بعد لحظات دخل آرثر غرفة الجلوس الملكية، فوجد الملك يجلس على أريكة صغيرة أمام طاولة صغيرة ومرتبة، يتوسطها إبريق شاي فضي وكوبان، يتصاعد منهما بخار خفيف.
أشار الملك إلى المقعد المقابل:
الملك: "اجلس يا آرثر، لدي ما أسألك عنه."
آرثر: "أجل، والدي، أخبرني بما تريد."
الملك: "سمعت أن لديك مرافق جديد، طفل صغير، لم يبلغ سن الرشد بعد."
آرثر بضحكة خفيفة: " أجل والدي، لكنه بالفعل شخص بالغ وليس طفلاً حقًا، إنه فقط يملك وجهًا طفوليًا وقصر القامة قليلاً، هذا كل شيء."
الملك: "لقد أثرت فضولي حقًا، إذا سنحت الفرصة فأنا أرغب بمقابلته قريبًا."
آرثر يلتقط فنجان الشاي ليرتشف منه: " يؤسفني هذا والدي، لكنه أصيب بالأمس في ذراعه، والآن يساعد في التحقيق لإمساك الفاعل."
الملك باستغراب: "بالأمس؟ هل خرجت من القصر مرة أخرى، آرثر؟"
آرثر: "خرجت لأجل العمل فقط، كان هذا خطئي لأنني لم أحضر سيفي معي حينها."
أمسك الملك بكوبه، ارتشف رشفة بطيئة، ثم قال بصوت منخفض:
الملك: "ماذا حدث حينها؟."
آرثر: "أجل، جلالتك… المهاجم فرّ قبل أن نتمكن من معرفة من هو."
الملك: "ومع ذلك، مهاجمة قائد حرب في قلب كاليسون أمر لا يمكن تجاهله."
رفع آرثر الكوب لشفتيه، لكنه توقف قليلًا قبل أن يقول:
آرثر: "يوجين ذكر أنه لمح علامة على سيف المهاجم… قال أنها مشوهة."
أبطأ الملك حركته، ووضع الكوب على الطاولة، ثم نظر إلى آرثر مباشرة:
الملك: "هل أنت متأكد مما قال؟"
آرثر: "هذا ما أخبرني به، جلالتك. لم يستطع تحديد نوعها بدقة."
مدّ الملك يده نحو إبريق الشاي، يملأ كوبه مجددًا، ثم قال بنبرة صارمة:
الملك: "اعتبارًا من الآن، أي تحركات لك خارج القصر ستكون تحت حراسة مشددة. أريد منك أنت وسيزار فتح تحقيق سري… لا أحد يعلم به سوى نحن الثلاثة."
عاد آرثر إلى مكتبه، حيث كان النقاش لا يزال مستمرًا حول أي علامة قد تقودهم إلى القاتل. جلس قليلًا، ثم بدأ يتابع عمله. بعد لحظات، غادر سيزار الغرفة، تاركًا يوجين وحدها وهي ترتب الأوراق المتناثرة على مكتب آرثر.
آرثر: "استعد الليلة، وكون حذرا من أن تخطئي أمام والدي على العشاء، يوجين."
يوجين: "هل سأرافقك إلى العشاء، سيدي؟"
آرثر: "والدي مصر على مقابلتك اليوم، بغض النظر عمّا تفعل، لذا عليك أن تستعد جيدًا."
يوجين: "حسنًا، سيدي."
آرثر: "إذا جاء الخادم بخصوص الغداء، أخبريه أنني لن أذهب اليوم، واطلب منه أن يبلغ كاربن ليعتذر عن ذلك."
يوجين: "كما تريد، سيدي."
استمر آرثر في العمل حتى جاء وقت الغداء، ودخل الخادم ليناديه.
الخادم: "سيدي، لقد حان وقت الغداء الآن، هل تريد أن تنضم إلى جلالته؟"
يوجين (متحدثة بدل آرثر): "أعذرني، السيد الشاب لا يرغب بتناول الطعام الآن، وطلب أن توصل ذلك إلى السيد كاربن أيضًا."
الخادم: "حسنًا، سيدي."
يغادر يوجين الغرفة للحظة، ثم تنادي الخادم قبل أن تبتعد:
يوجين: "انتظر… هل يمكنك أن تحضر وجبة السيد الشاب إلى هنا؟ ربما يجد وقتًا ليأكل إذا أنهى عمله."
الخادم: "سأرى ما يمكنني فعله بخصوص هذا الأمر… سأذهب الآن."
يوجين: "شكرًا لك."
عادت يوجين إلى الداخل، لتجد آرثر يرفع رأسه من فوق الأوراق.
آرثر: "ماذا كنت تفعل في الخارج؟"
يوجين: "كنت أتحدث مع الخادم لإيصال رسالتك، سيدي… هل هناك خطأ ما؟"
لم يجب آرثر مباشرة، بل ظل يحدّق فيها لثوانٍ، ثم قال ببرود:
آرثر: "ليس خطأ… فقط أتأكد."
أعاد نظره إلى الأوراق، لكنه لم يقرأ منها شيئًا. كلمات والده في لقاء هذا الصباح كانت ما تزال تدور في رأسه: "البعض يبتسمون لك بينما يطعنونك من الخلف… انتبه لمن تسمح لهم بالاقتراب."
رفع آرثر كوب الشاي أمامه وأخذ رشفة، ملاحظًا كيف أن يوجين، رغم هدوئها المعتاد، بدت متوترة قليلًا.
أغلق آرثر الملف أمامه ببطء وقال:
"استعد الليلة، قد لا يكون العشاء هادئًا كما تعتقد."
يوجين نظرت إليه باستغراب، لكنها لم تسأل. أما آرثر، فكان يعلم أن الخطوة القادمة ستحدد ما إذا كانت يوجين حليفة… أم جزءًا من لعبة الكونت
Comments