NovelToon NovelToon

جبل احمر

الفصل الأول – الصمت الذي يتكلم

كان الهواء أثقل من المعتاد، كأن الجبل نفسه يتنفس فوق عنقي.

كل خطوة على الحصى تصرخ، كأن الأرض تحذرني: "ارجع."

السماء بدأت تظلم رغم أن الوقت لم يتجاوز الخامسة…

والغربان تجمّعت على الأسلاك، تراقبني بلا صوت، بلا حراك.

وكأنها شهود على شيء… لم يحدث بعد.

اقتربت من الصخرة المنحوتة عند مدخل الكهف،

نُقش عليها شيء غريب…

لغة قديمة، لكني شعرت بها…

كأنها تناديني باسمي.

"علي…"

تردّد الصوت في رأسي، هامسًا، رقيقًا، لكنه لم يكن صوت إنسان.

كان يشبه صوت أمي… لكنها ماتت قبل خمس سنوات.

شهقت.

أردت الهروب، لكن قدماي لم تتحركا.

ورأيت ظلًا… يمشي داخلي.

أوهه نيناف، حماسج نار—وهذا الفلاش باك يبرد قلبك ويزيد غموض الرواية:

---

فلاش باك – قبل خمس سنوات

كنا سبعة… نضحك، نركض، نحمل أكياس الشيبس والعصير، كأننا نمتلك العالم.

طلعة بسيطة، قالها سامر، وكان دايمًا أول من يضحك… وآخر من يرجع.

الجبل الأحمر كان يلمع تحت شمس الغروب،

لكن ما أحد منا لاحظ إننا عبرنا الخط.

الخط اللي قالوا لنا الشيوخ "لا تطبّونه".

ضحكنا لما سمعنا صوت حديد يحتك بصخر،

"أكيد معزّة ولا شي"، قالت مريم وهي تقهقه.

بس الصوت استمر…

وصار أقرب.

ثم… صمت.

نظرت للخلف، ما لقيت أحد.

اسمي كان يُنادى… لكن لا من سامر، ولا من أحد من الرفقة.

كان صوتًا أعرفه…

أمي.

لكنها، وقتها، كانت تحت الأرض منذ أسبوعين.

___

عنوان الرواية: جبل أحمر النوع: رعب – خيال – غموض

المقدمة: الريح كانت تعوي كأنها تبكي… كأن الجبل يخفي أكثر من صخوره، أكثر من ترابه الأحمر… كأن فيه قلوب مدفونة، وأسرار ما تجرأت تطلع للضوء.

منذ الطفولة، قيل لنا: "لا تقتربوا من الجبل بعد الغروب… فالأصوات التي تسمعونها ليست الريح."

لكنني اقتربت. لم أعد طفلاً… ولا بقيت حيًا كما كنت.

هنا، في سفح "جبل أحمر"، يبدأ كل شيء… وينتهي كل شيء.

---

الفصل الأول – الصمت الذي يتكلم:

كان الهواء أثقل من المعتاد، كأن الجبل نفسه يتنفس فوق عنقي. كل خطوة على الحصى تصرخ، كأن الأرض تحذرني: "ارجع."

السماء بدأت تظلم رغم أن الوقت لم يتجاوز الخامسة… والغربان تجمّعت على الأسلاك، تراقبني بلا صوت، بلا حراك. وكأنها شهود على شيء… لم يحدث بعد.

اقتربت من الصخرة المنحوتة عند مدخل الكهف، نُقش عليها شيء غريب… لغة قديمة، لكني شعرت بها… كأنها تناديني باسمي.

"نيناف…" تردّد الصوت في رأسي، هامسًا، رقيقًا، لكنه لم يكن صوت إنسان. كان يشبه صوت أمي… لكنها ماتت قبل خمس سنوات.

شهقت. أردت الهروب، لكن قدماي لم تتحركا.

ورأيت ظلًا… يمشي داخلي.

---

فلاش باك – قبل خمس سنوات:

كنا سبعة… نضحك، نركض، نحمل أكياس الشيبس والعصير، كأننا نمتلك العالم. طلعة بسيطة، قالها سامر، وكان دايمًا أول من يضحك… وآخر من يرجع.

الجبل الأحمر كان يلمع تحت شمس الغروب، لكن ما أحد منا لاحظ إننا عبرنا الخط.

الخط اللي قالوا لنا الشيوخ: "لا تطبّونه".

ضحكنا لما سمعنا صوت حديد يحتك بصخر، "أكيد معزّة ولا شي"، قالت مريم وهي تقهقه.

بس الصوت استمر… وصار أقرب.

ثم… صمت.

نظرت للخلف، ما لقيت أحد. اسمي كان يُنادى… لكن لا من سامر، ولا من أحد من الرفقة.

كان صوتًا أعرفه… أمي.

لكنها، وقتها، كانت تحت الأرض منذ أسبوعين.

---

الفصل الثاني – عيون في الظلام:

استدرت بسرعة… ولا شيء خلفي. لا صدى، لا نفس، فقط الجبل يحدّق بي من كل الجهات.

صرخت: "امير؟ احمد؟! كافي مزاح!" لكن لم يجبني أحد. حتى الصدى قرر أن يصمت.

ثم لمحته… عينان. لا، ليست عينا بشر. كانت أوسع من الطبيعي، ثابتة، لا ترمش. تنبعث منها حمرة خافتة، وكأن داخلها جمر مشتعل.

تراجعت خطوة، فتعثرت وسقطت. شعرت بالحجارة تخدش ذراعي، لكن الخوف غطى على الألم.

الصوت عاد. ليس صوت أمي هذه المرة… بل صوت رجل، أجش، كأن التراب نفسه يتكلم: "انت رجعت… ليش؟"

أردت أن أقول شيئًا، أن أصرخ، أن أهرب… لكنني كنت مقيّد بخوفي.

ثم خرج من الظلام جسد طويل، مغطى بعباءة رمادية ممزقة، وجهه غير واضح… لكن أنفاسه باردة. باردة جدًا.

اقترب مني وقال بصوت منخفض: "اللي يطب الجبل… ما يطلع نفسه ابدا

عنوان الرواية: جبل أحمر النوع: رعب – خيال – غموض

المقدمة: الريح كانت تعوي كأنها تبكي… كأن الجبل يخفي أكثر من صخوره، أكثر من ترابه الأحمر… كأن فيه قلوب مدفونة، وأسرار ما تجرأت تطلع للضوء.

منذ الطفولة، قيل لنا: "لا تقتربوا من الجبل بعد الغروب… فالأصوات التي تسمعونها ليست الريح."

لكنني اقتربت. لم أعد طفلاً… ولا بقيت حيًا كما كنت.

هنا، في سفح "جبل أحمر"، يبدأ كل شيء… وينتهي كل شيء.

الفصل الأول – الصمت الذي يتكلم:

كان الهواء أثقل من المعتاد، كأن الجبل نفسه يتنفس فوق عنقي. كل خطوة على الحصى تصرخ، كأن الأرض تحذرني: "ارجع."

السماء بدأت تظلم رغم أن الوقت لم يتجاوز الخامسة… والغربان تجمّعت على الأسلاك، تراقبني بلا صوت، بلا حراك. وكأنها شهود على شيء… لم يحدث بعد.

اقتربت من الصخرة المنحوتة عند مدخل الكهف، نُقش عليها شيء غريب… لغة قديمة، لكني شعرت بها… كأنها تناديني باسمي.

"نيناف…" تردّد الصوت في رأسي، هامسًا، رقيقًا، لكنه لم يكن صوت إنسان. كان يشبه صوت أمي… لكنها ماتت قبل خمس سنوات.

شهقت. أردت الهروب، لكن قدماي لم تتحركا.

ورأيت ظلًا… يمشي داخلي.

فلاش باك – قبل خمس سنوات:

كنا سبعة… نضحك، نركض، نحمل أكياس الشيبس والعصير، كأننا نمتلك العالم. طلعة بسيطة، قالها سامر، وكان دايمًا أول من يضحك… وآخر من يرجع.

الجبل الأحمر كان يلمع تحت شمس الغروب، لكن ما أحد منا لاحظ إننا عبرنا الخط.

الخط اللي قالوا لنا الشيوخ: "لا تطبّونه".

ضحكنا لما سمعنا صوت حديد يحتك بصخر، "أكيد معزّة ولا شي"، قالت مريم وهي تقهقه.

بس الصوت استمر… وصار أقرب.

ثم… صمت.

نظرت للخلف، ما لقيت أحد. اسمي كان يُنادى… لكن لا من سامر، ولا من أحد من الرفقة.

كان صوتًا أعرفه… أمي.

لكنها، وقتها، كانت تحت الأرض منذ أسبوعين.

الفصل الثاني – عيون في الظلام:

استدرت بسرعة… ولا شيء خلفي. لا صدى، لا نفس، فقط الجبل يحدّق بي من كل الجهات.

صرخت: "سامر؟ مريم؟! كافي مزاح!" لكن لم يجبني أحد. حتى الصدى قرر أن يصمت.

ثم لمحته… عينان. لا، ليست عينا بشر. كانت أوسع من الطبيعي، ثابتة، لا ترمش. تنبعث منها حمرة خافتة، وكأن داخلها جمر مشتعل.

تراجعت خطوة، فتعثرت وسقطت. شعرت بالحجارة تخدش ذراعي، لكن الخوف غطى على الألم.

الصوت عاد. ليس صوت أمي هذه المرة… بل صوت رجل، أجش، كأن التراب نفسه يتكلم: "انتي رجعتي… ليش؟"

أردت أن أقول شيئًا، أن أصرخ، أن أهرب… لكنني كنت مقيّدة بخوفي.

ثم خرج من الظلام جسد طويل، مغطى بعباءة رمادية ممزقة، وجهه غير واضح… لكن أنفاسه باردة. باردة جدًا.

اقترب مني وقال بصوت منخفض: "اللي يطب الجبل… ما يطلع نفسه أبد."

الفصل الثالث – الطين والنداء:

استيقظت فجأة… كنت مستلقية على الأرض، والسماء سوداء تمامًا. لا قمر، لا نجوم. لكنني كنت جافة. لا طين على جسدي. لا دم. لا أثر لذاك الكائن.

نهضت ببطء، وأنا أتنفس بصعوبة. كأنني كنت تحت الماء… أو تحت الأرض.

كان هناك شيء مغروس في يدي. نظرت… ورأيت قطعة حجر صغيرة، عليها نفس النقش اللي كان على الصخرة. وحولها دم… دمي.

رفعتها، وإذا بها تبث حرارة غريبة… كأنها قلب حي.

ثم، من بعيد، سمعت النداء. "علي… علي… لا تصدّق."

كانت احمد. صوتها متقطع، ضعيف، لكن واضح.

ركضت باتجاه الصوت، بين الشجيرات والصخور… حتى رأيتها. واقفة، تبتسم، ولكن عيونه كانت ميتة.

"رجعتي؟" سألتني. لم أستطع الإجابة.

"ما لازم نرجع يا علي ما نقدر." ثم سقطت أمامي، وتحولت إلى تراب.

صرخت… لكن صوتي ما طلع.

وورائي… صوت الخطوات عاد من جديد.

عنوان الرواية: جبل أحمر النوع: رعب – خيال – غموض

المقدمة: الريح كانت تعوي كأنها تبكي… كأن الجبل يخفي أكثر من صخوره، أكثر من ترابه الأحمر… كأن فيه قلوب مدفونة، وأسرار ما تجرأت تطلع للضوء.

منذ الطفولة، قيل لنا: "لا تقتربوا من الجبل بعد الغروب… فالأصوات التي تسمعونها ليست الريح."

لكنني اقتربت. لم أعد طفلاً… ولا بقيت حيًا كما كنت.

هنا، في سفح "جبل أحمر"، يبدأ كل شيء… وينتهي كل شيء.

---

الفصل الأول – الصمت الذي يتكلم:

كان الهواء أثقل من المعتاد، كأن الجبل نفسه يتنفس فوق عنقي. كل خطوة على الحصى تصرخ، كأن الأرض تحذرني: "ارجع."

السماء بدأت تظلم رغم أن الوقت لم يتجاوز الخامسة… والغربان تجمّعت على الأسلاك، تراقبني بلا صوت، بلا حراك. وكأنها شهود على شيء… لم يحدث بعد.

اقتربت من الصخرة المنحوتة عند مدخل الكهف، نُقش عليها شيء غريب… لغة قديمة، لكني شعرت بها… كأنها تناديني باسمي.

"نيناف…" تردّد الصوت في رأسي، هامسًا، رقيقًا، لكنه لم يكن صوت إنسان. كان يشبه صوت أمي… لكنها ماتت قبل خمس سنوات.

شهقت. أردت الهروب، لكن قدماي لم تتحركا.

ورأيت ظلًا… يمشي داخلي.

---

فلاش باك – قبل خمس سنوات:

كنا سبعة… نضحك، نركض، نحمل أكياس الشيبس والعصير، كأننا نمتلك العالم. طلعة بسيطة، قالها سامر، وكان دايمًا أول من يضحك… وآخر من يرجع.

الجبل الأحمر كان يلمع تحت شمس الغروب، لكن ما أحد منا لاحظ إننا عبرنا الخط.

الخط اللي قالوا لنا الشيوخ: "لا تطبّونه".

ضحكنا لما سمعنا صوت حديد يحتك بصخر، "أكيد معزّة ولا شي"، قالت مريم وهي تقهقه.

بس الصوت استمر… وصار أقرب.

ثم… صمت.

نظرت للخلف، ما لقيت أحد. اسمي كان يُنادى… لكن لا من سامر، ولا من أحد من الرفقة.

كان صوتًا أعرفه… أمي.

لكنها، وقتها، كانت تحت الأرض منذ أسبوعين.

---

الفصل الثاني – عيون في الظلام:

استدرت بسرعة… ولا شيء خلفي. لا صدى، لا نفس، فقط الجبل يحدّق بي من كل الجهات.

صرخت: "سامر؟ مريم؟! كافي مزاح!" لكن لم يجبني أحد. حتى الصدى قرر أن يصمت.

ثم لمحته… عينان. لا، ليست عينا بشر. كانت أوسع من الطبيعي، ثابتة، لا ترمش. تنبعث منها حمرة خافتة، وكأن داخلها جمر مشتعل.

تراجعت خطوة، فتعثرت وسقطت. شعرت بالحجارة تخدش ذراعي، لكن الخوف غطى على الألم.

الصوت عاد. ليس صوت أمي هذه المرة… بل صوت رجل، أجش، كأن التراب نفسه يتكلم: "انتي رجعتي… ليش؟"

أردت أن أقول شيئًا، أن أصرخ، أن أهرب… لكنني كنت مقيّدة بخوفي.

ثم خرج من الظلام جسد طويل، مغطى بعباءة رمادية ممزقة، وجهه غير واضح… لكن أنفاسه باردة. باردة جدًا.

اقترب مني وقال بصوت منخفض: "اللي يطب الجبل… ما يطلع نفسه أبد."

---

الفصل الثالث – الطين والنداء:

استيقظت فجأة… كنت مستلقية على الأرض، والسماء سوداء تمامًا. لا قمر، لا نجوم. لكنني كنت جافة. لا طين على جسدي. لا دم. لا أثر لذاك الكائن.

نهضت ببطء، وأنا أتنفس بصعوبة. كأنني كنت تحت الماء… أو تحت الأرض.

كان هناك شيء مغروس في يدي. نظرت… ورأيت قطعة حجر صغيرة، عليها نفس النقش اللي كان على الصخرة. وحولها دم… دمي.

رفعتها، وإذا بها تبث حرارة غريبة… كأنها قلب حي.

ثم، من بعيد، سمعت النداء. "نيناف… نيناف… لا تصدّقين."

كانت مريم. صوتها متقطع، ضعيف، لكن واضح.

ركضت باتجاه الصوت، بين الشجيرات والصخور… حتى رأيتها. واقفة، تبتسم، ولكن عيونها كانت ميتة.

"رجعتي؟" سألتني. لم أستطع الإجابة.

"ما لازم نرجع يا نيناف. ما نقدر." ثم سقطت أمامي، وتحولت إلى تراب.

صرخت… لكن صوتي ما طلع.

وورائي… صوت الخطوات عاد من جديد.

---

الفصل الرابع – الجدار النابض:

ركضت. لا أعرف إلى أين، ولا أعرف من أهرب، لكن الخوف صار مثل ظلّي… لا يفارقني.

وصلت إلى فجوة صغيرة بين الصخور، وانحشرت داخلها. ظننت أنني بأمان، لكن الجدار خلفي… بدأ ينبض.

نعم، كأنّه قلب حي. وضعت يدي عليه، فشعرت بنبضات، حارة، قوية، متسارعة. ثم سمعته… همسٌ يأتي من داخل الجدار:

"هو هنا… داخلنا… كلنا."

سحبت يدي بسرعة، لكن النقش على الحجر تفاعل مع الجدار. القطعة في يدي صارت تتوهج… وببطء، انفتح الجدار.

ظهر ممر طويل، مظلم، ينزل تحت الأرض. جدرانه كانت مغطاة برسومات غريبة: وجوه بلا ملامح، عيون تطل من الظلام، وشخص واحد… يشبهني.

دخلت. لم أكن أتحكم بخطواتي، كأن شيئًا يسحبني.

وفي نهاية الممر، كان هناك… باب. باب خشبي قديم، مغطى بسلاسل. وعليه كُتب بلون أحمر:

"اللي يفتح… ما يرجع."

مددت يدي. والباب بدأ يُفتح لوحده…

الفصل الخامس

لفصل الخامس – الشيء الذي يحمل اسمي:

الباب انفتح ببطء، وصريره اخترق عظامي. وراءه… كان الظلام حيًا.

دخلت. لا بإرادتي. كأنني سُحبت، أو دُعيت، أو… خُلقت لهذا.

المكان لم يكن كهفًا. كان غرفة… أو معبدًا قديمًا. جدرانه من عظم، وسقفه ينبض كقلب عملاق. وفي وسطه… مرآة.

لكنها لم تعكسني. رأيت فيها فتي… يشبهني. لكنها كانت تبتسم، بينما عيوني كانت تبكي.

مدت يدها من خلف الزجاج، ولمسته. فبرد الزجاج صار دفئًا، وانفتح بيننا الممر.

خرجت.

نعم، هي خرجت من المرآة.

ونظرت لي وقالت: "أنا أنت… لو لم تهرب."

صوتها كان صوتي. خطواتها مثل خطواتي. لكن عيونها… ما كانت لي.

"ماذا تريدين؟" سألت.

فقالت بهدوء: "أخذ مكاني… كما أخذت أنت حياتي."

ثم تحوّل جسدها إلى ظل… والتفّ حولي كالدخان.

صرت أختنق. جسدي يبرد.

وآخر ما رأيته… كان الجبل، من بعيد، يحترق.

لكن لا أحد شاهده. لأن الجبل لا يظهر لمن لم يسمع اسمه الحقيقي.

وانا… اسمي لم يكن علي فقط. كان شيء آخر. شيء نسيتُه، وعاد الآن ليأخذني.

--

الفصل السادس – يدس من تحت الأرض:

استيقظت هذه المرة داخل حفرة. يدي كانت مربوطة بحبل خشن، والطين يغطي نصف جسدي. فوقي سماء غير مألوفة… بلا نجوم.

جبل أحمر اختفى، لكن رائحته ما تزال في الهواء… تلك الرائحة التي تشبه دمًا قديمًا، وتاريخًا مدفونًا.

سمعت صوت فحيح… حفرت يدي في الطين، ووجدت إصبعًا بشريًا. جاف… مقطوع… وكأنه خرج الآن من حلم ميت.

ثم ظهرت "هو". التي خرجت من المرآة. لكن الآن كانت مختلفة. كانت أطول. نحيلة. تتكلّم بصوتي… لكنها تسير كأنها لا تنتمي للعالم.

قالت: "جاء وقت التبادل. أنتِ تعيشين هنا… وأنا هناك."

ضحكت. ضحكتي. لكنها لم تكن سعيدة.

فجأة، الجدار الطيني خلفي انشقّ. وخرجت منه يد.

يد بلون العظام، بلا جلد، بأصابع طويلة… تبحث.

وبدأت تسحبني.

صرخت، لكن صوتي كان يُسحب أولًا. كأن الحفرة تبتلع وجودي، قطعةً… قطعة.

ثم تذكرت. هذا ليس أول مرة. لقد حصل هذا سابقًا. لكني نسيت… لأن النسيان جزء من الصفقة.

اليد أمسكتني. وسمعت الهمس يعود:

"علي… مشيّناكي، والحين دورنا."

وغُمر وجهي بالطين. لكن عينيّ… كانتا مفتوحتين.

وآخر ما رأيته، هو الجبل… يعيدني إليه.

الفصل الثامن – وادي العظام:

عبرت.

سقطت في مكان مختلف. أرضه بيضاء… ليست ثلج، بل عظام. جبال صغيرة من جماجم وأضلاع، وكل شيء يصدر صريرًا مع خطواتي.

كل شيء صامت… إلا أنفاسي، وهي ترتد مثل الصدى.

فجأة، تكسرت جمجمة تحت قدمي. وخرج منها دخان أسود… أخذ شكل إنسان بلا وجه.

قال بصوتين متداخلين: "أخيرًا… وصلت. لكن الوصول لا يعني النجاة."

تراجعت. لكن لم يكن هناك مفر.

تابع الكيان: "من يدخل هذا الوادي، عليه أن يترك شيئًا… أو يُترك."

قلت بصوت مرتجف: "أنا ما عندي شيء أتركه."

ردَّ: "بل عندك. ذكراك… عن التي فُقدت. عن أختك."

تجمدت عيناي. كيف عرف؟ كيف نبش ذلك السر المدفون؟

"هل ترغب أن تعرف أين هي؟"

همست: "نعم."

قال: "ادفن اسمك بين العظام، وخذ الحقيقة."

نظرت إلى الأرض… إلى كل تلك الجماجم. ثم نظرت إلى يدي، إلى اسمي الذي كنت أحمله في صدري…

وببطء، بدأت أحفر.

وكتبت اسمي. ودفنته.

ثم ارتجف الوادي… وانشقت الأرض… وخرج منها صوتٌ يعرفني… ويبكيني.

"علي.....انقذني"

-

الفصل التاسع – صورة في الدخان:

كان الصوت يردد اسمي. لكن لم يكن صوتًا بشريًا… ولا حتى شيطانيًا. كان صوتًا يتكون من ألف همسة، كأن أرواحًا كثيرة تناديني في لحظة واحدة.

"علي… أنقذني."

نظرت إلى الأرض التي انشقت. خرج منها دخان كثيف، لكنه لم يتصاعد للأعلى… بل راح يلتف حولي كدوامة.

وفجأة… ظهر شيء داخل الدخان. صورة.

وجه.

كانت هي.

أختي.

بعيون مملوءة دموعًا، وشعر متشابك، وصوت يشبه الحنين. مدت يدها من وسط الدخان… لكنها لم تكن تصل.

قالت: "هم أخذوني… أخذوا اسمي، وخبأوه. لكي أعود، عليكِ أن تستعيديه."

صرخت: "وين؟ كيف؟"

قالت: "وراء الجدار الحي… في قلب الجبل."

اختفت الصورة. والدخان انسحب كأن شيئًا سحبه فجأة.

وظهر طريق… محفوف بجماجم تنظر لي. كل واحدة تهمس باسمي… وتضحك.

فهمت حينها. أن ما بدأته، لن ينتهي بسهولة.

وأن استعادة أختي… تعني الدخول إلى عمق الجبل.

حيث لا أحد يعود كما كان

 

الفصل العاشر – الجبل من الداخل:

دخلت الطريق. الجماجم حولي صمتت فجأة، وكأنها اكتفت بالسخرية. وكلما تقدّمت، أصبح الضوء خلفي أقل… حتى ابتلعني الظلام.

لكن الجبل… لم يكن صامتًا.

كان يتنفس. كل خطوة أسمع معها صوتًا يشبه القلب… ينبض في الصخور. الجدران تنزّ بلون أحمر قاتم، يشبه الدم لكنه ليس كذلك.

وصلت إلى قاعة واسعة. في وسطها، منصة حجرية… وفوقها شيء مغطى بقماش أسود.

اقتربت.

رفعته.

كان مرآة. لكن لم أكن أرى نفسي.

بل رأيت أختي، مربوطة بسلاسل حجرية، في مكان يشبه هذا… تبكي وتنظر إلي.

وراءها، كائن يقف بلا وجه… يملك ألف يد… وكل يد تحمل قناع.

قال صوت في رأسي: "اسمه: حارس الأسماء. من أراد استرجاع اسم، يجب أن يهزمه. لكن لا تنسي… كل قناع هو كذبة. واختيار الخطأ… يقتلك."

ظهر أمامي ستة أقنعة على الجدار. واحد منها فقط يعيد لي أختي… والبقية، تؤدي بي إلى الجنون.

وقفت… أتنفس ببطء. أفكّر.

أي قناع يحمل الحقيقة؟

المرآة بدأت تشتعل. الوقت يمر.

 

الحادي عشر – القناع الذي يبكي:

وقفت أمام الأقنعة الستة. كل واحد منها منقوش بتفاصيل مرعبة… وجه يصرخ، وآخر يضحك، وآخر مغطى بالرماد.

لكن هناك واحد فقط… كان يبكي. دموعه تنزل حقيقية، كأنها دم.

اقتربت منه، ومددت يدي. وقبل أن ألمسه، صرخت الجدران.

"كاذب!" "خدعة!" "اختاري الضحك!" "اختاري الصمت!"

كل الأصوات حولي بدأت تتحول إلى أشباح تطوف حولي. كل واحد منهم يلبس قناعًا مختلفًا، ويحاول أن يدفعني نحوه.

لكن شيئًا بداخلي قال لي: "الذي يبكي، هو من يعرف الألم. هو من تذوّق الفقدان. هو الأقرب لكِ."

لمست القناع.

وانفتح الجدار.

وانهار كل شيء.

سقطت من عالٍ جدًا… إلى بحر من السواد. لكن لم يكن بحرًا… كانت ذكريات. ذكرياتي، وذكريات أختي، مختلطة، تطفو من حولي.

ثم رأيتها. مقيدة، لكنها تبتسم. قالت: "عرفتِني. وهذا يكفي لأعود."

لكن خلفها… الكائن ذو الألف يد بدأ يصرخ. أحسست أن كل شيء سيتحول إلى رماد.

فمددت يدي… وصرخت باسمها.

"ارجعي!"

نور انفجر. كل شيء اختفى.

فتحت عيني. كنت وحدي.

لكن اسمها كان محفورًا على الأرض. عاد.

أعدته.

لكن… أين هي؟

الفصل الثاني عشر – الاسم لا يكفي:

كنت أظن أن استعادة الاسم يعني استعادتها. لكن الأرض حولي لا تزال صامتة… والهواء مشبع بالصدى.

لم يظهر شيء. لا يد، لا وجه، لا همسة.

اقتربت من النقش الحجري الذي يحمل اسمها. للحظة… شعرت أن اسمي بدأ يختفي.

نظرت حولي. الأحرف تتلاشى من ذاكرتي. اسمي، وجه أمي، حتى صوتي بدا غريبًا.

سمعت همسة: "من يعيد اسمًا… يخسر شيئًا مقابله."

فهمت.

أنا دفعت الثمن.

صرخت بصوت مكسور: "أنا لم أكن أعرف… أنا ما كنت أريد إلا أختي."

ظهر كائن جديد. لم يكن له شكل محدد. كان كالظل… يمشي كإنسان… وصوته يشبه صوتي.

قال: "أنت الآن جزء من الجبل. إن أردت الخروج… عليكِ أن تختار:

أحدكما يعود. أنت… أو هي."

وقفت بلا حراك. أشعر بالدم ينسحب من عروقي. قلبي ثقيل.

هل هذا هو الاختيار؟ بعد كل شيء… عليّ أن أختار من يبقى؟

الجبل ينتظر.

وقفت بلا حراك. أشعر بالدم ينسحب من عروقي. قلبي ثقيل.

لكنني عرفت الجواب.

أغلقت عيني… وتقدّمت خطوة واحدة إلى الخلف.

سمعت صرخة. لكنها لم تكن صرخة ألم. كانت ولادة.

نور أحاط بالجبل. ثم… ساد الصمت.

في قرية صغيرة أسفل الجبل، استيقظت فتاة. جسدها يرتجف. لكن اسمه على لسانها.

قالت: "علي… أين أنت؟"

لكن الريح لم ترد.

فقط عانقته برفق… كما لو أن الجبل نفسه يبكي.

____________________نهايه______________________

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon