بدأ الناس بالتجمع في قاعة الاحتفالات الضخمة، كان الجميع يرتدي ملابس أنيقة ومزخرفة. كانت القاعة كبيرة للغاية، مضاءة بالشموع الجميلة ومملوءة بالروائح الزكية، مزينة بالأقمشة الجميلة والورود الملونة، وكان الطعام يملأ الطاولات. الناس يتحدثون فيما بينهم عن كم طالت هذه الحرب وأنها أخيرًا آتت ثمارها بنصر عظيم على يد الأمير الأول للملكة.
بين صخب الموسيقى والأحاديث المتناثرة، نطق الخادم بصوت مرتفع:
"سيدخل الآن.. جلالة الملك راديوس إريك إيفرهارت الأول، والملكة إيلينور فاليريس إيفرهارت."
انحنى الجميع لعظمة ملكهم، الذي سار حتى وصل إلى وسط القاعة برفقة زوجته، ثم صرح الخادم مرة أخرى:
"سيدخل الآن.. ولي العهد الأمير آرثر راديوس إيفرهارت، والأمير كاربن راديوس إيفرهارت، إلى القاعة."
رحب الجميع ببطل الحرب العظيم آرثر بصخب كبير وتهاني لا تتوقف. وقف الملك وسط القاعة وبيده كأس من النبيذ، يقدم نخبا للأمير آرثر بمناسبة انتهائه من حرب طويلة استغرقت سنوات عديدة أخيرًا، وهتف الجميع خلف هتاف الملك بسعادة كبيرة. بدأ الحفل أخيرًا.
بدأ الناس بالرقص والشرب والمرح، واستمر لساعات طويلة حتى حل الظلام الدامس وأعلن عن منتصف الليل، حينها استأذن آرثر من والده أنه متعب وبحاجة للراحة بعد سفر طويل وعمل شاق، وغادر قاعة الحفل بهدوء.
سار آرثر بهدوء وهو يفكر بأنه بحاجة للراحة وأن لديه الكثير من الأعمال في اليوم التالي، لكنه توقف أمام الممر الطويل في الطابق الثاني، حيث تذكر أن يوجين لا تزال في تلك الغرفة. فتوجه إليها على مضض من التعب، وأخبر الحارس أن يصطحبها حاليًا إلى غرفة أخرى خاصة بين غرف الفرسان، ويعرفها على المكان بعدها، ثم غادر إلى غرفته.
في صباح اليوم التالي، طرق الخادم الباب لإيقاظ آرثر، نهض بشعور من الثقل من آثار الشرب والتعب، لم يلبث قليلاً حتى نهض من مكانه واستعد للنزول إلى الطابق السفلي لتناول الطعام مع عائلته.
كان المكان صاخبًا قليلاً أثناء تناول الطعام، كانت الملكة تحث آرثر على الزواج والارتباط، وكان الملك يمدح إنجازاته في هذه الحرب، في حين كان كاربن يتناول الطعام بهدوء، بينما كان آرثر على وشك أن يصاب بعسر هضم من كثرة الحديث عن هذه الأمور.
انتهى الطعام، وتوجه كل شخص إلى عمله، صعد آرثر إلى مكتبه، وخلال عمله تذكر فجأة أن لديها حارسًا مرافقًا، فوضع قلمه وتنهد بعمق، ثم أرسل طلبه إلى المكتب.
طرق الباب مجددًا، فتح مساعد آرثر الباب، فرأى يوجين واقفة أمام الباب.
المساعد: "ماذا تفعل هنا أيها الطفل الصغير؟"
يوجين: "(بغضب) أنا لست طفلا، سيدي. لقد استدعاني الأمير آرثر إلى هنا."
المساعد: "(بدهشة) سموه استدعاك! انتظر قليلًا، سأستشير سموه عن هذا الأمر أولًا."
يوجين: "حسنًا."
غادر المساعد وعاد بعد لحظات وهو غير مصدق لما سمع عن كون هذا الطفل مرافقًا شخصيًا.
المساعد: "ادخل، إنه الأمير في الداخل ينتظرك."
يوجين دخلت إلى غرفة المكتب الداخلية حيث كان يعمل آرثر: "حسنًا. سيدي."
آرثر: "اقترب، هل حدث شيء ما أمس؟"
يوجين: "كلا سيدي، لم يحدث شيء."
آرثر: "جيد، اجلس ريثما أنهي عملي."
يوجين: "حسنًا، سيدي."
جلست يوجين على مقعد بجوار النافذة، لم يكن هناك شيء لتفعله، لذا بدأت بالنظر حولها لتتأمل أرجاء الغرفة. كانت غرفة كبيرة تحتوي على مكتبان فقط، مكتب كبير يستخدمه آرثر، وآخر أصغر بقليل لمساعده، وعلى الجهة الأخرى كانت هناك مدفأة جميلة مرصوفة بالأحجار الصلبة الملساء، وحولها رفوف تمتد من الأرض إلى السقف وعلى طول الجدار، مليئة بالوثائق والكتب، ونافذة كبيرة خلف مكتب آرثر تعطي نوعًا من الشموخ بضوئها الذي يسقط على المكتب.
جلست يوجين بلا حراك لوقت طويل، لم تتذمر أو تتململ، لكنها كانت تحدق بين الحين والآخر من النافذة خلف آرثر، حيث كانت جالسة على كرسي صغير بعيدًا عن الأوراق المتكومة فوق المكتب.
حلت الظهيرة أخيرًا وتوقف آرثر عن العمل، وطلب من مساعده المغادرة لليوم، وطلب من يوجين الجلوس أمامه.
آرثر: "اليوم سيأتي قائد الفرسان ليصطحبك معه، لذا افعل ما يقوله لك، واحفظ الأماكن جيدًا، ثم استعد للخروج. سنذهب في جولة تفقدية في الأسواق، وأخبر القائد أن يعد لك زي المرافق الخاص ويعدله بما يناسب حجمك."
يوجين: "حسنًا سيدي، هل يجب أن أنتبه إلى أي شيء آخر سيدي؟"
آرثر: "لا، لا يوجد."
بقيت يوجين برفقة سيزار، قائد الحرس الملكي، في ذلك اليوم، يعرفها على الأماكن ويرشدها بين الحين والآخر، وأثناء انتظار انتهاء الزي الرسمي، خاض كل من سيزار ويوجين نزالًا، ليعرف إن كانت حقًا مناسبة لدور المرافق الخاص، حيث لاحظت أنه كانت متساهلا في القتال قليلًا.
حل المساء، كان الزي جاهزًا، واستلمته أخيرًا، وقبل أن ترتديه أخبرها سيزار أن ترتدي ملابس بسيطة، وتستعد للخروج مع سمو الأمير آرثر
Comments