فصل 3

..."تلك المرأة، لقد جاءت."...

...اخترق أذني صوتٌ قادم من الخلف....

..."يا إلهي، يا لها من وقاحة!"...

..."بأي وجه جاءت إلى هنا؟"...

..."لو كنت مكانها لما اقتربتُ أبدًا."...

...ثم انطلقت ضحكات متعالية....

..."سيكون هناك مشهدٌ مثيرٌ لاحقًا."...

...كانت النظرات المليئة بالخبث تُشعل ظهرها. ...

...ولكن، ليليث لم تهتم. لقد اعتادت ذلك منذ زمن طويل....

...اليوم كان يوم الاحتفال بالنصر. ...

...وبالرغم من أن ليليث لم تكن ترغب في حضور حفلٍ يُكرِّم انتصار ذلك الرجل، ...

...إلا أنه لم يكن أمامها خيار آخر....

...أولاً، الحفل كان بأمرٍ إمبراطوري. ...

...وثانيًا، ليليث كانت وريثة عائلة دوق بلين. ...

...ولم يكن من الممكن خلط المشاعر الشخصية بالواجبات العامة....

...'النظرات أكثر اليوم، أليس كذلك؟'...

...تابعت ليليث جولتها في الحفل بكل هدوء، ...

...تؤدي واجباتها دون أن تبالي بالهمسات أو النظرات. ...

...فقد أصبحت هذه الأمور مألوفة بالنسبة لها منذ زمن بعيد....

...حتى قبل انتشار تلك الشائعات، ...

...لم تكن سمعتها في الأوساط الاجتماعية جيدة. ...

...فقد كانت مجتمع الطبقة العليا يميل إلى وصف النساء القويات بالشريرات....

...وليليث، التي لم تنحنِ أبدًا لأي شخص، كانت الهدف المثالي....

...أما الآن، وبعد انتشار تلك الشائعة السيئة، فلا عجب أن الأمور ازدادت سوءًا....

...'لا مجال للضعف..'، فكرت ليليث وهي ترفع رأسها بكل كبرياء....

...كانت عازمةً على ألا تمنحهم فرصة....

..."ليليث!"...

...استدارت ليليث عند سماعِ صوتٍ يناديها، ...

...وما إن رأت صاحب الصوت حتى تجهمت ملامحها قليلاً....

..."كارل...."...

..."ما هذه النظرة؟ أليس من القسوة أن تعامليني هكذا، وأنا صديقكِ المفضل؟"...

...تحدث كارل بابتسامة عريضة وهو يقترب منها بخطوات واثقة....

...بالأمس فقط، كان قد عاد إلى منزل عائلته. سمعت أن والدته،...

...الكونتيسة رايمر، قد ذرفت الدموع عندما رأت ابنها لأول مرة منذ خمس سنوات....

...لكن رؤية وجهه غير الناضج جعل ليليث تتنهد....

..."ما زلت كما كنت في أيام الأكاديمية."...

...أخذ كارل  كلماتها كإطراء وابتسم بمرح....

..."شكرًا لكِ."...

...أدركت ليليث أن الحديث معه لا طائل منه،...

...فقررت تجاهله جزئيًا وغرقت في أفكارها الخاصة....

...'يا له من حفلٍ ممل...'...

...لو لم يكن بسبب مكانتها الاجتماعية، لما حضرت....

...في الأصل، لم تكن ليليث من عشاق الحفلات الصاخبة. ...

...ولو كانت مثل روزالين، لكانت اختلقت أي عذر لتجنب الحضور....

...ولكن ليليث لم تكن روزالين. كان عليها تحمل مسؤولياتها....

...لقد قبلت هذا الواقع منذ سنوات، لذا لم يكن أمامها سوى الاستمرار....

...شعرت ليليث بصداع مفاجئ. ...

...كان ذلك الصداع النصفي الذي رافقها منذ "ذلك اليوم" قبل أربع سنوات....

...حينها، انحنى كال نحوها وهمس:"سمعتُ عن الشائعات المنتشرة عنكِ."...

...لم تكن هذه المرة الأولى التي تسمع فيها ذلك. ...

..."ألم تكن تعرف ذلك مسبقًا؟"...

..."بلى، لكن..."...

...ألقى كال نظرة سريعة حوله، ...

...ثم واصل بصوتٍ منخفض: "لكن يبدو أن الوضع أسوأ مما توقعت. هل أنتِ بخير؟"...

...رفعت ليليث رأسها ونظرت أمامها بثبات....

...كانت ترى النظرات الخفية الموجهة نحوها، ...

...نظرات تحمل السخرية والشماتة....

...لم تكن فقط نظرات؛ بل كانت كأنها طعنات خفية. ...

...شعرت ليليث بوضوح بعدائية الحاضرين....

...لقد أرادوا سقوط الشريرة....

...لم يكن ذلك بالأمر المفاجئ....

...فقد كان هناك دائمًا في الأوساط الاجتماعية من يتمنى أن تنهار ليليث....

...الأمر فقط أن عددهم زاد قليلًا الآن....

...لكن، لماذا يا تُرى يتلهفون على افتراسها؟...

...ها لأنها لم تكن تنصاع لرغباتهم؟ إن كان ذلك هو السبب،...

...فهو حقًا أمرٌ مثير للسخرية....

...بهدوء، تجولت ليليث في قاعة الحفل، ...

...وعندما عادت إلى حيث يقف كارل، قالت له بثقة....

..."هل أبدو كمن قد يتأثر بأمور تافهة كهذه؟"...

...ضحك كارل بصوت عالٍ وقال:...

..."لا، بالطبع لا يمكن أن يحدث ذلك أبدًا."...

...بالضبط. كانت ليليث قوية بما يكفي لئلا تُصاب بالأذى. ...

...كان لديها الكثير لتحميه....

...بأناقة، دفعت شعرها الأسود الطويل إلى الخلف، وكأنها تؤكد أن لا شيء قد يهزّها....

..."بالمناسبة، سمعت شائعة مثيرة أخرى."...

..."ما الشائعة هذه المرة؟"...

...تأكد كال من أن لا أحد يسمع، وخفض صوته وهو يقول:"أتعرفين الأميرة إيلين؟"...

...أومأت ليليث برأسها....

...إيلين أوفاليس، الأميرة السابعة. كانت في عمرها تقريبًا،...

...وقد درستا معًا في الأكاديمية. لكن لم تكن العلاقة بينهما ودية....

...في الواقع، كانت الأميرة تكنّ لها الكراهية من طرف واحد....

..."ما بها الأميرة؟"...

...سألت ليليث، فاقترب كارل ليهمس في أذنها....

..."يقال إن جلالته الإمبراطور يخطط لزواج الأميرة الملكي."...

..."ممن؟"...

..."من تظنين؟ إنه بطل الأمة."...

..."ماذا؟!"...

...تجمدت ليليث من الصدمة....

...زينون ماير و الأميرة إيلين؟...

...كان الأمر غير متوقع تمامًا. ...

...لم يخطر على بالها هذا الاحتمال أبدًا، مما جعلها تشعر بالارتباك....

...سمعت إشاعات من قبل أن الإمبراطور يرغب في جعله صهرًا، ...

...لكن لم تتخيل أن هذه الشائعة قد تكون حقيقية....

...كيف من المفترض أن تتعامل مع هذا؟...

...شعرت بالارتباك لدرجة أنها لم تتمكن من قول شيء....

...لكن بعد أن استعادت هدوءها، وجدت أن الأمر قد لا يكون سيئًا للغاية....

...فإن تزوج هذا الرجل من الأميرة، ...

...فلن يكون هناك أي فرصة ليقترب من روزالين أبدًا....

...بالنسبة لليليث، لم يكن ذلك خبرًا سيئًا....

...نقلت ليليث نظرها عبر القاعة تبحث عن الأميرة إيلين....

...كانت الأميرة، كعادتها،...

...ترتدي ملابس فاخرة وتجذب الأنظار بين الفتيات النبيلات في سنها....

...يبدو أن الأميرة شعرت بنظرات ليليث، ...

...فاستدارت لتنظر إليها مباشرة....

...وعندما تلاقت أعينهما، ارتسمت على وجه الأميرة ابتسامة غريبة،...

...ثم مالت برأسها لتهمس بشيء لمن بجانبها....

...كانت نظرتها الساخرة كافية لتُفهم ليليث أنها كانت موضوع حديثها....

...'افعلوا ما يحلو لكم فنحن أيضًا كنا نتحدث عن الأميرة، لذا نحن متعادلان...'...

...قال كارل متسائلًا: "ألا تزال العلاقة بينكما سيئة؟"...

..."ليست جيدة ولا سيئة. الأمر فقط أن الطرف الآخر يحترق بالكراهية وحده."...

...لم تكن ليليث تمتلك الوقت للتعامل مع هذه العداوة التافهة....

...تجاهلت بسهولة نظرات الأميرة المليئة بالسخرية، ...

...وحولت تركيزها إلى زاوية أخرى من القاعة....

...في تلك اللحظة......

..."لقد وصل."...

...بدأت همسات الناس تتعالى مع صوت أحدهم....

...كل الأنظار اتجهت على الفور نحو مدخل القاعة. ...

...البعض حدق إليه بنظرات فاحصة،...

...والبعض الآخر قد بدا عليه الحماس....

...آه......

...وأخيرًا، شقَّ رجلٌ طريقه عبر الحشد ودخل قاعة الحفل....

...تعرفت ليليث عليه على الفور....

...ذلك الرجل كان زينون ماير....

...كان هذا أول لقاء لهما منذ أربع سنوات، ...

...لكن الرجل الذي رأته الآن بدا مختلفًا تمامًا....

...قامته الطويلة، جسده المتين، وملامحه التي ازدادت نضجًا وقوة......

...إذا كان زينون السابق مجرد شاب صغير تنقصه الخبرة، ...

...فإن زينون الحالي كان رجلًا بكل معنى الكلمة، لا يمكن لأحد أن ينكر جاذبيته وهيبته....

...يبدو أن الجميع في القاعة لاحظوا ذلك أيضًا، ...

...فقد انتشر شعور غريب من الإثارة والترقب بين الحاضرين....

...لكن وسط هذا الجو المشحون،...

...كان زينون يقف بهدوء تام، وكأنه لا يبالي بتلك الأنظار الموجهة نحوه....

...وسط الحشد الكبير، كان زينون بلا شك الشخصية الأبرز....

...صفرَّ كارل بصوتٍ منخفض،"هل هذا هو؟ لا بأس به، يبدو رائعًا."...

...أثارت ملاحظته الهادئة انزعاج ليليث، ...

...مما جعلها تعقد حاجبيها قليلًا....

...مع ظهور الرجل الذي كان محط الأنظار، ...

...بدأت نظرات الناس تتسلل نحو ليليث مرة أخرى....

...حافظت ليليث على ملامحها الهادئة كأنها لا تبالي، ...

...لكنها شعرت بعدم الراحة من الداخل....

...'إذًا، ها هو قد ظهر أخيرًا...' ...

...ليس من المستغرب أن تكون ردة فعلها هكذا،...

...فبالنسبة لها، كان زينون ماير هو الرجل الذي حاولت قتله في الماضي....

...لذا، لم تكن رؤية وجهه مشهدًا مرحبًا به بالنسبة لها على الإطلاق....

...كانت ليليث على يقين بأن زينون هو الآخر لا يشعر بالراحة لرؤيتها....

...'هاه، يا له من لقاءٍ مؤسف.'...

...نظرت ليليث إلى زينون وهي تفكر بأن هذا اللقاء...

...ستسبب لها صداعًا طويل الأمد بلا شك....

...في تلك اللحظة، أدار زينون رأسه ببطء....

...كانت عيناه تتجولان في القاعة وكأنه يبحث عن شيء ما، ...

...قبل أن تثبتا في النهاية على نقطة معينة....

...في تلك اللحظة، شعرت ليليث وكأن أعينهما تلاقت....

...'لا،لا ربما هذا مجرد وهم...'...

...لكن، هل كان حقًا مجرد وهم؟...

...سرعان ما أدركت الحقيقة....

...كان زينون ينظر إليها مباشرةً....

الجديد

Comments

DanaToT

DanaToT

حاط نفسه مفضل بعد 😭
اذا ماكان البطل مابيه طرف ثالث بليز اقعد بس صديقها

2025-01-23

1

DanaToT

DanaToT

محد يدري ليه بس كذا خبث
خبث بر ولا ابيض هاهاعاهاعاهاهاها

2025-01-23

1

DanaToT

DanaToT

يمهه امفدا الاناقه ذي
انفداااااااااااس✨

2025-01-23

0

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon