. وكأنها شهود على شيء… لم يحدث بعد.
اقتربت من الصخرة المنحوتة عند مدخل الكهف، نُقش عليها شيء غريب… لغة قديمة، لكني شعرت بها… كأنها تناديني باسمي.
"نيناف…" تردّد الصوت في رأسي، هامسًا، رقيقًا، لكنه لم يكن صوت إنسان. كان يشبه صوت أمي… لكنها ماتت قبل خمس سنوات.
شهقت. أردت الهروب، لكن قدماي لم تتحركا.
ورأيت ظلًا… يمشي داخلي.
فلاش باك – قبل خمس سنوات:
كنا سبعة… نضحك، نركض، نحمل أكياس الشيبس والعصير، كأننا نمتلك العالم. طلعة بسيطة، قالها سامر، وكان دايمًا أول من يضحك… وآخر من يرجع.
الجبل الأحمر كان يلمع تحت شمس الغروب، لكن ما أحد منا لاحظ إننا عبرنا الخط.
الخط اللي قالوا لنا الشيوخ: "لا تطبّونه".
ضحكنا لما سمعنا صوت حديد يحتك بصخر، "أكيد معزّة ولا شي"، قالت مريم وهي تقهقه.
بس الصوت استمر… وصار أقرب.
ثم… صمت.
نظرت للخلف، ما لقيت أحد. اسمي كان يُنادى… لكن لا من سامر، ولا من أحد من الرفقة.
كان صوتًا أعرفه… أمي.
لكنها، وقتها، كانت تحت الأرض منذ أسبوعين.
الفصل الثاني – عيون في الظلام:
استدرت بسرعة… ولا شيء خلفي. لا صدى، لا نفس، فقط الجبل يحدّق بي من كل الجهات.
صرخت: "سامر؟ مريم؟! كافي مزاح!" لكن لم يجبني أحد. حتى الصدى قرر أن يصمت.
ثم لمحته… عينان. لا، ليست عينا بشر. كانت أوسع من الطبيعي، ثابتة، لا ترمش. تنبعث منها حمرة خافتة، وكأن داخلها جمر مشتعل.
تراجعت خطوة، فتعثرت وسقطت. شعرت بالحجارة تخدش ذراعي، لكن الخوف غطى على الألم.
الصوت عاد. ليس صوت أمي هذه المرة… بل صوت رجل، أجش، كأن التراب نفسه يتكلم: "انتي رجعتي… ليش؟"
أردت أن أقول شيئًا، أن أصرخ، أن أهرب… لكنني كنت مقيّدة بخوفي.
ثم خرج من الظلام جسد طويل، مغطى بعباءة رمادية ممزقة، وجهه غير واضح… لكن أنفاسه باردة. باردة جدًا.
اقترب مني وقال بصوت منخفض: "اللي يطب الجبل… ما يطلع نفسه أبد."
الفصل الثالث – الطين والنداء:
استيقظت فجأة… كنت مستلقية على الأرض، والسماء سوداء تمامًا. لا قمر، لا نجوم. لكنني كنت جافة. لا طين على جسدي. لا دم. لا أثر لذاك الكائن.
نهضت ببطء، وأنا أتنفس بصعوبة. كأنني كنت تحت الماء… أو تحت الأرض.
كان هناك شيء مغروس في يدي. نظرت… ورأيت قطعة حجر صغيرة، عليها نفس النقش اللي كان على الصخرة. وحولها دم… دمي.
رفعتها، وإذا بها تبث حرارة غريبة… كأنها قلب حي.
ثم، من بعيد، سمعت النداء. "علي… علي… لا تصدّق."
كانت احمد. صوتها متقطع، ضعيف، لكن واضح.
ركضت باتجاه الصوت، بين الشجيرات والصخور… حتى رأيتها. واقفة، تبتسم، ولكن عيونه كانت ميتة.
"رجعتي؟" سألتني. لم أستطع الإجابة.
"ما لازم نرجع يا علي ما نقدر." ثم سقطت أمامي، وتحولت إلى تراب.
صرخت… لكن صوتي ما طلع.
وورائي… صوت الخطوات عاد من جديد.
عنوان الرواية: جبل أحمر النوع: رعب – خيال – غموض
المقدمة: الريح كانت تعوي كأنها تبكي… كأن الجبل يخفي أكثر من صخوره، أكثر من ترابه الأحمر… كأن فيه قلوب مدفونة، وأسرار ما تجرأت تطلع للضوء.
منذ الطفولة، قيل لنا: "لا تقتربوا من الجبل بعد الغروب… فالأصوات التي تسمعونها ليست الريح."
لكنني اقتربت. لم أعد طفلاً… ولا بقيت حيًا كما كنت.
هنا، في سفح "جبل أحمر"، يبدأ كل شيء… وينتهي كل شيء.
---
الفصل الأول – الصمت الذي يتكلم:
كان الهواء أثقل من المعتاد، كأن الجبل نفسه يتنفس فوق عنقي. كل خطوة على الحصى تصرخ، كأن الأرض تحذرني: "ارجع."
السماء بدأت تظلم رغم أن الوقت لم يتجاوز الخامسة… والغربان تجمّعت على الأسلاك، تراقبني بلا صوت، بلا حراك. وكأنها شهود على شيء… لم يحدث بعد.
اقتربت من الصخرة المنحوتة عند مدخل الكهف، نُقش عليها شيء غريب… لغة قديمة، لكني شعرت بها… كأنها تناديني باسمي.
"نيناف…" تردّد الصوت في رأسي، هامسًا، رقيقًا، لكنه لم يكن صوت إنسان. كان يشبه صوت أمي… لكنها ماتت قبل خمس سنوات.
شهقت. أردت الهروب، لكن قدماي لم تتحركا.
ورأيت ظلًا… يمشي داخلي.
---
فلاش باك – قبل خمس سنوات:
كنا سبعة… نضحك، نركض، نحمل أكياس الشيبس والعصير، كأننا نمتلك العالم. طلعة بسيطة، قالها سامر، وكان دايمًا أول من يضحك… وآخر من يرجع.
الجبل الأحمر كان يلمع تحت شمس الغروب، لكن ما أحد منا لاحظ إننا عبرنا الخط.
الخط اللي قالوا لنا الشيوخ: "لا تطبّونه".
ضحكنا لما سمعنا صوت حديد يحتك بصخر، "أكيد معزّة ولا شي"، قالت مريم وهي تقهقه.
بس الصوت استمر… وصار أقرب.
ثم… صمت.
نظرت للخلف، ما لقيت أحد. اسمي كان يُنادى… لكن لا من سامر، ولا من أحد من الرفقة.
كان صوتًا أعرفه… أمي.
لكنها، وقتها، كانت تحت الأرض منذ أسبوعين.
---
الفصل الثاني – عيون في الظلام:
استدرت بسرعة… ولا شيء خلفي. لا صدى، لا نفس، فقط الجبل يحدّق بي من كل الجهات.
صرخت: "سامر؟ مريم؟! كافي مزاح!" لكن لم يجبني أحد. حتى الصدى قرر أن يصمت.
ثم لمحته… عينان. لا، ليست عينا بشر. كانت أوسع من الطبيعي، ثابتة، لا ترمش. تنبعث منها حمرة خافتة، وكأن داخلها جمر مشتعل.
تراجعت خطوة، فتعثرت وسقطت. شعرت بالحجارة تخدش ذراعي، لكن الخوف غطى على الألم.
الصوت عاد. ليس صوت أمي هذه المرة… بل صوت رجل، أجش، كأن التراب نفسه يتكلم: "انتي رجعتي… ليش؟"
أردت أن أقول شيئًا، أن أصرخ، أن أهرب… لكنني كنت مقيّدة بخوفي.
ثم خرج من الظلام جسد طويل، مغطى بعباءة رمادية ممزقة، وجهه غير واضح… لكن أنفاسه باردة. باردة جدًا.
اقترب مني وقال بصوت منخفض: "اللي يطب الجبل… ما يطلع نفسه أبد."
---
الفصل الثالث – الطين والنداء:
استيقظت فجأة… كنت مستلقية على الأرض، والسماء سوداء تمامًا. لا قمر، لا نجوم. لكنني كنت جافة. لا طين على جسدي. لا دم. لا أثر لذاك الكائن.
نهضت ببطء، وأنا أتنفس بصعوبة. كأنني كنت تحت الماء… أو تحت الأرض.
كان هناك شيء مغروس في يدي. نظرت… ورأيت قطعة حجر صغيرة، عليها نفس النقش اللي كان على الصخرة. وحولها دم… دمي.
رفعتها، وإذا بها تبث حرارة غريبة… كأنها قلب حي.
ثم، من بعيد، سمعت النداء. "نيناف… نيناف… لا تصدّقين."
كانت مريم. صوتها متقطع، ضعيف، لكن واضح.
ركضت باتجاه الصوت، بين الشجيرات والصخور… حتى رأيتها. واقفة، تبتسم، ولكن عيونها كانت ميتة.
"رجعتي؟" سألتني. لم أستطع الإجابة.
"ما لازم نرجع يا نيناف. ما نقدر." ثم سقطت أمامي، وتحولت إلى تراب.
صرخت… لكن صوتي ما طلع.
وورائي… صوت الخطوات عاد من جديد.
---
الفصل الرابع – الجدار النابض:
ركضت. لا أعرف إلى أين، ولا أعرف من أهرب، لكن الخوف صار مثل ظلّي… لا يفارقني.
وصلت إلى فجوة صغيرة بين الصخور، وانحشرت داخلها. ظننت أنني بأمان، لكن الجدار خلفي… بدأ ينبض.
نعم، كأنّه قلب حي. وضعت يدي عليه، فشعرت بنبضات، حارة، قوية، متسارعة. ثم سمعته… همسٌ يأتي من داخل الجدار:
"هو هنا… داخلنا… كلنا."
سحبت يدي بسرعة، لكن النقش على الحجر تفاعل مع الجدار. القطعة في يدي صارت تتوهج… وببطء، انفتح الجدار.
ظهر ممر طويل، مظلم، ينزل تحت الأرض. جدرانه كانت مغطاة برسومات غريبة: وجوه بلا ملامح، عيون تطل من الظلام، وشخص واحد… يشبهني.
دخلت. لم أكن أتحكم بخطواتي، كأن شيئًا يسحبني.
وفي نهاية الممر، كان هناك… باب. باب خشبي قديم، مغطى بسلاسل. وعليه كُتب بلون أحمر:
"اللي يفتح… ما يرجع."
مددت يدي. والباب بدأ يُفتح لوحده…
Comments